شبكة ذي قار
عـاجـل










الميكافيلية والنفاق في مواقف الادارة الأمريكية والغربية لا ينطلي علينا في الوطن العربي وفي مصر، وفي الوقت الذي نشكر كل الشعوب الحرة الصديقة والشقيقة لوقوفها معنا أمة العرب وطلائعه في مصر بالكلمة والتضامن الروحي، نود أن نبين أن موقف أركان الإدارة الأمريكية الحالية كان ممكن أن نتعامل معه بحسن نية وأنه مؤشر على تغير جدي بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية، لكن تلك الإدارة قدمت لدينا أكثر من دليل على أنه موقف ميكافيلي ويعتمد النفاق والخداع والكذب وتدليس حقيقة موقفهم السياسي، أولها إستمرارها بمواصلة الجريمة الأخلاقية التي أرتكبتها الإدارات السابقة لها في العراق وأفغانستان، ودورها الكبير والمعادي في تقسيم السودان، إضافة لمواقفها العدائية الكثيرة للعرب في أجزاء أخرى من وطننا الكبير، وأن ما يجعل أمريكا تبذل جهدا في متابعة الثورة الشعبية في مصر أمران:

 

الأول : تأكدها من إسقاط الشعب لنظام حسني مبارك، وانتهائه كرئيس لمصر.

 

الثاني : خوفها من التغير الثوري في مصر، بأنه سوف يسقط المعاهدة الخيانية مع الكيان الصهيوني، ويرفض رهن مقدرات مصر لأمريكا والكيان الصهيوني، وكما أن حرص أمريكا للحفاظ على مصالحها في مصريجعلها تتظاهر بهذا الموقف .

 

 ولكن وسائلها الدنيئة والمنافقة لن تنطلي على أهلنا في مصر العروبة، أن وصفي لموقف الإدارة الأمريكية من ثورة أهلنا في مصر ليس متجنيا، لكن كما بينت في بداية المقال إن مواقف الإدارة الأمريكية الحالية هي التي تعطي الدليل على ذلك، فأمريكا تقتل العراقيين والأفغان والباكستانيين مدنيين وعسكرين الكثرة الكثيرة منهم بلا سبب، والأخرين لأنهم يقاومون الإحتلال ويرفضوا استعمار بلدانهم، وهذا حق من حقوق الشعوب والأفراد في القانون الدولي وكل المعاهدات الدولية، إضافة لكونه واجبا ربانيا مفروضا ومن يتأخر عنه دون سبب يكون كمن إرتد عن دينه، فماذا نسمي موقف الإدارة الأمريكية ؟ أليس هذا هو النفاق بعينه، وهو الكذب والغش والخداع بأحقر صوره، وإلا هل يمكن للشيطان أن يكون داعيا لفعل الخير ومصلحا وواعضا للناس؟  وهل يقبل أن تقول ساقطة بائعة هوى وممارسة للموبقات فتدعي إنها قديسة؟ هذا هو الوصف الدقيق لدور أمريكا وحلفائها في الغرب من ثورتنا الحالية في مصر وتونس،عهر سياسي ونفاق أخلاقي وسقوط قيمي.

 

 

وقد قالها العرب منذ زمن بعيد :

لا تنهي عن خلق وتأتي مثله           عار عليك إذا فعلت عظيم

 

وموقف إيران والمنافق خامنئي بالذات لا يختلف عن موقف الغرب، فهو أيضا موقفا ميكافيليا منافقا، يستهدف تمرير أطماع فارسية، ومحاولة لإيجاد موضع قدم لمنهج الدجل الفارسي تحت عباءة الدين، للإمتداد بنفوذهم شرقا في الوطن العربي، وخير تبيان لدور مرشد النظام الأيراني وتقويم دقيق له قول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم: ( أشر الناس ذو الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ..) صدق رسول الله. فخامنئي يحالف الصهاينة والأمريكان في العراق ويدعي المساندة والدعم للمقاومة والإنتفاضات في مصر وتونس وفلسطين وغيرها.

 

موقف النظام العربي الرسمي: يتلخص موقف النظام الرسمي للأنظمة الحاكمة في أجزاء وطننا الكبير بالضبابية والترقب، فبين مفجوع وخائف أن الزحف قادم له ولنظامه وهي حقيقة إنشاء الله، الى مردد لموقف أمريكا والغرب ولكن بخوف ووجل، لأن علاقته بحسني ولا علاقة له مع مصر وشعبها، إلى محاول تجميل صورته وتنحية رموز من أفراد الأسر والعوائل التي تتحكم في أهلنا كما جرى في الكويت بلإقالة وزير الداخلية وتعيين أحد أفراد العائلة المالكة بدلا عنه وغيرها من الحكومات، أو إقالة حكومات لا تحضى بثقة الشعب وكأن المشكلة بالأشخاص لا يا جلالة وسيادة وسمو عدم الثقة بكم وبأنظمتكم وبولائكم للأمة والشعب والوطن فانتم تحكمونا لصالح أخرين تماما كما تفعل شركة المقاولات، تتعاقد على تنفيذ عمل للغير مقابل فائدة، انتم تعاقدتم على أن تكونوا خدما وحراسا للدول الإستعمارية وعلى رأسها أمريكا وتواطئتم على بيع كرامتنا وأرضنا وثرواتنا، مقابل أن تكونوا حكاما أغنياء بلا كرامة ولا سيادة ولا قرار، جاء السيل فأين الفرار، هل ستتجمعون جميعا في أرض نجد والحجاز وهي قبلتنا، فقدسيتها عندنا مضاعفة، فإضافة لكونها أرضنا ووطننا هي قبلتنا وفيها بيت ربنا العتيق، ولزاما علينا كمؤمنين فرضا ربانيا وعبودية حق لله أن نطهرها من دنس البغاة الخائنين.

 

أما محاولة حسني الميكافيلية  فهي إختياره لعمر سليمان كنائب له وهو لواء عسكري سابق، وتكليف أحمد شفيق كرئيس لحكومة إنقاذ النظام وهو فريق سابق في الجيش، ولجوئه بعد أعتماده أعمال البلطجة والجريمة ضد الشعب في 28و30/1/2011 ، والتي زج بقوات الشرطة والأمن فيها ضد الشعب، وبالتالي أسقطها كمؤسسة من مؤسسات الشعب والدولة في مصر، وحولها الى مجاميع من المرتزقة المتخلين عن الوطنية والقيم الأخلاقية والدينية الأصيلة في مجتمعنا وأمتنا، فمحاولة حسني الخفيف في محاولة زج الجيش في حماية الفساد والفاسدين محاولة ساقطة ومكشوفة، وهي محاولة خبيثة ودونية في محاولة تحويل الجيش العظيم جيش مصر من حامي للشعب والوطن الى حامي وراعي للنظام المنحرف الفاسد ولرئيس يرفضه الشعب وشلة فاسدة مفسدة معه، وهذا ما لا ينطلي على فرسان العروبة أبناء جيش مصر الشجعان، كما هو إيحاء للشعب بعسكرة الدولة، ومحاولة الإيحاء للشعب بأنهم بمواجهة بعضهم، كون الجيش هو جزء من الشعب ، بل هو الجزء المسؤول الأول عن حماية الوطن قبل غيره من أبناء الشعب. وهو أهل لذلك وتاريخه يشهد، أما إن كان حسني مبارك يراهن على بعض الجنرالات الذين إستطاعوا توريطهم بالفساد، فأقول له: أن هؤلاء عليهم الأن أن يعلنوا موقفهم الصحيح أنهم جنود للوطن لا للشياطين، وانهم حريصون على شرفهم الوطني كمواطنين، وشرفهم العسكري كضباط أقسموا أن يحموا مصر بدمائهم ويفتدوها بأرواحهم، وشرفهم العائلي كأبناء قبائل عربية وأباء لأبناء وبنات سيظلون يلاحقهم موقف آبائهم، ووأنهم حريصون على شرفهم كرجال، فالقائد الشهيد صدام حسين يقول ( إذا خانتك قيم المباديء فعليك بقيم الرجولة ) وأنا متأكد أن ضباط جيش مصر وقادته لا تخونهم قيم المباديء ولا قيم الرجولة، لهذا كله سيكون موقف جيش مصر كل الجيش مع الشعب ضد الفساد، اللهم إحفظ مصر وأهلها من الفتن والساعين لها، وجنب مصر وأبنائها شر الدنيا وأشرارها، وأنصرنا على القوم الكافرين. وسيكون مقالتا اللاحق عن الأعلام ودوره وماهو المطلوب من الشعب وكيف ديم الثورة ونحمي إقتصاد مصر، بعون الله وتوفيقه.

 

 





الجمعة٠٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة