شبكة ذي قار
عـاجـل










(( أنشدوا ايها الاحرار نشيد ... الله واكبر فوق كيد المعتدي ))


فلقد حان انها بشائر الخير تلوح في الافق وقد بدأت من تونس وحان وقت رحيل الدكتاتوريات في وطننا ...تونس اول المطر غيث ثم ينهمر.!!! وعقبال الحكام العرب
الآخرين المستبدين وطغاة العصر اصحاب القرار ( السلطه مدى الحياة حتى الموت ) وهذا مصير الحكام المستبدين ومن ظلم شعبه...

 

اخوتي القراء:
بن علي هرب من تونس ( في الهزيمة كالحمار ) لينجو بجلده ويسلم على ريشه بعد ان جمع عشيرته وابنائه واحفاده وصهره ونهب ما خفّ حمله (( الجمل بما حمل )) من ثروات تونس وشعبه المغلوب على امره والذي انهكه الجوع والحرمان والاضطهاد والتعسف والدكتاتوريه ... بن علي حزّم امتعته على عجل وهرب في اربع طائرات مروحيه وترك بلده ليسلم بجلده وترك شعبه في فوضى واضطراب واقتتال وتعسف رجال الامن انها لمهزلة هكذا تكون خدمة الاوطان عقودا من الزمن وشعب تونس يتضور جوعا وحرمانا وبطاله وسجون واضطهاد ... لكن كم حاكما عربيا على شاكلة بن علي يجثو على رقاب الشعب العربي وكم دكتاتورا يكتم انفاس العرب فالقائمه تطول وتطول وليست خافيه على الشعب العربي المسحوق ... مسكين الشعب العربي انه يدفع فاتورة الحكام الظالمين بثمن باهض لكن نهاية الحكام المستبدين مهما طالت سلطتهم فمصيرهم الخزي والعار وحسابهم عسير امام شعوبهم ولن يرحمهم التاريخ قط .


اما الابطال والصناديد والزعماء الذين استرخصوا دمائهم من اجل اوطانهم سيخلدهم التاريخ الى الابد وتاريخنا حافل بالابطال بدءا بقادة مصر امثال احمد عرابي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر وابطال العرب الذين دوّخوا الاحتلال الايطالي والفرنسي والبريطاني امثال عمر المختار وعبد القادر الجزائري وغيرهم كثيرون ... كما سيسجل التاريخ بمداد من ذهب ويسطر ملحمة شهيد العراق البطل صدام حسين الذي رفع راس العراقيين والعرب واحرار العالم عاليا بوقفته الشجاعه ضد الاحتلال الامريكي الايراني وتحديه للارهابيين امثال بوش وتوني بلير وعملاءهم في سلطة الزريبه الخضراء في بغداد .


صدام حسين هذا البطل المغوار الذي دافع عن بلده وشعبه حتى الرمق الاخير وهو يهتف للعراق والامه العربيه حيّر الاعداء قبل الاصدقاء ببطولاته ووفائه لشعبه وتضحيته باعز مايملك في سبيل امته ... لم يساوم على المبادىء ولم يستكين ولن يخضع للغزاة ولن يرضى بمغادرة عراقه العزيز رغم كل المغريات التى قدمها المحتلون للقياده فكان ندا قويا لهم وهكذا رفض مغادرة بلده وشعبه في اصعب الظروف وهو يقاوم الغزاة في اصعب الظروف واقساها.نشأ قويا شجاعا واستشهد بطلا مغوارا لم يرض الذل لشعبه ولن يستكين ولم يقبل عروض الاعداء بمنحه اللجوء السياسي رغم تقديم اكثر من عرض عليه فرفض كل الدعوات لان القائد المحنك لايترك شعبه واخوانه وبلده فريسة للمحتل هكذا كان قائد العراق صدام حسين فهل قرأ الرئيس التونسي المخلوع والفار من شعبه وهل اطلع على سيرة البطل صدام حسين ؟ نعم كان عصيا على الجيوش التي تكالبت على الوطن وتآمرت عليه في ابشع غزو عرفه العالم الحديث.


الشهيد صدام حسين عرفه شعبه يوم المحن والملمات كيف وقف خلف المدفع في مطار صدام يقاوم المحتل ببساله ليقف اسدا هصورا في وجه اشرس دوله وابشع تحالف تآمر ضد العراق ... الشعب عرفه كيف كان يتجول في احياء بغداد والاعظميه محمولا على الاكتاف وطائرات الغزاة تقصف احياءها وتقتل المدنيين لقد نذر نفسه شهيدا ... صدام حسين قدم ابنائه فداءا للعراق في اشرف معركه ضد الغزاة ونال احدى الحسنيين وقدم نفسه شهيدا هو واخوته ورفاقه وخيرة الابطال من ابنائه البرره من اجل صون شرف العراق والذود عن حياضه ... بينما بن علي جمع افراد عائلته وفرّ بهم الى المنفى ليعيش ماتبقى من حياته بعد ان ملأ جيوبه من خيرات تونس وثروتها فنهب خزينتها طوال 23 عاما ... اين الوطنيه واين الوفاء للشعب الذي سال دمه في شوارع تونس ومدنها .وكما تقول الحكمة :

 

عش عزيزا او مت وانت كريم ...... بين طعن القنا وخفق البنود.


حبكة دكتاتورية تونس انتهت وبدأـ مرحلة الديمقراطيه بعد ان التأمت القوى التقدميه والاحزاب الوطنيه بتقرير مصير بلدهم وشعبهم حيث قدموا التضحيات والدماء من اجل تخليص بلدهم من ظلم الحكام المستبدين وجلاوزة العصرهكذا تكون نهاية الظلم فلها حدود ... العالم استبشر خيرا بما حدث ويحدث لهذا البلد الجميل والمعروف بطيبة شعبه ابناء ... تونس جنينة الوطن العربي ولؤلؤة افريقيا انها (( تونس الخضراء )) حياك الله وحي ّ شعبك فلقد سقط الدكتاتور اسبوعان فقط ثار الشعب التونسي ضد الطغيان والاستبداد بعد ان طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ثار ابناء تونس وقدموا قرابين و تضحيات ودماء من اجل التحرر من العبوديه والاستبداد في السلطه ...

 

زين العابدين بن علي سرق السلطه قبل 23 عاما من رئيسه الحبيب بورقيبه بعد ان انقلب عليه حيث كان رئيسا للوزراء وفي كل دوره انتخابيه مزوره يجدد فترة حكمه وهكذا استمر .


اكثر من عقدين من الزمن تسلط هذا الدكتاتور وعصابته وازلامه واصهاره وعشيرته على الحكم بالحديد والنار فبلغ الجوع والحرمان وكبت الحريات ذروته وامتلأت السجون بالمعتقلين وانتهكت الحريات والصحافه وانتشر الفساد والمحسوبيه والرشوه بشكل مقرف حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يعد الشعب التونسي التحمل مزيدا من الاضطهاد فاعلن ثورته ليكتسح بن علي وحومته في ظرف اسبوعان شهدا غليانا شعبيا وتظاهرات عمت مختلف المدن التونسيه تطالب برغيف الخبز وبالحريه بعد ان تفش الفساد والمحسوبيه في كل مفاصل الدوله وسرقة المال العام علانية من قبل اعوان بن علي واقرباءه وصهره وحزبه الذي تفرد بالسلطه وقمع كل الحركات الوطنيه والقوميه واليساريه .


بن علي لم يصمد امام ثورة الشعب وغضب الجماهير وانهار بسرعة منتهزا فرصة النجاة بجلده هو وحاشيته ليستقل 4 طائرات مروحيه على وجه السرعه طالبا اللجوء في السعوديه ... لانه يعرف مصيره وماجناه بحق الشعب التونسي من ظلم واضطهاد وفساد للسلطه دامت اكثر من 20 عاما .


بن علي اسرع في قراره لينجو بجلده ويهرب من غضب الجماهير وخوفا من عقاب شعبه بعد ان أذاقه الامرين في حكمه الاسود ...هذا مصير الحكام الدكتاتوريين ومن اهان شعبه .


مشهد تونس ليس الاول ولم يكن الاخير في مهزلة الحكام سواء العرب ام غير العرب فبالامس القريب شهدت رومانيا نفس السيناريو بعد ان حكم دكتاتورها نيكولاي تشاوشيسكو المعروف بطغيانه ووتسلطه على الشعب الروماني حتى انتفض ضد الحكومه واعدم شاوشيسكو وزوجته في احدى ساحات بخارست .


كذلك شهدت الفليبين نفس المشاهد ضد دكتاتورية فرديناند ماركوس وزوجته اميلدا وكيف انتقم الشعب الفليبيني ضد حكمه الفاشستي .


وما اكثر البلدان التي انتفضت ضد الحكام الفاسدين والمارقين والذين جثو على رقاب شعوبهم عشرات السنين وهم يحكمون بالحديد والنار حيث نصبو انفسهم ظلما حكاما على شعوبهم مدى الحياة وهم يمعنون في ايذاء شعوبهم وما اكثرهم .


بن علي نجا بجلده في الوقت الضائع كما فعل شاه ايران عندما انتفض الشعب الايراني ضد حكومته وفرّ شاهنشاه ايران الى المغرب ثم مصر بعد ان جمع عشيرته ... لكن سرعان ما انحرفت ثورة الشعب الايراني بعد ان ساهمت فيها كل القوى الوطنيه والمنظمات حتى استأثر بهذه الثوره الخميني وعصابته باسم الدين فسرق الثورة من اصحابها الاصليين ومن المقاومه الايرانيه التي ساهمت في اشعالها .


الامثله كثيره لاتعد ولاتحصى فالعالم يشهد تحركات على المستوى الشعبي ضد الجوع والحرمان والبطاله وظلم الحكام وتسلط عصاباتهم على رقاب الشعوب وهي تدفع دماءها ثمنا غاليا من اجل التحرر ... وهذا مايشهده عراقنا الحبيب .وصبرا يا آل يعقوب :


ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا ....... ويأتيك بالاخبار من لم تزوّد


بن علي لم يصمد امام غضب شعبه شهرا وانهارت حكومته واستسلم امام غضب الجماهير وليعلم الحكام الخونه في وطننا بان مصيرهم لم يكن افضل من مصير بن علي ولايحسدون عليه ...


الحرية ان لم تصبغ بالدماء لاتسمى حرية :


(( الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما ))
وللحرية الحمراء باب ..... في كل يد مضرّجة يدقّ

 

 





الاحد١٢ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ججو متي موميكا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة