شبكة ذي قار
عـاجـل










من المؤكد ان للسياسة رجالها وقادتها الذين ان لم يستطيعوا اصابة هدفهم الايديولوجي بين الاخرين فنبل اخلاقهم يردعهم عن هوة الولوج في عالم سياسي مشطور ومبتذل ومدفوع الثمن من خارج العراق مقدما بل ومكبلا ارادة ووطنية بل وحتى التفوه بها على محمل الجد.اما ما نراه وما نسمعه من خطابات نارية هنا وهناك في اروقة ما يسمى بالبرلمان العراقي لا تعدو سيناريوهات متفق عليها مع بقية الكتل ومع قائدهم ورئيسهم المحتل المباشر لتسويق ما يسمى بالديمقراطية وعهد الحرية الجديد الذي يعيشه العراق..ان الكلام المبتذل والمعرى الذي يقتات عليه شعبنا من هؤلاء وفي كل يوم وصل حد السماجة والسذاجة بل وراح ليمسي تجارة بائرة في اعين الشعب العراقي المراقبة لهذا المشهد المريب ولهذا السيل من الاكاذيب ومن الدجل الغريب الذي لم يتعوده شعبنا من قبل وفي زمن كل الحكومات السابقة في العصر الحديث.


ان الخطورة في خطابات هؤلاء الساسة الجدد الذين ارتضاهم الاحتلال وزكاهم من اجل الوصول الى الساحة الخضراء راح يفرغ نفسه من شئ اسمه اخلاق بل وتطرف الى الحد الذي استهان من خلاله بالذائقة العراقية الوطنية والسياسية ليقف عن مفترق طرقه بين المعقول واللامعقول وقد اختار طريق اللامعقول الذي يصيب اذان المراقب العراقي الحصيف بالصمم والقرار ان لا يسمع هؤلاء وان اراد ان يسمعهم لا بدافع الطمع في ما يخططون له ولكن بدافع متابعة ما يجري ومراقبته عن كثب منتظرا قيام الساعة على هؤلاء نتيجة الدجل وعدم الرعب من الخجل الذي صار ديدنهم ودون استثناء لاحد منهم لانهم هم مصدر الاكاذيب وهم المصرحين بها امام الجمهور ودون حياء..


ما بالك وانت تسمع الى عضو برلمان يضياقه الجمهور ويصر عليه ان يدلو بدلوه عما يحصل هناك في اجتماعاته باعضاء قائمته وبلاقاءاته باعضاء القوائم الاخرى لتكون خلاصة قوله ان كل ما تسمعونه من كلامنا لا يتعدى كذبة كبرى ولعبا عليكم وما نحن الا ضحية قادتنا الاوائل الذين جاؤا مع المحتل والذين يسيرون على هدي ما يمليه عليهم سيدهم المحتل وهم متفقون عليه بغض النظر ارضينا به ام رفضناه فالامر سيان..هنا يكمن بيت القصيد وهنا تتضخم الطامة الكبرى بنظر العراقي تجاه تلك الشلل منزوعة الحياء والارتباط بخيوط الوطن الذبيح..


يقول احدهم ان كل واحد من قادة القوائم والائئتلافات راح يظم تحت ابطه عددا من اقاربه كاعضاء في البرلمان ومن يستوز منهم وبالتالي كم هي كمية القبض في نهاية الشهر من السحت الحرام..بل راح الاخر وبصراحة حين تسأله متى تستوز في الحكومة الجديدة يجيبك وبكل صلف ودون ادنى خجل ان ذلك يعتمد على ما تقرره بورصة الاستوزار سواءا في بغداد او في الاردن حيث وصلت قيمة الكرسي الوزاري ولحد الان الى خمسة ملايين دولار وما زالت بورصة تلك المواقع في ارتفاع..ترى هل توجد دولة في العالم وصل بها الحال الى ان تتشكل حكومتها بهذا النمط الواطي والغريب والمعيب لنا نحن العراقيين الذين من الصعوبة بمكان ان يتلاعب بمشاعرنا وعلى الزمن بمثل هذا النمط والسفه الذي راح في انحداره الاخلاقي الى الحد الذي تناسى به العراقي وعلمه وحلمه واحترامه بل وتاريخه الطويل بالقدرة على تشكيل حكوماته بشكل اخر ودون درهم يدفعه من اجل الاستوزار في حكومة هي تختار من تراه مناسبا لمكان ما من احدى الوزارات سواءا بدافع الحزبية التي تحتم تلك الاليات او بدافع ارضاء اطراف اخرى تراها ذات تاثير شعبي قد يقوض حكومتها ان لم تتصرف بحكمة ..


ان ما يثير الاستغراب ويندى له الجبين ان احدهم ترك كتلته وراح الى ما يراها الاقدر على استيرزاره متملقا امام سيده المالكي وعندما تم اتفاق الخيانة بينهما من اجل شطر كتلته لتصفي القوة بيد سيده رجع مباشرة الى اهله وداره ليحيطها بجدار كونكريتي تعدى ارتفاعه الخمس مترات خوفا من الاستهداف؟؟؟هنا يكمن بيت القصيد حيث ان العراقي عندما يستوزر في حكومة ما في سابق الدهور والعصور يرجع الى اهله وناسه مسرور الخاطر وربما يأمر بتشكيل نقطة تفتيش امام منزله لا ان يحيط بيته بسياج اعلى من سور الصين العظيم..هل هذا يعني ان ما فعله هذا وامثاله هو نوع من الخيانة للشعب وحتى لكتلته في حكومة الدمية وعليه يجد نفسه انه مستهدف وفي حالة خطرة تقف عند الخط الاحمر..ترى ما الفائدة من هكذا وزراء يباعون ويشترون بدراهم معدودات من اجل ان يكون وزيرا باللقب لا بالادب..


واخريات مخزيات ان الاقتتال على المواقع القيادية جاء بهدف تقاسم الغنائم والاعطيات والسرقات بل وتقاسم مزايا المقاولات والتجارة الخارجية وبالاتفاق ما بينهم دون النظر الى الكتلة او الااتلاف الذي ينتمون اليه طالما انهم متفقون على بيع الوطن وبثمن بخس يدر عليهم ملايين الدولارات وربما مليارات منها ومن قوت الشعب ومصبات النفط العراقي التي راحت تباع تحت جنح الظلام وبسيطرة تامة واتفاق مباشر مع الشريك القوي والقائد لهم وهو المحتل ..المحتل هو المستفاد الاول من تلك السرقات المليارية وبالعملة الصعبة لانها تصدر الى بلاد المحتل من قبل ما يسمونهم عراقيين لكن تلك العملة تنتقل الى مصارف الدول المحتلة لتعزز اقتصادهم من خلال الاستثمار هناك ومن خلال اللاعودة لتلك الرساميل الى موطنها العراق والى الابد..


هذي هي اللعبة القذرة التي تحصل اليوم في العراق وابطالها وحيتانها هم قادة الكتل ودون استثناء ومن بعدهم اعضاء البرلمان وكل حسب شطارته في الاستحواذ على اكبر كمية من النقود التي تسرب بالنتيجة الى خارج العراق وتحديدا الى الدول راعية الاحتلال مقابل بناء شقق وعمارات وشركات وغيرها هناك باسماء مستعارة يمكن العيش بجزء منها بالنسبة للمحول من الحكومة الخضراء واعضاء البرلمان بشرط بقائها هناك وتجميدها عند الطلب في حالة تغير الاحوال او تحويلها باسماء اجنبية تستثمرها كونها هي التي اتت بهؤلاء القادة الجدد للعراق وما هذا الا رد جميل للذي حملهم على دباباته او استمالهم اليه بعد الاحتلال بوساطة السيل اللاعبي الجارف والشهية النهمة لاكل الحرام ونكران كل الاصوات التي انتخبت والتي جازفت من اجل وصول صناديق الاقتراع متوسمه فيهم جماهيرهم بعض الخير لكن كانت الكروش اكبر من كل معدات الشعب ليقف المنتخبين في فجيعتهم ولتذهب احلامهم تذروها رياح المحتل وصنعته الخبيثة المدربة اساسا على هذا النمط من العيش والاستحواذ على املاك الاخرين وبكل الطرق..


يقول احدهم من هؤلاء الاعضاء في منطقة الرعاء ان دورة من اربع سنين ان نجحت في الوصول اليها والحوزة على مكاسبها سوف تدر علي رأس مال يكفي لي ولاولادي لثلاثة اجيال على الاقل خارج العراق اذا ما تغيرت الاحوال وجاءت حكومة وطنية وبالتالي لا حاجة لي بالعراق حيث يمكن لي العيش في دولة متطورة برأس مال محترم ووفير..لاحظ اهداف وزراءنا واعضاء برلماننا كيف يفكرون وبأي الية شيطانية يعملون والشعب المغلوب على امره ما زال يحمل من الصبر الكثير عليهم وما زال يتهيب الثورة عليهم وطردهم بالاسنان والنواجذ مستثنيا من شعبنا رجال المقاومة العراقية الابطال الذين شخصوا مخازي المحتل ان استقر في بلادنا مع علمهم المسبق بوجود انفس ضعيفة ومريضة تنتظر فرصتها في التعاون مع المحتل ومن أي جنسية كانت او جاءت كي تتعاون معها وتنهب ما تستطيع نهبه من قوت الشعب ومن رصيد العراق المقدس..


انظر الى اعضاء حكومة الاحتلال وفروعها المحاصرة في المنطقة الخضراء حيث يقول احد المدمنين بها ومنذ ان جاء مع الاحتلال انني اليوم امتلك رأسا من المال يكفي لتشكيل بنك مركزي لدولة صغيرة وانصب نفسي ملكا عليها متوجا لو توفرت لي الفرصة وعليه لا بد من تحويل العراق الى ولايات كي اكون احد امرائها واستطيع ان اجلس على كرسي حكم هناك ذات قوة تمكنني من التصور انني ملكا حتى وان كان ذلك على جثة العراق الممزقة المفتتة..هذا هو نمط الحكومة الاحتلالية التي جاء بها الاحتلال وساندتها قوى دولية منها الجارة ومنها الاجنبية ومنها العربية ولا فرق في ضالة الخبث والتخريب ايا كان مصدرها طالما المهم في ذلك انهاء العراق كدولة واذابة كيانها العروبي والاسلامي المعتدل..
 

تصور الحال وانت تراقب هذا المشهد الدامي الذي يجري في بلدك العراق فالى أي جهة تنحاز ان كنت سليم الفطرة والسريرة ؟هل ستميل الى كل هذا العفن الاكل لبلادنا ام تنقاد مطيعا تواقا بطلا وعنيدا الى صفوف المقاومة ومهما كان صنفها من اجل مكافحة هذا الشر المستطير الاكل لارض بلادي والقاتل لشعبي المكلوم بهؤلاء السفلة الذين لم يتركوا شيئا الا وخربوه ولم يقع بين ايديهم من وديعة الا وسرقوها ولم تلقي القبض على شريف الا وقتلوه او اودعوه السجن كي ينتهي هناك نهاية بطيئة قاتلة..فضلا عن الضغط والتهديد والاستحواذ على ممتلكات العراقيين حد التهجير القسري وبالملايين الذين يجوبون بلاد العالم بحثا عن لقمة العيش وهم اشرف خلق الله من العراقيين وهم اصحاب الكفاءات العلمية والطبية والاستراتيجية العسكرية وذوي الباع الاعلامي الطويل او من الفقهاء والوجهاء الوطنيين اصحاب الرأي السديد من اجل وحدة العراق وبناء البلاد وفوز العباد بالحياة الحرة الكريمة..


لم اكن اتصور ان الشعب العراقي شديد الذاكرة وقويها ان يصبر كل هذا الصبر على هؤلاء العابثين بمقدراته والقاتلين له بل كنت اتوقع ان تعم الثورة الشعبية العارمة كل فيافي العراق المنكوبة ومن الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ومن خلال الالتفاف حول رجال المقاومة الابطال من اجل اجتثاث تلك الطغمة الفاسدة بدأ بطرد المحتل اولا كونه السبب الرئيس في كل المصائب التي نالت من بلدنا وبتخطيط شرير لم يخفى على احد في المعمورة على الاطلاق حتى اصبح العراق الدولة الاولى في الفساد والافساد والجريمة والمخدرات والقتل والنهب والسلب والتهجير وطعن كل المقدسات دون تريث او واعز من ظمير لان الذين جاءت بهم اميريكا هم ليسوا بعراقيين فكرا وشعورا وكذلك الزمرة الخبيثة التي استقطبتها بعد الاحتلال ودجنتها لتعاطي الجريمة واللعب بمقدرات الشعب العراقي المظلوم.....

 

 





الاثنين٢٣ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة