شبكة ذي قار
عـاجـل













استقبلت الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في مقرها بدمشق صباح اليوم ، المعزين بذكرى رحيل شهيد الأضحى الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله ، وقد تقاطرت جموع المعزين للتعبير عن الغضب على الاغتيال السياسي الحقود لرمز الأمة وعنوان نهضتها وبيرق مجدها على أيدي القتلة من محتلين وعملائهم في العملية السياسية الشائنة .


وقرأ الجميع سورة الفاتحة على روح الشهيد الخالد صدام حسين وأرواح شهداء فلسطين والأمة العربية في كل زمان ومكان وتضرعوا إلى الباري جل في علاه أن يتغمد شهداء الأمة وقضاياها المصيرية برحمته الواسعة وأن يسكنهم في عليين مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين .




وفيما يأتي كلمة الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية بالمناسبة


بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
صدق الهَ العظيم




أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم لنحي ذكرى شهيد الأضحى القائد الخالد صدام حسين ، الذي ترجل عن صهوة جواده وسار بخطى تجسدت فيها الرجولة بكل معانيها والإقدام بكل دلالاته والشموخ الذي استنهض همم الأمة في مواجهة أعدائها والمتربصين بها من قوى تحالف الشر في العالم والقوى المحلية والإقليمية المتحالفة معها أو ارتبطت بها ، فباسم الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية أحييكم وأرحب بكم في هذه الاحتفالية تكريما لشهيد العراق والأمة والإنسانية ولكل شهيد سقط دفاعا عن الأمة في حقها بالانبعاث من فجر الرسالة المحمدية وحتى يرث الله الأرض ومن عليها .


لقد جاء رحيل القائد صدام حسين وصعود روحه الطاهرة إلى بارئها مع تلبية الملايين من المسلمين في الديار المقدسة لله الواحد الأحد ، ليؤكد حتمية الترابط بين التضحية والاستعداد لها في كل وقت ، وبين الأهداف الكبرى للأمة والتي تحتاج إلى فرسانها الذين يتقدمون الصفوف وصولا إلى تلك الأهداف أو الشهادة دونها ، وليعكس مدى همجية أعداء العراق والبعث وصدام حسين من تحالف الشر العالمي بزعامة الولايات المتحدة مع صنائعها من قوى إقليمية في مقدمتها إيران التي ظلت تتاجر بالشعارات الإسلامية ومناهضة الشيطان الأكبر ، وإذا بها في لحظة الخيار الحاسم تؤكد معدنها الرديء واصطفافها مع ولي نعمتها الأكبر ، وقوى محلية أفسد تقادم ارتباطها بالأجنبي ما تبقى لها من ضمير وشرف شخصي ووطني فمضت حتى نهاية الشوط في إيقاع الأذى بالعراق والعراقيين ، فاختيار يوم الأضحى لاغتيال الرئيس الشهيد إنما كان آخر ورقة توت كانت تستر عورة من جاء لاهثا بعد الدبابة الأمريكية ولينفس عن أحقاد تاريخية ظلت حبيسة الصدور زمنا طويلا .



أيها الأخوة


لقد ظن أعداء العراق والأمة العربية ومشروعها الحضاري ، أنهم باغتيال صدام حسين سيدفنون معه طموحات الأمة وتطلعها للغد المشرق وأنهم قادرون على حرف النظر عن جريمتهم الكبرى بتدمير العراق وبنية الدولة العصرية الحديثة التي أقامها البعث طيلة خمس وثلاثين عاما بجهد دؤوب وعمل مضن وتضحيات جسام حتى وضع العراق قدمه على بداية طريق النهوض من الكبوة التي أصابته منذ أن فقأت عيون بغداد على يد المغول والتتار ، ودخلت في نفق مظلم إلى أن قيض الله لها البعث ومشروعه الإنساني الحضاري العظيم وقائدا كبيرا على مستوى التحديات التي تعصف بالأمة وتريد استئصالها من جذورها الحضارية وتقطع الصلة بينها وبين ماضي الأمة التليد وتقطع صلة العراق مع جماهير الأمة ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد جاءت النتائج على خلاف ما أراد الأمريكيون والإيرانيون وصنائعهم المحليون ، فقد أوقد استشهاد القائد صدام حسين شعلة النضال من جديد وبقوة دفع اكبر من أية مرحلة سابقة ، وأجج حركة المقاومة المسلحة ودخلت مرحلة العنفوان الذي لا يمكن الوقوف بوجه تياره الزاحف نحو أهدافه ببصيرة ويقين واستعداد لتقديم المزيد من التضحيات ، فالتهبت الأرض تحت أقدام الغزاة وتكبدوا خسائر لم تعرف الولايات المتحدة لها مثيلا في تاريخ حروبها العدوانية على الشعوب ، حتى أنها اضطرت للاعتراف صراحة وعلى لسان قادتها العسكريين والسياسيين ، بأنها لن تستطيع بعد الآن خوض حربين في وقت واحد ، وهي التي كانت تباهي العالم بأنها قادرة على لي عنق من يقف في طريقها ، لقد قاتلت المقاومة العراقية نيابة عن الإنسانية وكفت شرور الإمبريالية الأمريكية عن المنطقة والعالم .


لقد قاتل العراقيون رأس الفتنة الدولية الذي جاء بجيوشه عبر البحار والمحيطات وأكبر قوة عسكرية عرفها تاريخ البشرية ، وكان العراقيون في قتالهم متميزين كما كانوا متميزين في بناء تجربة البعث ، لم يقاتلوا وكيلا محليا لأمريكا ، ولم يتصدوا لبضعة آلاف من الجنود ، لقد واجهوا كل قوة أمريكا الحربية ، ولم توفر في عدوانها شيئا أبدا ، فاليورانيوم المّنضّب والفوسفور الأبيض كانا من بين أسلحة اليأس والهزيمة النفسية التي استخدمت على نطاق واسع لقهر إرادة المقاومة والقتال عند العراقيين ، ولكن هذه الأسلحة سجلت اخفاقا مدويا للعسكرية الأمريكية وهزيمة على صعيد القيم المزعومة للولايات المتحدة في العالم ، لقد ابتلعت مدن العراق سمعة أمريكا ومرغت هيبتها وحول الأزقة النائية التي واجه الرجال فيها بصدور مفتوحة أعتى قوة عسكرية في العالم ، وألحقوا بها هزيمة منكرة ، فأراد الأمريكيون الثأر لكرامتهم المداسة بأرجل المقاومين ، عن طريق اغتيال رمز المقاومة ومؤسس نواتها الأولى القائد الخالد الشهيد صدام حسين .


نلتقي هنا هذا اليوم لنستعيد هذه الذكرى المليئة بالعبر والدروس ، ولنقول للرئيس الشهيد وسائر شهداء الأمة وهم في عليائهم لتنم عيونكم قريرة فمواكب الرجال المضحين يسلم جيل من بعده أجيال المقاومة حتى تتطهر أرض العراق وفلسطين وكل أرض عربية تعيش تحت وطأة الاحتلال من دنس المحتلين أيا كانت سحناتهم ولغاتهم والجهات التي جاءوا منها والأهداف التي يسعون لتحقيقها .


تحية للقائد الخالد الشهيد صدام حسين في ذكرى رحيله
تحية لشهداء الأمة في كل زمان ومكان
تحية لمشاريع الاستشهاد التي لم يحن أوانها بعد من المقاومين العراقيين والعرب ومقاومي الشعوب المضطهدة في كل مكان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 





الخميس٢٤ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة