شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا قلنا وأقصد , ماذا قاله الكتاب العراقيون الذين رفعوا راية مناهضة الأحتلال الأميركي ومن نصبهم حكاما , وخصوصا من تواطأ معهم من عرب الأنظمة في الضد من أرادة الشعب العراقي والامة العربية وبخلاف كل نسغ عروبي أنساني رافض تحالف أي عربي مع أعداء أهلنا ,فكيف اذا أصطفت الحكومات الى جانب مدمري العراق وذابحي أهله !!


أضافة الى صمتها ألا القليل على محتلي البلاد ومروعي العباد , في تنكر غير مسبوق في التدني الخلقي في التعامل مع شعب عربي كان سباقا في الوفاء لأهله بتضحيات كبيرة جسدتها مواقف تأريخية دفاعا عن أقطار عربية عديدة و في مقدمتها نصرة شعبنا العربي الفلسطيني وسورية ومصر وموريتانيا بوضع أقتداره القتالي في خدمة مهمة الدفاع عن الأشقاء ،ناهيكم عن مواقف الدعم الأقتصادي والنفطي والسياسي للعديد منها .


والذي أريد التوقف عنده ,تذكيرا ونحن نعيش لحظات وقفة شعبنا العربي التونسي المنتفض ضد الحكم الفاشي الذي فرضه الرئيس الهارب زين الدين بن علي المدعوم من باريس على أهلنا التونسيين , هو التذكير بما نبه اليه كتابنا وفي مقدمتهم كتاب المقاومة الوطنية البطلة الأنظمة العربية من خطورة أنسياقهم وراء أيحاءات الدول الكبرى بأن سلامتهم وسلامة أنظمتهم وبكل ما تمارسه من ظلم للشعب العربي في كل قطر من أقطارها مكفولة بحماية من تلك الدول ,مما دفع الحكام للمضي في سياسات اضطهاد الشعب والتجاوز على الحريات وتسخيرالبلاد لخدمة مصالح الدول الأجنبية وتمكينها من سرقة الثروات الوطنية وفي المقدمة منها الثروة النفطية كما حدث للعراق في ظل صمت عربي مريب مدفوع بصك حماية بدا واهيا وبلا رصيد , عندما سارعت باريس بالتخلي عن صاحبها المكفول , في وقت متقارب مع واشنطن وهي من داعمي سياسة بن علي المنحازة للغرب فقد تخلتا عنه بسهولة , وهي ليست المرة الأولى يتخلى الغرب عن أصدقائهم العرب.


فالتأريخ يذكرنا بمثله ,ولكن بفارق أستراتيجي بين حجم دور بن علي ودور الصديق القديم الحميم للندن وعراب ربط العراق والمنطقة بالولايات المتحدة الأميركية عبر حلف بغداد , واقصد نوري السعيد الذي لطالما جاهر وبثقة عالية أن دار السيد مأمونه , وأكد ذلك في آخر كلمة له من أذاعة بغداد , ولكنه في أثر أنتفاضة 14 تموز 1958 ثورة الجمهورية لم يجد أحدا الى جانبه ليؤمن لنظامه البقاء فوجد نظامه رحمه الله قد تغيرمن مأمون الى مقبور وحلف بغداد من سائد الى راحل !!


وهذا ما يؤكد أن البلهاء وحدهم هم الذين يتراءي لهم أن السباحة ضد تيارارادة الشعوب وارد وممكن وأن العمالة للقوى الأستعمارية القائم على قهر الشعوب هو الضامن لبقائهم على دست الحكم براحة وعلى وفق مزاجهم , واذا أحبوا فالتوريث في ظل ممارستهم قمع الشعب ممكن ,وفاتهم أن يسألوا أنفسهم هل أن هذا الممكن المفروض على الناس قابل للدوام ؟!.


أعتقد أن أنتفاضة شعبنا العربي التونسي المباركة غنية بالعبر وفي مقدمتها :


1- ان أرادة شعبنا العربي في جميع أقطاره أقوى من أن تقهر وأن ما تشيعه ماكنة الأعلام الغربية بفاعلية كبيرة بأدعاء أن الجماهير العربية محاطة باليأس والأحباط وما عادت مستعدة للتحرك لأنتزاع المبادرة لأحداث التغييرات التي تعيد قدرتها على فرض على الحكام العملاء وعلى أسيادهم , ولنا في أنتفاضة تونس الشعب ما يؤكد خطأ مراهنة الحكام على أفتراضات تستند على وهم وتضليل يروجه أعداء الأمة ,فهذه الأنتفاضة تؤكد حقيقة مهمة تقول أن صبر الشعب والأمة طويل وأنهما أذا أمهلا الأعداء , الا أنهما لن يهملونهم , فهل يتعظ الآخرون قبل أن تفوتهم فرص الهرب كما فعلها بن علي يسابق الغزال ؟؟!

 

2 – والانتفاضة تحمل دلالة مهمة أخرى تؤكد أن توحد الشعب وتلاحم قواه الوطنية معه بعيدا عن الأنانية والأستحواذ وبمنأى عن التأثيرات الخارجية هوالضمانة الوحيدة لتأمين سلامة أي وهج شعبي عربي لأحداث تغيير يخدم مصلحة الجماهير في هذا القطر أوذاك فبقدر الأهمية التي يعنيها أحداث أي تغيير أو القيام بأية أنتفاضة أن يرافقها وعي بكيفية توفير شروط ثبات أقدامها وعدم ضياعها بأجتهادات متقاطعة تتيح الفرصة للمعادين في الداخل والخارج الذين يتظاهرون بتأييدها وهم يبطنون العكس , أنتظارا للحظة الأنقضاض عليها بعد أشغالها بقضايا جانبية تلهيها عن التركيز على القضايا المركزية التي قامت الأنتفاضة من أجل تحقيقها أساسا وفي المقدمة من ذلك أزالة الطغمة الحاكمة الفاسدة ممثلة بالحزب الدستوري الحاكم وجميع الاطرالسياسية والأمنية المنبثقة عنه والمروجة لسياسات بن علي القمعية الأستبدادية ,ووضع قواعد صحيحة لعمل وطني موحد وجاد لايمنع عودة المفسدين فقط,وأنما ويلغي أي أثر للمنهج الذي أختطوه لسرقة حق الناس بحياة كربمة ملؤها العدل والحرية والمساواة , عبرممارسات ديموقراطية حقة وبما يستجيب لأرادة التغيير الديمقراطي التي حملت لواءها أنتفاضة شعبنا العربي التونسي والمسارعة لتطويق أي تحرك لرموز النظام الفاسد التي تحاول الألتفاف على الأنتفاضة بأثارة عمليات شغب واضحة في أهدافها المريبة .


وهو في الحقيقة تصرف من صنع أزلام بن علي نفسه وتنشط أجهزة مخابراتية أجنبية للترويج لها في مسعى يائس لأعتماد بقايا أؤلئك الأزلام لمعالجة ما يسمى بالتوترات في الشارع التونسي في حين هي من صنع المسلحين الملثمين التابعين للأجهزة الرسمية التي فتحت النار على المتظاهرين طوال أيام الأنتفاضة الباسلة ليسقط بسبب فعلها الأجرامي عشرات الشهداءمن أبناء تونس المصرة على أستعادة حريتها بالكامل ومن دون أبطاء, ولن تسمح بعودة القتلة و المستبدين بحجة حماية المواطنين وتحت شعارات تتباكى على ما أسمتها (بالمبادئ الدستورية) , التي هي نفسها التي بوبت لبن علي الهارب وجماعته الأستئثار بالحكم وهي التي أعتمدت لتبرير أعتماد الوزير الأول- رئيس وزراء- النظام السابق ليتولى مهام رئيس الجمهورية (الشالع !!) بما حمل , ثم ليغير في اليوم التالي برئيس مجلس النواب وهو من رموز العهد الراحل أيضا, وكأن الأنتفاضة لم تقع وأن المفسدين فيها غير مشمولين بالأزاحة بدليل أن الأنغوشي رئيس الوزرء السابق كلف بتشكيل أول حكومة تلت أنتصار الأنتفاضة!!


وشعورا بالمسؤولية التأريخية بادرت القوى الوطنية الديمقراطية والمنظمات المهنية والشعبية الى أعلان رفضها للعبة ودعت الى تشكيل حكومة ائتلاف وطني تتمثل فيها جميع القوى والتيارات الوطنية التونسية التي شاركت بالأنتفاضة ومنها تيار البعث في تونس لتتولى هيكلة الوضع السياسي في البلاد وتقوم بحل جميع الأجهزة التابعة لزمرة الحكم السابق وفي صدارتها التجمع الدستوري الديمقراطي .


3 - أن هذه الأنتفاضة المباركة تشكل أنعطافة تأريخية في مسار حركة التحرر العربي وأضافة نوعية لتعزيز وحدة القوى القومية المطالبة بالتحرك السريع لدعم الأنتفاضة الوليدة والوقوف الى جانبها وهي تواصل نضالها على طريق البناء الجديد لتونس العربية , وليكن شعارنا , نتوحد جميعا في محراب المنتفضين التونسيين , وهو فرض عين ملزم لقوى الأمة العربية من دون منة وبلا أدنى تأخير .


فتحية للبواسل ابناء أنتفاضة تونس البطلة الذين كانوا مثالا للوعي الوطني والقومي في التصدي لنظام زين العابدين بن علي الأستبدادي فاتحة الطريق أمام أبناء الأمة العربية للمبادأة لقول كلمة مماثلة تسترد فيها الأمة الكرامة المثلومة والأرادة المفرط بها عن عمد .


والخلود لشهداء الأنتفاضة الذين استرخصوا حياتهم ,من أجل أن يهبوا شعبهم زاد الحياة الحرة الكريمة وهم يرددون ما ردده دائما شاعرنا العربي التونسي ابو قاسم الشابي  :

اذا الشعب يوما أراد الحياة

                          فلا بد أن يستجيب القدر

 

 





الاحد١٢ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة