شبكة ذي قار
عـاجـل










يستحق منا الخفيف مبارك القول (بلا) حسد أن الفرصة واتته وأستثمرها بشكل مثير , عندما أبى الا أن يختار لنفسه نهاية تكون خاتمة لأفعاله , منسجمة مع نضح منهجه كعراب لسياسات وأشنطن في مصروعموم المنطقة العربية وداعية ناشطة لترويج سياسات التطبيع بين أسرائيل وبين العرب الرسميين , على الرغم من أن موقف شعب مصر رافضا وبشكل قاطع لهذا التوجه,حتى بعد أن فرضت عليه ما سميت بمعاهدة السلام مع تل أبيب !!


فقد أختار مبارك منذ البداية طريقا (ديمقراطيا!!ْ) خاصا أمن له البقاء رئيسا طيلة السنوات الثلاثين الماضية أعمتادا على سياسة كم الأفواه وتوسيع قاعدة العنف والأعتقال والتعذيب والتجويع في التعامل مع الشعب , واللجوء الي تزييف أرادته في أنتخابات مجلسي الشعب والشورى المتخمين بشلة واسعة من الملتفين حوله وحول ابنائه (بيروقراطيين ورجال أعمال جدد) يناوربهم بين مواقع الدولة الحساسة وخصوصا الدوائر الأمنية والمالية والصناعية .


فمن يختاره اليوم وزيرا , يرشحه غدا لعضوية احد مجلسيه ويناقل بهم بين مصلحة الضرائب وأدارات البنوك الرسمية والسماح لمن أثرى فجأة لأن يؤسس مشاريعا وبنوكا خاصة , مشاركة مع مؤسسات مصرفية أجنبية.


وفتح أبواب مصر على مصارعها أمام الأستثمارات الأجنبية , خليجية وأميركية وأوربية وبما حقق مكاسب هائلة للمستثمريين الأجانب على حساب مصلحة مصر والمصريين فزاد ثراء الأثرياء ألأتباع والمحسوبين على مبارك مقابل زيادة معاناة المصريين ووصول الضائقة المعيشية للمواطن الى حد الأختناق الذي كان يوحي بقرب الأنفجار .


ومن أبرز ما فرط به مبارك ولم يسبقه اليه حتى عهد الملك فاروق الفاسد فبل قيام ثورة 23 يوليو عام952 هي أملاك الدولة التي أصبحت مشاعا لحاشيته وزبانيته وكذلك أرض الكنانة بطولها وعرضها , وهب بعضها المتميز للأقرباء والمحسوبين وبيعت مساحات هائلة أخرى لهم ولزبانيته بأسعار بخسة جدا .


ومن خلال سماسرة ناشطين أستحوذت عليها شخصيات وشركات خليجية من بينها الملياردير الكويتي الخرافي وشركات أماراتية وقطرية بأسعار مبالغ بها دخلت جيوب جماعة حسني وتجاوزت أرقامها مئات الملايين من الجنيهات على وفق تقارير نشر بعضها في صحيفة الأهرام قبل مرحلة المطالبة برحيل الخفيف , وبدأت الأشارة الى تفاصيل أخرى لبقية ستترى , وما كان خافيا سيكون أعظم .


وهذا ما يكشف أسباب تشبث حسني مبارك الى حد فقدان التوازن بكرسي الىسلطة وتعمده قلب الحقائق المثيرة مع بدء أنتفاضة الثوار من أهلنا المصريين بأثارة

الفتنة بين المصريين ولكنه فشل وأرتد كيده الى نحره .


وأقول , نعم ما أختارالرئيس المرحل جماهريا أولا. ونعم ما أختارت خفته ثانيا , أستقبالا لجمعة رحيله النهائي عن رئاسة الجمهورية , وبأرادته الحرة وبشفافية عالية وبمحبة للرئاسة أيضا , وبتمسك بكرسي لا ينافسه عليه أحد, فقرران يكون رئيسا للبلطجية !! .


وهكذا وبعد جهد جهيد مال مبارك وبخفته المعهودة لأن يختار طريقا مغلفا بالمخاتلة والغدر , فطلب الى أجهزته القمعية ألباس جمع من الأمن المركزي ورجال الشرطة والمخابرات العامة ملابس مدنية وبينهم ضباط وأركابهم بعرانا وأحصنا وحميرا ومدهم بأعداد منوعة من الأسلحة البيضاء ومن بينها العصي (لمن عصى) والعاصي في الساحة المصرية الآن من دون منازع هو مبارك , أضافة الى المطاوي والسيوف وقنابل المولوتوف الحارقة لشن هجمات عدوانية طوال نهار الأربعاء وحتى منتصف الليل وأعادوا الكرة فجرا بهجوم أستخدموا فيه السلاح الحي مما أدى الى سقوط المزيد من الشهداء بين شباب الثورة .


والمهم في المشهد قبل النهائي تأكيده فشل هجمات المتمسك بالكرسي عبثا , وسقوط من قبض ثمن خوض حرب البلطجة على المتظاهرين المسالمين ومعهم عناصر الأمن المختفين وراء الأردية المدنية , وكذلك سقطت بعرانهم و أحصنهم وحميرهم خفيفة الظل !!


وظلت في الشارع حقيقة واحدة تقول , أن أرادة شعب مصر الحرة بقيت شاخصة قي الميدان , ولن يخيفها ظل بطش أو محاولات بث أشاعات تدعو للتمسك بدستورية النظام المفرط بحياة المصريين , بأدعاء مواجهة مؤامرة خارجية تستهدف أمن مصر , مع الترويج لأدعاء آخر بقصد دغدغة شباب الثورة , ملخصه يروج لكذبة مفادها ان اطراف سلطة مبارك تؤيد المبادئ التي نادى بها شباب الثورة .


وجاءت قمة الكذبة على لسان رئيس الوزراء أحمد شفيق في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر الخميس عندما أدعى ان سلطته لا تعرف من كان وراء العنف غير القانوني الذي قام به البلطجية , ولا علم لحكومته بما جرى ولابكيفية تجمعهم ولا من أي مكان جاءوا , بما في ذلك البعران والأحصن والحمير , وحرص أن يعتذرعما حدث للناس ووعد بعدم تكراره , وفاته انه كان موجودا طيلة فترة العمليات الأجرامية التي قامت بها عصابات البلطجة التي شنت حربا ضد المتجمعين في ميدان التحرير وأستمرت24 ساعة , فلماذا لم يتحرك بالأيعاز لسلطات الجيش لوقفها طوال الوقت كله ٌ ,قبل أن يسقط المزيد من الشهداء بسبب تجاسر البلطجية بفتح النار على المتظاهرين , وألا يعني ان سلطته وبما فيها وزير داخليته -الذي كانت باكورة أعماله التورط بعمليات كهذه- كانوا يراهنون على ما يتمخض عنه فعل أمنهم الخائب في أختراق الحشد المتجمع في ميدان العز والكرامة ً؟؟


وفات على أخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق أنه أقرن استعداده لمفاوضة المنتفضين بدعوته لهم لأن يكتفوا بما قاموا به ويتركوا الميدان , وهو يتعهد لهم بعدم الملاحقة , في وقت أكد فيه عدد من المواطنين بأنهم تعرضوا للمضايقات والتفتيش ومصادرة الهويات من قبل عناصر أمنية وبعضهم أحتجز بعد أن أقتيدوا الى مراكز للشرطة العسكرية , ولاحظوا وجود مئات المحتجزين في تلك المراكزلمجرد الظن بأنهم يرومون الألتحاق بميدان التحرير , فأين وعد رئيس الوزراء بعدم التصدي للمتظاهرين , والتحرك قائم في لحظات أطلاق الوعود الشفافة , ويبدو بشفافية مماثلة قاموا بأعتقال كل من يظن أنه متجه الى ميدان التحرير , ترى ماذا سيفعلون بمن يحملون قرينة تؤكد توجههم فعلا الى الميدان أو أنهم شاركوا في التجمع , وأعتقد أن التهمة باتت جاهزة الأن وهي المشاركة بالمؤامرة على سلطة مبارك ألتي تفتق بها عقل ناقص في تلك السلطة ؟؟


ولن أعلق على ظرف أحمد شفيق وهو يعلق على ربط كلمة (الآن) بدعوة مبارك الى الرحيل عن السلطة ,فقال متسائلا وبراءة الأطفال في عينيه,لماذا هذا الأصرار على مثل هذا الربط , ألم تعط الفرصة للملك فاروق للأستعداد وقد نظم له حفل توديع رسمي كان على رأسه قادة الثورة وعزف له السلام الملكي وأطلقت له21 أطلاقة مدفع !!


وأكتفي بأيراد ما قاله الكاتب حمدي قنديل تعليقا على كلام رئيس وزراء مبارك مصححا معلوماته , مؤكدا بأن فاروق وافق على الرحيل كما طلبت الثورة فأجري له حفل توديع وأطلقت في توديعه21 أطلاقة , فليفعل ذلك مبارك وسوف تطلق له121 أطلاقة بدلا من21 !!!


بقي أم ندرك أن النزال مستمر بين شعب مصر بطليعته الشبابية المسندة بوقفة جسورة من عموم الجماهير وبمختلف شرائحها المنتشرة في ريف أرض الكنانة وفي معاملها ومنتدياتها وجامعاتها وفي كل جزء نابض في أحيائها الشعبية على أمتداد محافظاتها التي تذكر صفحاتها بتأريخ نضالي مجيد وباسل .


وستنتصر أرادة شعبنا العربي المصري كما أنتصرت أرادة شعب تونس العربي , و لن يطول بزوغ فجر الحرية وأمساك شعب العراق العربي بناصية الأنتصار على المحتلين وعملائهم .


فغد العودة لربوع المحبة العراقية بات قريبا .

 

 





الخميس٣٠ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة