شبكة ذي قار
عـاجـل










كان الخليفة هرون الرشيد كثير العلم وتدارس القرآن ويكثر من جلسات التفسير واللغة والنحو والفقه والادب والشعر والأمثال العربية، ويحكى أنه طلب يوما من جلسائه المقربين أن يجيء أحدهم بعذر أقبح من فعل تطبيقا للمثل العربي (عذرا أقبح من فعل) حيث لم يجد سببا لهذا القول الذي بات مثلاَ .. فقال له أبو نؤاس أنا يا أمير المؤمنين سآتيكم بذلك وانتهت الليلة وإفترقوا .. وفي جلسة لاحقة دخل العلماء والأدباء والشعراء والفقهاء وسلموا على الخليفة بإجلال ووقار، إلا ابو نؤاس فعندما دخل قبّلّ الخليفة (اي باسه)! فقال له وما حملك على هذا؟ فرد أبو نؤاس كنت أضن إنها السيدة زبيدة، فغضب الرشيد وقال للسياف إقطع رأسه، فأحتج أبو نؤاس على الحكم، وقال لكنك لم تسمع دفاعي يا أمير المؤمنين، فقال الرشيد وهل لك أن تدافع؟ فقال له الحكماء والفقهاء إسمعه عل عنده عذر، فقال له الخليفة أتنا عذرك، فقال ابو نؤاس ألم تطلب يأمير المؤمنين منا أن نجيء بعذر أقبح من فعل،قال بلا، قال ابو نؤاس ألم أعدك ياسيدي بذلك، قال الخليفة: بلا، فقال أبو نؤاس هذا فعلي القبيح أني تجاوزت أدب السلام معك، وأعتذرت بما هو أقبح منه. فضحك الخليفة والقوم وعفى عن أبا نؤاس.


وأنا أستمع لعذر حسني الخفيف في خطابه، وتبرير عدم تنحيه عن السلطة، بأنه حرص على مصر وخوفا عليها من الفوضى والفتن، تذكرت قصة الرشيد مع ابي نؤاس، ولذلك أريد أن أقول له:


مصر أهم من ستة أشهر حكم يا مبارك السخيف (حيث جمعت الى خفة عقلك سخف رأيك) .. مصر لم تعقم كي تعتبر نفسك حاميها وحكيمها والحريص الوحيد عليها، إن كنت حريصا حقا إرحل الآن قبل أن تصعد الأمور فتخسر مصر فوق دماء أبنائها إقتصادها وثرواتها.. لقد رحل من هو أهم منك وأكثر عمقا في حياة مصر وأكثر حبا لها القائد جمال عبد الناصر ورحل قبل جمال كثر من أبناء مصر وأمة العرب ولم تهوى مصر أو تتقهقر، بل ظلت مصر تشمخ كلما وجدت من أبنائها من يحكمها ليفتديها ويخدم أهلها لا لينهبها ويبيع أهلها، لو فعلتها يا حسني يوم قال الشعب في 25/1/2011 ووافقت على التنحي والإصلاح لكان هناك مجالا للحوار والمهلة، لكن ما فعلته في أيام الأربعاء والجمعة والإعتماد على البلطجية ومحترفي الغدر والسرقة والجريمة وافعال الرذيلة في حماية نظامك وتوجيههم لقتل الشعب فقد سقطت الى الحضيض، واستحقيت أن تتنحى ملعونا غير مأسوف عليك، أما تبجحك بأنك صاحب الضربة في إكتوبر1973، فأقول لك أن ابليس كان من العُباد حتى سموه الملائكة طاووس الملائكة، لكنه عصى أمر ربه وتكبر فخرج ملعونا مدحورا، ولهذا ظل كل المكلفين من الإنس والجن يدعون ربهم أن يرزقهم حسن العاقبة ويثبتهم على العمل الصالح.

 

 





الاحد٠٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة