شبكة ذي قار
عـاجـل










في ضوء لعبة النظام المصري لمحاولة أحتواء زخم ثورة الشعب المطالبة بتنحية مبارك عن السلطة, ظهرعلى سطح الأحداث تطور جديد تمثل في أستدراج عمر سليمان أحزاب المعارضة ومنها من يمثل تيارات سياسية معروفة , وأخرى ذيلية صنعت لأستكمال الوجاهة الديمقراطية , بأدعاء وجود معارضة لا تهش ولا تنش ؟!


وكما حذرنا في مقال سابق الى بدء أطراف النظام المخلوع بتحرك مريب يستهدف أيجاد شرخ بين المصريين بدعوة أحزاب المعارضة الى مائدة حوار يمهد لهاويبدأها نائب مبارك بأدعاء يعلن فيه تأييد مطاب الشباب التي ألتف حولها أبناء شعب مصر بتأييد كاسح لمبادئها .


وفعلا عبر نائب الرئيس -ويسميه المصريون الآن بمبارك الثاني- عن مثل ذلك التأييد عدة مرات قبل الحوار , وحرص أن يكرره في مستهل لقائه برموز المعارضة يوم أمس الأول , الا أنه جاء بنقيضها وهو يعرض مقترحاته لكيفية تنفيذ ما طالب به الثوار !


ولم يستطع سليمان المناورة طويلا فقد كشف أوراقه بسرعة عندما أعلن :


1 - رفض مطلب الثوار الأساس الداعي الى ترحيل صاحبه مبارك ونظامه,وأنما حدث العكس حيث دعا لأبقائه حتى نهاية ولايته وهذا يعني أستمراره بممارسة صلاحياته وهو أعتراف بدستورية من سقطت دستوريته بقرارمن ثورة الشعب .


أما الحجة التي أوردها سليمان لتبرير ذلك فهي الحفاظ على الدستورية التي أنتهكها صاحب الحكم الذي سن الدستور ليكفل له أدامة ظله على مصر وأهلها .


2-عدم حل مجلسي الشورى والشعب بالرغم من أنه وافق على التصدي للفساد شكليا , وعلى تنفيذ قرارات محكمة النقض الطاعنة بصحة نتائج الأنتخابات الأخيرة نتيجة عمليات التزويرالكبيرة التي سادتها وأظهرت فوز مرشحي حزب السلطة بنسبة مبالغ فيها بلغت 97 بالمائة.


وفي هذه كان التبرير جاهزا أيصا فأذا كان يتصل بدستورية الموقع على القرارات التي نادى بها الثوار , فالثانية تؤمن دستورية الجهة التي تصادق عليها وتمنحها الصفة القانونية , ونسي ان الأنتخابات كانت مزورة , وما زور يفقد قانونيته , فما بني على فهو باطل .


3- التمسك بالحزب الحاكم وعدم حله والأكتفاء بالترقيع الذي أبعد بعض مسؤوليه المتورطين بالفساد والأفساد وتزوير أرادة الناخبين وبما يتيح لهم وبينهم جمال أبن مبارك وريثه في الحكم وأتاحة الفرصة لهم لترتيب أوضاعهم المالية ومشاريعم العديدة , التجارية والصناعية وهي ترتبط بمصالح دول وأشخاص خارجيين . 4 –ربط أنهاء حالة الطوارئ بالظروف الأمنية وأنهاء حالة ما أسماه بيان سليمان التهديد الأمني للمجتمع , دون الأشارة الى طبيعة هذه الظروف , ومن يهدد من ؟! الا اللهم أن المقصود هي وقفة الثورة وأنهاء فعالياتها الأحتجاحية بخلاف مطالب الجماهير المصرية . 5 –أغفال متعمد للمطلب الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد في فترة أنتقالية توفر شروط قيام نظام يشيع أجواء الحرية و الديمقراطية تمهيدا لأجراء أنتخابات تشريعة حرة ونزيهة تقيم للعدل صرحا متينا لم يرق لجماعة مبارك حتي الأشارة اليه ,


6-التسويف في الأستجابة لمطاب آخرى بأحالتهاالى لجان تشكلها السلطة نفسها تضم خبراء يثق بهم بقايا نظام مرحل بأرادة الشعب , ومن بينهاالتعديلات الدستورية المقترحة وبعضها أشار اليها حسني نفسه وغيرها التي من بينها ما قرر رجل المخابرات مبارك أن يشكل له ما سمي بمكتب حكومي لتلقي شكاوى معتقلي الرأي ومعالجة قضاياهم, وكأن الحكومة الأمنية التي نصبها مبارك لا تعرف من هو المعتقل قبل الثورة وبعد وقوعها لتشكل مكتبا خاصا يتابع هذه الحالة , علما بأنه لم ترد أية أشارة للسجناء السياسيين الذين تكتظ بهم سجون النظام ومعتقلاته , فهل يحتاج أطلاقهم الى تشكيل مكتب مضاف أم الأطلاق يفترض أن يتم فورا على الأقل لأظهار حسن النوايا أزاء شباب الثورة وليس العناد في التعامل مع المطالب الرئيسة لهم .


والذي يقرأ معطيات الموقف في ميدان التحرير وجميع الميادين المصرية المتصلة بجذر متوحد مع نضال شعب مصر للخلاص من نظام مستبد فاسد دام ثلاثين عاما تتضح له الحقائق الآتية :


أولا : أصرار الثوار على التمسك بالمطالب التي أعلنتها الثورة منذ البدء والقاضية برحيل مبارك ونظامه أولا .


ثانيا : الرفض القاطع للتفاوض ألا بعد تنحي ورحيل حسني وأن تواجد المتظاهرين في ميدان التحرير وميادين المدن المصرية الأخرى سيستمر حتى يتحقق مطلب ترحيل رأس النظام كمدخل ليس للتفاوض على بقية المطالب ,بل لتحديد السبل الكفيلة بتنفيذ مطالب الثورة الآخرى من دون تأخير أو تراجع عن البعض منها ,وهو ما أكده صباح اليوم الرابع عشر من عمر الأنتفاضة الثورة السابع من شباط –فبراير- أحد شباب الأنتفاضة , مع التأكيد على أن الثوار لم يكلفوا أحدا بمفاوضة النظام الذي ثاروا عليه .


وضمن حثيثات هذا التصريح ألمح شباب الثورة عدم أعتراضهم على من شارك في الحوارمن الاحزاب والشخصيات وحتى من هم بعمر الشباب مع عمر سليمان لأنهم لا يتحدثون بأسمها , ولأن مثل هذا الحوار يكشف لهم مدى جدية الطرف الثاني للألتزام بتنفيذ مطالبهم ,وهي فرصة تعرف تلك الأحزاب والشخصيات وهؤلاءالشباب بحقيقة من دعا للحوا ولأي أهداف سعى ممايعزز وقفتهم في مواجهة التحديات التي تواجه مشوارهم لفرض أرادة التغيير ولغلق أي منفذ أمام النظام لأحداث أي شرخ في صفوف القوى المنادية برحيل مبارك ؟!


ثالثا :التحسب لجمبع الأحتملات التي تسعى اليها حكومة النظام القديم بشكلها الجديد لمحاصرة الثورة بأجراءات متعددة منها على سبيل المثال :


أ- المراوغة في التعامل مع مطالب الشعب بالدعوة لمحاورة المعارضة بما فيهم أتباع النظام وقوى لم يكن يعترف بها هذا النطام كالأخوان المسلمين


ب- زرع الخلافات بين الناس من خلال الأعلان رسميا عن تأييد مطالب شباب الثورة وأعلان الألتزم بتنفيذها والدعوة المواطنبن للأنصراف عن التجمعات اليومية , ولكن مبادرات الشباب بكشف الهدف من وراء مثل هذا الأيحاء وتصعيدها لوتائر المواجهة مع النظام افشل هذا التحرك المريب,


ج – بث عيون شباب الثورة في كل زاوية من زوايا ميدان التحرير وغيره من ميادين الأعتصام لمراقبة تصرفات أجهزة النظام وتحركاتها مهما كانت صغيرة لأحتوائها قبل ان تتطور لتشكل خطرا على الثورة ,ولهذا الغرض وغيره شكلت مجاميع عدة تتولى مهمات التصدي لأي تصرف غريب يحيط بالمحاور والمداخل المحيطة بميدان التحرير تتناوب العمل ليل نهار ومن دون توقف لمعالجة كل طارئ ولتأمين أحتياجات المعتصمين .


وزيادة زخم تواجدهم كلما قدرت قيادتهم الحاجة لمزيد من أعداد الشباب المحتجين وبمعرفة لأماكن تواجدهم بهدف تحقيق ألتحاق سريع لهم وفي المكان المطلوب .


وهذا ما تمت تجربته في الأيام التي سبقت جمعة الرحيل وحتى الآن عندما حاولت أجهزة النظام القيام التحرش بالثوار وجس نبضهم حول محاولة تضييق ساحات أنشارهم في الميادين فكان ردهم عليها سريعا ليمنعوا ذلك التدبير وأن صدر عن أحدى دبابات الجيش ,كما حاصروا قائد القوات المتواجدة في ميدان التحرير قبل يومين عندما دعاهم للذهاب الى بيوتهم بالأدعاء ان مطالب الثورة قد نفذت , في حين أن أي شيئ من هذا لم يحدث وظل الشباب يحاصرون القائد الى أن أضطروه لمغادرة ميدان التحرير مسرعا وهم يرددون شعارا واحدا- الشعب يريد أسقاط النظام ورئيسه-.


وواضح الآن ان الثوار يعون لعب النظام المصر على عدم الأذعان لمطالبهم رهانا على أطالة الوقت محاولة لأتعاب الشباب وأشاعة أجواء التعب بين المواطنين بهدف أضعاف ألتفاف الجماهير حول الشباب الذي يراهن على زخم الجماهبر المتزايد يوما بعد يوم بعد ان تخلصاها من حالة الخوف من النظام ورموزه وصار يجاهر بمهاجمتهم بصوت عال ويطالب برحيلهم العاجل عن مصر.


ولأن راهن النظام على عامل الوقت وصولا لأطالة أمد بقاء مبارك في السلطة التي عبر الشعب عن رغبة واضحة برحيله فأن التوقعات تميل الى ترجيح الكفة التي يتفاعل معها شعب مصر المصلحة الحقيقي في تحقيق مطالبها التي ترفع عن أهل مسر ظلما دام حقبة طويله نهب الثروات الوطنية وأراضي الدولة , وآن الآوان لأن يسترد المصريون حقهم بالحرية والديمقراطية والتمتع بخيرات الوطن وثرواته . فعلى وقع هذه القاعدة تترجح كفة شباب مصر العربية المتحسب لجميع أحتمالات الموقف المحتدم في الساحة المصرية , ولأن النصر معقود دائما لمن آمن بأن نيل المطالب لا يتم بالتمني , بل يؤخذ بالأعتصامات وغلابا .

 

 





الثلاثاء٠٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة