شبكة ذي قار
عـاجـل










في تحدي سافر ما زال الكيان الصهيوني يمارس أعماله العدوانية علي الممتلكات العربية وبدأ في عملية هدم فندق شيبرد التاريخي الواقع في حي الشيخ جراح شرقي مدينة القدس وتتم عملية الهدم في ظل صمت عربي ودولي تحت حراسة مشددة وذلك بهدف إقامة عشرون بؤرة أستيطانية يهودية معدة لإسكان عائلات يهودية ولاعجب في هذا الصمت العربي الذي أستمرأ الخضوع والخنوع وهو حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الإعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، ويتزامن هذا مع العمليات الصهيونية المتسارعة لتهويد القدس وأستمرار الحفريات أسفل البلدة القديمة بالمدينة المقدسة ومنذ عدة شهور شرع الكيان الصهيوني في ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح في مدينة الخليل إلى قائمة ما تسميه مواقع أثرية يهودية وبعدها تم إفتتاح كنيس الخراب علي بعد خمسون متراً من المسجد الأقصي وبالتحديد في 16 مارس آزار 2010 والذي يوافق هذا اليوم موعد نبوءة بناء الهيكل الثالث المزعوم علي أنقاض الأقصى والمنسوبة لأحد حاخامات القرن الثامن عشر، والمعروف باسم جاؤون فيلنا ، وبالعودة إلي عملية هدم فندق شيبرد الذي يعد أحد أهم المعالم العربية في حي الشيخ جراح شرقي القدس نتيقن بأنها جزء من سلسلة مخطّطات أستيطانية تشتمل على إخلاء العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح والدفع باتجاه إقامة مستوطنة إسرائيلية على أنقاض المنازل العربية في المنطقة، و أن هذه المخطّطات من شأنها عزل الحي من خلال إقامة حزام استيطاني حوله، وفصل القدس القديمة عمّا حولها. ومن المعلوم تاريخيا أن ملكية فندق “شيبرد” تعود أساساً لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني، وبعد إستيلاء حارس أملاك الغائبين عليه قام ببيعه للمليونير الأمريكي ايرفينغ موسكوفتش الملقّب بـ "عرّاب الاستيطان"، والذي قام بدوره بنقل الحقوق الخاصة بالفندق إلى جمعية "عتيرت كوهانيم" المعنية بتشجيع الأستيطان ، أما الفندق فكان مقراً ومنزلا للحاج أمين الحسيني وعائلتة المقدسية الأصل الذي توفي في منفاه في لبنان عام 1974 بعد نفيه خارج فلسطين من قبل سلطات الأنتداب عام 1937، فمن هو مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني ؟ شيخ المجاهدين أمين الحسيني هو أحد المناضلين والمجاهدين من أجل فلسطين ومن أجل عروبة فلسطين فلم يكن مفتيا للقدس فقط ولكن هو أحد الرجال المخلصين والذي يجب أن يخلدهم التاريخ فكان القوة الدافعة للحركة الوطنية، ومركز الثقل في المقاومة الفلسطينية، والعنصر الفعال الموجه في المحيط العربي الفلسطيني، السياسي والوطني على السواء، هذا بالإضافة إلى الدورالعظيم الذي كان يقوم به في مضمار الشؤون الإسلامية، مما حفز الإنجليز وأعوانهم اليهود إلى مقاومته والتخلص منه ويا لها من مصادفة أن يكون للشيخ أمين الحسيني دورا كبيراً في ثورة الشعب العراقي ضد الإنجليز عام 1941 وذلك أثناء تواجده في العراق فقام بحشد المئات من المجاهدين الفلسطينيين والعرب الملتفين حوله، وكان يتصل بكبار الضباط ويقوم بتوجيههم، ويثير فيهم روح الجهاد ويعمل على تقوية روح المقاومة عند أبناء الشعب العراقي، .

 

ولهذا شرع هذا الإحتلال الصهيوني العنصري في هدم هذا المنزل التاريخي إمعانا في القضاء علي كل ما يُذكرهم بعروبة أرض فلسطين ولهذا يلجأ هذا الكيان العنصري إلي طمس معالم كل ما هو عربي علي هذه الأرض وهذا هو هدفهم الرئيسي في هدم هذا المبني، وبالعودة للوراء إبان الانتداب الإنجليزي علي فلسطين وأثناء ذلك أستشعر الوطنيون من أبناء الشعب الفلسطيني الخطر الداهم والمحدق بهم والناتج من جراء الإحتلال الإنجليزي لفلسطين وتمكين اليهود منها وإنشاء وطن قومي لهم علي حساب المقدسات والتراب العربي ولذا لم يجد هؤلاء الوطنيون المناضلون سبيلا إلا التضامن كشعب فيما بينهم بعد أن خابت أمالهم في الملوك والحكام من الوقوف أمام هذه المخططات الإستعمارية وأمام هذا الشعور الذي ينذر بالخطر كان الأتجاه قدما في التضامن الشعبي الصادق نحو التضامن والوحدة وتعزيز حركة الجهاد الوطني المقدس فقاموا هؤلاء المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين الوطنيين بتشكيل لجنة باسم اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني وبعض المجاهدين ومنهم أحمد حلمي عبد الباقي والدكتور حسين الخالدي ويعقوب فرج وعوني عبد الهادي وغيرهم وقد تبنت هذه اللجنة أشكالا من الكفاح لمحاولة منع اليهود من الأستئثار بها وتبنت الإضراب العام وأعلنت مطالبها في قرارها الصادر في 25 نيسان (أبريل )عام 1936 وهي :-


1- منع الهجرة اليهودية منعا باتا .
2- منع أنتقال الأراضي العربية إلي اليهود .
3- إنشاء حكومة وطنية مسئولة أمام مجلس نيابي .


وقامت هذه اللجنة بإرسال تقارير مفصلة حول كل الأوضاع في فلسطين إلي جميع الأقطار العربية والي ملوك وأمراء العرب وطلبت اللجنة في ختام تقاريرها مؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه وعدم تركه لهذه الخطط التهويدية ، وفي عام 1936 في إفتتاحية مؤتمر اللجان القومية في القدس القي السيد أمين الحسيني خطابا تاريخيا موجها حديثه إلي العالم العربي والإسلامي والمسيحي قال فيه " إن أهل هذه البلاد المقدسة يستنجدون بكم فأدركوهم قبل أن تصبح فلسطين أندلساً ثانية وتندمون ولات حين ندم ، إن أهل هذه البلاد يقارعون ظلم الإستعمار كما إنهم يقارعون العالم اليهودي بأسره الذي يدفع بأمواله ورجاله إلي هذه البلاد المقدسة ، إن تهويد هذه البلاد لا ينحصر ضرره بأهلها فحسب ولكنه يصيب البلاد العربية بأسرها ويمزقها شر تمزيق، إن إخوانكم في فلسطين يستنجدون بكم لتتعاونوا معهم في كفاحهم لإنقاذ هذه البلاد المقدسة التي هي بلادكم ولصيانة أماكنكم المقدسة فيها فلاتصموا آذانكم عن ندائهم الصاعد من أعماق قلوبهم وبادروا لمساعدتهم بما تستطيعون ، تداركونا وفي أعضائنا رمق فلن يعود إخضرار العود بعد أن ييبس " وكان الحاج أمين الحسيني ورفاقه الأبطال يحدوهم الأمل في أن يؤازرهم ملوك وأمراء العرب في كفاحهم ضد الهجمة الصليبية اليهودية علي بلادنا المقدسة ولكن يبدو أن كلمة السيد أمين الحسيني لم يسمعها حكام وملوك وأمراء العرب حتي اليوم فما كان من منهم إلا أن أثروا السلامة والنأي بأنفسهم عن الخوض في الكفاح من أجل تحرير فلسطين والقدس وأنتهجوا نهجاً جديداً غريبا عن الحمية والكرامة العربية وهو الوساطة بين أبناء الشعب الفلسطيني من ناحية والإنجليز واليهود من ناحية وقد دعا السيد أمين الحسيني ورفاقه بوصفه رئيس اللجنة العربية إلي الجهاد ضد المطامع اليهودية والإنجليزية وإعلان الثورة علي هؤلاء الطامعين لولا توسط ملوك العرب وأمراؤهم لوأد الثورة الفلسطينية في المهد هذه الوساطة التي مكنت اليهود من تقسيم أرض فلسطين ولم تفلح نداءات الحاج أمين الحسيني ورفاقه إلي الملوك والأمراء العرب ولم تجد من يغيثهم بل وجد من يقف مع الإحتلال الإنجليزي اليهودي ضد الشعب الفلسطيني ووجدوا أنفسهم بمفردهم وأن وساطة الملوك والحكام العرب لم تجلب إليهم إلا مزيداً من الدمار وكأن الذي يحدث علي الساحة العربية أمر من الأمور الداخلية لدولة عربية ليس له آثار جانبية علي معظم دولنا العربية وكأن مشكلة القدس وتراب فلسطين يخص أبناء فلسطين وحدهم ولقد سطر بعض حكام العرب ومازالوا يسطرون صفحة من صفحات التردي العربي في دائرة التحالف مع أعداء الأمة العربية ، رحم الله الشيخ أمين الحسيني الذي خذلوه حكامنا حياً وميتاً ورحم الله شهداء العروبة ، والعار علي حكام الأمة من المتخاذلين الذين أضاعوا فلسطين والعراق و السودان والبقية تأتي .

 

 





الاربعاء٠٨ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعـــي الـعـربـي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة