شبكة ذي قار
عـاجـل










هذا الفصل متابعة للفصل الذي سبقه ..   ( رقم 18 )  ..

 

الخميني يرفض نداء علماء الاسلام ..

 

لقد اجتمع في بغداد اربعمائة عالم من علماء الإسلام في منتصف شهر نيسان من هذا العام  ( 1983 ) ، وكانوا يمثلون اثنين واربعين بلدا، فكان اضخم مؤتمر اسلامي عام يعقد في بغداد، وقد وجه المؤتمرون إلى الخميني نداءا يطلبون منه ان يستقبل الوفد الذي انتخبه المؤتمر من كبار علماء الاسلام ليبحثوا معه سبل الاصلاح بين البلدين المسلمين ..

 

وقد كان المؤتمرون من علماء الاسلام متفائلين بنتائج جهودهم الخيرة، وذلك لان الرئيس العراقي  ( الشهيد )  صدام حسين، الذي حضر جلسة من جلسات المؤتمر خاطب العلماء المسلمين بهذه العبارات التي نسجلها هنا وبنصها للتاريخ:

 

لقد علمت بأنكم قررتم ان ترسلوا دعوة إلى ايران وحسنا فعلتم، فالواجب الشرعي عندما تتهيأ الظروف يقتضي ان يستمع المسلمون إلى الطرفين لكي يعرفوا الحق واين الحقيقة، ونحن من جانبنا ليس لدينا تعصب تجاه اية فكرة منطقية واسلامية وانسانية، ونحن نعتبر قراركم هذا يحتوي على كل المعاني التي اشرنا اليه ..  ورغم اننا في حالة حرب، وقد يكون خلافا للمقاييس الدولية، ولكنها ليست نقيضة لمقاييسنا الإسلامية والعربية، عندما نقول بأننا نوافق ونستضيف حتى الخميني نفسه في ان يحضر إلى هذا المكان، مثلما سبق لهذا الشعب ولهذه الارض ان استضافته 14 عام، اذ ربما في استضافته مرة اخرى ما يذكره بالاستضافة الاولى، وما يفتح امام الجميع فرص الخير والسلام والمحبة، واكثر من هذا، وايضا ربما خلافا للمقاييس المتعارف عليها في العرف الدولي ومسؤولية الدول والحكام في الدول اقول مسبقا، باننا نوافق على كل قرار تتخذونه في هذا المؤتمر، ومن الان نعطي الموافقة من اعلى سلطة في الدولة مع الاعتذار لشعب العراق ولفقهاء القانون الدولي والعاملين في السياسة والقوانين، اذ ربما ينتقدون صدام حسين ويقولون كيف يجوز لرئيس دولة ان يعطي قرارا مسبقا بالموافقة على امر لايقره ولا يراه ولايعرفه ..  فأقول تعليقا على هذا بأن هذه الصفوة الخيرة التي جاءت من كل بطاح الارض من المسلمين اذا ما اجتمعوا على رأي فهو الرأي الصواب، وحتى لو كان لنا رأي آخر فلا نعتقد بأن رأينا هو اصوب من رأي هذه الجماعة، واذا كل واحد منا اعتبر اجتهاده بانه بديل عن الكل فليس بمقدور أي منا ان يلتقي ويتفاعل مع الاخرين، ولنا من تاريخ المسلمين ومن علاقات زعمائها ومفكريهم وقادتهم الاوائل بما في ذلك العلاقة بين قادة المسلمين وبين الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما يجعلنا نهتدي إلى الطريق الصحيح .. 

 

لقد زعم كثير من اعضاء المؤتمر الاسلامي ان هذا التسامح الكبير في خطاب الرئيس العراقي سيعطي للخميني فرصة ذهبية لقبول الصلح وايقاف النزيف الدموي الذي لايرضى به الله ولا رسوله، ولكن الأمر المؤسف المحزن هو ان رد الخميني جاء مخيبا للآمال، ورفض استقبال قادة المسلمين، وفوت على نظامه وعلى نفسه خير الدنيا والاخرة، ولم يقنع الخميني برفض نداء الصلح الذي وجهه اليه علماء المسلمين باسم الاسلام ومصلحة المسلمين، بل اخذ يشتم ويسب العلماء الذين حضروا بغداد استجابة لنداء القرآن الكريم والواجب الديني، وعبر عن المؤتمر بمؤتمر الشياطين ..   ( لأنو حقير وشيطان ..  تربى في حوزات الدعارة على تعاليم الشياطين والكفار. )  ..

 

وقد وجهت إلى الخميني خطابا عبر الاثير بعد ان سمعت مقالته في علماء الاسلام ختمته بهذه العبارة واما قولك ان مؤتمر علماء المسلمين كان مؤتمر الشياطين فاقول لك إن كل اناء بالذي فيه ينضح ..

 

الخميني يقول:  ( لاتلهيكم الحرب الصغيرة عن الحرب الكبيرة )  ..

 

جمع الخميني خطباء المساجد واجهزة اعلام نظامه واركان حكومته وخطب فيهم قائلا: ان مايحدث في لبنان ولا سيما بعد احتلال اسرائيل لتلك البلاد انما هو مؤامرة لصرف انظاركم إلى تلك المنطقة المنكوبة والتقليل من شأن الحرب مع العراق ..  ان الحرب الكبيرة هي الحرب مع العراق، واما الحرب مع اسرائيل فانها الحرب الصغيرة، فلذلك لاتلهيكم الحرب الكبيرة عن الصغيرة .. 

 

هكذا ساند الخميني بيغن في احتلاله للبنان، وهذا هو المنطلق الذي ينطلق الخميني منه لحفظ مصالح الاسلام والمسلمين والامة العربية ..   ( كما ساند خنازيره فيما بعد أبناء عمهم مغول العصر في احتلال أفغانستان والعراق )  ..

 

اما السبب الذي حدا بالخميني لأن يخطب هذا الخطاب، فهو ان احداث لبنان بعد الاحتلال الاسرائيلي احدثت رد فعل عنيف لدى الشعب الايراني الذي بدأ يتسائل لماذا رفض الخميني اقتراح وقف اطلاق النار الذي اقترحه العراق في تلك الايام كي يكرس جهوده لمساعدة اللبنانيين في محنتهم؟؟؟ كما انه ظهر شعور عام لدى الايرانيين بمساعدة لبنان ..  وجاءت تصريحات كبار المسؤولين في الدولة دليلا على اهتمام اركان النظام بما يحدث في لبنان .. 

 

والخميني على عادته المألوفة ينتظر حتى يقول الكل كلمته ثم يدلي هو برأيه ليحسم الموقف نهائيا، وهكذا فعل في احداث لبنان، إذ حسم الموقف لصالح اسرائيل ..  وبعد ذلك الخطاب لم يسمع احد من المسؤولين اية كلمة عن للبنان، ولا الصحف اشارت اليها باهتمام، ولا سمح للشعب الايراني ان يبدي شعورا نحو المحنة الكبيرة التي كانت تمر بالشعب اللبناني والمقاومة الفلسطينية ..  وهنا لابد من تقديم الشكر الجزيل إلى الخميني باسم بيغن وشارون  ( أبناء أخوه )  ..  ومن ورائهما الكسندر هيغ وزير الخارجية الامريكية المعزول، والذي خطط لهذا الاحتلال ..

 

المراهقون في جبهات الحرب مع العراق ..

 

قبل انهيار المانيا بشهور قليلة أمر إدولف هيتلر بإرسال الشباب المراهقين إلى جبهات القتال حتى يسد الفراغ الذي احدثه ضخامة الضحايا بين جنوده ..  وأمر الخميني أن يسد الفراغ الموجود بين جنوده بالشباب الذين لم يبلغوا الحلم، ولكن اضاف إليهم مهمة اخرى، وهي القيام باعمال انتحارية ..  انها مهمة السير على الالغام وتفجيره ..  وبالمناسبة هذه المهمة عادة تناط بالاغنام في اماكن اخرى من العالم لتفجير الالغام ..  لكن في إيران الخميني الذي يدعي الإسلام تناط هذه المهمة بالبشر وخاصة الشباب المراهقين الذين تلتقطهم اجهزته الأمنية من ساحات المدارس الابتدائية والثانوية، او من الشوارع، ليلقوا حتفهم في المناطق الملغومة ..  لأنهم ببساطة لاقيمة لهم بنظر الخميني والخمينيين .. 

 

وهكذا نرى بوضوح ان قيمة الانسان في الفلسفة الخمينية ارخص بكثير من قيمة الحيوان، حقا ان مايحدث اليوم في ايران يجسد لنا مأساة الانتحار الاجتماعي الذي حدث في غويانا قبل خمسة اعوام ولكن بصورة اكبر واكثر، ولايستبعد ابدا ان يكون القس جونس هو الذي الهم الخميني ان يسير على طريقته في الطرف الاخر من الكرة الارضية، ولكن بفارق واحد، الا وهو ان القس قد انتحر بعد ان اباد التسعمائة شخصا الذين كانوا من مريديه وتابعيه، ولكن الخميني لم ينتحر بل إنتظر بفارغ الصبر حتى يرى ابادة الامة الايرانية عن بكرة ابيها، ليتنفس بعد ذلك الصعداء، ويشكر الله على ذلك ويحمده لانه ادخل إلى الجنة امة وشعبا على حد زعمه ..

 

لقد كان اعتراض الآباء والامهات شديدا وعنيفا، حيث خرجوا في تظاهرة يرددون اذا كانت هذه شهادة ومن ورائها الجنة فلماذا لم يرسل الخميني ابنه احمد او احد افراد عائلته إلى الجنة!!! ولكن الحرس الخميني أباد المتظاهرين باسلوبه العنيف، ثم أصدر الخميني فتوى يقول فيها ان الاطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد يستطيعون الذهاب إلى جبهات الحرب مع العراق بدون موافقة ابائهم وأمهاتهم ..  وهكذا افتى الخميني بما يتناقض ودستور الإسلام ونصوصه الواضحة ..  إنها بدعة واضحة في الدين وخروج على اجماع الأمة الاسلامية وفقهائه ..

 

المطاف الأخير ..

 ( ان الذين قالو ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملئكة الا تخافوا ولاتحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون )  ..

 

نــداء:

إلى الشباب الذين يسطرون التاريخ بدمائهم الزكية .. إلى المناضلين في كل مكان ..  إلى الذين زعزعت اعمال النظام الحاكم باسم الاسلام معتقداتهم الدينية ..  إلى علماء الاسلام في كل مكان ..

 

لقد حان الوقت، والكتاب بلغ نهايته، أن أصارح جهات عديدة تهددهم أخطار النظام الحاكم في ايران بالحقائق التالية:

 

النظام الارهابي الحاكم في ايران لايستطيع الصمود امام التيارات المختلفة التي بدأت تعصف به من كل جانب، ولكن المشكلة الاساسية هي عدم اتفاق المعارضة فيما بينها على تعيين الطريقة التي يجب وينبغي أن تسلك لاسقاط النظام، لقد قلت لابو الحسن بني صدر في باريس ان المعارضة في اوربا وامريكا وغيرهما لاتستطيع اسقاط الخميني وزمرته، إن النظام يجب ان يسقط على يد المعارضة الداخلية، وكان هذا هو رأيه ايض .. 

 

وفي لقاء مع شخصيات عسكرية وسياسية في اوربا اكدت على هذه النظرية، وكنت اسمع تأييدا مطلقا لرأيي، ومع كل هذا لم يتحرك احد من اقطاب المعارضة من مكانه ليترك كرسيه الوثير قاصدا الحدود الايرانية ليبدأوا مسيرة الحرية والشرف، ولذلك فإني اكرر هنا ماقلته اكثر من مرة، وهو ان اسقاط الخميني وزمرته لا يمكن ان يتحقق الا بمجابهة داخلية مع اركان نظامه، وهذه المجابهة يجب ان تبدأ من الحدود وتنتهي في العمق، ان سقوط مدينة من المدن الكبيرة مثل كرمنشاه او شيراز في يد الثوار يضمن سقوط المدن التي تليها حتى تصل رايات الحرية إلى طهران، واني لا اشك ان مدينة واحدة اذا سقطت فان الجبهة الداخلية التي تنتظر الفرج العاجل ستلتحق بتلك القوى الثائرة وتوحد صفوفها وتتعاون معها للقضاء على الزمرة الحاكمة ..  ان فيدل كاستروا اسقاط باتيستا بهذه الطريقة، وان أي شعب يريد الحياة يجب ان يتحرك على هذا النمط المعقول.

 

ان الوضع الداخلي في ايران الان مهدد بالانفجار، فقد بلغ الوضع مرحلة من السوء لايمكن تصويره، ولكن لعدم وجود قوة منظمة تثبت وجودها وتستطيع استقطاب الملايين من أبناء الشعب الذين ينتظرون ساعة الخلاص بفارغ الصبر يستمر الخمينيون على كراسي الحكم شاهري سلاح الابادة والقمع، ان من السذاجة ان نتصور احتمال وقوع انقلاب عسكري يطيح بالنظام القائم في الوقت الراهن بسبب التصفية الشاملة التي تعرض لها القادة العسكريين الكبار وحتى الضباط منهم، ثم ان الحرس الثوري الذي اسسه الخميني على غرار  ( أي أي النازي )  والحساسية الموجودة بين القوتين يجعل من الصعب ان يقوم العسكر بانقلاب ناجح، اما الثورة الداخلية على غرار ما حدث ضد الشاه، فهذا ايضا صعب لسببين اساسيين:

 

 ( اولهم )  الارهاب الحاكم على البلاد والذي يفوق الارهاب الذي شهده الشعب الكمبودي في ظل نظام الخمير الحمر وزعيمهم بل بت .. 

 ( والثاني )  ان الشعب لايلتف بسهولة بعد الآن حول اية شخصية سياسية تريد قيادته بسبب الخدعة الخمينية الكبرى، فاذا كان مرجعا دينيا مثل الخميني يحمل على رأسه شعار كاذب يدعي به الانتساب إلى رسول الله، ويدعي قضاء نضال طويل مع حياة قضاها في العلم والتقوى والزهد ..  ثم يجسد بين عشية وضحاها قصة الشيطان ليخرج من جلده مشمرا ذراعيه فيقتل العباد ويفني البلاد، ويخون ثقة الشعب وحسن ظنه به وبلبوسه وبمواعيده وهو اليه مطمئن البال ..  فهل يستطيع شعب بعد هذا ان يلتف حول قائد ديني او سياسي او عسكري؟؟؟ الجواب طبعا كل ..

 

اني اعتقد ان اكبر خيانة ارتكبها الخميني وزمرته، انهم افسدوا ثقة الشعب وايمانهم بالثورة والقائد والنضال، فلذلك ليس من السهل تحريك الجماهير حول قائد جديد يقود الثورة المضادة، اللهم الا اذا كان ذلك القائد فذا يضع الامور في نصابها ويعيد الامن والاستقرار إلى البلاد ويقضي على هذه الفوضى السائدة، وتعدد مراكز القوى، ويسحب الاسلحة النارية من ايدي الناس، ويعيد إلى البلاد الامان والاستقرار والاطمئنان والكرامة المهدورة، فحينئذ يكسب ثقة الشعب لانه قدم اليهم مايرضيهم وماكانوا بحاجة ملحة اليه، والقائد الفذ لن ينتخب انتخابا بل يفرض نفسه على الشعب فرضا ويستقطب الجماهير من كل صوب وحدب.

 

وهنا اود اشير إلى موضوع خطير جدا ارجو ان لا يساء فهمه، وهو ان خلافنا مع الخميني وزمرته الحاكمين المعممين ليس ابدا لانهم في ظاهر الحال رجال دين يحكمون البلاد، فانا اول المؤمنين بسيادة الشعب على مصيره والسيادة الشعبية تعني ان الشعب حر في ان ينتخب من يشاء للحكم وتسير دفة البلاد، والسيادة الشعبية لا تتقيد بقيد، والديمقراطية لاتتجزأ ابدا، ورجل الدين الوطني المخلص كسائر الرجال يستطيع ان يتبوأ أي مقعد يقدمه اليه الشعب ويختاره لملثه، ونحن عاصرنا الاسقف مكاريوس رئيسا لجمهورية قبرص ووزراء معممين في دولة الرئيس عبدالناصر بمصر، ووزيرا وعالما فذا هو الشيخ محمد رضا الشبيبي في العراق، وفي ايران انتخب الامام الكاشاني رئيسا لمجلس الشورى وقبله كان الامام السيد حسن المدرس وزيرا، اذن المشكلة القصوى ليست المهنة والتخصص العلمي في الحاكمين ولا لبوسهم، بل المشكلة الخطيرة التي يعاني منها الشعب الايراني ونحن لها بالمرصاد هي ان الحكام الايرانيين معممون وغير معممين اغتصبوا الحكم بالتزوير والتزييف وهم يحكمون البلاد بالنار والحديد، وكل جرم وجريرة وفساد يرتكبونها ينسبونها إلى الاسلام تشويها لسمعته وخداعا للشعب ..

 

لو كان الخميني وزمرته يحكمون ايران بالديمقراطية السليمة وكانوا يمثلون الشعب تمثيلا ديمقراطيا صحيحا لما كان من حق احد ان يعترض على الشعب في انتخاب ممثليه، ولكن كما يعلم الجميع ان هؤلاء استولوا على الحكم بالخدعة والمكر، ونصبوا انفسهم ولاة على الشعب في ظل دستور مزيف مهين، واستولوا على الحكم بفضل انتخابات مزيفة ومزورة بيضت وجه النظام الملكي المقبور، وعندما وجدوا ضالتهم اخذوا يستبدون بالامور كأبشع طغاة التاريخ، واتخذوا القمع الدموي الرهيب الاداة الوحيدة لبسط سلطانهم على الشعب الذي كان يطالب بحقوقه المغتصبة، ولذلك نحن نقول بصراحة اننا لسنا من انصار الرهبانية، فلا رهبانية في الاسلام، بل اننا من انصار الحرية السليمة التي هي جزء لايتجزأ من الاسلام ..

 

واذا قلنا إن على الزعامة الروحية ان تترفع عن المناصب الزمنية فهذا لا يعني انه حرام عليها، ولكننا نود القول ان من اللائق والاولى على الزعيم الروحي ورجل الدين ان لايشغل نفسه الا بمهامه الروحية العليا التي هي اهم من اية مهمة اخرى ..  اننا نؤمن بالازدواجية في هذا الكون، ونعتقد ان الانسان يتألف من روح وجسد، ولكل منهما شأن خاص به، فكما يحتاج الانسان للرعاية الجسدية المادية، كذلك يحتاج للرعاية الروحية، والرعاية الروحية اهم بكثير من اختها الجسدية، والمشاكل البشرية كلها تنمو بسبب اهمال الجانب الروحي في الانسان، والانسان اذا ضمن سعادة الروح ضمن سعادة الجسد ايضا ولاعكس فيه اطلاق ..

 

ان عدد المنتحرين في السويد سنويا يتجاوز اعلى الارقام في العالم بالمقارنة مع البلاد الاخرى، والشعب السويدي اسعد شعوب العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية ومع ذلك ينتحر آلاف من هذا الشعب لانه يريد الخلاص من الفراغ الذي يعيش فيه، وهذا الفراغ نتيجة لإهمال الجانب الروحي في الانسان، والذي يفقد في اثره الثقة والاطمئنان الداخلي الذي هو شرط الاستمرار في الحياة بنفس راضية مرضية ..  اذن، العناية بالجانب الروحي في الحياة اهم بكثير من العناية بالجانب المادي، وقد يكون من الاليق بالرجل الذي اتخذ المهام الروحية مهنة لنفسه وسراج منيرا يمشي على ضوئه ان لا يبالي بالجانب الاوضع من الحياة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اخر ما يخرج من رأس الصديقين حب الجاه ..  ولكن، اذا شاء احد ان يجمع بينهما فله الحق ان يكون كما شاء ولكن بشرط ان يسلك طريق الحق والعدل والانصاف لا طريق القرصنة والخداع والظلم، والامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول والله ان دنياكم هذي عندي كعفطة عنز الا ان اقيم حقا او ابطل باطلا. والحق سبحانه وتعالى يقول في كتابه الحكيم تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ..

 

اعرج من هنا إلى موضوع اخر، هو من الاهمية بمكان لقد التقيت بكثير من ابناء الشعب الايراني وقد ضعف ايمانهم بالاسلام بل ارتد بعضهم على اعقابهم لانهم نفروا من الاسلام الذي يمثله الخميني وزمرته ويتقدون أن هذا هو الإسلام ولا غير ..  كما التقيت باناس كانوا عبادا اتقياء صالحين قبل الثورة، اما بعدها فقد تركوا صلواتهم وصيامهم وكل شعائرهم الدينية واصبحوا تائهين في خضم هذه الدنيا وقد ارتابوا في الاسلام كل الريب بعد ان اعتقدوا ان اعمال الحاكمين في ايران تمثل واقع الاسلام وحقيقته ..  إني ابدأ كلامي مع هؤلاء الذين وقعوا فريسة للعدوان الخميني بآية من القرآن الكريم يمنون عليك ان اسلموا قُل لاتمنوا عَليَّ اسلامكم بَل الله يَمنّ عليكم ان هَداكم للايمان ان كُنتم صدقين ..  ثم اقول لهم: ليست هذه اول مرة يحكم حاكم مجتمعا اسلاميا وهو يقترف باسم الاسلام ما الاسلام منه براء، ولاسيما انتم معاشر المسلمين الايرانيين، قد عرفتم بحبكم الجارف للحسين عليه السلام ..  وتقيمون الشعائر في كل سنة من محرم في طول البلاد وعرضها تخليدا لذكرى شهادته ..

 

وهنا اود ان اوجه نداء إلى علماء الاسلام في كل الارض واكرر على مسامعهم ما قاله الرسول العظيم الساكت عن الحق شيطان اخرس واحثهم على تشكيل محكمة اسلامية عليا تتألف من علماء الاسلام من مختلف المذاهب لينظروا في ما فعله الخميني باسم الاسلام وليقولوا كلمتهم فيه وفي اعماله والبدع التي ابتدعها في الدين، ولا شك ان مثل هذا الموقف دفاع عن الاسلام ومبادئه الانسانية العظيمة وقيمه الروحية امام العالم والتاريخ والاجيال الحاضرة والقادمة من ابناء الامة الاسلامية.

 

انتهى الكتاب عند هذه الفقرة ..

 

لكن هناك فقرة صغيرة لاتتعدى نصف صفحة ..  نسختها من هذا الفصل ..  سأعلق عليها في ملحق خاص يكون تعليقا على الكتاب ككل، وليس على تلك الفقرة فحسب، وهي تتعلق بسيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه ..

 

هذه صورة غلاف الكتاب

 

 

 

وهذه صورة إجازة شهادة الفقه التي نالها المؤلف

 

 

وهذه سيرة المؤلف ..  الدكتور حسين الموسوي:

 

- هو حفيد الامام الاكبر السيد أبو الحسن الموسوي الاصبهاني.

- ولد في النجف 1930 واكمل الدراسات التقليدية في جامعتها الكبرى وحصل على الشهادة العليا في الفقه الاسلامي  ( الاجتهاد )

- حصل على شهادة الدكتوراة في التشريع الاسلامي من جامعة طهران عام 1955

- حصل على شهادة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة باريس  ( السوربون )  عام 1959

- عمل استاذا للاقتصاد الاسلامي في جامعة طهران 1963-1963

- انتخب نائبا عن مقاطعة اصفهان مرتين عام 1960-1963

- تعرض لحادث اغتيال في البصرة عام 1968م دبرته سافاك الشاه وقد انقذت العناية الالهية حياته بعد ان اصيب بجروح بالغة ..

- عمل استاذا للفلسفة الاسلامية في جامعة بغداد 1968-1978

- انتخب رئيسا للمجلس الاسلامي الاعلى في غرب امريكا منذ 1979

- قضى بعض الوقت كاستاذ زائر في جامعة هالة بالمانيا الديمقراطية واستاذا معارا بجامعة طرابلس بليبيا عام 1973-1974

- واستاذا باحثا في جامعة هارفارد بالولايات المنحدة الامريكية عام 1975-1976

- واستاذا موفدا إلى جامعة لوس انجلوس في عام 1978

 

مؤلفاته المطبوعة:

1. من الكندي إلى ابن رشد عام 1972 طبعة بيروت

2. من السهروردي إلى صدر الدين عام1980 طبعة بيروت

3. فلاسفة اوروبيون عام 1980 طبعة بيروت

4. قواعد فلسفية عام 1977 طبعة النجف

5. ايران في ربع قرن عام 1972 طبعة بيروت

6. الجديد في فلسفة صدر الدين عام 1978 طبعة بغداد

7. الامام السيد أبو الحسن الموسوي عام 1981 طبعة بيروت

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الاحد٠٨ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة