شبكة ذي قار
عـاجـل










اقتربنا من نهاية هذا الكتاب ...  وهذه الفصول التي وصل إليها الدكتور موسى تعتبر مهمة جدا، وأكرر قولا ذكرته سابقا، أن الكتاب برمته مهم جدا، ويستحق القراءة أكثر من مرة، ويستحق الاحتفاظ به للتاريخ ...

 

أما هذا الفصل، فتنبع أهميته في أنه يوثق الجرائم العظيمة التي اارتكبها زبانية الخميني بحق أفراد الشعب الايراني، والتي يشيب لها الولدان.. ولا أدري إن كان البعض من أبناء يعرب قد قرأوا هذا الكلام قبلا أم لا  ...

 

إن هذا الفصل، بل وهذا الكتاب، يبين النفسية الاجرامية التي كانت لدى الخميني، وأنه ما أطال العدوان على العراق ورفض كل نداءات السلام التي وجهت له إلا لأن نفسيته إجرامية مولعة بالقتل وسفك الدماء.. ولعل إيراد بعض الجرائم التي اقترفها بحق أبناء الشعب الايراني على لسان شخص كان من المقربين لديه لهو أكبر دليل على طاغوتية هذا الشخص البعيد بعد النجوم عن الدين الاسلامي وتعاليمه السمحة الغراء ...  وأنه ما ارتدى هذا البرقع وما ادعى هذا الادعاء الكاذب إلى أهل بيت النبوة الأطهار إلا ليخفي هذه النفسية الحاقدة الاجرامية التي تربت على القتل والنهب والسرقة واللصوصية ...

 

يبدأ الفصل بهذه الآية القرآنية الكريمة:

 

وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (سورة الفرقان) ...

 

الرعب المدمر ...

 

لقد مضى على تأليف كتاب الثورة البائسة عام ونصف عام، وبسبب المرض الذي الزمني الفراش لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم أسفار متلاحقة، لم استطع تقديم الكتاب إلى المطبعة، وها هو الكتاب يأخذ طريقه إلى النور بأذن الله وارادته..

إن الشهور الثمانية عشر التي مرت على الثورة البائسة والكتاب لم يقدم بعد للنشر كانت شهور الاحداث الجسام في ايران، فقد وصلت النكبات المتلاحقات إلى القمة، وازداد عدد الضحايا بصورة مرعبة، والتدمير الشامل للبلاد بلغ مبلغا عظيما لا يكاد يتصوره المرء، فكان لابد من تصحيح الارقام التي ذكرناها في الكتاب، سواء تلك التي كانت تتعلق بالضحايا البشرية او الخسائر المادية ...  وهكذا، فتلك هي الاهوال الجسام التي مرت على الشعب الايراني المسكين في غضون هذه الفترة، لقد تم تصحيح الارقام في متن الكتاب عند مراجعتنا لتصحيحه، ولكن رأينا أنه من الافضل اضافة فصل خاص في آخر الكتاب يشمل كل الاحداث المرعبة والمدمرة التي حلت بايران في الفترة التي اشرنا اليها ولذلك جاء اسم الفصل: الرعب المدمر ...  أي أنه لم يأت من فراغ ...

 

اغتصاب الحرس الثوري الفتيات المجاهدات قبل اعدامهن ...

 

لقد بلغ التوحش وتدمير الاخلاق اوجه لدى الخميني وحرسه في الجمهورية التي أسسها، فلم يحدث حتى في العصور المظلمة والقرون الوسطى ما يحدث الآن في سجون ايران، بل حتى المغول والتتار وما عرف عنهم من وحشية وتدمير ورعب وارهاب لم يرتكبوا ما ارتكبه ويرتكبه حرس الخميني بحق الشعب الإيراني..

 

ان هذه الزمرة المتوحشة تغتصب الفتيات المنتميات إلى (حزب مجاهدي خلق) قبل تنفيذ حكم الاعدام بهن ...  وها انا اشهد الله ورسوله بأنني سمعت بها بإذني من شخصية دينية مرموقة(احتفظ باسمه خوفا على حياته) ...  فقد قال لي والدموع تسيل من عينيه: (ان هذا الامر الرهيب والخطب الفادح يحدث في سجون ايران والخميني يعلم بما يحدث وهو صامت لا ينبس بكلمة، لان الذي يهدر دماء المسلمين والمسلمات لن يأبى من هدر اعراضهم) وقد تواترت الانباء عن ابنة احد الاطباء المعروفين، التي عثرت امها بين مخلفاتها التي حملت اليها بعد اعدامها على هذه العبارة التي كتبتها على قميصها بالمداد (يا أبتاه ان حرس الثورة تجاوزوا على شرفي سبع مرات ...  وها انا أساق إلى الموت بلا ذنب او جرم)..

 

والوقاحة الاشد والانكى من هذا، هي ان الحرس الثوري يذهب إلى ام الضحية وابيها ويقدم لهما مبلغا زهيدا يعادل عشرة دولارات، ويقول لهما متبجحا ساخرا شامتا: هذا مهر ابنتكم التي اعدمت، وانا تزوجتها زواجا مؤقتا قبل الاعدام حتى لاتدخل الجنة، لاننا سمعنا من كبرائنا ان البنت البكر لاتدخل النار فكان لابد من ازاحة هذه العقبة لدخول ابنتكم النار!!!

 

وقد حدث مرارا وتكرارا ان هذه الوحوش الكاسرة اعتدت على اعراض المسلمات واغتصبوا الفتيات امام امهاتهن واقربائهن ...  ان القصة الحزينة التي يرددها الشعب الايراني في كل مناسبة هي قصة تلك الفتاة التي اعتدى على شرفها اربعة من حراس الثورة بحضور امها.. وذلك عندما داهموا بيتها لالقاء القبض على ابيها فلم يعثروا عليه، وقد كانت وطأة الحادث المرعب شديد على الفتاة بحيث فقدت اتزانها واصيبت بالجنون، فحملت على مغادرة ايران للعلاج، ولكن العلاج لم يجد نفعا، واخيرا انتحرت الفتاة بأن القت بنفسها من بناية شاهقة لكي تنسى جحيم الخميني!! (ولازال هناك من بنو يعرب من يمجد بالخميني ويعتبره إمام العصر والجماعة !!!)..

 

وقد حدثني قاضي الشرع في مدينة يزد الايرانية، انه عندما حكم بالاعدام على احد افراد الحرس الثوري لانه داهم بيتا للسرقة واعتدى على شرف زوجة صاحب البيت، خرج حراس الثورة يشيعون زميلهم المعدوم وهم يرددون بصوت واحد (ايها الاخ الشهيد اننا سنسير على دربك)، وبعد يومين عزل الخميني قاضي الشرع لانه أعدم حاميا من حماة الاسلام على حد تعبيره!!

 

اربعون الف اعدام سياسي..

 

لقد تجاوز عدد الذين اعدمتهم المحاكم الثورية حتى كتابة هذه السطور اربعين الف شاب وشابة وشيخ وشيخة، ثلاثون الف منهم فقط من حزب مجاهدي خلق، كما ان بين هذه الضحايا بضعة الاف من الفتيات والفتيان الذين لم يبلغوا سن الرشد، ولكن الجلادون لم يرحموا الصغار كما لم يرحموا الكبار!!

 

300 الف قتيل ضحايا الحرب، و 60 الف قتيل ضحايا الحروب الاهلية ...

 

لقد تجاوز عدد ضحايا الحرب الدائرة رحاها بين ايران والعراق منذ اربع سنوات ثلاثمائة الف قتيل ونصف مليون معوق، كما ان ضحايا الحروب الاهلية الدائرة رحاها في كردستان وغيرها تجاوزت الستين الفا، واذا اضفنا إلى هذه الاعداد الاربعين الف شخصا الذين اعدمتهم المحاكم الثورية فيكون مجموع الاشخاص الذين لاقوا حتفهم في ايران منذ استيلاء الخميني على السلطة اربعمائة الف قتيل ...  أي بمعدل ثلاثمائة قتيل في كل يوم ...  وقد بدا واضحا وجليا، وبعد ان رفض الخميني الصلح مع العراق اكثر من مرة، ان ثلاثمائة قتيل في كل يوم لاتروى عطش الخميني في اراقة الدماء، فهو يطلب المزيد ثم المزيد..

 

اضطهاد الامام الشريعتمداري واعدام صادق قطب زادة ...

 

لقد كان الامام الشريعتمداري مضطهدا منذ سنتين، ولكن هذا الاضطهاد بلغ اوجه وبلغ مرحلة لم تحدث لها نظير حتى الان في تاريخ ايران وفي غير ايران ...  فقد اتخذ الخميني مؤامرة قطب زادة الفاشلة ذريعة للبطش بالامام الشريعتمداري وازاحته تماما من الطريق، فقد اتهم الشريعتمداري بالاشتراك في المؤامرة تلك، وقد بلغت الوقاحة والخسة بالجلادين المعروفين، صادق الخلخالي واللاجوردي، ان ذهبا إلى دار الامام وطلبا منه ان يعترف بالاشتراك في المؤامرة وتمويله لها، وعندما نهرهما الشريعتمداري بشدة صفع اللاجوردي الامام البالغ من العمر ثمانين عام ...  ثم قال له: سنغتصب عرضك امام عينيك اذا لم تقل ما نمليه عليك!! وهكذا ارغم الامام على ان يقول ما يثلج صدر الخميني ...  واذاعت التلفزة والراديو اعترافات الامام حسب ادعائها، ولم يقتنع الخميني بكل هذا بل امر بوضع الشريعتمداري تحت الحراسة المشددة في بيته بحيث لايزور ولايزار ...  وعندما طلب الامام الشريعتمداري السماح له بالسفر إلى خارج ايران للعلاج من مرض السرطان رفض الخميني ذلك قائلا فليعالج داخل ايران.

 

اما قطب زادة، فقد اعدمه الخميني ولم يرع فيه السنوات العشرين التي افناها في خدمته، وقد ابنه الرئيس ابو الحسن بني صدر بقوله هنيئا له فقد لاقى حتفه على يد اشقى اهل زمانه ...  حقا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين قال: من اعان ظالما سلطه الله عليه ...

 

غرفة الاغتيالات ...

 

لقد اسست غرفة الاغتيالات في دائرة ساواما التي حلت محل السافاك القديم، ويشرف على اعمال هذه الغرفة ابن الخميني، أحمد، والخلخالي واللاجوردي المعروفين، ومهمة هذه الغرفة اغتيال المناوئين السياسيين للنظام في خارج ايران، ولهذه الدائرة ميزانية خاصة لا علاقة لها بميزانية الدولة، بل تتصل مباشرة بميزانية الخميني الخاصة، حتى تبقى اسرارها واعمالها سرية لايعرف بها احد الا الله،  ثم الاشخاص الثلاثة المشرفين عليها.. ورحم الله قائل هذا البيت:

 

افضل من افضلهم صخرة *** لاتظلم الناس ولاتكذب

 

اعتقال صهر الخميني في المانيا بسبب تهريب المخدرات ...

 

لقد شاء الله ان يفضح هذا النظام الفاجر الذي اعدم اكثر من الف واربعمائة شخصا بتهمة الاتجار بالمخدرات امام الاجيال الحاضرة والقادمة، فقد اعتقلت في اذار عام (1983) (السنة التي أعد فيها هذا الكتاب) الشرطة الالمانية في دوسلدرف صادق الطباطبائي، وهو صهر الخميني واقرب المقربين اليه ومرشحه لرئاسة الدولة، وهو يحمل في حقيبته اليدوية ألف ستمائة غرام من الافيون ...  ولم يخجل النظام الحاكم في ايران من هذه الفضيحة، بل بذل قصارى الجهد للافراج عنه، وهدد النظام الايراني الحكومة الالمانية بقطع العلاقات السياسية معها اذ لم يفرج عن السجين الجبيب، واخيرا رضخت الحكومة الالمانية إلى طلب ايران وافرجت عن الطباطبائي، حيث طار إلى طهران واستقبله الخميني مباركا له الخلاص من سجن الالمان، وفي صباح اليوم التالي اعلنت الحكومة الايرانية في نشرات اخبارها هذا النبأ لقد تم تنفيذ حكم الاعدام بحق احد عشر متهما بتهريب المخدرات في فجر هذا اليوم  ...  (تهريب المخدرات من قبل الخميني جائز ...  فهناك رواية عن الحمار بن الحمار مذكورة في كتاب المرجع دجال بن زنيم (دظو) تقول إنه لامانع للخميني وزبانيته من الاتجار بالمخدرات لأجل المصلحة العامة ...  والرواية مذكورة ايضا في كتاب منتخب الفتاوى واقرأوها يا أيها الحضور إذا شئتم..!!)

 

قصة مريم ...

 

انها القصة التي ترددها الألسن في كل مكان من ايران، ومريم هي ابنة مصطفى الخميني، الذي وافاه الاجل في النجف (العراق)، وعمرها لم يتجاوز السادسة عشر، لقد جاءت الحفيدة إلى جدها وقالت له ماذا يكون الجواب يا جدي اذا قال مجتهد ورع عادل بأنك لست مسلما بسبب الاعمال التي ارتكبتها وتقليدك حرام في هذه الحالة؟ وهنا سألها الجد بمكر ودهاء: من الذي يقول هذا الكلام يا ابنتي؟ فأجابت الفتاة ببراءة ساذجة مراهقة، انه جدي لأمي، الشيخ الحائري، فاكفهر وجهه الجد العجوز وقاله لها ناهرا اياها اخرجي من عندي ولاتعودي إلى داري ابد ...  ولم يسمح الجد منذ ذلك اليوم ان تدخل عليه حفيدته ... 

 

اما الشيخ الحائري، فهو الشيخ مرتضى اليزدي، الذي لا يختلف اثنان في علمه وورعه واجتهاده وتقواه، وليس هو الوحيد بين علماء ايران الذي قال في الخميني ما كدر صفو حياته، بل هناك اعلام اخرون قالوا في الخميني المقالة نفسها، ولكنهم لم يعلنوا ذلك خوفا من بطشه بهم.. ولقد قال احد هؤلاء انه لايخشى من الخميني على نفسه، ولكنه يخشى منه على عرضه ...  فالإمام الشريعتمداري خير نموذج لكل من اراد النيل من الخميني..

 

الحجتية تنسف الخمينية ...

 

الحجتيون قوة دينية تسير في شريان الشعب الايراني، ومن الصعب القضاء عليها مهما حاول الخميني، وليست الحجتية ظاهرة جديدة في ايران، ولكنها ظهرت على مسرح الأحداث بعد ان ملأ الخميني البلاد فسادا وشرا ونكرا باسم الدين وتحت غطاء ولاية الفقيه ...   وتطلق على هذه الجماعة (الحجتية) تبركا باسم الحجة محمد ابن الحسن المهدي، الامام الثاني عشر للامامية في كل مكان، وعلماء الامامية قاطبة يعتقدون ان ولي امر المسلمين الذي يحق له ان يتصرف في شؤون الأمة انما هو الامام المهدي الذي سيظهر بإرادة الله ليملأ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت جورا وظلما، وليس لأحد غيره ان يتصدر هذا المنصب، ولذلك فان ولاية الفقيه التي اتى بها الخميني انما هي بدعة وضلال ...  وقبل ايام قليلة، خطب الامام الطباطبائي القمي في جمع حاشد بمشهد الرضا عليه السلام، واعلن هذا الرأي بجرأة، وندد بولاية الفقيه، وندد باستمرار العدوان على العراق، وقال: ان الدماء التي تراق في ساحات القتال كلها برقبة الخميني وهو المسؤول عنها امام الله، كما ان رفض الصلح الذي اقترحه العراق اكثر من مرة انما هو خروج على دستور الاسلام..

 

وقد اراد الخمينيون ان يبطشوا بالإمام الطباطبائي بعد هذا الموقف الشجاع، ولكنهم لم يستطيعوا لما يتمتع به من شعبية عظيمة في البلاد، ثم ان الامام الطباطبائي كان زميلا وندا للخميني في نضاله ضد الشاه وسجن معه في زنزانة واحدة اربعين يوما، وبعد ذلك حمل الخميني على مغادرة ايران ليسرح ويمرح في ارض الله الواسعة قرابة خمسة عشر عاما، اما الامام الطباطبائي فقد قضى كل هذه الفترة في سجن الشاه، او قيد الاقامة الجبرية في مناطق نائية من ايران، ولذلك لم يكن من السهل اخماد صوت الامام الطباطبائي القمي كما اخمدوا صوت الآخرين من الشخصيات الدينية الكبيرة ...

 

حاميها حراميه ...

 

لقد وصل الاستهتار في سلب اموال الشعب وممتلكاته في ظل النظام الحاكم إلى مرحلة خطيرة لابد من تسجيلها للتاريخ، فاللجان الثورية والمحاكم الثورية ليستا الوحيدتان في سرقة اموال الشعب وممتلكاته ...  ويبدو واضحا وجليا ان تلك الطبقة التي كانت تمد يدها إلى هذا وذاك بالأمس القريب لملء بطنها لم تقنع بمئات الملايين التي سرقتها من اموال الشعب باسم حماية المستضعفين، بل ابتكرت اسلوبا بشعا آخر لسرقة اموال الامة ...  فالقابضون على السلاح في ايران يرسلون المسلحين في آناء الليل إلى دور الاغنياء ليسرقوا النفيس والغالي منها، واذا ذهب احدهم إلى السلطة يشكو مما حل به اصابه من الاذى والشر ما جعله يردد قائلا: رضينا من نوالك بالرحيل ...

واما قصة العمولات التي يقبضها احمد الخميني وصهره صادق الطباطبائي من الشركات الاجنبية التي يستوردون منها الاسلحة والاغذية والحاجات الاخرى فانها تفوق الخيال.. ان الضالعين بشؤون ايران الداخلية يعتقدون ان الاموال التي سرقها احمد الخميني وبطانته وصهره في اربعة اعوام من عمر الزمان يفوق ما استولى عليه الشاه واسرته في ثلاثين عاما من حكمه باضعاف مضاعفة.

 

ثم وبكل وقاحة وحقارة ونجاسة ودناءة وخسة يدعي الخمينيون ومن سار على دربهم من المستعربين الأوغاد أن نظام الشهيد صدام الله يرحمه ويحسن اليه كانت لديه المليارات في بنوك أوروبا وأمريك ...  وأن أبناء الشهيد عدي وقصي الله يرحمهم كان لديهم أموالا أيضا بإسمائهم هنا وهناك من العالم !!!

 

التعذيب البشع في سجون الخميني فاق بشاعة سجون السافاك ...

 

ان انين السجناء السياسيين تحت التعذيب في سجون الخميني يسمع الصم وينطق البكم، والاعمال الوحشية والربرية التي ترتكب بحق السجناء تفوق كثيرا ما كانت تحدث في سجون السافاك، بل حتى في سجون بوكاسا في افريقيا الوسطى، ان حديث الناس في مجالسهم ونواديهم تدور غالبا عن اولئك الذين اصابتهم لوثة عقلية بسبب التعذيب الذي تعرضوا له على يد الحرس الخميني، وقد اصبح شفائهم متعذرا لهول العذاب الذي لاقوة من حراس الخميني.

فقلع الاظافر وحرق الجسد بالسيجار والجلد حتى الاغماء وهكذا ألوان من العذاب ...  وكذلك التجويع والتعطيش امر رائج في سجون الخميني، ولكن الأبشع والأنكى هو تعذيب الاطفال الرضع امام امهاتهن لاخذ الاعتراف منهن، اما ما يلاقيه افراد حزب مجاهدي الخلق على يد هذه الوحوش الكاسرة فهو يفوق الخيال ...

ان الشرط الاول والاخير لمن اراد من افراد هذا الحزب ان يظهر الندم وينجي نفسه من الاعدام هو ان يعرف اثنان من افراد حزبه للسلطة، وان يطلق النار بنفسه على واحد من افراد الحزب عندما يحكم عليه بالاعدام ...  واخيرا افتى الخميني بتوقيعه على سحب دم المحكومين بالاعدام في محاكمه الإجرامية حتى يستفاد منه جرحى العدوان على العراق ...  انه امر لم يحدث حتى في سجون هتلر بألمانيا ولا في سجون ستالين في روسي ...  حدث فقط في سجون الخميني ...

 

التاريخ يعيد نفسه ...

 

ارى من الضرورة بمكان ان اسرد هنا حديثا دار بيني وبين الخميني عندما كان لاجئا في العراق، دخلت عليه في غرفته في النجف، فرأيته مهموما مغموما حزينا كئيبا، فسالته عن سبب حزنه وهمومه، فاجابني انه يلاقي من عملاء الشاه الأمرين، وان انصار هذا الاخير من رجال الدين الايرانيين ولا سيما انصار الحكيم اقوياء، يفشلون كل ما يريد القيام به، واضاف ان امله في ازاحة الشاه اصبح ضعيفا لان الشعب الايراني بدا وكأنه مل من القيام بعمل حاد ضده، لاسيما وأن المرجعية العامة المتمثلة بالحكيم تساند الشاه وتؤيده وهذا سند عظيم للنظام الايراني ... 

فقلت له: ليست العبرة بما تسمعه وتراه هنا بقوة الشاه الظاهرية، فإنها قوة السيف الذي اذا التقى باقوى منه انهار وسقط، ان مايحدث الان في داخل ايران يحكي بوضوح ان النظام منهار معنويا، وقد وصلت الحالة بالشاه الذي كان الشعب يحبه ويحترمه ويجله انه يتسكع من هذا وذاك كلاما في مدحه ومآثره، ان الشاه الذي كان يخاطبه البروجردي العظيم بالشاهنشاه، وشاء الله أن يبقى ملكه وصل إلى مرحلة من الضياع بحيث يأبى اصغر رجال الدين منزلة ان يجيب على تحيته، وانا واثق تماما ان أي نظام يسقط معنويا لابد وان يسقط عمليا ايضا، ولكن الامر بحاجة إلى بعض الوقت..

فكر الخميني مليا ثم قال لي: ان ما تقوله صحيح تماما ولكن من المؤسف ان اكثر الناس لايدركون مغزى هذا الواقع اني اخشى ان يدب اليأس إلى نفوس الناس ...

فقلت له: لاتخشى ولا تحزن فلا يسقط حق ورائه مطالب.

 

كان هذا الحوار في عام 1971

 

وبعد اثنتي عشرة سنة من ذلك اليوم، ها هو التاريخ يعيد نفسه، واذ بالخميني الذي حل محل الشاه بعد التي والتي، وكان في بداية ايامه مظهرا من مظاهر الوحدة الوطنية وحب الشعب والتفاني في سبيله يصبح مظهرا من مظاهر القسوة والتوحش والفرقة وسفك الدماء، ووصل حقد الشعب عليه وعلى نظامه واركانه إلى مرحلة لم يحدث لها مثيل في تاريخ ايران حديثا وقديما، وإذا به سجين الشعب في جحره بقصبة جماران، واركان نظامه بين مقتول ومعوق على يد الشعب الثائر، وما بقى منهم لائــذين في جحورهم من غضب الشعب واذا ساروا في الشوارع ساروا بسيارات الاسعاف لتمويه هوياتهم..

 

وفي خلال اربعة اعوام فقط من عمر هذا النظام، استطاع أبطال من ابناء الشعب البررة الصامدين ان يرسلوا إلى الدرك الاسفل من النار اكثر من مائة وخميسن رأسا من رؤوسهم الكبيرة والماكرة ...  ولم يحدث قط في تاريخ اية امة من الامم في حاضرها وغابرها، ان يصل عدد ضحايا اركان نظام حاكم على يد الشعب إلى هذه الضخامة، انه إيذان بانهيار النظام الذي سقط معنويا وسينهار بكامله في يوم قريب لا مناص منه ...

 

 

يتبع ...

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الخميس٠٥ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة