من عشرات السنين قالها الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي وصدق في قوله ..

إذا الشعب يوما أراد الحياة * فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجــــــــــــلي * ولابد للقيد أن ينكســــــر

هكذا أسقط الشعب التونسي جدار الخوف وخرج يعبر عن غضبة ضد نظام فاسد غابت عنه العدالة سنوات طويلة من القهر والظلم أدت إلي تدهور حياة المواطن من كافة النواحي السياسية والأجتماعية والصحية وبالرغم من ذلك خرج الرئيس المخلوع زين العابدين في حديث موجه إلي شعبه ليمارس الأكاذيب ويحاول إقناعهم بان ما يحدث في الشارع هو من فعل أقلية منحرفة تمارس التحريض ضد مصالح البلاد فعن أي مصالح يتحدث هذا الدكتاتور بعد أن نهبوا البلاد وقتلوا العباد ، هكذا هي نهاية الأنظمة القمعية الفاسدة التي حولت البلاد إلي سجون كبيرة، لاشك أن ما جري في تونس ليلة الرابع عشر من يناير تجربة بالغة الأهمية ودرس علي درجة كبيرة من الخطورة يجب إستيعابه في كل بلادنا العربية ولكل الأنظمة الحاكمة ، وليعلم الحكام أن الشعوب عندما تنهض وتثور تصل في النهاية ألي ما تريده ، وعلي الشعوب أيضا أن توقن بان إستمرار الكفاح من أجل الحرية سيصل في النهاية إلي ما يريده ،

وعلي الحكام إستيعاب الدرس جيداً فقد أيقظت تونس مشاعر الثورة الجياشة في نفوس الأمة العربية التواقة إلي الحرية والديموقراطية والعدالة ، التحية لتونس شعبا وأرضا وتاريخا التي أعادت أمجاد الانتصارات إلي الشعوب المقهورة والتحية إلي الشهداء التي سالت دمائهم علي الأرض الخضراء فأثمرت شجرة الحرية التحية لهذا الشعب الذي ثار وأنتفض لكرامتة ولم ينتظر التغيير من فرنسا أو من أمريكا كما يفعل الآخرون، التحية إلي الشعب التونسي في مدنين، والقيروان، وصفاقص ،وسيدي بوزيد، وسليانه ،وبن قردان، وقصرين، وكل بقعة في أرض تونس ونقول لكل الشعوب المقهورة لن تنهض هذه الأمة ما لم تمتلك أرادتها وحريتها وحقوقها وكرامتها لا لتبعيتها وتحالفها ، أن ما قام به الشعب التونسي من بركان و تحطيم جدار الخوف وسقوط الصنم ما هو إلا ثورة علي الفساد وعلي الطغيان وليس إنتفاضة جياع ، وأخيرا نحذر الشعب التونسي الآبي بان لا ينخدع في ثلة الأشرار الذين مارسوا كل ألوان الفساد مع الفاسدين واليوم يحاولون سرقة أنتصار الشعب بحيلهم القانونية والدستورية وعليكم بمواصلة الثورة والأنتفاضة حتي إستكمال المسيرة وإنجاز المهمة عاشت تونس ملهمة الشعوب وبذلك تكون هي البداية والبقية تأتي .