شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل فترة ارسل لي احد الاصدقاء رابطا على اليوتوب غريبا عجيبا والحق يقال افزعني. رغم اني من الاشخاص الذين ربما لايتأثرون بسهولة ذلك اني تشرفت بان اكون جنديا في الجيش العراقي الباسل وعشنا مع اخوتي في الفوج الثاني اللواء الخامس القنابل التي كان يلقيها علينا بيشمركة صهيون المسخ في جبال القوش كما عايشنا قصف طائرات نفس كيان صهيون المسخ في جبل الشيخ والقنيطرة وقطنا


نعم اقول هذا الفيلم افزعني لعدة اسباب اولها ان اليوتيوب كان بطله احد المعممين – لاعلاقة له بالطب والتطبب - يوزع صكوك وصفات كيفية انجاب ذرية ذي عيون خضر


وثاني تلك الاسباب هي الالاف المؤلفة من البشر ينصتون الى هذا المشعوذ وكأنهم مخدرين
وثالثها ترى الجمع يموج ويهيج مرددا ومصدقا ومصادقا على ما يؤكد هذا المعمم الدجال ، بزر أمريكا


وقد جذب انتباهي حماس و تلذذ الخطيب المذكور عندما كان يتلفظ بكلمة ولد جميييييل وتراه وكأنه مكتوب على عمامته : هذا انسان دنس ودنئ همه مراودة اطفال من المفضل ان تكون عيونهم خضر


والحقيقية ان الجمال ليسة لفظة مطلقة او شمولية فهي تتأثر بالبيئة الثقافية والموضة ووسائل الاعلام وأفلام الدعاية التجارية وفي الغرب عموما وفرنسا خاصة هناك مقولة شعبية مفادها ان الشقراوات مثلا، غبيات بالفطر والفطيرة وبما ان الطيور على اشكالها تقع - من دون حسد صدقوني- فهن يفضلن الرجال الاغبياء .. يعني بالعراقي يفضلن الزوج الزوج اي الاثول طبعا هنا لانشير باصبع الاتهام لاية شخص بسبب هواياته او بسبب الالوان التي يتذوقها والاكلات التي يفضلها

 

انا شخصيا موله بالعيون السود العراقية والجمال البابلي والعيون الكبيرة الصريحة المليئة بنور الايمان والنظرة الثاقبة والمتطلعة للمستقبل والتي طالما خلدها الفنانون العراقيون منذ الاف السنين كعيون الفنانة العراقية ليلى العطار التي اغتالها الامريكي القذر كلينتون . وهنا نحن لم نعد نخف أو نستح من الكلمات .. أذ كيف لنا ان لانعشق عيون الشهيد صدام حسين التي كانت تقدح ذكاء وفراسة ونورا ونقرأ فيها كل صفحات كتاب تاريخ العراق المجيد مفتوحة وكانت حمما وبراكين نار على أعداء العراق من صهيون مسخ وفرس متخلفين مجوس وهل يمكننا نسيان المؤمن السومري ،ابو، وقرينته وعيونهما الواسعة المختطفة بايمان الخالق ونورالسماوات والارض تراهما يتضرعان وما زالا منذ الاف السنين في وقفة خشوع وورع وصلاة يهمسان : ربنا انا سمعنا مناديا بالايمان فأمنا .. ومن منا ، انظر الصورة المرفقة، لايعرف اميرة النمرود العاجية - 720 قبل الميلاد - وابتسامتها العراقية التي تحيي الموتى وتشفي المرضى.. نظرتها دواء


وبخصوص انجاب اطفال ذكورا او اناثا حسب الاختيار والتمني فانا لا نخالف طلب المشورة ولو في الصين الا ان وصفات الجدات العراقيات في هذا المضمار عديدة ومتداولة وهي طبعا ارث يضرب اطنابه في اعماق التأريخ اذ ينصحن الزوجة على سبيل المثال بتناول خضار وفواكه محددة قد تفيد بالوصول الى الهدف المنشود او الاغتسال بسوائل خاصة واستخدام مساحيق معينة ويشددن كذلك على ان الزوج هو الاخرعليه التموضع وله واجبات قد تكون اكثر اهمية اذ عليه تقع مسؤولية تغيير اساليب وتكتيكات وفنون واوضاع النكاح والجماع..


أما لماذا افزعني هذا الفيلم فهو رؤوية الالاف المؤلفة من هؤلاء الناس المساكين المغلوب على امرهم بدلا من العمل بكل ماوتوا به من قوة لاستعادة كرامة البلاد وطرد الاحتلال السافل .. لاشغل شاغل لهم الا اللطم والبكاء والجلوس ساعات وايام لسماع شعوذات وخطب معممين متخلفين اتى بهم الاحتلال وقد يقول احدهم مالفرق بين سلوكية امواج الجموع البشرية هذه وغيرها من الذين لايتوقفون عن هز الوسط في حفلات هيفاء وهبي ونقول لافرق تماما فان المحتلين الامريكان الفاشست في الوقت الذي ينهبون فيه ثروات البلاد جهارا نهار ويستعبدون العباد بالوكالة يتلذذون وهم يرون هؤلاء المعممين يخدرون الناس بهلوساتهم وخزعبلاتهم لينسى العراقيون وهم يرزحون تحت نير فقر مدقع وفقدانهم لابسط الخدمات الانسانية كالماء الصالح للشرب والكهرباء ووقود التدفئة ، معاناتهم اليومية .. وكأن المشكلة الوحيدة والفورية التي تقض مضاجع الناس هي انجاب ولد جميييييل بعيون خضر


دعونا نقلب الصورة ونتخيل لحظة ما، لو خرجت هذه الجموع البشرية وبحر العباب هذا الى الشوارع يوما واحدا للمطالبة بطرد الاحتلال المجرم فهل يستطيع الوحش السافل امريكا البقاء في العراق يوما اضافيا واحدا فيا خادم امريكا الملا المعمم اطلب اولا طرد الاحتلال أما الامور الاخرى كرغبة انجاب ذرية نجيبة بعيون خضر او زرق ستزاد لكم وتاتيكم تباعا


الامريكان المجرمون وقبلهم المستعمر الاسباني حولوا سكان امريكا الاصليين من الهنود الحمر اليوم الى حيوانات حشروها في محميات اغرقوها بالكحول والمخدرات والعاب الكازينو والقمار والجهل والرذيلة بعد ان كانوا ، اي الامريكان الفاشست ، في الامس قد محقوا واجتثوا حضاراتهم العريقة من الانكا والمايا والأولميق والمكسيك فأبادوهم وكانت اعدادهم تناهز الثمانيين مليونا لم يبق منهم الا بضعة الوف.


وأما التلاعب في سنن وقوانين الطبيعة فحذارِ ! ذلك ان النسب العالية والمفرطة في العيون الخضر في مجتمع انساني مهما كان قد تؤدي الى نتائج غير محمودة وتصرفات غير ممدوحة على المدى القصير كما تخبرنا هذه القصة : كان هناك مجموعة من الرجال يتانقشون ويتباحثون حول مواصفات المرأة المثالية فقال احدهم ان ام العيون السود اخلصهن وفاء اطلاقا ورد الثاني ان ام العيون الزرق امينة بريئة ولكن عليك بها ببعض المراقبة فهي ساذجة تصدق كل شئ وقد تسقط في التجارب ولم يصمت الثالث عن الكلام المباح وأدلى بدلوه واضاف اما بما يخص ام العيون الخضر فحدث ولاحرج فما ان تركتَ الديار حتى تراها وقعت في حب جديد .. وفجأة صفن احدهم طويلا وقال نسيتُ ماهو لون عيني زوجتي وسارع مهرولا الى الدار ليؤكد او ليفند ما طرق مسامعه لكنه وجد المحروسة مستلقية على سرير الزوجية الوافر مغمضة العينيين فمسك بها معنفا اياها يخضها خضا وما ان فتحت عينيها صاح مسطولا : خضر ! خضر ! عند ذلك خرج من تحت السرير أحدهم يجيبه بصوت خشن : ها ! شتريد ؟ واللبيب من الاشارة يفهم  .

 

 





الثلاثاء٢١ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. بهنام نيسان السناطي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة