شبكة ذي قار
عـاجـل










الجنوب السوداني جزء لا يتجزأ من ارض الامة العربية رغم تقسيمات المستعمرين والامبريالية الذين كانوا يحتلون بلادنا من المشرق الى المغرب ويفصل الجنوب عن الشمال حوالي الفين كيلومتر مما سيجعلها واحدة من اطول الحدود الجغرافية بين دولتين ويعيش ويعمل حاليا بحدود مليونين من ابناء الجنوب في مناطق شمال السودان . كما يعيش الشماليون في الجنوب في مناطق انتاج البترول استوطن الجميع وعمل وامتزج مع بقية الشعب لانه بلد واحد ,, الجميع يعلم ان جنوب السودان غني في البترول وكان هذا سببا رئيسيا لتفضيل ابناء الجنوب على التصويت بالانفصال كما ادى ازدياد نسبة المسيحيين في الجنوب على اصطفاف الغرب مع الانفصال كما اصطفوا قبلها مع انفصال تيمور الشرقية من اندونيسيا وهم بذلك يناقضون انفسهم بانهم علمانيون ..


لا ندري هل توقيت الانفصال جاء مخططا ام انه جاء صدفة بهذا الوقت كما يغلب عليه اعتقادنا الا ان مرحلة الفوضى او الهدوء النسبي الحذر التي تمر به شعوب الامة العربية والتركيز على الانتفاضة البطلة في مصر قد حجب التركيز الاعلامي عن هذا الحدث الجلل ففي الوقت الذي تدعوا فيه وتعمل الاحزاب والتجمعات القومية لتوحيد الامة العربية يعمد الامبرياليون على تفتيت الامة , الا ان المحزن ان يكون ذلك بايدينا او مباركة من حكامنا ! .


صحيح ان البشير ضدالامريكان ظاهريا على الاقل ونحن كعراقيين نخوض صراعا مع الامريكان , الا ان موقف البشير هذا لا يعفيه من قولنا الحقيقة التي تقول انه يتحمل او يكون هو احد الاسباب التي ادت الى انفصال الجنوب فكيف افسر ذلك ,أقول السيد البشير لا يختلف حكمه لشعبه عن حكم مبارك في مصر فهو حكم قمعي بوليسي وغير عادل , فلو كان يعتمد العدل لكان قد اهتم بالجنوب لاسيما وان ثروات السودان النفطية تنتج منه وسكانه اولى واحق في الاستفادة من جزء كبير من هذه الاموال غير انه حاد عن العدل والمساواة فأدى لما ادى فهل سنراه يقبل بتقسيم اخر راكظا وراء وعود مزيفة امريكية بفك الحصارو تحسين العلاقات ورفع اسم السودان من قائمة الامبريالية الامريكية للدول الراعية للارهاب ؟! .


اذن هذه هي حال الامة العربية المبتلاة بحكامها تخسر من جهة وتربح من جهة ففي الوقت ذاته حين خسرت جزء كبير من اراضيها نراها قد ربحت عمليا من جهة اخرى الوعي والهبة الشعبية في انتفاضات متككرة في عدة اقطار عربية رافضين حكم الطغات والخنوع للاجنبي ,لكن على هذه الجماهير العربية الثائرة ان تعي خطورة المرحلة و لا يتحول رفض الظلم عندها الى (مودة ) غربية في التقليد تؤتي بنتائج عكسية خصوصا وان من يقود هذه الانتفاضات هم من الشباب الخالي من الخبرة والدراية السياسية والاقتصادية , وعليها ان تبتعد عن العناد والاصرار وان لا تغتر لتعتقد انها قادرة على تحقيق ابعد الانجازات .علم دراسة الواقع وقدرة الامكانات المتوفرة على مواجهة ما يقابلها والقناعة بالاحتفاظ التدريجي والتصاعدي للانجازات يجعلنا نقول ذلك , وعليه فاننا نعتقد انه من الجائر وغير المنصف ان نصف هذه الدعوة بالتخاذل او الانهزامية , لان من يتفوه بهذه الكلمة ضد هذه الدعوة الصادقة والحريصة على ابناء الانتفاضات واقطارها واقتناص الفرص التي اوجدتها انتفاضتهم وعدم التفريط فيها ما هو الا ممن يضحي بغيره ولا يهمه الخسائر ويعتبرها شرعية بقدر ما هي بعيدة عنه !وان نظرته المستقبلية ضيقة .


قلنا سابقا على الشعب العربي المرشح للانتفاضة ان يتوحد مع جميع القوى الفاعلة لايجاد خطة عمل انتقالية تاخذ البلاد من مرحلة الفراغ السياسي الذي قد تعمله الانتفاضة الى بر الامان , ولننظر الى ما جرى في تونس فلقد ارتضت الجماهير الغاضبة في النهاية بحكومة اغلبها من رموز النظام السابق اما في مصر فاغلب الاراء تقول تنحية الطاغية مبارك وتسليم سلطاته لنائبه فمن اين جاء نائبه ؟!! هذا ما يؤكد رأينا في عفوية الانتفاضة في مصر وانها لا تمتلك التخطيط و الخبرة لانتقال السلطة ولا شخوصها فماذا متوقع ان يحدث ؟؟ .. عدة احتمالات احداها وهو ما نخاف منه لان مبارك وشلته يمتلكون خبرة حكم ثلاثين عاما كانت كافية لتأهيلهم لامتلاك الخباثة والمكر بحيث انهم سيمتصون الصدمة التي احدثتها الانتفاضة وهم فعلا قد امتصوها وعبروا بنجاح ثم يتم الصراع على عامل الوقت والوقت ليس بمصلحة الانتفاضة وتدريجيا يتم امتصاص الغضب الجماهيري وتخسر الانتفاضة والبلد والشعب الكثير حتى لو استمرت الانتفاضة لكنها ستراوح في مكانها ,او ان يخطف احد هذه الاحزاب او مجموعة منها فوائد الانتفاضة وينسبها اليه من خلال تفاوضه مع السلطة وحصوله على منافع شخصية لحزبه فيذهب الصمود البطولي للمنتفضين هدرا .


اذن لما لم يكن هناك تخطيط مسبق وتوحيد للفصائل في جبهة واتفاق مع قادة في الجيش قبل البدء بالتحرك فان اي انتفاضة عفوية يمكن ان يتم الالتفاف عليها بسهولة وعليه فان الحصول على منجزات خير من لا شيء .وليس كل رئيس طاغية مثل زين الهاربين بن علي ! .


نأمل ان يكون الحكام العرب قد اخذواالدروس وان يعملوا على التغيير لخدمة ابناء اقطارهم لانهم الاجدر بالاعتماد عليهم بالنائبات وليس الخنوع للامبريالية الامريكية او غيرها لاننا شاهدنا كيف انها باعت عملائها بليلة وضحاها ونخص هنا السيد البشير بالذات في مقالنا هذا لاننا لا نرغب بمشاهدة جزء اخر من السودان وقد انفصل .

 

 





الثلاثاء٠٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة