شبكة ذي قار
عـاجـل










ان التركات التي ستواجة قيادة ثورة التحرير بعد التحرير ستكون تركات ثقيلة للغاية .. تركات اجتماعية و اقتصادية و سياسية و ثقافية و عسكرية , و لن يكون التعامل مع هذه التركات بالامر السهل أو الهين , لكن الاستعداد للحظة التحرير التاريخية ينبغي ان يكون مسبوقا بالاستعداد لما بعد التحرير و ان تكون هناك خطة للاعمار و البناء و خاصة اعادة منشآت التصنيع العسكري الى الحياة لاستعادة التوازن العسكري الاستراتيجي للعراق مقارنة مع جيرانة و خاصة افعى الشر ايران التي اصبح بيننا و بينها فرق شاسع في القدرات العسكرية مضافا الية التفوق البشري الايراني .. و ان تكون هناك خطة للدفاع عن العراق ضد اي عدوان ايراني . ان القلق يستبد بي و انا ارى التدهور المستمر في نواحي الحياة المختلفة في العراق , و كلما استمر التدهور و طال الانتظار زادت الصعوبة التي ستواجة قيادة ثورة التحرير في المعالجة خصوصا و ان العراق سيكون محاطا بالاعداء من كل جانب و بلا اصدقاء مؤثرين على الاغلب كما كان دائما طوال تاريخة.. و سيكون وضعا هشا و صعبا الى حد بعيد على الصعيدين الداخلي و الخارجي .. لذلك ينبغي للمخطط الاستراتيجي البعثي الاستحضار لمرحلة ما بعد التحرير و التي ستكون في خطورتها و اهميتها و حجمها اكبر من التحرير نفسه , لانها ستضع قيادة ثورة التحرير في امتحان عسير امام نفسها و الاصدقاء قبل الاعداء .


ليس قصدي هنا ان ازرع الخوف او ابث القلق من من لحظة التحرير التي ننتظرها لحظة بلحظة ,, لكنني احاول طرح نظرة اظن انها واقعية الى حد بعيد و ينبغي الوقوف عندها و التهيؤ للايام القادمة .. حيث ان من الثوابت التاريخية ان التحرير هو تحصيل حاصل بغض النظر عن طول فترة الاحتلال بشرط توفر شرط المقاومة ، لكن من الثوابت التاريخية ايضا هو ان مرحلة ما بعد التحرير و التحديات الاجتماعية و الاقتصادية و العسكرية و الصحية و التربويه هي ساحة الامتحان للقدرات الوطنية .. و من التحديات الخطيرة تحدي قيادة المجتمع كوحدة منظمة ذات ضبط عالي خاصة بعد الشرخ المؤلم الذي حصل في بنية الشعب العراقي نتيجة الاقتتال الطائفي المفتعل و الذبح على الهوية و التهجير القسري و اقفال الاحياء السكنية و تقسيمها حسب الوان طائفية دموية بغيضة.


كيف ستتم استعادة الكفاءات؟ كيف سيتم اعادة المهجر الى بيتة و اعادة الدمج بين المواطنين الى حال ما قبل عام 2003 و 2006؟
في ظني ان هذه الاسئلة تكشف عن قنابل موقوتة , و اعتقد ان من الضروري البدء في طرح هذه التساؤلات و مناقشتها بشكل مفتوح من كل مواطن عراقي و بعثي يريد ان يرى العراق قويا عزيزا واحدا موحدا من جديد .


ان الضرر الذي تسببت بة الاحزاب الطائفية ليس بالضرر الهين .. لقد تم ضرب الوحدة الاجتماعية للمجتمع العراقي و جرت محاولة تفكيكة و تقسيمة .. و رغم ان الضرر ليس بالمميت لكنة يبقى ضررا جسيما يستدعي العناية البالغة و الحكمة البعيدة و الصبر في معالجتة .
اتمنى ان يتم الرد على مقالتي هذه و ارجواان تفتح بابا للتقاش البناء بقلوب و عقول مفتوحة . و الله من وراء القصد .




البعثي روحيا لا تنظيميا
نورس

 

 





الاحد٠٦ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نورس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة