شبكة ذي قار
عـاجـل










في 9 نيسان عام 2003 .. في ذلك اليوم المرير .. و في وسط الانفلات الامني والفوضى ( الخلاقة ) .. كانت هناك الكثير من المشاهد ذات دلالات مختلفة في مضمونها و عمقها .. لكن من بين اكثر المشاهد المؤثرة التي وقعت في نفسي وقعا اليما هو مشهد العلم العراقي يمزق بيد الغوغاء .. لن انسى هذا المشهد ما حييت .. و لن انسى الغصة الساخنة التي كتمتها .. و لن انسى شعور المهانة و مشاعر اخرى ..


لكن من بين هذه المشاهد برز سؤال اعتقد انه من المهم طرحة بمكان .. و هو سؤال ذو علاقة بمشهد تمزيق العلم العراقي .. تمزيق راية اللة اكبر .. و السؤال المطروح هو .. ما مدى عمق الشعور الوطني و ما معنى الوطنية و الولاء و المواطنة ؟


فالعلم العراقي و بغض النضر عن الاختلافات السياسية فانة يمثل كيان الشعب و ووجود الدولة و تمزيقة يعني شطب الوطن و الشعب من الوجدان و الضمير .. و هنا تبرز مشكلة خطيرة يتعين علينا جميعا مواجهتها بعد التحرير انشاء اللة .. و هو ترميم الشعور الوطني و قيمة المواطنة و الاساس الذي تبنى علية .. تمزيق العلم لم يكن الا عملا رمزيا اريد بة الاشارة الى الهدف الحقيقي من احتلال العراق و هو ضرب الشعور الوطني في مقتل … و هذا الذي ادى الى انتعاش احزاب طائفية و قومية بنظرات محلية ضيقة لم تكن لتجد سبيلا في ظل قيادة البعث و قيادة الشهيد صدام حسين ..


ما هي الوطنية و كيف تكون وطنيا؟
هناك من يرى ان الوطنية تاتي من خلال مراعاة مصالح الطائفة او القومية وهي رؤية اثبتت فشلها في لبنان اولا و من ثم العراق ..


ان الوطنية هي في ان يتم التعامل مع جميع العراقيين ليس بمنظور الطائفة او القومية و انما بمنظور حمل الشخص للجنسية العراقية مع غض الطرف عن خانات الدين و القومية و اللقب .. بان يتم رفع هذه الخانات من بطاقات التعريف كونها تكرس لنظرة غير عادلة للاخرين على اقل تقدير ..


الوطنية هي المشاركة في كافة الواجبات الملقاة على عاتق المواطن تجاة الوطن و المشاركة في كافة الحقوق المترتبة على تأدية تلك الواجبات .. وهذة النظرة العادلة لا يمكن ان تجد سبيلا للحياة في ظل الطائفية و النظرة الى مصلحة الطائفة او العرق قبل مصلحة الاخرين ..


ان القضاء على الاحزاب الطائفية هو واجب لا يقل اهمية عن مقارعة الغزاة .. لان الطائفية ترسيخ لقيم الانانية و الاستبداد و الظلم .. و القضاء عليها ضروري طالما اردنا ترميم ما تضرر من الضمير و الوجدان الوطني لدى الكثيرين و من ثم الارتقاء بة الى ان يكون صرحا شامخا كما ينبغي لة ان يكون .



البعثي روحيا لا تنظيميا
نورس

 

 





الخميس٠٣ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نورس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة