شبكة ذي قار
عـاجـل










وسط شو إعلامي وضجة مفتعلة خرج علينا موقع ويكليكس الخارق بمجموعة جديدة من التسريبات والوثائق والتي قال عنها بأنها سرية والتي تبين وتوضح بعض المواقف والتصرفات الخاصة ببعض البلدان والحكام والساسة وخاصة مواقف الحكام والمسؤلين العرب والتي جاء ويكليكس ليفضح هذه المواقف وارتباطهم صعوداً وهبوطاً بالدور الأمريكي الصهيوني في المنطقة ، وقد جاءت هذه الوثائق والتسريبات التي قال عنها بأنها سرية بعد أيام قليلة من قيام هذا الموقع بتسريب ما قال عنه ملايين الأسرار التي تدين الإدارة الأمريكية والجيش الأمريكي والأسرار التي أحاطت بغزو العراق وجرائم ما بعد الغزو والتي أدعت أمريكا هلعها وقلقها من جراء هذا النشر وما يستتبعه هذا الإعلان وهذه التسريبات علي سمعة الولايات المتحدة الأمريكية وتأثيرها علي علاقاتها بحلفائها في المنطقة ، إلي هذه الدرجة تتعامل أمريكا مع الشعوب العربية من حيث الإستغفال والأستهزاء بل والأستحمار ولها الحق في ذلك فماذا فعل العرب ومؤسساتهم فيما تم الإعلان عنه ؟ لا شئ تغير سواء أكان قبل النشر أم بعد النشر ولن يتغير شئ حتي لوسرب ويكليكس أسرار غرف نوم أصحاب الفخامة والجلالة الملوك والرؤساء العرب ، إذن ما تم نشره من تسريبات عن مواقف وأسرار لشخصيات عربية أعلن عنها هذا الموقع ليس بها أي جديد فكل مواقف حكامنا العرب السياسية والتي تم تسريبها هي معلومة لدينا ولاتحتاج إلي تسريب او هذه الضجة المفتعلة فمن منا لايعلم تحالفات حكامنا مع أمريكا وحجهم اليها وطوافهم حول البيت الأبيض لتلقيهم التعليمات او طلبا لدعم اوقمع شعب او لنيل الرضا وخاصة في مثل هذه الحقبة التاريخية التي تمر بأمتنا العربية من حيث الضعف والهوان والتوسل ، أن ما تم الإعلان عنه من تسريبات لاجديد فيها ولاحقائق تأتي علي مستوي الأهمية بمكان فكل ما تم الإعلان عنه يدخل تحت مسمي النميمة السياسية او حكاوي القهاوي والشئ لزوم الشئ لا مانع من تسريب واقعة لها درجة من الأهمية من أجل الحبكة الدرامية الهوليودية ،

 

أن ما تم نشره وإعلانه عن طريق هذا الموقع ما كان له أن يري النور من دون أن يكون لأجهزة الإستخبارات الأمريكية أو أجهزة الأمن القومي والفيدرالي الأمريكي أي دور في إظهار هذه الوثائق وإلا أعتبرنا أنفسنا من البلهاء والسذج ، أن كل ما يتم الإعلان عنه خلال هذا الموقع هو يأتي ضمن الخطة الأمريكية الإعلامية في زمن العولمة والتي يكون تأثيرها أشد خطورة وفاعلية في إشعال نيران الفتنة وإزكاء حروب من الجدل الذي يعرض دولنا العربية إلي أشتعال الحروب بها وكل ذلك من أجل البقاء الصهيوني وقيادته للمنطقة . لقد فشلت أمريكا عسكريا في غزوها علي أفغانستان والعراق وأدركت بان الغزو العسكري وحده لم يعد ممكنا اليوم بفضل الشرفاء من أمتنا العربية والذين يحملون راية الجهاد ومقاومة الإحتلال أينما كان او حل فقررت تغيير مخططها لتحقيق ذات الأهداف ولكن بوسائل ناعمة ومختلفة فخرجت علينا بهذا المخطط الإستراتيجي فهو جزء من خطة إعلامية مساعدة للخطة الإستراتجية الأمريكية وأن كل ما يصدر من ردود فعل أمريكية عن التعبير عن غضب أو هلع اوالحديث عن إصدار مذكرات من الأنتربول الدولي بحق صاحب الموقع ما هو إلا استخفاف بعقولنا وشواربنا العربية وتستطع لو أرادت أن تأتي بصاحب الموقع وتضعه في سجن جواتنامو أو في أبو غريب ، فأجهزة المخابرات الأمريكية التي يقولوا عنها بأنها ترصد دبة النملة تستطع وبضغطة زر واحدة أن تدمر هذا الموقع فأي طفل تايواني يستطيع أن يسطو علي هذا الموقع الإلكتروني ويدمره ، نحن نحذر من تبعات نشر هذه الوثائق والتعامل معها حتي لو كانت تتسم في بعض أجزائها بالحقائق لان كل ما يتم نشره يتم أنتقائه بعناية فائقة وله أهدافه الخبيثة وعلي سبيل المثال ما تم نشره وتسريبه عن تحريض الملك السعودي عبد الله لأمريكا بقطع رأس الأفعي والمقصود هنا إيران يضع البلدين والمنطقة بأثرها علي فوهة بركان وذلك لإذكاء نيران الصراع الشيعي السني بين الدول العربية والإسلامية ومحاولة إستبدال عدونا التاريخي وهو الكيان الصهيوني الإسرائيلي بعدو جديد هو إيران ليقضي كل منا علي الآخر ، وإن كان الرئيس الإيراني قد قلل من أهميتها علي حد قوله تجنباً للوقوع في الشرك الأمريكي والصهيوني ،

 

أن ما جاء بالتسريبات والوثائق من علي هذه الشاكلة وكله يصب في صالح الكيان الصهيوني الذي لم تصبه هذه التسريبات سوي بعيارات طائشة ولكن من الفشنك من باب زر الرماد في العيون فأين وثائق وأسرار المجازر الإسرائيلية الصهيونية في فلسطين ولبنان ؟ وأين الوثائق التي تكشف يد الموساد الإسرائيلي في واقعة إغتيال الشهيد رفيق الحريري ومحاولة إلصاق هذه الجريمة بحزب الله وسوريا ؟ وأين الوثائق والأسرار التي تكشف الجهات التي تقف وراء إغتيال الرئيس ياسرعرفات بالسم أثناء فترة علاجه ؟ وأين الوثائق التي تكشف لنا ملابسات وصفقات القتل والإعدامات بالجملة التي تجري لقادة العراق ؟ وماذا عن السجون السرية التي تقيمها أمريكا في البلدان العربية ؟ وماذا عن الفرق الأمنية والمخابراتية العربية التي تدربهم أمريكا أمنيا ومخابراتيا من أجل قمع أي قوي مقاومة او رافضة لاي إحتلال سواء كان في لبنان او العراق او فلسطين ؟ وماذا عن وثائق وأسرار تقسيم السودان والقرصنة في الصومال والسطو علي منابع النيل في أفريقبا وغيرها الكثير من الحقائق الجديرة بالتسريب والكشف عنها ، وما الجديد الذي جاءت به التسريبات وذكرته عن فساد كرزاي وحكومية او طالباني او المالكي في العراق ، فهل فساد هؤلاء يحتاج الي وثائق ياسادة ؟ أن ما يجري علي الساحة العربية يدعو الي الأسف فعلا وأن ما يجري بين حكامنا في مؤتمرات القمم العربية من فضائح ومواقف يفوق ما يتم نشره علي هذا الويكليكس وأن ما نعلمه عن أدوارهم المخزية والمهينة وخضوعهم وتوسلهم لأمريكا لا يجعلنا نحتاج إلي ويكليكس ولكن نحتاج حكام وأنظمة تتقي الله وتراعي شعوبها وان تتقي الفتنة الجديدة التي لن نجني منها إلا الدمار ومزيد من التآمر ومزيد من القمع . 
 

 





الاحد٣٠ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـــي الـعـربـي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة