شبكة ذي قار
عـاجـل










ان الاستهتار والتطرف الاستعماري الاستثماري في الوطن العربي له مسبباته واهم تلك المسببات هو السبات العربي الشعبي والخنوع والخدر الذي اصاب جمهوره وفي كل البلدان حتى راح المستعمر والمحتل يلعب لعبته القذرة في تخريب وطننا العربي دون خوف او وجل..هناك اكثر من ثلاثماءة مليون عربي ينتشرون على مد الارض العربية ويرون فضائع المستعمر بوضح النهار ولا من رادع او على الاقل رسائل تهديد بدافع استهداف المصالح الاجنبية ذات الاطماع في بلادنا ..من هنا راح الغازي الاجنبي لا يتورع اذا ما اراد القيام بأية جريمة في منطقتنا وهو يرى القعود العربي على منتهاه وكأن جمهورنا العريض لا تعنيه مشكلة احتلال او تواجد او تخريب او غزو تقوم به اية دولة طامعة لاي بلد عربي..


صحيح ان هناك اعلام وطني وقومي واسلامي عربي معادي لقوى الاحتلال وهي تقوم بفعلها ظمن اليات النشر والتوزيع ومن خلال البث المباشر من على شاشات التلفاز بل ولا ننكر كثرة الندوات والمؤتمرات التي تستهدف عناوينها دول العدوان ولكن كل هذا الجهد الاعلامي العربي لم يغير من الامر شيئا بل ما زال الاستعمار يستفحل بقواه ضدنا ويتغلغل في لحمنا العربي بكل شهية دون اكتراث لما نكتب وما نقول وما نعرض على وسائل الاعلام..ان السبب الرئيس ومن خلال معايشة ودراسة طبيعة الانسان الغربي الرسمي خاصة ومهما كان منصبه ومستواه السياسي فهو لا يعير اهتماما للكلام وحتى للشتيمة المضادة التي تستهدفه من قبلنا بسبب التربية السياسية والاعلامية التي تربى عليها وتجاوز من خلالها التأثيرات الاعلامية المضادة له التي لا تعنيه كثيرا بل وفي اكثر الاحيان يستصغرها ويستهين بها ..لكن بالمقابل لو تم استهداف مصالحه بالدرجة الاولى لقامت الدنيا ولم تقعد ولاعاد النظر في تخطيطاته ونيياته في المكان الذي استهدفت به مصالحه فمصالحه تعني اقتصاده وبالتالي تعني فشله السياسي امام شعبه في الكسب دون خسائر..


العالم اليوم عالم مصالح وعالم اقتصاد وعالم استثمار وكل هذه الاحوال تحتاج الى تأمين استمرارها وحمايتها وديمومتها ومن هنا نجد ان استهدافها وعلى مد الوطن العربي يعني الضغط على قوى الاستعمار والاستثمار على اعادة النظر في علاقتها بنا نحن العرب خاصة اذا عرفت او حست ان هذه المصالح قيد الاستهداف لا بدافع عداوتنا لها ولكن بدافع ان يحترمنا ويترك ديارنا ومن ثم يقيم اطيب العلاقات معنا المبنية على الاحترام المتوازن والمنفعة المتبادلة بين الشعوب لا عن طريق الاحتلال والقسر والارهاب بالقوة الغاشمة ومن ثم تدمير بلاد بكاملها وقتل شعب بكل فئاته واحتلال اجزاء من وطننا الكبير وتفكيك اخرى دون حياء او احترام لنا ولارادتنا..


لو تم تشكيل مجاميع مقاومة ومستهدفة لمصالح المحتل اينما وجدت في الوطن العربي ولو قامت مظاهرات شعبية عربية عند ابواب سفارات الدول الغازية ولو تم رفض استقبال وفودهم الرسمية شعبيا بسبب جرائمهم وحس العدو بخطورة ردة الفعل العربي في شارعه لتغيرت مواقف ولتبدلت رؤى عند الشعوب الاخرى تجاهنا ولاعادة فكرتها عنا ومن ثم تنقلب الموازين لصالحنا ومن ثم لتوارت عنا الكثير من الجيوش الغازية ولتركونا بحالنا كباقي الشعوب الامنة والمسالمة والمتعايشة مع الغير على مبدأ المصالح المقبولة من الاطراف ذات العلاقة..


لاحظ كيف ان العدو راح يوغل في تخريبه وتلاعبه بمقدرات الوطن العربي ليحتل هذا القطر ويقسم الاخر ويهب الثالث لقوة اجنبية اخرى فضلا عن اثارة الفتن بين مكونات الشعب العربي على مبدأ فرق تسد ولا من رادع رسمي او شعبي عربي..الكل مال الى الاستكانة واستهوته الهدنة السلبية مع الذات وما عادت تعنيه تلك الفواجع والمواجع التي طالت اوصال الوطن العربي من الخليج الى المحيط وبشكل مهين لنا نحن العرب..


فلسطين اسدلنا عليها ستار الاحتلال وتركناها وراء ظهورنا وأن تواجدنا رسميا معها فالمستفيد الاول من وجودنا هو المحتل الغاصب لاننا نذهب كعرب الى مفاوضات من اجل المفاوضات ونصدق كذبة الغاصب ونخضع لها ولاعوانه دون أي اعتراض ايجابي فعال..تدخلت الدول الطامعة فينا لتحتوينا قطعة قطعة وانتهت مسرحيتنا الاولى بزوال فلسطين بعد ان وهبها العرب لاعدا اعدائهم التاريخيين وهم الصهيانة اليهود..حارب العرب رسميا العدو الغاصب ولم يفهموا ولم يكونوا جادين لفكرة الحرب الشعبية العربية الشاملة ضد العدو ولهذا استهانت بنا قوى الاغتصاب ومن ثم سحقت جيوشنا في حروب فلسطينية لم نحصد منها سوى الخيبات والخسارات..لكن لو استبدل العرب حروبهم الرسمية بالحرب الشعبية الشاملة لانهار العدو ولرحل ..حروب الجيوش النظامية ما عادت تنفع في مواجهة القوى العظمى بكل التها الحربية الضاربة والبديل هي حرب الفر والكر أي حرب الشوارع الشعبية من خلال النواطير العرب المستعدين لذلك..


ثم رحلنا الى مسرحية اخرى وخططنا لها او قل شاركنا بها نحن العرب الرسميين بدل ان نعد العدة المقاومة لها وعلى كل الارض العربية الا وهي فاجعة احتلال العراق التي قصمت الظهر العربي وعندما حس العرب بفجيعتهم لم يستطيعوا فعل شئ بل تركوا العراق ساحة مفتوحة للاحتلال ولكل من هب ودب حتى تم تخريب وانهاء العراق ..في حين كان الاجدر والاوفى بالشعب العربي ان يقاتل المحتل من خلال قوى المقاومة العربية الشعبية التي تضرب مصالح المحتل اينما وجدت وتشلها حتى يضطر للخروج من العراق..


اتجه العدو في زمن الفراغ الشعبي العربي المقاوم الى السودان من اجل تقسيمه بعد ان اثار الاف المشاكل له من حروب اهليه ومن مجاميع جاءت لتحارب اهل السودان في دارفور وعندما دافع السودان عن ارضه قيل ان اهل البلاد هؤلاء ارهابيون ..الهدف معروف وهو خلخلة الاستقرار النسبي للشعب السوداني الذي اصلا يعاني من مشكلة الجنوب وانفصاله..نحن العرب حتى الحروب الشعبية الوطنية التي دارت رحاها على ارض السودان من اجل وحدته حاربناها وانتصرنا لاراء اعدائنا الذين جعلوا السودان هدفا ستراتيجيا لهم من اجل تفتيته وتقسيم ثرواته القومية العربية ومع هذا لم يتحرك الشعب العربي بثوار يشاغلون المحتل وقوى الشر كي تكف عن هذا البلد العربي الجريح وتمنع تقسيمه..


والان تشتد المؤامرة على اليمن باسم الارهاب وفي ذات الوقت يتم تحريك الجنوب نحو اعادة الانفصال ومن ثم تتدخل الدول العظمى ومنها اميريكا بشؤون هذا البلد حتى وصلته الى شفير حرب اهليه لم تسلم منها حتى المملكة العربية السعودية ,وما زال الشارع العربي يبلع حبة البث المباشر ويتناقل الاخبار عما يجري في اليمن السعيد وكأنها اخبار لعبة قدم لا حرب طاحنة تطيح لا سامح الله بوحدة بلد عربي ذا موقع ستراتيجي عند باب المندب..


وذات الشئ يحصل للصومال ولبنان ولمصر والمغرب العربي وكل هذا يمكن تلافيه باعداد واحد بالمائة من الشعب العربي يتبنون الحرب الشعبية ضد المصالح الاجنبية في كل البلدان العربية وعندها سنرى أي واقع عربي سيتغير واي قوات اجنبية ستخرج مطرودة من ارضنا حفاضا على مصالحها ..كون العالم اليوم يعيش سياسته بالاقتصاد وبرأس المال وهذان المكونان لاي ارادة سياسية يحتاجان الى استقرار وعلاقات دولية ثابتة متوازنة لا مجاميع تحاربهما نتيجة دورهما التخريبي في البلدان قيد الاحتلال والتدخل..


ان على الاحزاب الوطنية والقومية والاسلامية العربية ومنظمات المجتمع المدني ورؤوس الاعلام والكتاب والشعراء ان تحرك الشارع العربي من اجل تشكيل جبهة عربية شعبية مقاتلة ومستهدفة وجود الدول المحتلة ومن ثم ضرب مصالحها اينما وجدت الى ان تؤمن وتقر بحقنا نحن العرب..ومن هنا يمكن ان ينتصر العرب على اعدائهم ويحافظون على وحدتهم ويجنبون شعبهم الويلات المتلاحقة والتي سوف لن تنتهي بدون المقاومة الشعبية العربية وعلى مد الوطن العربي..ان الخطاب العربي فشل وعلى كل المستويات وما عاد بأيدينا نحن العرب غير المقاومة العربية الشاملة الشعبية وسنرى بعد ذلك أي نصر سننتصر ويهرب العدو ومن ثم يحاورنا ويفاوضنا من اجل تبادل مصالح متوازنة تحفظ الحق العربي في وحدته وفي ثروته.....

 

 





الخميس٢٦ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة