منذ أكثر من عشرة أيام وأهلنا في مصر يواصلوا الليل بالنهار لرفض الذل والخنوع والتغييب للشعب وتحكم شلة فاسدة وخائنة وغير مؤتمنة على الأمانة التي أوليت لهم، في هذه الأيام سالت دماء وسقط شهداء وجرح كثير من الشباب، ودفعوا أهلنا في كل مدن مصر العروبة في السويس والمحروسة القاهرة إلى دمياط وأسوان والصعيد قتلى وجرحى قرابين في سبيل الله وثمنا للحرية والتحرر والإنعتاق والخلاص، وأنا هنا لا أنعى الشهداء فهم الأكرم منا جميعا والأعلى درجة عند ربهم، فللشهداء منازل عند ربهم فيها يحبرون وعليها يحسدون وكلنا لما نالوا متمنون ولربنا داعون، ولا أملك غير دعاء ربنا السميع المجيب للجرحى بالشفاء وللمنتفضين الثبات والنصر والسمو ولمصر الحبيبة وكل الوطن الكبير العز والخير والرفعة.

فلا غرابة في الأمر فشيمة الشباب فداء الوطن والذود عن حياضه وحمايته عند تعرضه لأي شكل من أشكال العدوان، وشيمة الكهول والشيوج الحكمة والتوجيه والنصح والخبرة لأبنائهم، فهذا أيضا أمرا واجبا شرعا وعرفا وقيما وخلقا، لكن أن ينبري أناس معروفين مع من هم يعملون ومن ورائهم ويدعمهم؟ وما هي أدوارهم في نكبات الأمة؟ بتسويق أنفسهم كقادة لإنقاذ مصر .. فأود أن أقول لأهلي أن من أعطى الشرعية للعدوان على العراق يمكن أن يكون مخلصا لمصر فلا فرق بين مصر والعراق ومن زاد عل ذلك فكرر تواجده مع الاحتلال ومرتزقته في بغداد لن يضمر خيرا لمصر فإياكم أن تخدعوا أو ينطلي عليكم تظاهرهم بالانحياز للتغيير، فالتغيير الذي دفعوا ليكونوا دعاته غير الذي دفعتم من أجله الشهداء والدماء، والشعب يعرف من وراءهم ويساندهم ويتصل بهم، لا نريد استبدال عملاء وخونة، بل نريد تغيير حقيقي يضمن العز للأمة والتحرر لمصر والحرية والرفاه للشعب.