شبكة ذي قار
عـاجـل










الدين توحيد الله والإيمان باليوم الآخر والعمل الصالح، هذا هو جوهر الدين وحقيقته، التي قالها الله سبحانه وتعالى وعلمها للبشر وأمرهم بالعمل بها، وهكذا بشر جميع أنبياء الله المبعوثين مبشرين ومنذرين للبشرية، فهل يفقه البشر أمر الله؟ وهل يفهموا تفاصيل التشريع الرباني ليعبدوا الله كما يجب وكما هو أهل له وكما علمنا إياه وكما بلغنا إياه عبر كتبه ورسله؟ فمن يخالف ما جاء من ربنا فهو جاهل أو كافر (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير).

 

ماذا يعني الحمد لله؟ هل الله عز وجل محتاج لحمدنا له؟ هل الله وقدرته متوقف على حمدنا؟ ماذا هو القصد من قوله تعالى ولأن شكرتم لأزيدنكم؟ ماذا يعني الرب بتكراره في كتبه ووصايا رسله أنه تعالى يحب الصابرين ويحب المتقين ويحب المحسنين ويحب الصادقين ويحب الشاكرين ويحب المؤمنين ويجزي الذاكرين ووعد كل من يعمل مثقال ذرة من خير يره وسيجزي المحسنون وإن من سعوا للخير وعملوا المعروف هم المفلحون؟ ألم يتفكر من قالوا إنا أمنا بكل ذلك ويفقهوه؟ وأنذرنا بكتبه ومن خلال أنبيائه أنه تعالى يكره المنكر واصحاب العمل المنكر، وأكد لبني البشر إن الله يكره الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن؟ ألم يبلغنا العليم الخبير بأنه حرم البغي والكذب وقول الزور والقتل بدون ذنب أو قصاص والفساد والمفسدين في الأرض والفاسقون والمسرفون والمجرمون والخائنون والمقترون والمحرفون والإفك والغيبة والنميمة وحذرنا إتباع خطوات الشيطان وقال (ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) سورة النور الآية 21، ألم يحرم الله الرحمن الرحيم على المؤمنين دخول بيوتا غير بيوتكم لأي سبب حتى تسأنسوا وتسلموا على أهلها فكيف بمن يدخلها للقتل والجريمة والغدر؟ من الذي أفتى بمخالفة كتب الله ورسله ألم تقرؤا حكم الله وتعملوا به إن كنتم مؤمنين؟

 

 كيف تكون طاعة الله؟ وكيف خشيته وكيف يجب على المؤمن أن يتقيه؟ أليس الله سبحانه القائل (لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم)؟ إفقهوا يا أولي الألباب أن طاعة الله بالعمل بالفضائل ومكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الناس والحوار (وجادلهم بالتي هي أحسن)، والله العظيم الجبار الرحيم يخاطب حبيبة ونبيه :(لو كنت فضا غليظ القلب لإنفضوا من حولك)، ويبلغ كل المؤمنين (لا إكراه في الدين) فإن كان إدعاء هؤلاء المجرمين عدائهم لهم كونهم مسيحيين فإن عدائهم لهم هو عداء لله ورسوله محمد وخروج على ملة الإسلام، وإن كان لغرض سياسي ومغنما فقد نهى الله عن إتخاذ آياته مغنما ولعن من يفعل ذلك.

 

ماذا تعني الصلاة والنهي عن المنكر والآمر بالمعروف وأوامر الله للبشر جميعا بالعمل الصالح وإلتزام الفضيلة؟ الصلاة ليس تمرينا رياضيا وحرات وأقوال يؤديها المرء بلا وعي ولا هدف، بل الصلاة كي تكون عبادة يجب أن تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

 

ماذا يعني بعث النبيين والوعد بالجنة والنار ولماذا وهبنا الله العقل والتفكر وأنزل لنا هذا التشريع؟ وكرر في كثير من آياته أنها لعبرة لأولي الألباب وحبذ لنا التفكر والتعقل وكرر مرارا أفلا تعقلون، حتى حدد سيدنا على عليه السلام الدين بأنه تفكر وتدبر، أي يعي الإنسان ما أمر الله به ويعمل بموجبه، وهذا قول فلسفي عميق لمعنى الإيمان والتدين.

 

إن كان الله سبحانه وتعالى قد حرم قتل النفس عموما بين البشر وجعل قتل النفس من كبائر الذنوب؟ فما هي درجة الجرم والكفر بالتشريع الرباني عند قتل الاحبة لبعضهم البعض؟ من قال لكم هذا دين وهو بالعقل والنقل والنص الواضح والصريح يخالف تشريع الرب وكتبه وهديه وسنن أنبيائه؟ وضرب لنا في كتبه أمثلة عن كل شيء لنعي ماذا يجب أن نعمل وماذا يجب أن نتجنب، هل الرب سبحانه مؤرخ ليذكر لنا كثير من القصص في كتبه؟ حاشاه بل هي تشريع وتذكير للعباد، عندما يقص علينا نبأ ابني أدم عليه السلام هابيل وقابيل هي ردع ونهي عن الجريمة والقتل أفلا تعقلون؟

 

من أباح وأفتى وشرع أن يقول المسلم عن المسيحي هذا كافر؟ وهذا القول يخالف نصوص القرآن وسنة نبي الله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم؟ ومن أجاز أن يقول المسيحي عن المسلم هذا ارهابي والإنجيل وروح الله وكلمته لمريم العذراء سيدنا المسيح عليه السلام يعتبر الدين السلام؟ من هو المستفيد من ذلك ومن أجاز لنفسه أن يشرع ما يخالف تعاليم الرب الواحد القهار والعالم الجبار.

 

هذه مجموعة من الأسئلة أتمنى أن يجيب عليها رجال الدين مسلمين ومسيحيين وغيرهم من أهل الكتاب ومن معتقدى التوحيد والمؤمنين في الأرض علانية عقلا ونقلا، عبر المنابر والمحابر، وخلال المجالس والمدارس، وبالقول والفعل، وعبر الإفتاء والدعاء، إن رسول الله ورحمته للعالمين أجاز أن يكون يقوم وفد نجران مناسكهم في مسجده عندما حضر له وفد نصارى نجران، فمن يجرؤ إن كان مسلما أن يقتحم على مؤمنين في بيت من بيوت الله (كنيسة سيدة النجاة) وهم يؤدون منسكا من مناسك الإيمان وفرضا من فروض الله (الصلاة) ليقتلهم؟

 

هذا نص عهد الله وذمة نبيه خاتم النبيين واضحا صريحا يعلن اللعنة على من خالفه:

للسيد إبن الحارث بن كعب، ولأهل ملته، ولجميع من ينتحل دعوة النصرانية (المسيحية) في شرق الأرض وغربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وأعجميها، معروفها ومجهولها، كتاباّ لهم عهداّ مرعياّ، وسجلاّ منشوراّ، سُنّةّّ منه وعدلاّ، وذمّةّ محفوظةّ، من رعاها كان بالإسلام متمسكاّ، ولما فيه الخير مستأهلاّ، ومن ضيعها ونكث العهد فيها، وخالفه إلى غيره، وتعدّى فيه ما أمرتُ، كان لعهد الله ناكثاّ، ولميثاقه ناقضاّ، وبذمته مستهيناّ، وللعنته مستوجباّ، سلطاناّ كان أو غيره، بإعطاء العهد على نفسي، بما أعطيهم عهد الله وميثاقه، وذمة أنبيائه وأصفيائه، وأوليائه من المؤمنين والمسلمين في الأولين والآخرين: ذمتي وميثاقي وأشدّ ما أخذ الله على بني إسرائيل من حق الطاعة وإيثار الفريضة، والوفاء بعهد الله، أن أحفظ أقاصيهم في حق ثغوري وبخيلي ورجلي، وسلاحي وقوتي، وأتباعي من المسلمين، في كل ناحية من نواحي العدو، بعيداّ أو قريباّ، سلماّ كان أو حرباّ، وأن أحمي جانبهم، وأذب عنهم، وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم، ومواضع الرهبان، ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران، أو سهل أو رمل، وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا، كان بر أو بحر، شرقاّ وغرباّ، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الإسلام من ملتي، وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من  كل أذّى ومكروه، أو مؤونة أو تبعة، وأن أكون من ورائهم، ذاباّ عنهم كلّ عدو، يريديني وإياهم بسوء، بنفسي، وأعواني، وأتباعي، وأهل ملتي، وأنا ذو السلطنة عليهم، ولذلك يجب عليّ رعايتهم وحفظهم من كل مكروه، ولا يصل ذلك إليهم، حتى يصل إليّ وأصحابي الذابين عن بيضة الإسلام معي، وأن أعزل عنهم الأذى من المؤن التي يحملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، إلا ما طابت به أنفسهم، وليس عليهم إجبار ولا إكراه على شيء من ذلك، ولا تغيير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من أبنية المساجد، ولا منازل المسلمين، فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله، وخالف رسوله، وحال عن ذمة الله، وأن لا يحمل الرهبان والأساقفة، ولا من تعبد منهم، أو لبس الصوف، أو توحد في الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئاّ من الجزية أو الخراج.

 

فمن يجيز لنفسه أن يخالف تشريع الله ورسوله؟ وهل بقي من إسلامه شيء؟ هذا رسول الله يبشر من خالف ما عقده من عهد الله وذمة رسوله لهم بأنه خارج من دين الله ووجبت عليه اللعنة: كتاباّ لهم عهداّ مرعياّ، وسجلاّ منشوراّ، سُنّةّّ منه وعدلاّ، وذمّةّ محفوظةّ، من رعاها كان بالإسلام متمسكاّ، ولما فيه الخير مستأهلاّ، ومن ضيعها ونكث العهد فيها، وخالفه إلى غيره، وتعدّى فيه ما أمرتُ، كان لعهد الله ناكثاّ، ولميثاقه ناقضاّ، وبذمته مستهيناّ، وللعنته مستوجباّ.

 

نعم يا أهل الإسلام هذا هو تشريع الله ورسوله فمن خالفها وجبت عليه اللعنة وثبت كفره وإرتداده عن الدين فالمطلوب من المسلمين وفق وثيقة الرسول الكريم ما يأتي:

 

1.  إصدار فتوى جماعية من عموم مجالس الإفتاء لكل مذاهب المسلمين وعلماء الدين العارفين بالكتاب والسنة إصدار فتوى جماعية بتكفير هؤلاء النفر الذي خالف المتاب والسنة، ونكث عهد وذمته الله ورسوله كما ورد في النص الصريح، ووجوب الدفاع عن إخوتنا المسيحيين شركائنا في الوطن في ديارنا وبلداننا المشتركة.

 

2.  إلزام كافة أئمة وخطباء الجمعة في كل مساجد العراق والوكن العربي وعموم البلاد الإسلامية على قرائة وثيقة الرسول للمسيحين ومن ثم قراءة فتوى علماء كل علماء المسلمين بدلا من خطبة الجمعة أو قبلها.

 

3.  على عموم المدارس والكليات والمعاهد الدينية الإسلامية والمسيحية إعتماد وثيقة المحبة ودستور العرب والمسلمين وثيقة رسول الله للمسيحيين في مناهج التدريس فيها، وشروحها وفقراتها وإعتمادها كوثيقة عمل دائم بين العرب وغيرهم منن المسلمين والمسيحيين في عموم دول وبلدان الإسلام.

 

4.  على كافة الدول العربية والإسلامية إلزام جميع وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بقراءة وثيقة الرسول للمسيحيين في محطات الإذاعة والتلفزيون ونشرها في الصحف والمجلات ليعرف عموم المسلمين بتفاصيلها ويعملوا بما جاء فيها، وهو أمر واجب لا يختلف عن أي من الفروض.

 

5. على عموم المسلمين واجب حماية المسيحيين ليس غيرة وتطوعا وإخاءا فحسب بل هو واجب رباني مفروض من الله ورسوله كما جاء في الوثيقة الشريفة. وهذا نص أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم :

 

ذمتي وميثاقي وأشدّ ما أخذ الله على بني إسرائيل من حق الطاعة وإيثار الفريضة، والوفاء بعهد الله، أن أحفظ أقاصيهم في حق ثغوري وبخيلي ورجلي، وسلاحي وقوتي، وأتباعي من المسلمين، في كل ناحية من نواحي العدو، بعيداّ أو قريباّ، سلماّ كان أو حرباّ، وأن أحمي جانبهم، وأذب عنهم، وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم، ومواضع الرهبان، ومواطن السياح، حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران، أو سهل أو رمل، وأن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا، كان بر أو بحر، شرقاّ وغرباّ، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الإسلام من ملتي، وأن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني، من  كل أذّى ومكروه، أو مؤونة أو تبعة، وأن أكون من ورائهم، ذاباّ عنهم كلّ عدو، يريديني وإياهم بسوء، بنفسي، وأعواني، وأتباعي، وأهل ملتي، وأنا ذو السلطنة عليهم، ولذلك يجب عليّ رعايتهم وحفظهم من كل مكروه، ولا يصل ذلك إليهم، حتى يصل إليّ وأصحابي الذابين عن بيضة الإسلام معي. وهنا الأمر واضح لا لبس ولا إجتهاد فيه، وهو يعلن وجوب الدفاع عنهم وأنه أحد أبواب الجهاد الواجبة، وهذا يوجب الدفاع من المسلمين عن إخوتهم المسيين وعن كنائسهم ودورهم وممتلكاتهم ضد أي عدو يستهدفهم.

 

6.  إن العدوان على أي مواطن دون قصاص أو فساد في الأرض أيا كان معتقده الديني هو إنسلاخ عن دين الله وخروج عن الملة يتوجب على المؤمنين تكفير مرتكبه والقصاص منه وفق الشرع الرباني والقانون، وعدم تحميل قوم وزر مجرم أو منحرف سواءا كان منهم كصلة رحم أو يعتنق معتقدهم كديانة، وعلى عموم المسلمين الفرز بين مسيحيينا الذين يمثلوا حقيقة رسالة سيدنا عيسى عليه السلام، وبين بغاة ومجرمي الغرب الذين حرفوا دين الله وإتخذوه وسيلة لأطماعهم وأهدافهم الشريرة المعادية لله وعباده. وهو أمر أوجبه القرآن بقول الله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وقول رسولنا وحبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده).

 

 





الخميس٠٥ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة