شبكة ذي قار
عـاجـل










إن كانت جريمة إغتصاب فلسطين جريمة القرن العشرين فأحتلال العراق وقتل شعبه وتدميره جريمة القرن الحادي والعشرين بإمتياز، وقد طرحنا في مقدمة مقالنا الجزء الأول،  ثلاثة أسئلة عن الجريمة ودوافعها،وكتبنا في الجزئين 1و2 إجابة لمجموعة الأسئلة التي أردناها مدخلا لتحليل الجريمة، واليوم نكمل إجابة تلك الأسئلة التي تعطي للمواطن والقاريء حقيقة الجريمة وأهدافها ودور حكومة الإحتلال فيها ودور دول الإحتلال ذاتها، واليكم أجوبتها:

 

1.     لماذا إستهداف الكنيسة وفي يوم الصلاة الجماعية للمؤمنين من المسيحيين؟

إن إستهداف مؤمنين يؤدون شعائر دينية ويقيمون صلاة فرضها الله على عباده، وإلتزم بها الذيم آمنوا منهم بكتبه ورسله هو عمل عدواني، معادي لله وملائكته وكتبه ورسله وإعلان عن الكفر، لأن الله سبحانه وتعالى علمنا وأمرنا بأن الإيمان هو توحيد الله عز وجل في علاه واليوم الآخر والعمل الصالح، وقد أكدها القرآن في الآية 62 من سورة البقرة (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، هذه هو الإيمان وهذه هي أركانه وأعمدته، فمن يبتدع غير هذا فقد حرف وغير قول الله، وهو معادي للإيمان بالله وأنبيائه ومكذب لما جاء في كتبه التي نزلها للبشرية، وهو ليس على ملة أي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام أجمعين، فأؤلئك الذين يفتون بجواز قتل المسيحيين ليسوا من الدين في شيء بل هم جنود للشيطان وجند للدجال، وبما أن هذا العمل الإجرامي الشنيع يمثل كفرا بما شرعه الله ونبيه الكريم محمد العظيم إذن لماذا إستهداف المؤمنين وهم يؤدون منسكهم الديني في بيت من بيوت العبادة التي حرم الله فيها القتال والرفث والفسوق وبإسم الدين؟ هذا الذي ندعوا كل مؤمن أن يعيه ويتحرى أسبابه وأهدافه ويدقق من المستفيد منه.

 

2.     لماذا السرعة الخرقاء والرعناء والمتهورة في قرار اقتحام الكنيسة؟

 هل ناتجة عن غباء وتخبط أم استهانة بأرواح العراقيين وتقصد؟ هذا أمر يحتاج الى كثير من التدقيق والتمحيص والتأني كي نكتب في تفاصيله الدقيقة، وأعدكم إنشاء الله بعد أن أجمع معلومات تفصيلية عن الجريمة الإرهابية المنكرة بصفحتيها – أي ما قامت به العصابة الكافرة التي إقتحمت الكنيسة وما قامت به العصابة الحاكمة الفاجرة والفاسقة ممن يدعون أنهم حكومة ودولة قانون-  سأعود لأكتب فيها، ولكن كتحليل لإنسان وهبه الله عقل أقول: هل تأنت دولة القانون ودهات الإستراتيجية المتفتقة في الجوانب الأمنية والإستخبارية والعسكرية قبل إتخاذ قرار الأقتحام للكنيسة التي بداخلها (150) مصليا أعزل في مواجهة مجموعة غير معروفة العدد ولا التسليح ولا مواقع إنتشارهم وتواجدهم في مبني الكنيسة؟ هل تدارس العباقرة الستراتيجيين في كيفية الإقتحام وعدد القوة المخصصة للإقتحام وقدرتها وتسليحها ومستوى تفكيرها وسرعة البديهة وإتخاذ القرار في مواجهة أناس إنتحاريين مجرمين يعرفوا ما هو مصيرهم إن إستسلموا أو ألقي عليهم القبض وهم يسيطرون على هذا العدد من المواطنين العزل والذي بالبداهة غالبيتهم العظمى من الشيوخ والنساء والأطفال؟ ألم يكن بالإمكان مفاجئة الإرهابين بحيث تتم السيطرة على الموقف بأقل التضحيات؟ ألم يكن بالإمكان الإستعانة بمواطنين من العوائل المجاورة للكنيسة لمعرفة تفاصيل عن مداخل إضافية وجانبية في المبني وبشكل سريع؟ ألم يكن بالإمكان إحداث عدة فتحات بهدم أجزاء من جدار قاعة الكنيسة بحيث يمكن المصلين من الخروج من تلك الفتحات كأن يكون بقله نوافذ وشبابيك أو هدم جدار من جدران القاعة في أكثر من مكان؟ ألم يكن بالإمكان أحداث فتحات في سقف المبنى يتم من خلاله معالجة دخول قوة للقاعة كي تواجه العصابة وتدافع عن المصلين؟ ومن ثم إحداث فتحة طواريء لإخراج المحاصرين؟ وكثير هي الأفكار والإحتمالات التي يجب أن يضعها عسكري محترف مدرب لمواجهة مثل هكذا حالة، ولكن ما حدث يدلل على عدة أمور: الأول الجهل الكامل والأمية في العلوم العسكرية والشرطوية لمواجهة المواقف الآنية والمفاجئة. والثاني أن عمل الحكومة عمل طائش وإستهتار بحياة المواطنين وعدم إهتمام بالنتائج، وهذا يدل على الفجوة بين المواطن والسلطة فهم أصدروا الأوامر بالإقتحام ولا يهمهم النتائج، فإن نجح الأمر فهم أبطال وعباقرة وإن فشل فالعذر والمبرر موجود إنتحاريون فجروا أنفسهم ولم تتمكن القوات الحكومية من عمل أفضل من ذلك. والأمر الثالث أن الحكومة تتعامل مع الشعب كما يقول المثل الشعبي العراقي (مثل الي مضيع عجل خالته اذا لقاه فهو يغني وإن لم يلقاه فهو يغني) أي إنهم لا يهمهم أمر المواطن، المهم حماية شخوص السلطة. الإحتمال الرابع هو أن يكون للحكومة يد في الجريمة وتبغي منها غايات وهو الصراع على السلطة فهي بها العمل توحي للشعب والكتل غير المرتبطة بأجندة إيران إن تنظيم القاعدة الذي هو من الطائفة السنية هو الأقرب لهم إن لم يكن الداعم ومن ذلك بما أن كتلة العراقية تمثل السنة فلابد من تحشد كافة الكتل الصغيرة مع المالكي لتشكيل الوزارة وليكن الثمن 130مواطن عراقي في كنيسة سيدة النجاة و500مواطن في أحياء بغداد و 30 مواطن في ديالى (مديرية الدفاع المدني) و50 مواطن في التأميم كم يكونوا أمام ما ينتظره المرتزقة واللصوص الذين يحسبوا أن يتولى المالكي رئاسة حكومة الإحتلال لدورة ثانية؟ أنسى الشعب أن كل الذين يحكموه حاليا بإسم العملية السياسية وبائعي الديمقراطية في شوارع وحارات وقرى ومدن العراق وبغداد الحبيبة تطوعوا مع الإحتلال لقتل كل الشعب وتدمير كل العراق لخدمة دول الإحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي؟ فالمالكي والعبيدي وزبانية الشيطان جميعا مستعدون لكل جريمة من أجل السلطة والمال، ولو لم يكونوا مستهترين بأرواح العراقيين لما تجرؤا بالقول عن نجاح عملية إقتحامهم الرعناء وإرتكابهم جريمة أخرى بحق الشعب العراقي بقتل أبنائه في بيت الله، أو إكمال الصفحة الثانية في الجريمة المركبة بعد تسهيل وصول العصابة المجرمة ليجهزوا هم بقوات رسمية على المواطنين العراقيين في كنيسة سيدة النجاة، وهنا من حق أي إنسان وليس مواطن فقط أن يسأل العبقري عبد القادر محمد جاسم ماهي معايير نجاح العملية إذا كانت نسبة الخسائر فيها 87% أو أكثر من المواطنين الموجودين في المبنى؟ وهل المقصود بالنجاح الذي قاله كذاب بغداد قاسم عطا مرددا ما قاله سفاح بغداد المالكي وكلبه عبد الكرسي العبيدي أن إجراءات الإقتحام كانت ناجحة، بأنهم حققوا ما يبغون ويهدون هم وهو توسيع الفتنة وقتل الشعب والتهيئة لتولى العميل المزدوج المالكي رئاسة لصوص بغداد لدورة نهب ثانية؟

   

3.     ما هي الأبعاد من وراء ذلك العمل المعادي لله وعباده ولشعب العراق؟

إن الله سبحانه وتعالى يضرب الأمثال لأولي الألباب عل العقول تعي وتدرك ما يريد من العباد المكلفين والمسؤلين يوم الدين وهم الإنس والجن، فقد بلغ البشرية أن أول بيت وضع للناس الذي هو ببكة، وجعله حرماَ آمناَ ومزارا لكل المؤمنين، وأبلغ البشرية بلسان خاتم أنبيائه وسيدهم عليه وإخوانه الأنبياء صلاة الله وسلامه وعلى آل بيته الطاهرين ونذيرها ومبشرها ورحمته لها أن لايشد الرحال إلا لثلاث مسجد الرسول والمسجد الأقصى والمسجد الحرام، وأمر خليله ونبيه أبا الأنبياء إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ونبيه إسماعيل إن طهرا بيتي للساجدين ونادي للحج يأتوك من فج عميق، هل قرأ أحد بني آدم ذلك كما أقرأه أنا، أن الله اراد بذلك قدسية وحرمة السبق في المكان الى الأيمان ولذلك جعل لقلء أبوينا أدم وحواء عليهما السلام بمكة وجاء بهم للبيت الحرام كي يكون أول بيت للإيمان، وجعل إبعاد أبينا إسماعيل وأمه لوادي غير ذي زرع (مكة) كي تكون أول دار للحنفية الحق التي بعث بها أبا الأنبياء سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ولو تفكرنا وتدبرنا مشيئة الرحمن الرحيم الذي كل شيء عنده بحسبان وعلم سابق لماذا جعل أول حضارة ومدنية بشرية في العراق ثم في مصر واليمن وقسنا على قداسة أول بيت للإيمان لعرفنا قدسية أقدم الحضارات، ولجعلنا لأرض الرافدين والكنانة وسبأوحمير ذات القدسية التي نص عليها رب السماوات والأرضين لبيوته، فإن كانت مكة والقدس والمدينة مدن الهداية وبيوت الرحمن التي منها شع نور الإيمان لتوحيد الله العزير الجبار، فالعراق ومصر واليمن أرض الله التي منها إنطلق المعرقة والعلوم والثقافة والوعي لترسم ملامح التحضر والمدنية البشرية فهل يفقه البشر ذلك، وهل يعي الناس حجم الجريمة والعدوانية عليهم عندما تستهدف قوى البغي والإرهاب والفحشاء والمنكر تلك الديار صانعة التأريخ وملهمة البشر ما علمه الله لبني أدم، وليعلم الجميع أن الله سبحانه هو العليم الخبير وهو الذي علم الإنسان، وهو القائل عز وجل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، نعم هكذا أرى ديار الحضارة والمدنية في بلاد الرافدين وأرض الكنانة واليمن السعيد، وهكذا يفترض أن تكون نظرة الناس لها بقدسيتها وحرمتها فمنها نتج أول حرف وأول قانون أول الحضارات نعم يجب أن يتوجه لها بني البشر بخشوع وقدسية ورهبة من غضب الله، لأنها من علم البشر الحضارة ومعنى الحياة وقيمتها الإنسانية، لا أن يتوجه لها الكافرون والبغاة بالصواريخ واليرانيوم والقنابل الفسفورية والعنقودية وطائرات الدمار وأسلحة التدمير الشامل والقتل الجماعي، وبدلاَ من أن يجعلوها قبلة للمفكرين والباحثين والعلماء والمؤرخين يحشدوا كل لصوص وممتهني الجريمة والرذيلة ليعيثوا فيها فساداَ وإجراما ونهبا لتراث الإنسانية ودلائل تطورها الفكري والديني والحضاري والإجتماعي، وبدلا أن يُدرّسوا أجيال البشرية تاريخها كي ينهلوا منه المدنية والحضارة والسلام والتعايش والمعرفة يوظفوا كل إمكانات الشر والتحريف والتزوير لكي ينشروا بين أبناء تلك البلدان البغضاء والحقد والضغينة والإحتراب.

 

هذا ما تدعيه أمريكا زعيمة الإرهاب والجريمة والعدوان في العالم في ديمقراطيتها، التي تريد أن تفرضها على البشرية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، والتي بدأت تتغير هذه الأيام لمسمى جديد لا يختلف في أهدافه وهو مكافحة التطرف، ولهذا نرى ونتابع وجود يد  كانت سابقا خفية لأمريكا وقوى العدوان على البشرية من إدارات دول تعتبر نفسها نموذج الديمقراطية كفرنسا وبريطانيا وألمانيا باتت اليوم علنية ، تلك الدول التي يحفل تاريخها بالجرائم والعدوان على الشعوب، ويسجل أقذر ما في التاريخ البشري من جرائم ضد الإنسانية والشعوب والآفراد.

 

ما حدث في كنائس ومساجد العراق في بغداد ونينوى والفلوجة وكركوك وديالى والبصرة وكل مدن العراق بعد الإحتلال، ماهو إلا نتائج للفكر المتطرف والعدواني والفتنة التي إستخدمها وأدخلها الأمريكان والبريطانيين وتحالفهم العلني والخفي مع قوى إقليمية ومافيا الجريمة واللصوصية والرذيلة عراقية كانت أو عربية إسلامية أو مافيا أوربا المعروفة، والتي تحكم وتتحكم بكثير من التجارة السوداء والرذيلة، وترتبط بشخوص تقود بلدان وتوجههم وتتحكم بسياسات دول كبرى ويسميها كثير من الكتاب والمفكرين بحكومة العالم الخفية، نعم أدخلوها للعراق ومولوها وأسسوا لها تلك المافيا العراقية الأصل بإسم المعارضة العراقية والعربية والإسلامية بإسم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والمافيا من محترفي الجريمة والمرتزقة الدوليين بإسم الشركات الأمنية، حتى تولدت مافيا محترفة في المنطقة،  وبدأت هذه المافيا الإرهابية تنتشر في العالم كالسرطان وتقلق البشرية جمعاء، وما يجري في الصومال والسودان واليمن ولبنان وحتى مصر ودول المغرب وصحراء أفريقيا الغربية ومنطقة القرن الأفريقي وأفغانستان وباكستان وكشمير وإيران وتركيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق من دول آسيا والشيشان وجورجيا وغيرها الى نتاج الفتنة التي توجد فيها يد للغرب الإمبريالي والتي ستفرخ مافيا شريرة لتغرق العالم بالإرهاب، ولم ينتبه العالم لماذا تولد كل هذا العنف والتطرف والعدوانية أو إن هناك قوى متحكمة في السياسة الدولية لا تريده أن ينتبه لأنها مستفيدة ولها أهداف وغايات من ذلك، وأبرزها الصهيونية العالمية والجشعين والمرابين والكافرين الذين يتصوروا أن جمع المال والثروات سيخلدهم ويسيدهم على البشرية، ولم يفكر إنسان منهم بقول الله العليم القوي العزيز (ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالاَ وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدد*)،هذا ما ستواجهه البشرية إن ضد ظلت قوى الشر والعنجهية والبغي تتحكم بها وتستخدم المال والقوة الغاشمة والقتل والجريمة لتفرض مخططاتها الإرهابية والشريرة كإغتصاب البلدان ونهب الثروات وإستباحة إنسانية الإنسان وحقوقه كما جرى في فلسطين التي تبقى أكبر جريمة وإستباحة وعدوان على البشرية وما دونها من الجرائم بحق الشعوب.

 

هذه في تصوري وتحليلي هي الجريمة ودوافعها وغايات الجهة التي تقف ورائها والتي جندت أطرافها سواءا عصابات قاعدة بلاد الرافدين أو حكومة المالكي لإرتكبها، فالطرفين تنظيمن دولة العراق (القاعدة) وحكومة العراق كلاهما يرتبطان بذات الجهات أمريكا والصهيونية ونظام إيران، الله يرحم شهدائنا شهداء العراق ويمن على جرحانا بالشفاء ويحفظ الباقين ويمحق الكافرين وأعداء الله وعباده، وغدا سينتهي البلاء ويأتي نصر الله ويلقى كل إمرء حساب عمله، (فمن يعمل مثقال ذرة خيراَ يره * ومن يعمل مثقال شر يره) الزلزلة الآيتين 7و8 ، وغدا لناظره قريب، والله هو الحي الذي لا يموت.

 

 





الثلاثاء٠٣ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة