شبكة ذي قار
عـاجـل










لم أكن متفائلا بدرجة عالية مثلما أنا عليه اليوم والعراقيون يودعون عاما يرحل ويضعون أقدامهم على أعتاب عام جديد وقد أزداوا وعيا بحقيقة ما ضمره لهم أعداؤهم من حقد معمق بلؤم تأريخي على بلادهم التي كانت منبعا للمعرفة الأنسانية بجميع فروعها ,وكانت أرضها مصدرا للخير عندما استنبط أهلها وسائل جعل هذا الخير دائما وعميما ليضعوا تجاربهم في الري والزراعة أمام شعوب الأرض لتهديهم لكيفية أدامة خضرة الأرض بعشبها وأشجارها المنتجة لطيب ما يأكلون وعذب ما يشربون تحت ظلال أمتدادات وادي الرافدين , أرض الحضارات الأولى , أرض الأنبياء والأئمة المكرمين , أرض الشهداء الأوائل دفاعا عن مبادئ الأسلام الحقيقي والعروبة حاملة رسالة الحق والعدل والحرية والكرامة , أرض ولادة العلوم والفنون والأداب .


نعم لمناسبة حلول السنة الجديدة أجد ني اكثر تفاؤلا الآن برحيل غمامة الاحتلال بعد سقوطها في أسررياح ضغط شعبي متنوع الأتجاه متصاعد القوة وبما يؤهله لكنس وجوده الطارئ من أرض العراق وأعادة من جاءوا من وراء الحدود وخصوصا من لم تتح الفرصة لهم اللحاق بالمحتلين قبل أن (يشلعوا) وبشفاية عالية الى حيث كانوا !!


فقد أكتشف العراقيون شيئا فشيئا وعبر السنوات العجاف الماضيات التي تلت لحظة الأحتلال أن الدماروالنهب والقتل والفساد وشراء الذمم والتفريط بوحدة الوطن وبأمنه , وأمان شعبه وتأريخه ,هي أهداف أساس لتجميع واشنطن من أظهرتهم متناقضين ,وفي الحقيقة هم موحدون في نيات الشر التي جمعت بينهم حقدا على العراق وعلى ما بلغه شعبه في ظل الحكم الوطني من علوأرادة وعلو قدروأقتدار وتعدد كفاءات , وما أختزنته أرضه من تنوع ثروات وغزارة مكنونات .


وواضح أنها كانت نهبا للمحتكرين , أنبرى صدام حسين المناضل لقوى الشر والأستعباد في بداية السبعينات ليسترد ها بقرار التأميم الخالد ,ألتزاما بمبلدئ البعث , وليسكت تلك الأصوات المنافقة التي طالبنه بعدم الأقدام على أبرز قرار عراقي تأريخي أتخذ بعد عشر سنوات من تحرير البلاد من ربقة الأحتلال البريطاني في الرابع عشر من تموز 1958, وارتبط هذا الأنجاز بأسم القائد صدام حسين,كما أرتبط قرار تأميم قناة السويس الخالد بأسم القائد جمال عبد الناصر رحمهما الله .


ومرد تفاؤلي لا يستند لتحليلات متخصصين ولقراءات صحفية من خارج الميدان او لأستنتاجات أساتذة العلوم السياسية وأنما لمتابعة يومية لأحاديث الناس ولملامسة أحاسيسهم ومعاناتهم منذ كانت في ظل الخوف همسة , وتطورت الى صيحة ثم صيحات خافتة , وأضحت صرخة وصرخات أحتجاج عالية النبرات تحتج وتستنكر وترفض وتفضح بصوت فصيح واضح مرددة لا للمحتلين ولا لعمليتهم السياسية اللعينة التي أسست لأحلال القتلة والسراق والمزورين والأميين


الطائفيين المفسدين محل أصحاب الكفاءات الوطنية العراقية السابقة من الكوادرالسياسي.


وكانت صدمة العراقيين كبيرة عندما زالت غشاوة التضليل عن العيون وتأكد لهم أن ما حل بالعراق كان بعلم ومباركة مسبقة من رجال المرجعيات المحليين وأسيادهم الأيرانيين , فمباركة جريمة بوش في غزو العراق وأحتلاله وتدميره , وفي مرحلة تالية حل جيشه وقواته الأمنية وتصفية أهله والعبث بأستقراره وأستباحة ثرواته وفرض دستور جائر وثالم لسيادته ومفرط بوحدة البلاد وأدى لسبي العباد , وقد جرى ذلك بالتوافق بين الأدارة الأميركية والسستاني الذي أفتى بتحريم تصدي العراقيين لقوات الأحتلال الأميركي وهي تشن هجوما أجراميا على العراق وشعبه .


وهذه الحقائق كانت معاشة ولا تحتاج لكثيرعناء لأدراك العراقيين ابعادها القريبة وبالتالي الزمن كان كفيلا بأدامة معايشة البعيد منها وكشف المزيد من أدوار المدعين محبة العراق وهم أنفسهم المتواطئون مع الأميركيين ضد أهله , وقد زاد يقينهم بسوء ما يطبخه لهم المحتل وعملاؤهم عبر ما كشفت عنه سنون الأحتلال بأحداثها الدامية وخطوات أعداء العراق المشتركة لأستباحته نهائيا , فتوضحت الصورة للناس أكثر وبشكل جلي , فتصاعدت ردود أفعال العراقيين الذين تنادوا لحشد الصفوف وراء المقاومة الوطنية لأقتلاع المحتلين وعملائهم من أرض العراق لتعود الى أهلها حرة محمية بسواعد رجالها العراقيين الأحرار .


وتتزايد ردود الأفعال وتأخذ أشكالا تجمع بين غضب الصابرين وسخرية الهازئين بما جرى ويجري في ظل الأحتلال لتتوسع معه مساحة الغضب المقاوم منبئة بغضب عراقي عارم قادم


خصوصا بعد أن تكشفت للناس جميعا حقائق العدوان , وعلى لسان قادة العدوانيين أنفسهم .


فلنقرأ معا ما كشف عنه رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الأسبق مؤخرا في مذكراته او ما كانت قالته ملغومة الحقد على العراقيين كونداليزا رايس في كانون ثاني 2005- وهو ما ذكرتنا به الكاتبة العربية سميرة رجب في مقال نشرته في جريدة اخبار الخليج البحرينية قبل أيام في معرض تعريفها المبكر بدور المرجعيات الدينية في أحتلال العراق-


فقد أعترفت كونداهذه في حينه ”لولا دعوة السيستاني العراقيين الى الصبر على الأميركان لكان الأمر مختلفا” مؤكدة ”استمراره في هذا الدور في المرحلة المقبلة ”تقصد المرحلة التي تلت بدء أعادة أنتخاب بوش لفترة ثانية مباشرة !!


وتدور الدنيا ويرحل بوش ورامسفيلد ومعهما رايس , ويأتي غيرهم ويبقى السستاني الأيراني مع الجدد وفيا لعهد قطعه لرامسفيلد –لقاء ثمن مقبوض- خلال لقاء جمعهما في السعودية , ولا نقول أنه تم بعلم المسؤولين فيها , ولكن أن لقاء الأحبة لم يتم في ساعة أغفاءة سعودية وفي فترة وضع واشنطن الترتيبات النهائية لغزو العراق وأحتلاله , وتوزيع الأدوارعلى العملاء دولا وأشخاصا . وفي هذا اللقاء تمت الصفقة بين السستاني المتاجر بالبكاء على آل البيت ألأطهار وفي مكان لا يبعد كثيرا عن أرض مقدسة تنتمي لآل الييت , وليتسلم رشوة أميركية مقابل أصداره فتوى لتحريم مقاومة العراقيين لقوات الأحتلال الأميركي والقوات المتحالفة وهي تغزو العراق مبتدئة بقصف مدن أم قصر والبصرة والناصرية والحي والكوت صعودا الى بغداد من جهة الرصافة والنجف وأطراف كربلاء والقرى الواقعة شمال بابل والمتاخمة لبعض قرى ونواحي وأقضية بغداد من جهة الكرخ , والتي بدأ فيها أستبسال المواطنين في أسناد وقفة مقاتلي جيشهم الوطني دفاعا عن العراق ونالهم من قصف الصواريخ العدوانية الجنوني الحجم الكبير من القتل والتدمير, فكانت أغلبية ضحايا القصف الذي حرم السستاني التصدي للقوات التي أطلقته , هم من أهلنا ورفاق البعث الشيعة أسوة بالمقاومين من عموم الطوائف , بحجم تواجدهم في عموم مساحة محافظات القطر.


وهذا يكشف حجم الجرم الذي تسبب به الايراني السستاني للعراقيين في أصداره تلك الفتوى التي طالت العراقيين مع بدء العدوان وهي (تشرعن) لقرارات الكفرة وقوانينهم الجائرة , وللحكومات التي نصبوها أعتمادا عملا ء واشنطن ولندن وتل أبيب وطهران وهم ينفذون واجبا مشتركا ببركات مرجعيات قابضة الخمس من جلد الفقراء .


ورفع الغطاء عن دور السستاني ورهطه كما كشف عنه أحد أبرز من قادوا العدوان وهو وزيردفاع بوش(رامسفيلد)عبر نشر مذكراته مؤخرا , مما أكد حقيقة دامغة , وهي أن دور هذا المرجع وأتباعه الأيرانيين وغيرهم , كان أدخل في حساب العدوانيين المسبق وهم يضعون خططهم التفصيلية لشن الحرب على العراق ,هو داحل ضمن حساب الدور الأيراني كظهير للأميركيين وهم يتجاسرون بأختراق الحدود وتدميره وقتل أهله,أي أنهم كانوا جزءا من كل مسبق وليس لاحقا , كما حسبت أدوار لآخرين , كالكويت وغيرهم من العرب وغير العرب وقبلهم دورجماعتي جلال ومسعود .


رامسفيلد كشف مستور الزهد الذي يدعيه السستاني وهو يعلن أن الأخير أستلم قبل القيام بهذا الدور ثمنه وقدره 200 مليون دولار وليصدرفتاوي دينية للمساعدة فيما أسماه (بسقوط العراق) في هجوم تقوده الولايات المتحدة .


ويلاحظ القراء أنه لم يوجه فتوى واحدة بل وجه فتاوى متعددة , مهدت للعدوان ورافقت خطوات وقوعه , بهدف أسناد وتبرير ما يتمخض عنه من أفرازات و قرارات أستهدفت تدمير أسس وقواعد الدولة العراقية وبناها التحتية, وتخريب النسيج الوطني لشعب العراق وتسليط القوى الطائفية الشريرة لشن أبشع حملات الأغتيال بدهم البيوت الآمنة وأعتقال المواطنين وتعذيبهم بأستنباط ادوات قتل جديدة طالت الملايين من أبناء شعبنا الطيبين .


ومذكرات هذا العراب تميط اللثام عن حقائق مضافة أدت اليه فتاوى السستاني ليس أقتصارا على أسناد مباشر للعناصر العسكرية الأميركية حسب وأنما وحمايتها من بطش العراقيين الذين وزع النظام الوطني السلاح عليهم بكميات كبيرة للتصدي لفعلهم العدواني , فيعترف بذلك ويقول :


(( إن قوات الاحتلال آنذاك كانت تواجهها مشكلة "السلاح"، حيث ترك النظام العراقي السابق في متناول العراقيين أكثر من ستة ملايين قطعة سلاح خفيف كانت هذه القطع تسبب للأمريكان إرباكا في السيطرة علي هذا الكم الهائل من الأسلحة.


وقال رامسفيلد: وفعلا تم التوصل إلي اتفاق مضمون مع السستاني بعد نسلمه الهدية عن طريق الكويت , أن يصدر الزعيم فتوى تحظر استخدام هذه الأسلحة ضد قوات التحالف وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنب قوات التحالف خسائر جسيمة)).


وسبق ذلك تحريضه ضعاف النفوس من الجنود العراقيين المضللين , بتحريم ألتحاقهم بقطعات جيشهم الوطني وهي تتصدى للعدو الأميركي الغادر بهدف أضعاف مقاومة العراقيين لهذا الغزو المجرم , وعلى الرغم من هذا الفعل المنافي لكل الشرائع الدينية وللمبادئ والتقاليد الأخلاقية التي لا تسوغ خيانة الوطن كما روجت لذلك فتوى الزعيم الذي أكتشفه رامسفيلد , فقد استمر قلق الأميركيين من وجود مقاتلين عراقيين بسلاء أبلوا بلاءا نادرا في معارك الجنوب .


وأعود لأقول بأنني متفائل والعراق يدلف أبواب عام جديد أظهرت تفصيلات العام السابق له وما سبقها من سنوات عجاف , أن تداعيات المشهد العراقي المتوج بمهزلة شركة المتحاصصين تنبئ بأنه آيل للسقوط , لانه يحمل في دواخله فايروس أنهياره ,مما يسهل مهمة فصائل المقاومة الوطنية للشروع بالأجهاز عليه من دون أبطاء , بعد تفشي سرطان الأفساد وأستمرار عمليات التقتيل ونهب المال العام وفقدان الذمة وتعدد جنسيات رموز النظام و أنتشار الأميين في مفاصله , وضعف الأجهزة الأمنية وتفشي الحس الطائفي بين قادتها قبل عناصرها .


كل ذلك يؤكد , أن رحيل الاعداء , بمحتليهم وعملائهم ومنهجهم قد أزف وقته , وأن أرادة الشعب تتدفق عزما للمضي في تشييع المحتلين وأتباعهم الى غيررجعة , ولن تنفعهم فتوى أيراني سكن العراق أو فتاوي معممين أنتموا لقم ولطهران بعد أن أنكشف زيفهم .


فالبقاء للعراق الموحد , العزيزالراعي لأهله , المجيد بمفاهيمه الوطنية , المتمسك بأرثه القومي الأنساني , الرافض للتدخل الخارجي في الشأن الداخلي من أي جهة جاء وتحت أي شعار روج عراق الجبهة الوطنية المتراصة ,عراق الديمقراطية التعددية الحقة.


وكل عام وأهلنا العراقيين بألف خير , وسنة سعيدة مباركة تحمل عبق المحبة لكل مواطن حنا على شعبه وأفتدى أرضه النجيبة.

 

 





الاحد٢٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة