شبكة ذي قار
عـاجـل










مناسبات مريره واحداث اكثر مرارة نعيشها هذه الايام فمن يواسينا وكيف نبدأ مشوارنا وشعبنا المسيحي يتهيأ للاحتفال بعيد ميلاد سيده ...وهو يرسم لوحة بقلم طفل يحبو وهو يخط على جدار بيته ليكتب :


( المجد لله في العلا وعلى الارض السلام وفي الناس المسرّه والرجاء الصالح لبني البشر .. ). بينما يمسح آخر بقايا دماء صبغت جدران كنيسة سيدة النجاة ويشعل آخرون 53 شمعة صففت ورصصت افقياعلى طول ارضية الكنيسه ليركع حولها المصلّون وزوّار الكنيسه من اخوتنا المسلمين الذين واسونا في قداس أقيم بعد النكبه على ارواح شهداء الكنيسه ...كما برح نفر من المصابين على عجل تلبية لنداء الانسانيه التي صرخت بأعلى صوتها الى من حمل في وجدانه ضميرا انسانيا ورأفة وشفقه ليرحم الجرحى والضحايا للعلاج وهكذا انشغل شعبنا باعياد الميلاد بالدماء ونقل جثث الموتى واقامة مجالس الفاتحه على ارواح القرابين ...هكذا استقبلنا العيد هذا العام بدلا من الحلوى .


حيث سادت اصوات الرصاص بدلا من صنوج الشمامسه... ورائحة البارود بدلا من رائحة المسك والبخور المنبعث من ايدي الكهنة مصحوبا بترانيم المنشدين وصلاة المؤمنين .

 

لقد ولد المخلص البشيرعاريا ولا ثياب تغطيه من زمهرير البرد ولد في مغارة حقيره بين الحيوانات و بين اكوام القش وزمهرير الشتاء بين الرعاة والمجوس وسط ضياء النجم الساطع والنور المنبعث من السماء ليصره هاتفا ( لقد ولد لكم مخلّص ) وهو لايملك من الدنيا غير حطامها امّه تلفّه في قمط حقير بالمذود وسادته حجر وسريره تبن هكذا ولد رسول السلام ليقول لنا : ( لاتخافوا فلقد غلبت العالم وانا مخلصكم) ؟

 

سيحتفل المسيحيون بعيد ميلاد رسولهم وسط اجواء الصخب والفوضى والدم وحملات التهجير ... و حيث اوصانا وقال ؟


(( سيضطهدونكم ويسلمونكم الى المجاميع والسجون وتساقون الى الملوك والحكام من اجل اسمي ... أنسجوا أكاليل الغار والشوك وضعوه فوق هاماتكم ورؤوسكم لأن اورشليم قد حاصرتها الجيوش .))


ايها المسيحيون ايها الاحرار في العراق من كل دين وقومية ومذهب :

 

ان بغدادكم أسيرة الاغلال والقيود فأعلموا ان خرابها قد اقترب دماءكم ستزداد ومرارتكم ستفيض في النفوس حتى ينفذ صبركم وانتم تقدمون القرابين وتذبحون كالخراف وتسفك دماءكم من اجل دينكم ووطنكم وشرفكم كما ورد في سفر العهد القديم :


(( من كان في اليهوديه فليهرب الى الجبال ومن كان وسط المدينه فليخرج منها ومن كان في الحقول فلا يدخلها لأن هذه الايام أيام نقمه يتم فيها جميع ماكتب...فاذا سمعتم الحروب والفتن فلا تفزعوا فانه لابد من حدوثها اولا ستقوم أمة على امّه ومملكه على مملكه وتحدث زلازل شديده ومجاعات واوبئه في أماكن كثيره وستأتي ايضا مخاوف من السماء وعلامات عظيمه أنها القيامه أنه الطوفان بدأ من بلادي فالويل كل الويل من عهد الوثنيين الجدد القادمون من خلف الحدود هكذا ظهرت علامات في الشمس والقمر والنجوم وينال الامم كرب في الارض وقلق في عجيج البحر وتزهق نفوس الناس من الخوف ومن توقع ماينزل بالعالم ...انتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لان افتداءكم قد قرب اثبتوا لانهم بسطوا ايديهم عليكم من اجل اسم المسيح وهكذا اتيحت لكم الشهاده. ))

 

لان ذبّاحكم ذئاب تلبس جلود الحملان الوديعه ظاهرها شيء وباطنهم اشياء اخرى ... فالويل لكم من حكم الاشرار عبدة النار والدينار .


عن اي عيد تتحثون وعن اي ميلاد تترقبون واين ستصلون مزاميركم وفي اي مزار تقدمون الاضرحه والهدايا ودماءكم ودموعكم لن تجفّ بعد.

كيف ستحتفلون بعد ان امتلأت قلوبنا قيحا وانتم تتقيأون دما وتذرفون دمعا مدرارا عن اي ميلاد وانتم تتوشحون السواد على اخوتكم بعد ان قتلوهم غيلة ومثلوا بهم حيث بقرت بطون النساء وقتل الجنين...كما قتلت الام ورضيعها ليصلى بنار الوحوش كما قتل الشيخ المسن والمراة والصبي بوحشية ...عن اي عيد تتحدثون وكرامتكم ابيحت واذلت شعائركم ونكست صلبانكم وهشمت رموز كنيستكم بلا رحمه فاهانوكم وتسلطوا عليكم:


ايها المحتفلون بثياب الحزن ومرارة الاسى :
اشعلو الشموع من اجل الضحايا واحرقوا البخور ودقّوا نواقيس الكنائس واجراسها معلنين الحداد على ارواح ضحايا العراق من كل ابنائه شعبا يقتل بابشع صوره من القتل دماء بريئه تسفح وتسفك بعد ان امتلأت المقابر بقبور الضحايا فهل من حلاوة للعيد لتهنأوا بحلاوته ايها المحتفلون ؟


المواساة لاتكفي والحداد لايكفي والبكاء والنحيب على اطلال الضحايا لا يكفي .. فهل انتم سائرون الى الجلجله ؟ وطريقكم هو طريق الالام .فبأي ذنب تقتل هذه الارواح ؟

 

وكيف الخلاص والنجاة من الكارثه والاعياد الحزينه تتوالى والشرخ يتوسع والجرح يكبر والنزيف الدموي يزداد والمحنة الكبرى والمأساة تعيش في بيوتات شعبي المناحة والمآتم وسرادقات التعازي ملأت شوارع بلدي وازقاته في كل حدب وصوب ...فهل تهنأون بالعيد وتوزعون الحلوى ام تشاركون اتراح اخوانكم لتتبلسم جروحهم ؟

 

الاعياد تمر ومصابنا الاليم يزداد وليس من فرج قريب يصحو عليه ابناء شعبي ...عن اي عيد تتحدثون اهو ميلاد طفل بشر العالم بالخلاص ومأساتنا تنذر بالطوفان من المنقذ ومن المشافي ومن المعين بعد ان كثرت سكاكين الذباحين لمن المشتكى ومن المنقذ من هول الفاجعة التي حلت بنا ...

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ججو متى موميكا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة