شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن أدلى علي خامنئي بدلوه في أحداث مصر في خطبة الجمعة يوم 4 شباط 2011 في طهران  ( باللغة العربية! )  أعقبه حسن نصر الله في بالحديث في خطبة الإثنين يوم 7 شباط في بيروت! ..

 

وحيث أن الوقوف مع شباب مصر في إنتفاضتهم وإسنادهم أمر لا نقاش فيه بالعودة للأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الإنتفاضة البطولية وما تحملها من معاني سامية وصادقة وشريفة  ..

 

إلا أن الملاحظ هذا البطء المتعمد في تبني هذه المظاهرات في أيامها الأولى وحال إنطلاقها ممن ( ركب الموجة وركض مع التيار الهادر بعد رسوخها لاحقا لا مشاركا ومساندا بل مدّعيا القيادة والتخطيط والتوجيه والنصح والإرشاد )   ..

 

ولاعلاقة لنا اليوم بمن ألَصَقَ نفسه وحزبه بهذه الإنتفاضة  الثورية الشبابية مِن  ( المعارضة المصرية  )  فالذي يهمنا اليوم هو الموقف الإيراني من هذه الإنتفاضة والذي قاله بصراحة ووضوح مرشد الثورة الإسلامية في إيران ممثلا تدخلا إيرانيا  ( في الشأن المصري )  والذي أعطى إنطباعا بوجود  ( أصابع إيرانية! )  وراء الأحداث وإستغلته السلطة في مصر ورفضته الولايات المتحدة وبريطانيا ! ..

 

ولنعود الى الربط بموضوعنا  ..

تحدث كل من خامنئي ونصر الله حول أحداث مصر بلغة وهدف واحد  ..

حيث خاطب نصر الله في  ( الإحتفال التضامني مع الاحتجاجات في مصر الذي اقيم في بيروت يوم 7 شباط 2011 )   شعب مصر قائلا:

 "ان ما تقومون به عظيم جدا ومفصل من اهم مفاصل تاريخ هذه الامة والمنطقة ان حركتكم وانتصاركم سيغير وجه منطقتنا بالكامل لمصلحة شعوبها كافة وخاصة في فلسطين."


وأضاف:

"انتم تخوضون اليوم معركة الكرامة العربية. أنتم تستعيدون اليوم بصرخاتكم ودمائكم وثباتكم في الميادين والساحات كرامة الانسان العربي التي أذلها وأهانها بعض حكامه خلال عقود من الزمن بالاستسلام والهزيمة."

 

وأضاف :

"يا شباب مصر الاحباء اننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا ونسمع في انين جرحاكم انين جرحانا ونشهد في صمودكم في الساحات صمود الابطال المقاومين في لبنان وفلسطين في مواجهة كل الحروب والتهديدات والاخطار."

 

ومضى يقول :

"يا اخواننا واخواتنا يا شباب مصر الغالي من بعيد من بيروت ماذا يمكن ان نقول لكم  .. يا ليتنا نستطيع ان نكون معكم في ميدان التحرير ..  وانا واحد من هؤلاء المحتشدين يشهد الله انني اتلهف لو استطيع ان اكون معكم لاقدم دمي وروحي كأي شاب في مصر من اجل هذه الاهداف الشريفة والنبيلة."

 

ومن المعروف أنه في العام الماضي حكمت محكمة أمن الدولة العليا طواريء في مصر بالسجن 15 عاما على عضو حزب الله سامي شهاب الذي كان بين مجموعة من 26 شخصا اتهموا بالتخطيط لشن هجمات في مصر.

وقال حزب الله إن شهاب فر من السجن الاسبوع الماضي في اطار الاحتجاجات المصرية.


لإيران خبرة  ( 7 سنوات  )  في التعامل مع هذا الموضوع  ( المزدوج والمتلون )  من خلال  وجودها الفاعل في العراق ..

فهي  ( كانت ولا تزال! )  تعارض كلاميا الوجود الأمريكي في العراق! ..

وهي تنادي  ( بدعم  )  المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي! .. 

 

وهي في المقابل تقف بضراوة ضد  ( فصائل مهمة وأساسية من المقاومة العراقية  )  وتحارب نيابة عن المحتل الأحزاب الوطنية ومنها حزب البعث العربي الإشتراكي  بالسلاح الإيراني في الميدان  ..

 

وإيران هي التي توجه ميليشيات السلطة في هجماتها وإعتقالاتها وإغتيالاتها لمناضلي العراق ومقاومي المحتل .. ويقوم منتسبو مخابراتها بالتحقيق مع المعتقلين العراقيين من فصائل البعث والمقاومة سواءا كان ذلك في سجون السلطة أو في إيران! ..

وإيران تدعم القاعدة بشروط  ..

 

أهم هذه الشروط أن تقوم القاعدة بعمليات إرهابية في حشود وتجمعات ومساكن وأسواق العراقيين وجامعاتهم ومدارسهم ومعابدهم وكنائسهم وشعائرهم الدينية وليس في المعسكرات الأمريكية والبريطانية ! ..

وتشترط على القاعدة أن تعلن في بياناتها أنها ضد فصائل المقاومة العراقية ومنها فصائل البعث! ..

وهذه الشروط هي كومة حجارة تستهدف أسرابا من العصافير التي تعشعش على الشجرة العراقية الثمينة ..

ونصر الله وحزب الله ينهل من نفس المعين .. سواءا كان في لبنان أو في مصر  ..

 

لذلك نحن نسأل :

-  إذا كنتم تؤمنون فعلا بأن   ( إنتفاضة الشباب المصري ستغير وجه منطقتنا بالكامل لمصلحة شعوبها كافة )   كما نؤمن نحن .. فهل تقصدون إن هذه الثورة هي ثورة التوجه لولاية الفقيه التي ستغير وجه المنطقة بالكامل ؟ ام هي ثورة العاصفة التي ستتجه لمحاربة إسرائيل  (  عدوكم الأساسي! ) .

 

-  وما هو رأي نصر الله وخامنئي بإنتفاضة شعب إيران التي قمعها الطغيان والعنف والقتل  وما هو رأيكم بإنتفاضة شعب العراق الذي تحكمه إيران اليوم  (  ولا نقول تواصل ثورته المسلحة ومنذ أكثر من سبع سنوات تلك التي لم يصدر منكم أي تأييد لها ولو شفاها عدا تصفيقكم للتيار الصدري وجيش المهدي الذي باع أسلحته للامريكان ودخل العملية السياسية من كل أبوابها وشبابيكه )  بل نسأل عن دعمكم لهذه الجموع الغفيرة المحرومة والجائعة والعاطلة في مسيرات غضب كبيرة وهي تخوض بالمياه الآسنة والطين بلا ماء ولا كهرباء ولا مستشفيات ولا ضمان ولا عمل في بغداد والشعلة والبياع ومدينة الصدر والشعب والحسينية والديوانية والناصرية والبصرة والكوت وديالى والأنبار والموصل والعمارة وصلاح الدين وغيرها من مدن العراق المحتل والجريح والمنهوب.

 

- وهل تقفون مع هذه الجموع العراقية الكبيرة التي لم تستلم أي من مفردات الحصة التموينية من نيسان 2003 المشؤوم ولغاية اليوم وبعد أكثر من سبع سنوات على  ( تحرير العراق! )  .. ؟

 

-  وهل ستغير الإنتفاضة العراقية التي تتصاعد يوميا وجه منطقتكم ومنطقتنا لمصلحة شعوبها؟

 

-  أم ان هذه الإنتفاضة الشعبية العراقية  (  التي إنطلقت من الأحياء الشعبية الفقيرة والمعدمة في مدن ومحافظات صوتت لعلي خامنئي وممثليه )   .. هي من صنع البعث والنظام السابق؟ ..

 

- إذا كنتم تؤمنون فعلا بأن   ( إنتفاضة الشباب المصري هي معركة الكرامة العربية )  كما نؤمن نحن .. فما هو رأي نصر الله وخامنئي في إنتفاضة الشعب العراقي اليوم  (  ولا نقول المقاومة المسلحة ومنذ أكثر من سبع سنوات  )  ضد المحتل والفساد والرشوة وتردي وفقدان الخدمات الإنسانية وحرمان الشعب وتجويعه وسرقة خيراته ونهب ثرواته وآثاره وتمزيق وحدته و تزوير تأريخه؟

 

-  إذا كنتم تؤمنون فعلا بأن  إنتفاضة الشباب المصري هي معركة كرامة الإنسان العربي  التي   ( أذلها وأهانها بعض حكامه خلال عقود من الزمن بالاستسلام والهزيمة )  كما نؤمن نحن ..  فلماذا لا تؤمون الناس وتقولوا إن ما يحدث من إذلال لشعب العراق اليوم هي إهانة لم يشهدها شعب وأمة كما تشهده قبائل وطوائف وقوميات أهل العراق ؟ .. أم إن في العراق كل الشعب  ( فدوة لإيران ) ! ..

 

-  أم تخافون أن يقال لكم إن نصرة شعب العراق وتأييد إنتفاضته هو تأييد  ( للبعث والنظام السابق ) ؟

 

- وإذا كنتم ترفعون راية  ( الكفاح المسلح ضد إسرائيل! )  .. وتتهمون أنظمة هي في الحقيقة مستسلمة ومؤمنة بالهزيمة .. فما هو تقييمكم لحكام العراق اليوم؟

 

- هل يحمل  مسعود والطلباني والحكيم والمالكي وأياد والصدر والهاشمي وعبد المهدي وخضير الخزاعي وعلي الأديب والقبنجي وأتباعهم جزء من راية هذا الكفاح؟ ..

 

- وإذا كان حلفاء المحتل الأمريكي وحلفاء إيران ومنفذي سياساتها في العراق  من حكام بلاد الرافدين اليوم  ( لايرغبون بالدخول بصراع سياسي او فكري او عسكري او إعلامي مع إسرائيل  كما كان يفعل نظام البعث السابق ! )  .. فمالذي يربط إيديولوجية هؤلاء الحكام وفكر وسياسة أحزابهم مع خامنئي ونصر الله  ( الذين يرفعون شعار كرامة الإنسان العربي من موقفه من الإحتلال الإسرائلي ووجوده! )  .. 

 

-  وإذا كان نصر الله يرى في المصريين وهو يخاطبهم :  ( في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا ونسمع في انين جرحاكم انين جرحانا ونشهد في صمودكم في الساحات صمود الابطال المقاومين في لبنان وفلسطين في مواجهة كل الحروب والتهديدات والاخطار )  .. فما الذي يراه في وجوه المتظاهرين العراقيين اليوم ووجوه مليوني شهيد وملايين الأرامل واليتامى العراقيين من ضحايا الإحتلال الأمريكي والإيراني للعراق؟ .

 

-  وإذا كان نصر الله لايستطيع الذهاب الى ميدان التحرير في العراق بقوله :  ( يا اخواننا واخواتنا يا شباب مصر الغالي من بعيد من بيروت ماذا يمكن ان نقول لكم  .. يا ليتنا نستطيع ان نكون معكم في ميدان التحرير )  .. فهو يستطيع بسهولة السفر الى ساحة التحرير في العراق لكي يكون مع المتظاهرين الجياع والبؤساء والمحرومين العراقيين  ( ليقدم دمه وروحه كأي شاب في العراق من اجل هذه الاهداف الشريفة والنبيلة ) ! .. فكل الحكومة حلفاءه ومناصريه  ..

 

- أم إن أهداف التظاهرات العراقية اليوم ذات طابع سياسي  ( يسيء للحلفاء! )  .. وهي من فعل النظام السابق ؟ ..

 

-  أم إن تظاهرات شباب بغداد الآن في ساحة التحرير في بغداد  ( محرّمة عندكم شرعا! )   وتظاهرات شباب مصر في ميدان التحرير هي  ( واجب شرعي ! )  ..

 

على نصر الله ألا يقول إنه غير قادر للسفر للعراق  ..

فقد فعلها قبله نجاد! ..

النصر لثورتي العراق ومصر  ..

ثورة العراق الشعبية المخضبة بالدم  .. وثورة مصر الشعبية التي تؤازره ..

والخزي والعار لكل الدجالين.

 

 





الثلاثاء٠٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة