شبكة ذي قار
عـاجـل










ثمة حقيقة تتصل بأصرار شعب العراق على أعتبار ذكرى تاسيس الجيش العراقي,عيدا وطنيا يحتفل به أهلنا العراقيون بأسرهم على الرغم من المتغيرات السياسية التي شهدها العراق , فقد ظل هذا الجيش محرابا لتوحدهم,وواحة تروي ظمأ الشعب لتحقيق أمانيه المحببة,المغمسة بندى جذر مرتبط بأمتدادات أرض الرافدين .


فتأريخه مجيد , لأنه زاخر بنياشين ثمنت مواقف بطولية وطنيا وعربيا , فبأسمه صيغت حروف وكلمات نثرت ورودا على جباه العراقيين وجباه العرب جميعا معاني ودلالات , كيف يكون الجيش العراقي , جيش وطن , ودفاع عن وحدة وسلامة أرض وكرامة وحرية شعب , فقد أرتبطت مسيرته ببشائر خير وطني وقومي منذ تأسيسه في 6 كانون الثاني عام 1921 وحتى الى ما بعد وقوع العدوان الأميركي الذي شهد العالم بأسره بأنه كان هائلا في حشد قوى تدميرعالمية وأسلحة فيها الكثيرالمحرم الذي لم تشهد البشرية مثيلا لها بعد جريمة قصف مدينة هيروشيما بالقنبلة النووية من قبل البرابرة الأميركيين اليانكيين , الذين لم يعتادوا منازلة الشعوب المدافعة عن حريتها وكرامتها والأمساك بالسيادة الوطنية , أقتدارا مقابل أقتدار بعيدا عن استخدام أسلحة محرمة دوليا , وتوريط جيوش دول أخرى عديدة وبما تمتلك من أمكانات تقنية متقدمة لدعم فعلها الأجرامي,ومن استثمار لحقد فارسي معمم وحقد صغار العرب لتوفير دعم لوجستي لغزو العراق ,ولحماية ظهر الغزاة المرتزقة وتغييب عربا أخرين منهم في صمت يلفه عمى على جريمة العصر التي جرت في ظل الأمم المتحدة الحاضرة بالأسم فقط , والمعطوبة الأحساس بوخزة ضميرنتيجة تخدير أميركي صهيوني معيب لمن قبل التخدير تهربا من أن تكون له كلمة حق مدينة للعدوان وداعية للوقوف في وجهه !! .


ويعرف الاعداء قبل غيرهم قدرة جيش العراق على التكيف مع تطورات معركة مواجهة العدوان بالأنتقال السريع الى مرحلة نوعية أكثر أيلاما للمحتلين , وهي المناورة القتالية بقوات جيشنا وشعبنا المقاومة المتحركة بعد أمتصاص عنف عملياته التدميرية الغادرة .


ومعروفة نتائج هذه الأنتقالة التي كلفت العدو أقسى الخسائر بالعناصر والمعدات الثقيلة والسلاح , وأضطرته الى سحب قواته الى قواعدمترسنة اردفها بأنسحاب قواته بشكل متتال من العراق , ومن ثم أعلن بايدن نائب أوباما بأن بلاده ستستبدل الوجود العسكري بوجود عسكري ممزوج بوجود دبلوماسي أمني مخابراتي , ويبدو أن بايدن سيجعل من المنطقة الخضراء تكية و ملاذ حماية لقواته من ضربات المقاومة الظافرة,ولكن الى متى يصمد المتحل وعملاؤه ؟! .


ويقتضينا واجب الأستذكار ونحن نحتفل بذكرى التأسيس التسعين لهذا الجيش الذي حمل أول تشكيل فيه تبركا أسم الأمام موسى الكاظم (ع ) ان نورد الحقائق المهمة الأتية :-


أول :التعاطف وأسناد أنتفاضات شعب العراق التي أنطلقت لأسقاط جميع المعاهدات التي كبل بها الأستعمار البريطاني البلاد منذ أحتلاله في العشرينات وحتى طرده بثورة الجيش والشعب في 14 تموز عام1958 وقبلها تفجير ثورة مايس للخلاص من الوجود الأستعماري البريطاني عام 1941 ومواقفه الشهمة برفض أي تورط لقواته بقمع وثبات وأنتفاضات الشعب العراقي ضد الحكام الذين ربطواالعراق بمعاهدات وأحلاف جائرة ومن أبرزها وثبة كانون عام 1948 التي أسقطت معاهدة بورتسموث التي وقعها صالح جبر رئيس الوزراء العراقي آنذاك , بالأحرف الأولى في الميناء البريطاني مع أيدن كبديل لمعاهدة عام 1930 التي نادى وناضل شعب عراقي وقواه الوطنية طويلا لألغائها منذ أن فرضها الأنكليز على العراقيين بتواطؤ من حكامهم , وأنتفاضة تشرين عام 1952التي جسدت تصاعد التلاحم الوطني في الشارع العراقي مذكرة بمعركة الجسر التي أسقطت المعاهدة وموقعها صالح جبر .


وكان من أبرز نتائج الأنتفاصة سقوط الحكومة العراقية والأستعانة برئيس أركان الجيش نور محمود بعد أن حققت الأنتفاضة هدفها بأسقاط الحكومة,وفوجيء البلاط الملكي ان المتظاهرين والقوات العراقية شكلوا تناغما أفشل الهدف القمعي الذي سعى الى أعلان الأحكام العرفية في البلاد فقد عكست شوارع بغداد مساء ذلك اليوم نمط العلاقة الشفافة بين الشعب وجيشه على عكس ما كان سائدا من عداء بين قوات الشرطة العلنية وأبناء الشعب التي كانت تستخدم في قمع أنتفاضات العراقيين ضد الحكومات الضالعة في خدمة مصالح (أبو ناجي) ككنية أطلقها العراقيون تندرا على طاعتهم للأنكليز في زمن المندوب السامي أوالسفير البريطاني الذي سمي (مختار ذاك الصوب) ومقره في محلة الصالحية , وكان يأمر ويطاع !!.


وكذلك ساد شعور بالأمتعاظ الشعبي من الشرطة السرية التي سميت بالتحقيقات الجنائية , بينما كانت العلاقة بين الجيش والشعب شفافة .


وهكذا وأستنادا لطبيعة هذه العلاقة وبدلا من الصدام فقد أستقبل العسكريون المتظاهرين الذين واجهوهم وصعدوا الى سطوح دباباتهم ومركباتهم بالأحضان بخلاف ماخطط له البلاط وسفارة بريطانيا.


فمواقف الجيش لم تكن غيرمنسابة الود مع شعبه طوال الفترات التي سبقت ثورة تموز الأولى , وقد توجت تلك المواقف بتفجير ثورة أعلان الجمهورية ,وتوالت مواقف أنحياز الجيش لشعبه فكان ساندا لثورة البعث عام 1968وحارسا أمينا لجميع الأنجازات التي حققتها لشعبنا العراقي وفي مقدمتها قرار التأميم الخالد وقرار منح أهلنا الكرد حقوقهم القومية والسياسية والثقافية تحت خيمة حكم ذاتي يؤطره أقليم يضم محافظات أربيل والسليمانية و دهوك , وظل كذلك يشع بريقا معززا وحدة الوطن وحرية الشعب ومدافعا بقوة عن سيادة العراق , ويصح أن نذكر رئيس الأقليم السيد مسعود بنبل ما بادر به هذا الجيش في التسعينات من قفزة جريئة لحمايتة من أستمرار عدوان خياني مسلح بقيادة من خان والده مصطفى ونقصد زوج السيدة هيرو جلال ,ولا أحد يتوقع انه تاب عن سلوك مشين كهذا ولن يعاوده من جديد اذا سنحت له الفرصة!!.


ثاني : أرتباط أسم هذا الجيش العظيم وفعله دائما بكل نسغ متصل بالشأن العربي فسجلت له مبادرات قتالية متميزة بالأقتدار والبطولة في التصدي الحاسم للعدوانية الصهيونية ارتقت الى مستوى حماية مدنناوعواصم عربية من السقوط في جب الأعداء , وابعاد مخاطرها عن شعبنا العربي في سورية ومصر ومورتانيا.


وكلنا يذكر مشاركة جيش العراق في حرب فلسطين48 وضراوة القتال الذي خاضه هذا الجيش العروبي ليوجه أقسى الضربات للعدو الصهوني بحيث اصبح على مقربة من تل أبيب قبل اعلان الهدنة مع العدو بمؤامرة صيغت بالتوافق الأميركي - البريطاني وبالتواطؤ مع الحكام العرب في ذلك الزمان.


كما كلنا يتذكر وقفة هذا الجيش وهو يبادر ليشكل حضورا فاعلا قاطعا الف كيلوىمترعلى سرف دباباته ودروعه ليدخل ساحة المعركة ساندا الجيش السوري الذي كان يواجه حرجا أمام حشد القوات الصهيونية الذي أضطر الى التراجع , ولكن دخول جيشنا ساحة المعركة من دون أبطاء ومن زاوية هددت خاصرة المعتدين مما اضطرهم للتوقف , فجنحوا الى التراجع هربا من تطويق عراقي وفي جو المعركة المحتدمة فوجئ القادة الميدانيون العراقيون في صباح اليوم التالي ببروز أشارات في ساحة القتال توحي بوقف أطلاق النار .


وجاء ذلك في الوقت الذي كان جيش العراق ينتظر فيه أشارة التنسيق من القوات السورية لتباشر شن هجوم جديد وحاسم كان مفترضا أن يغير المواقف القتالية مع العدو حدث العكس حيث تبين المصريين والسوريين أتفقوا على قبول قرار مجلس الأمن القاضي بوقف أطلاق النار على جميع جبهات القنال من دون التنسيق مع القيادة الميدانية العراقيىة وكانت قواتها ما تزال منتشرة في ساحة المعركة , أنتظارا لأشارة البدء بهجوم الحسم وهي تفصيلة عايشتها ميدانيا حيث كنت أتابع أحداث المعركة بصفتي مراسلا صحفيا رافقت الرفيقين الراحل شفيق الكمالي عضو القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث ومحمد سعيد الصحاف عضو مكتب الثقافة والأعلام للحزب في تفقدهما لقواتنا الممسكة بمواقع القتال المواجهة للعدو الصهيوني على الجبهة السورية , فلاحظنا أن الهدوء المفاجئ هو السائد , بعد القتالات الضارية التي شهدناها ونحن هنا في اليومين الماضيين !!


وبدد ضباط دروعنا المتواجدون في الميدان استغرابنا ظهورطائرات من دون طيار معادية وهي تجوب سماء المعركة براحة من دون أن تتصدى لها نيران المدفعية السورية المضادة للطائرات ؟ّ!.


وجاءنا الجواب بعد حين ليرد على أستغرابنا ويفسرلنا ما حدث , لنكتشف أن راحة التحليق مردها رغبة أميركية لمعرفة مدى الألتزام بصمت المدافع في الجانب السوري !!


ثالث : ليس بخافية على أحد تفصيلات جيشنا الجسورة على عدوانية النظام الأيراني وحقد معمميه على شعبنا وأمتنا فمعروفة صولات الحق التي نفذها جيشنا البطل والحمد لله أنتهت بالرغم من أصرار خميني على أدامة أوارها الأجرمي بهزيمة الأكاسرة متوجة بتجرع أهبرهم كأس الهزيمة بعد عذاب مرير .


وملاحم القادسية المجيدة الثانية غنية بصور البطولات التي جسدها مقتلوا الجيش العراقي دفاعا عن العراق وشعبه , وحماية لأهلنا العرب وصيانة لأقطارها الخليجية من أطماع الخمينية الفارسية, فصورها حية ولا تزال محفورة في ضمائر العراقيين والضمائر العربية ومستذكرة من أهلنا من دون منازع .


فتحية فخر لهذا الجيش الرمز الذي أقضت بطولات رجاله مضاجع أعداء الشعب والأمة , وأنحناءة وفاء لكل جهد قتالي معمد بالدراية العلمية والأرتباط الوثيق بالأرض والأهل والتأريخ الحضاري .


والخلود لشهدائنا الذين أستحضروا قيم البطولة وهم يخضبون بنجيعهم طريق المجد العراقي الجديد المتوحد , في محراب وحدة الوطن وأمن ورفاه العراقيين.

 

 





الاحد٠٥ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة