شبكة ذي قار
عـاجـل










من ضوءِ عيني َّ صيَّرتُ الهوى العذِبــــا

وميضَ برق ٍ سرى في الأفق مُنسربـــــــا

لـــــــعلهُ كان منسلا ّ إلى فلـــــــــــــــــــك ٍ

يُفضي ليبصرَ وجها ً جاوزَ الشُّهبـــــــــــا

خديجة ُالحـُرَّةُ الغراءُ سيرتُهـــــــــــــــــــا

وُسْع َالقلوبِ التي في لوحِها كـُتِبــــــــــــا

هذي التـي استحضرتْ أعلى حصافتِـــــها

لتـُـقرنَ العمرَ بالعلياءِ مُنتـَسبــــــــــــــــــا

حبيبــــــة لرسول الله كان بهــــــــــــــــــا

يزهو وتزهــــــو به شأنــا ًومُحتـَسبـــــــا

ياكوثرَ الخلق ِ في الإسلام منزلــــــــــــــة ً

إذ كنتِ أرقى نساء العالميـــــــــــــنَ إبـــا

قالوا بأنـــكِ في رؤيــــــــــــا ً مباركـــــة ٍ

رأيتِ شمسا ً تشقّ الأفق َ والحُجبــــــــــا

سرَتْ إلى بيـــــــــتِك المعمور هابطــــــة ً

كي تستقرَّ بهذي الدار مُقتــَربــــــــــــــــا

فبشَّروكِ بأن البيـــــت يَدخلــُــــــــــــــــهُ

نورُ النبوَّة، يعلو ضوؤهُ القـُببــــــــــــــــا

وقد تحققتِ الرؤيــــــــــــا على قـــــــــدر ٍ

من الإله بــــــما أعطى وما وهبــــــــــــا

وإذ رأيتِ رسول الله مثل سنــــــــــــــــا ً

يُضيءُ في الأفق، يمشي جحفلا ً لجـِبــا

فعندها شاءتْ الرؤيا  وقد  صدقـَــــــــتْ

وعدا ً،  فوعدكِ عند الله قد كـُتِبــــــــــــا

وليس عيبا ً إذا قـُلنــــــــــــــا ومثلبــــــة ً

بأن  قلبــَــــــــــك  في شوق ٍ إليهِ صبــــا

فذاك حلمٌ كبيــــــــــــــرٌ بل وأمنيـــــــــــة ٌ

لكل إنسانــــة ٍ تسعى له طلبـــــــــــــــــــا

رفضت ِ حتى ملوك الأرض حين أتــــــوا

يبغونَ كفـَّك ِ في أحلامِهم أربــــــــــــــــا

وكنت ِ عقلا كبيرا ً راجحا ًعبـِقـــــــــــــا

بالمكرماتِ ببحر ٍ قط ّ ما نَضُبـــــــــــــــا

كانتْ تراك ِ ملائكة ُ الرحمن حاملــــــــة ً

 إليهِ في الغار مايكفي وما وَجبــــــــــــا

 

من الطعام فلا عانيــت ِ أو وَجَفــَــــــــتْ

 عزيــــمة ٌ أو توارى الجهدُ ثم خبــــــا

وحيــــــن جاء رسول الله  مرتعــــــــدا ً

ليبــــــلغَ الرعبُ فيه العظمَ والعَصَبـــــا

أخبرتِـــــــــــه  إن  نورَ الله مؤتلــــــقا ً

أضحى بوجهكَ، يزهو مشرقا ًعَجبـــــا

وهكذا ابتدأتْ في الديــــنِ سيرتُك الكبرى

لتبلغ في عليائـِــــــــــــــــها السُّحبـــــــــا

فكنتِ أولَ من صلــَّت لبارئهــــــــــــــــــا

وقلبها نحو وجه الله قد وثـَبــــــــــــــــــا

نثرتِ حبك ِ في درب الرســـــول شـــذى ً

يفيضُ طهرا ً ويروي الأرضَ والعُشُبـــا

ففي الملماتِ كم آزرت ِ خطوتــَـــــــــــــهُ

وكنت عونا ً له قولا ً ومُختضَبــــــــــــــا

وكم  مددتِ له في المعضلاتِ يــَــــــــــدا

كانت لدفــع ِ الأذى عن دربهِ سببـــــــــــا

وكنتِ  تلقـَينـــَــــهُ في كل معتــــــــــــرك ٍ

تحمينـَه في المآقي غابَ أو قرُبــــــــــــــا

وذاتَ يوم عصيـــبٍ  إذ أتى خبــــــــــــــرٌ

يقـــــــولُ أن رســـولَ الله قد حُجبــــــــــا

وحين قالوا لقد مـــاتَ الرسولُ هـــــــمتْ

منكِ الدموعُ  وذابَ القلبُ وانتـَحـــــــــــبا

وهمتِ وسط البراري  سـِرْتِ نائحــــــــة ً

وشبـَّتِ النارُ وسط الصدر فالتهبــــــــــــا

فجـــــاءَ نحوَ رسول ِ الله يـُعلِمــــــــــــــه

جبريلُ إن المدى قد ضجَّ مُكتئـِبـــــــــــــا

حتى ملائــــــكة الرحمــن قد هـُرعـــــــت

لفرط ماضجَّ منها القلبُ واضطربـــــــــــا

وقال جبـــــــريلُ : إن الله يـُقرئـُهـــــــــــا

من السماء سلاما ً رائقا ً عذبـــــــــــــــــا

فقل لـــــها يارسول الله إن لهــــــــــــــــا

في  جنــــةِ الخلدِ قصرا شاهقا ًعجبـــــــا

قصرا ًعظيـــما ً جنــــــود الله تحرســـــه ُ

لن تسمعنَّ به لغوا ً ولا صَخـَبـــــــــــــــا

وحين أخبـَــــرَها قالــــــــــتْ مكبـــِّـــــرة ً

هو السلامُ فأخفـــــــى نورُهُ الكرَبـــــــــــا

حكيــــــمة ٌ ورسولُ الله يعرفـُهــــــــــــــا

فهي التي تـُكْسِبُ الأشياءَ ماوَجَبــــــــــــا

وإذ تقصـَّدَ يؤذيـــــــــــــهِ أبو لهــــــــــب ٍ

يُعيقُ ممشاهُ، يرمي النارَ والحَطبـــــــــــا

 

قالتْ  لغلمانـِها أن حانَ موعدُكــُــــــــــــمْ

كي  تـُبعدوا عن خطاهُ الشوكَ والخَشَبـــا

 

كانتْ خديجة ُ روحـــا ً كلـّها شمَـــــــــــم ٌ

فكوثـــــرُ الخلق  للإسلام قد نـُِدبــــــــــــا

مكتضـَّة ٌ بالمعانـــــي كلـــّـــــــــها شرف ٌ

وأهلُها قد أضاؤا  شأنهــــــــــــا حَسَبــــا

فـَعَبـَّدتْ دربــَـــــــــــها بالصبـــــر مفخرة ًً

ومثلـَّتْ  في شمـــــــوخ ٍ أهلـَها النّجَبــــا

محمدٌ قـــــــــال عنــــها في روائعــــــــهِ

صِدِّيقة ٌ تجمعُ الأخلاقَ والأد َبـــــــــــــــا

لكن تشاءُ يدُ الأقدار في عجــــــــــــــــــل ٍ

أن  تعبر َ الأفقَ والآمادَ والـكُــثــُبــــــــــا   

فغادرتِْ ذات يوم  نحو خالقِهــــــــــــــــا

بكى له كلّ من في الأرض وانتحبــــــــــا

تلفـّــها بردة ٌ للمصطفى طلبــَـــــــــــــــتْ

إحضارَهـا حين جاء الموتُ وا قتربــــــــا

ماتتْ وعيـــــــنُ رسول الله تٌبــــــــصرُها

نعشا ً إلى خالق الأكوان قد ذهبـــــــــــا

ماتتْ وفاطمة ُ الحوراء  قد هطلـــــــــــتْ

منها الدموعُ وهـُدَّ القلبُ وانشَعَبــــــــــــا

 

 





الاثنين٢٣ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شعر عادل الشرقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة