شبكة ذي قار
عـاجـل










استبق المالكي جلسة البرلمان يوم الخميس الماضي بإطلاق تصريحات مثيرة بتأكيده أن الجلسة "ستكون البداية لتأسيس الدولة العراقية وليس الحكومة فقط"، كما أشار إلى أن نفس الجلسة " ستقوض ما وصفه بالمؤامرة التي انطلقت منذ ما قبل الانتخابات"، حسب تعبيره.
 
 واعتبر مراقبون في بغداد أن تصريح المالكي، الذي يقود حزب الدعوة الشيعي الموالي لايران ، يعكس نبرة طائفية حاقدة، مشيرين إلى أنه بسياساته المثيرة يعتزم إلغاء كل تاريخ العراق السابق باعتبار أن حكامه لم يكونوا (من اتباع ايران) .
 
 وأكد المالكي في مؤتمر عقده ما يسمى بالتحالف الوطني (للاحزاب الموالية لايران) في بغداد أن جلسة مجلس النواب المزمع عقدها الخميس تمثل بداية تأسيس الدولة العراقية، مشترطاً في الوقت نفسه على من يريد المشاركة في الحكومة المقبلة الالتزام بالدستور وأن لا يكون "بوابة لدخول الإرهاب وعناصر البعث"، على حد زعمه.
 
 وحذّر مصدر في حزب البعث العراقي من خطورة هذه التصريحات، مؤكدا أن المالكي يريد بناء دولة على الطريقة الصفوية، حينما شن اسماعيل الصفوي الايراني قبل خمسمائة عام حرب تطهير في ايران أبادت أغلب السكان السنة ومن غير الشيعة الإثني عشرية لتؤسس ما بات يعرف بـ "الدولة الصفوية".
 
 وشهدت فترة تولي المالكي رئاسة الحكومة منذ عام 2006 أسوأ عمليات القتل الطائفي التي شهدها العراق في تاريخه الحديث، حيث جرى تهجير ملايين الأشخاص غالبيتهم من العرب المناهضين للنفوذ الايراني ، كما قتل نحو مليون شخص على يدي فرق الموت الطائفية المرتبطة بمليشيات حكومية.
 
 وكانت تقارير عراقية وأخرى غربية منها وثائق "ويكيلكس" قد اتهمت نوري المالكي بإدارة ميليشيات مسلحة تورطت في جرائم قتل وتعذيب واغتصاب الحرائر، لكن مكتب المالكي نفى تلك التهم وزعم أنه سيفتح تحقيقا لمعرفة الملابسات.
 
 يذكر أن الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين الدكتور حارث الضاري قد وصف المالكي بأنه أسوأ حاكم للعراق منذ ما قبل الفتح الإسلامي لكثرة التجاوزات والجرائم ضد الانسانية التي حصلت في سنوات حكمه الأربع.
 
 وتسود حالة من التشاؤم أوساط العراقيين من احتمال كبير لتدهور الوضع الأمني إذا ما تم تجديد ولاية المالكي وما يمكن أن يصاحبها من تجاوزات، قد تساعد المالكي على تأسيس "دولته المنشودة".
 
 وما زال الغموض يحيط بالجريمة البشعة التي استهدفت أواخر الشهر الماضي كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد، بعد شكوك في أن تكون أجهزة الأمن الحكومية متواطئة على الجريمة.
 
 وعادت عصابات القتل المجهولة الثلاثاء والأربعاء لتشن حملة جديدة على المسيحيين في بغداد، حيث قتل ستة أشخاص وأصيب 33 آخرين بجروح في سلسلة اعتداءات استهدفت منازل مسيحيين في بغداد ما دفع عشرات العائلات إلى النزوح إلى مناطق قد تكون آمنة بينما يفكر آخرون في مغادرة البلاد.
 
 وقال مصدر أمني إن قذيفتي هاون وعشر قنابل يدوية الصنع ضربت منازل في أحياء متفرقة من بغداد صباح الأربعاء وذلك بعد ساعات من اعتداءات على ثلاثة منازل لمسيحيين في بغداد دون وقوع ضحايا.
 
 وتأتي هذه الاعتداءات الأخيرة على منازل مسيحيين بعد عشرة أيام من مجزرة تبناها تنظيم القاعدة استهدفت كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد.
 
 وعلى إثر الاعتداءات الأخيرة على منازل مسيحيين قال رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في العراق إن موجه الهجمات على المسيحيين تتفاقم يوما بعد يوم ما حمل كثيرين منهم على التفكير في مغادرة البلاد. وأضاف أنه على الرغم من المطالبات بمزيد من المراقبة فإن الحكومة لا تفعل شيئا للحد من موجة هذه الاعتداءات التي لم يشهدها العراق في تاريخه الطويل.

 

 





الاثنين٠٩ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جريدة العرب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة