شاهدنا ومن خلال شاشات التلفاز مشاهد مثيرة و محزنة من ميدان التحرير و المناطق المحيطة به نقلتها بعض القنوات الفضائية في بث حي و مباشر وهي تؤكد بما لا يقبل الشك أن الحكومة المصرية التي رفضها شعب مصر العزيز لا زالت تصارع في أطالة عمرها و تماطل في تحقيق المطالب التي عبر عنها الملايين من أبناء الكنانة و في معظم المدن المصرية و من أهم تلك المطالب هو تنحية الرئيس حسني مبارك و خلعه و إنهاء نظامه العميل الذي ضل جاثما على صدور أبناء العروبة في مصر لعقود طويلة أصاب مصر و جميع أقطار هذه الأمة البلاء و الوباء و انتكست من محيطها إلى خليجها و خاصة بعد أن ساهم هذا النظام في العدوان على العراق و الذي يعتبرا حصنا منيعا من حصون الأمة و بوابتها الشرقية ، و نفذ الرغبة الصهيونية الأمريكية الفارسية في إخراج العراق من ميدان الصراع العربي الصهيوني لتصبح الكفة لصالح الأعداء و أصبحت كل مساحة الوطن العربي ذليلة منكسرة حيث اصطف مبارك و نظامه و بتأثير مليارات الدولارات التي وهبها يهود الخليج له و لأتباعه من العملاء ..
هكذا سلم هذا الخفيف مصر العروبة لأعداء الأمة و أصبحت سلاحا بيد الأعداء بعد أن كانت الرمز و السند القوي لكل من ينطق بالضاد و قبلة لهم ..
و ألان و بطريقة خبيثة فقد أراد مبارك العميل أن يذل أبناء مصر و أن يجعلهم يدفعون الثمن غاليا لرفضهم له عبر هذه الحشود المليونية من خلال استخدام أجهزته الهزيلة من قوى الأمن و الشرطة و مخابرات الدولة أن يندسوا بين المتظاهرين و يفتكوا بالشعب ذبحا و سرقة و تخريبا و سلبا ليوحي للعالم أجمع أن من قام بهذه الجرائم هم أولائك الذين يتجمهرون في الشوارع و يتظاهرون ضده وهم أصل الغوغاء التي تشهدها البلاد .. و عندما مرت هذه الخطة الخبيثة و افتضح أمرها جمع فلوله مرة أخرى ليعتدوا و تحت أنظار الجيش الذي يدعي وقوفه محايدا بين معارضون و بين غيرهم ليشتبكوا في ميدان التحرير الخالد الذي سيخلد هذه الملحمة البطولية لثورة الشعب المصري على الطغاة المارقين و يعيد مصر إلى حاضرة الأمة و التي ستعلو بمصر مثلما كانت مصر معبرا عن كل آمال الشعب العربي .
نريد أن تعود مصر إلى الأمة لمقارعة الغزاة و المحتلين و أن تساهم مع أحرار العرب في قيادة العرب نحو تحقيق مشروع الأمة الوطني التحرري الوحدوي .
عذرا لكل أحرار مصر من أن أبناء العراق الغيارى ، أخوانكم ببغداد و كل مدن العراق لازالوا يخوضون ملحمة التحرير منذ الغزو الأمريكي للعراق الحبيب و لحد ألان مما أعاقهم عن التعبير عن تأييدهم لأشقائهم في مصر العروبة ضد خونة الأمة و عملاء أعدائها .. بغداد لن تنسى أبناء مصر و شعبها و لكن مقارعة الأعداء منعتهم من ذلك .
و بأسم كل شرفاء العراق نقول للعميل مبارك أن اترك مصر و أهلها و أرحل غير مأسوف عليك فقد أديت دورك بكل إتقان في تنفيذ كل ما أمروك به أسيادك من صهاينة و أمريكان وهاهم يتفرجون عليك وأنت تواجه شعبك الغاضب الرافض لك ولحكومتك .. أرحل فالشعب لا يريدك و يرفضك و سيركلك أحرار مصر إلى مزبلة التاريخ ...أرحل قبل أن تتسبب في بحر من الدماء على ارض مصر بفتنة تصطنعها و لعبة قذرة تلعبها .. أمتنع عن تماديك في استخفاف دماء أبناء مصر الذي تدعي محبتك لهم .. و أذا كنت كذلك تحب مصر و أبنائها فأحقن الدماء فورا و أعلن تخليك عن منصب أهلك مصر و شعبها .
