شبكة ذي قار
عـاجـل










اللهم لا شماتة, فكما قلنا وقالها كل قلم وصوت عراقي وعربي شريف للأنظمة العربية المتورطة بدعم العدوان منذ وقوع الغزوالأميركي المدمر للعراق وشعبه عام 2003 بأن تفريطكم بالعراق وشعبه لن يحميكم من ملامة الأمة ومن غضبة الشعب العربي الرافض لأنحنائكم لقوى الظلم والأستبداد العالمي , وأصراركم على المضي في طريق قهر شعبكم وتجويعه وتزوير ارادته الحرة , لكنكم أستهنتم بما حذرتم منه , فبدأت مرحلة سقوط أنظمتكم الواحد بعد الآخر .


فذاك بن علي حمل عصاه وفر على عجل بلا رجعة تطارده ثورة شعب تونس العربي .


وهذا مبارك تحاصره ثورة شعب مصر ثورة نبض الأمة العربية, ثورة شعب عبد الناصر , هاتفة برحيله رافضة محاولة الألتفاف على الثوار بأجراءات أتخاذها مبارك وأستهدفت الترقيع بتغيير الوجوه وليس المنهج الذي قامت ألثورة من أجل تغييره وفي مقدمة ذلك رحيل مبارك نفسه الذي لن يهدأ أوارها قبل رحيل عراب خدمة المصالح الأميركية في المنطقة بما في ذلك دوره في أنفتاح أكبر دولة عربية على الدولة الصهيونية وقيادة دعوة التطبيع العربي معها في الضد من أرادة مصر والأمة العربية وذلك أستكمالا للمهمة التي بدأها السادات وكان هو نائبه في أبرام صفقة الأعتراف بأسرائيل .


ونعتقد أن أصرار جماهير شعبنا المصري على مطلبها الأساس والأول المتمسك برحيل مبارك على الرغم من أصراره على أطالة الوقت سعيا وراء مخرج قد يضعف الثوار ويلوح له بالأمل للخروج من المأزق الذي أوقع نفسه فيه بقبوله أن يكون رجل البيت الأبيض منذ أمد بعيد , ولكنه نسي بأن الأميركيين يستهلكون أمثاله , وعندما يجد الجد فأنهم ينشغلون عنهم بالتفتيش عن حل يحمي مصالحهم وان كلفهم التضحية بالعرابين .


وواضح من أجماع الشعب العربي المصري على تصعيد فعالياته المناهضة للنظام بدءا بالتظاهرة المليونية أن ثورتهم المباركة (من دون مبارك) مصرةعلى التوحد وراء مطلب ترحيل حسني بلا أبطاء , ويبدو الموقف يقرأ ، أن لا حل أمام الخفيف سوى الرحيل غير مأسوف عليه , فالجماهير قالت صراحة وهي تحضر لتظاهرة الحسم ليلة الثلاثاء (نريد عبد الناصر تاني).


ولكي نعرف بالدور العربي الرسمي ومنه أدوار العرابين ويقف حسني في مقدمتهم نذكر هنا بمواقف من بايع الشيطان الأميركي وأصطف معه في العدوان المجرم على العراق وكانت الدول كثيرة بينها بريطانيا وأخرى أوربية متأثرة بسياسات واشنطن ودول عربية تسبح بحمد البيت الأبيض وهي ألعن من غيرها غيرالعربية فقد تبرعت بفتح أجوائها ومياهها أمام الصواريخ الأميركية التي أطلقت من بوارجها المتواجدة في البحرين , الأبيض المتوسط والأحمر , ومياه الخليج العربي لتصب حممها براحة ودقة على أهداف عراقية مدنية , ومن دون قطع أوأعتراض من أحد , ولتجعل أجوائها متاحة للطائرات المعادية وفي مقدمتها الستراتيجة- الشبح- لتبث الموت والذعر بين المواطنين العراقيين الآمنين بما حملتة من قنابل ثقيلة تتجاوز أوزان كل قنبلة منها , الألف كيلو غرام وصواريخ توما هوك مسيرة في الجو أضافة الى أتاحة الفرصة للطائراات المعادية لأستخدام الأجواء العربية لأرضاع الطائرات الأميركية بما تحتاج أليه من وقود لأدامة مخطط تدمير العراق , في وقت لعب فيه شيوخ الكويت دورا رئيسا في توفير مستلزمات أنطلاق غزو العراق من أراضيها وهي :


1 - ضيافة القوات البرية الغازية في قواعد وفرت على حدودها مع العراق وكذلك اتاحة الفرصة للأميركيين والبريطانيين بأ ستخدام مياهها وأجوائهها من قبل قوات الأسناد الجوي والبحري للغزاة .


2 – دورعناصر أمنهم ومخابراتهم للدلالة الناشطة للمعتديين وهم يغزون الأراضي العراقية الغريبة في تفاصيلها عليهم .


3 - ما تولته تلك العناصر من عمليات تدمير وتخريب لمؤسسات الدولة المدنية والأنسانية وخصوصا في بغداد وقبلها في البصرة وتولي مهمة أحراقها بأشراف اميركي بعد أنتهاء الرعاع الموعزلهم بنهبها .


4 – التبرع بتأمين أحتياجات الغزاة وأسلحتهم لجميع أنواع الوقود مجانا وكذلك جميع متطلبات الأعاشة للغزاة سواء خلال فترة التحضبر للغزو في القواعد الكويتية أو بمصاحبة عمليات الغزو او حصار المدن أوالأنتشارفيها أضافة الى التبرع بأساطيل الشاحنات البرية لتوفير الأحتياجات المعيشية لأدامة قدرات القوات الغازية على أستكمال مخططها التدميري والأحتلالي .


ونلاحظ ان جميع الخدمات التي قدمها الشيوخ ,وبحسب محاضرة سابقة لسفيرة الولايات المتحدة في الكويت لم تكن مدفوعة الثمن وأنما تبرعا وبالمجان !!


واذا كان هذا دور الكويت , فهوغير مستغرب من شيوخها , وليس مستغربة أيضا أدوار الأنظمة العربية الأخرى فقد تراوحت بين لعب دور مغلف ولكنه ضالع بتقديم دعم لوجستي ظهير للقوات الغازية ومن أبرزها موقف نظام الخفيف حسني المحرض على العراق والسابق للغزو , وسماحه للقوات الأميركية بأجراء تدريبيات حربية على الأراضي المصرية , بالأدعاء أنها مشابهة لطبيعة , بعض دول المنطقة التي تهدد النظم (الديمقراطية !!) , ولم يخف الأميركيون يوما الزج بأسم العراق على أنه يعادي الديمقراطية على الطريقة الأميركية التي ذبح العراقيون بأسمها.


وندرك جيدا الآن أهمية الدروس الستراتيجية الحربية التي أستنبطتها القيادة العسكرية من ضيافة نظام مبارك لمثل هذه التدريبات العملية والتي بدأت بعد خروج العراق منتصرا على نظام خميني الخرف في 8-8 -1988وهي تدريبات على خطط لمواجهة أحتمالات تطورات الأحداث في المنطقة العربية ومن بين تلك الأحتمالات , أن لم يكن في مقدمتها محاصرة العراق والأنقضاض على تجربته ببعديها الوطني والقومي .


وهذا ماحدث في مرحلة لاحقة حيث وضعت القيادة العسكرية -مواجهةالأحتمالات- موضع التنفيذ في غزو العراق المشابه لمصر في تضاريس الأرض وفي طبيعة انسباب مياهه وطباع أهله ونسيج العلاقة المتلاحمة بين الشعب العربي في مصر والعراق.


ويلاحظ أن من جملة ما كشفت عنه خطة الغزو , هو توزيع الأدوار على الأنظمة العربية وتترواح بين :-


1- تقديم الدعم اللوجستي المباشر كما تبرع به شيوخ الكويت بضيافة زخم القوات الأميركية المخترقة لحدودنا من الجنوب .


2- غض النظر عن تسلل قوات خاصة ومخابراتية أميركية وأسترالية وبريطانية محمولة من حدودنا الغربية والشرقية , لمحاصرة الدفاعات الصاروخية والمدفعية المضادة للطيران , خدمة لأهداف العمليات العدوانية للقوات الغازية من الجنوب والشرق – وألا كيف عبرت القوات الخاصة الحدود وتواجدت في مناطق متعددة من الأنبارلأداء مهمات ستراتيجية كظهير للقوة الغازية وكمطوق خاص للقاعدة التي أمطرت العدو الصهيوني سابق بصواريخ الحق , ومن أي قواعد حلقت , اليس الذي يحد العراق غربا وشرقا هي أنظمة عربية (قح) وصادقة في علاقاتها بواشنطن لدرجة الطاعة التي لا تحسد عليها ؟!!.


3- توظيف حالة الصمت العربي الموعز بها من البيت الأبيض للأغلبية المطلقة من قادة الأنظمة العربية الذين أشعروا بالنيات الأميركية اللئيمة دون التفاصيل ألا من كلف بمهمة ميدانية , فقد أبلغ بموعد أنطلاق العمليات بوقت قصير , مما مكن الغزاة الأستفادة القصوى من حالة الصمت العربي المريب على جريمة الغزو ومن ثم الأحتلال وما صاحبهما من تدمير شامل لبنى الدولة العراقية التحتية وكذلك تدمير الشواهد الحضارية التأريخية للعراق الذي علم البشرية ما لم تكن تعلم من علوم وفنون ومعرفة بالحروف التى أسست لأول قوانين تنظم الحياة الأنسانية في الأرض .


وشمل الصمت العربي المتوافق مع صمت أسلامي ودولي غريب مرتب بضغط أميركي على عمليات ذبح العراقيين بالجملة والمفرد على يد اليانكيين في غارات وأنزالات منظمة على عموم الناس في بيوتهم الآمنة وبأستخدامهم لجميع أسلحة الموت بما فيها أستخدام الأسلحة المحظورة دوليا كما حدث في الفلوجة وقبلها في معركة مطار صدام الدولي , رافقتها حملات قتل وتصفيات منظمة على يد الميليشيات الطائفية والأرهابية التي كانت تجري بعلم الغزاة منذ ان تسلل الطائفيون عبر حدود العراق من أيران ودخول عناصر اخرى وهم أرهابيون عبرالحدود الغربية وبصورة متتالية دون أن تتصدى سلطات الأحتلال لا لمنافذ تسللها ولا لمواقع أنتشارها المعروفة جيدا للأميركيين , وذلك لأن دورهم المتوقع في تلك التصفيات مرسوم في الخطة الأساس التي أستهدفت العراق شعبا وأرضا كمدخل لتسهيل المضي في بناء مشروع أعداء العروبة ببناء الشرق الأوسط الجديد الذي يعيد تفتيت الوطن العربي المقسم أصلا على وفق معاهدة سايكس–بيكو الى دويلات أصغروأضعف تقوم على اساس ديني و مذهبي وبما يؤدي الى تشتت العرب وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الوجود الصهيوني .


4-كان للخونة وللحاقدين أيضا المرسوم من الأدوار فقد عمد الطالباني والبارزاني بضيافة القوات الأميركية في عموم مناطق أقليم كردستان والتواجد في مطاراته حتى حانت لحظة البدء بالغزو , وبتوظيف ملحوض لقوات البيشمركة العميلة في خدمة هذا الهدف العدواني وبالتنسيق مع النظام الأيراني الذي وضع نفسه وقدراته أسنادا لأنجاح عمليات الغزو بأنسياب ومن دون خسائر في صفوف الأميركيين بمباركة من المرجعيات الدينية التي أفتت بعدم التصدي للقوات الأميركية الغازية وهي معروفة العلاقة والجذر بأيران ونظامها الطائفي الذي كان يسمي أميركا المتحالف معه في العدوان بالشيطان الأكبر !!.


ولن ننسى خطوة مسؤولي الأقليم الكردي بفتح الأبواب أمام الصهاينة ليدخلوا العراق ليقدموا خبراتهم ويدسوا أنوفهم القذرة في الشأن العراقي وخصوصا التدخل في صياغة ما سمي في الدستور العراقي بخلاف الأرادة الوطنية وبما يتيح الفرصة لأنفصال الأقليم عن الوطن الأم المهدد بأقتطاع أجزاء منه لتضم بطريقة ملتوية الى الأقليم وفي مقدمتها كركوك .


والدور الأكبر الذي لعبه نظام ملالي طهران في مهادنة واشنطن , ليس بدعم المحتلين الغزاة بتشكيل ظهير له فقط , بل بالتورط بعدها في جرائمه التي طالت ملايين العراقيين أغتيالا وأعتقالا وتعذيبا وتهجيرا بأشراف من فيلق القدس المرتبط برأس نظام طهران خامنئي ؟؟


وفي أطار هذه الحقائق نجد أن هناك سؤالا يطرح نفسه بألحاح الآن على المتبقي من الأنظمة العربية وقادتها الذين ساروا في الضد من أرادة الأمة العربية ورهنوا أنفسها وأنظمتهم لخدمة سياسة الولايات المتحدة الممالئة لأسرائيل والمعادية للعرب والسؤال هو,هل يتعظ هؤلاء القادة مماحدث لبن علي وحسني ويستدركوا مواقفهم ويتوبوا بالعودة عن الغي الهالك قبل فوات الآوان فيلحقوا بمن سبقهم , وحينها لن ينفعهم ندم ولا توبة ,,فالبقاء للشعب والأمة والرحيل لأعدائهما .

 

 





الاثنين٢٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة