شبكة ذي قار
عـاجـل










بغض النظر, عما جرى في مخيم مدينة العيون, من أحداث مؤسفة, واذا ما كانت قوى الأمن المغربية "عنيفة" في هذه المواجهة, أم كانت استدراجا لها من جماعات محسوبة على الحركة الانفصالية "البوليساريو" لاستغلال ذلك سياسيا واعلاميا, فإنني من منطلق قومي أجد نفسي متعاطفا مع المغرب في بسط سيادته الوطنية على الصحراء, لأن مشكلة أمتنا العربية الأساسية تكمن في حالة التجزئة والتقسيم والتفتيت, ولا أعتقد أننا بحاجة إلى"دويلة جديدة", تضاف إلى الرصيد العددي لأعضاء جامعة الدول العربية العديمة الفائدة...


ومن هذا المنطلق, فإنني أقف مع اليمن الموحد ضد ما يسمى "الحراك الجنوبي" الذي يدعو علانية, وبشكل وقح ومرفوض إلى إعادة تشطير اليمن, لأن حل المشاكل التي يعاني منها اليمن, يجب أن تكون من خلال البيت اليمني الواحد والموحد, ومطلقا لن تكون التجزئة هي الحل بل أنها ستؤدي الى مشاكل أكبر وأخطر.


و من هذا المنطلق اقف مع السودان الموحد، و اعتبر ان اتفاقية نيفاشا شكلت المدخل السئ لتهديد وحدة السودان، و هاهم الآن يطالبون بأجراء "الاستفتاء" في موعده، رغم ان هناك عوائق سياسية لم تحسم بعد، اضافة لمشاكل تقنية..


في العودة إلى موضوع المغرب, رأينا كيف بدأت اسبانيا الدولة المستعمرة (بكسر الميم) سابقا للصحراء, بالتدخل التصعيدي بشكل سافر, ليس لإيجاد حل للمشكلة التي حدثت (مع رفضي للتدخل الأجنبي) في شؤوننا العربية وتحت أي مسمى, بل لتأزيم المشكلة, وطرح "الشعارات" ذاتها التي كانت المدخل الدائم للتدخل الغربي في الوطن العربي.


"شعار" الحريات لا أحد يجادل فيه, وكلنا مع حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الحزبي والسياسي, على امتداد وطننا العربي, شريطة أن يكون في طرحه تطوير مجتمعنا والارتقاء بالوطن نحو الأفضل, أما أن ترهن أي قوة سياسية, هذا الشعار لخدمة مشاريع خارجية, أو أن تكون المصلحة الذاتية, والرؤية القصيرة الأفق هي المحرك, فهذا لا يقبل به أي عاقل, وإذا ما ارتبطت هذه القوى بأجندات خارجية تصبح الطامة أكبر.


أما شعار تقرير المصير, التي نادت به اسبانيا لموضوع الصحراء, فهو مردود عليها, لأن من حق"المجتمع الدولي" الذي يصدعون رؤوسنا به, لكي لا يفقد مصداقيته,أن يكون عادلا, لا اختياريا, وأن لا يكيل بمكيالين وميزانين, وإذا أرادت اسبانيا أن تكون منسجمة مع طرحها, فلماذا لا تطبق ذلك على إقليم الباسك, وتجري استفتاء حول حق تقرير المصير للباسكيين؟!أم أنه العدالة عندهم بها "حول" ترى ذلك عندنا ولا ترى ذلك عندهم؟ّ


البرلمان الاسباني اتخذ قرارا بالإجماع, بدعم موقف انفصاليي البوليساريو, ويدعو الى حق تقرير المصير "للصحراويين" وبعد ذلك رد البرلمان المغربي بقرار إجماعي يدعو إلى العمل لإعادة سبته ومليليه إلى حضن المغرب, الوطن الأم.


هنا أرى مفارقتين مؤلمتين:


أولا: أن اسبانيا, ذهبت بعيدا في مواقفها, بتحريض جماعة أجنبية "البوليساريو" علنا, على التمرد على بلدهم, وطرح مسألة"تقرير المصير" ضمن هذه الرؤية, هو دعوة واضحة للتقسيم, وتشكيل "دويلة" في الصحراء المغربية. وهذا يتعارض مع القوانين الدولية.


ثانيا: ان البرلمان المغربي عندما يتخذ قرارا جريئا حول اغتصاب سبته ومليليه, رغم أنه حق تاريخي وطني, فلا يجوز أن يكون "موسميا"إن صح التعبير, أو ردا على حالة معينة. بل يجب ان يؤسس فعليا لعمل جاد وقانوني لإعادة هاتين المدينتين للوطن الأم, لأن ذلك ينسجم مع حقائق التاريخ والجغرافيا, وينسجم أيضا مع لوائح الأمم المتحدة, وجميع القوانين والأعراف الدولية.


ان المطالبة, والعمل الفعلي لإعادة مدينتي سبته ومليليه للمغرب,لا يجب إن تخضع لمواقف سياسية آنية, أو رد فعل على حالة ما, بل يجب أن يتكاتف جميع المغاربة, ومن ورائهم الأمة العربية لإنهاء هذه الحالة الشاذة والمرفوضة.


نحن العرب, منذ زوال الدولة العربية الإسلامية, لم نعتدي على أحد, بل كنا هدفا دائما للعدوان من كل شذاذ الآفاق. ولم نحتل بلدا بل كنا عرضة لاحتلالات متعددة ومتنوعة, وعلى مستوى الوطن العربي ككل. ولم نقتطع أي جزء من أي دولة مجاورة, بل تعرضت أرضنا للاقتطاع في عربستان والاسكندرونة وجزر الخليج (أبو موسى وطمب الكبرى وطمب الصغرى) وجزيرة ليلى, وأتت جريمة اغتصاب فلسطين لتشكل الحالة الأكثر سوءا, لتتم جرائمهم الكبرى باحتلال العراق.


فمتى نرتقي بقضايانا الوطنية كونها مصيرية... وليست للتحريك وردود الفعل؟!!

 

 





الاثنين٣٠ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة