شبكة ذي قار
عـاجـل










سقوط الخفيف حسني المغلف بالكثير من الأغلفة المصفحة التي أحاطه بها ٍسادته الأميركيون  لينهض بمهمة قمع ارادة شعب مصر وتجويعه وصرف أنظاره عن قضايا شعبه الملحة والحيلولة دون تلاحمه مع نضال الأمة لنيل حريتها وفرض سيادتها على أرضها والحفاظ على وحدتها وأسناد النضال الأنساني من أجل الحرية والسلام والتقدم .   


فلم يكن السقوط مفاجئا أبدا فقد سقط قبل جمعة  الملايين , وبالدقة سقط مبارك يوم دحر شباب الأنتفاضة للقوات الأمنية التي شكلت سياجا ظن  أنها سياجا حاميا لمواقفه المتسمة بالعمالة لواشنطن والأنحياز الوقح لأسرائيل وتحريضه على العراق في العدوانين الأول بداية التسعينات عندما أرسل قطعات من جيشه الى الكويت لقاء ثمن لأسناد المعتدين على العراق . والثاني عندما كرس قدرات أجهزته المخابراتية واللوجستية في خدمة الجهد الحربي العدواني التدميري الذي شنه سيده بوش المجرم على العراق وأهله , مسترجعين كلماته اللئيمة الموجهة للعراق متشمتا وقفة شعبنا وقائده الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله في مواجهة العدوانيين عندما تجرأ وقال متهكما – أيه ده دي أميركا -!! .


والان ,نقول لك ليس تشفيا , ولكن لنذكرك لعل تنفعك الذكرى –أيه ده يا مبارك هل نفعك رهن أرادتك لخدمة سياسة اميركا والصهاينة ضد  أرادة مصرالحرة وتآمرك على العراق الجريح وعلى  حق الفلسطينيين في التحرير وأسترجاع الأرض السليبة وضد حق عموم أهلنا العرب في الحرية والحياة الرغيدة وبماذا نفعتك ؟؟ .


والحقيقة أقول بأن شعورا من الأنتباه أحاطني وأتا أستمع لبكائية أحمد سليمان وهو يقرأ بيان رئاسة الجمهورية وهو ينعى لشعب مصر والأمة سقوط مبارك بعد قليل من أنهائي كتابة متابعة للتطورات التي شهدها اليوم الأخير لفصل حسني عن الكرسي , والذي كان متوقعا من شباب الثورة الذين أسموا جمعة اليوم الثامن عشر لثورتهم بجمعة التحرير وجاء التحرير فعلا وحقا, لشعب مصر العزيز وللعروبة جمعاء .


فتحية أكبار لشعب مصر العربية البطل ولشباب أنتفاضته الجسور بهذا الأنتصارالثوري الكبير ونشد على أيديهم ونبارك تمسكهم بالتواجد في مواقعهم حتى تتحقق كامل مطالبهم بألغاء القوانين الأستثنائية وفي المقدمة منها قانون الطوارئ وحل مجلسي الشعب والشورى وتشكيل حكومة أنتقالية تضم شخصيات سياسية وطنية مشهود بكفاءتهم وأطلاق الحريات العامةوأجازة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والغاء الدستور ووضع دستور جديد تمهيدا لأجراء انتخابات مجلس شعب جديد في جو ديمقراطي سليم وغيرها من المطالب التي نادى بها الشباب الثوار .


ولأهمية هذا اليوم في حياة كل مصري وعراقي وعربي أجد من المناسب أن أضم لكلمة الفرح هذه المتابعة التي أجملت فيها تفصيلات أكثر  الأيام احتداما وغضبا على مبارك أجد ان واجب التأريخ وجغرافية المكان يطالبانني بنشر ما يمكن أن أسمية مقدمات لسقوط حاكم أو لرحيل عميل أو تنحية غادر شعب وأمة , وجميعها  تليق بمن سقط  ثم تنحى وغادر. 


(((((((((( وهذه هي المتابعة ))))))))))


مقدمات أرغمت رئيس عربي على الرحيل

ثورة شباب مصر , ثورة 25 يناير التي أضحت ثورة مصر بأسرها , بل ثورة أمة  العرب بأكملها .
لهبت المحيط الشعبي المجاور للمنطقة العربية ,وتفاعل معها من تفاعل تلقائيا في السياق الأنساني العالمي .


ولاغرابة في ذلك فقد حملت تباشير أنتفاضة الأنسان العربي على أعداء الحرية وحقوق البشر وهي توأم ثورة أرادة التغيير العربي التي أنطلقت من أرض تونس الخضراء .   


هذه ثورة واضحة معلنة الأهداف , لم تكن  منذ بدايتها طلسما عصيا على المبهورين بصلابة  أنطلاقتها وسرعة أنتشارها , فك أسرارها . فهي أنتفاضة ثوار , عبرواعن أنفسهم بسهولة ويسر وأطلقوها صيحة غضب في جملة مفيدة لا لف فيها ولا دوران ومن  ثلاث كلمات قالت , نريد تغيير النظام .  


فكانت شرارة أولى أشعلت النيران في هشيم حكم مبارك الفاسد , فبدا متهرئا لا يقوى على الوقوف أمام تصاعد زحف ثورة التغيير .

 

وواضح ان مبارك ورموز نظامه ما يزالون يراهنون على اللجوء الى سياسة الألتفاف على مطالب الثوار , بالتحايل هذه المره أستنادا الى تكتيك يفعل غير ما يدعي به:


1 – تغيير المواقع من دون التخلي عن الكراسي والصلاحيات , أو رفع اليد عن المسك بالنظام بطريقة يعتقد خطأ انها تخفف ضغط الجماهيري المعبر عنه في ميادين الأعتصام والتظاهر الذي شهد:


أ- أتساعا مليونيا في كثافة الجماهير الملتحقة بالثورة , أفقيا وعموديا وأمتدادا شمل عموم  ميادين المحافظات المصرية.


ب –تنوعا في الطبقات الملتحقة في الثورة فقد أمتدت الى العمال والفلاحين وأنضمت أليهم طبيعي قطاعات المثقفين والمحامين والقضاة والسياسيين المعارضين والفنانين والصحفين والأدباء وخاصة الزجالين الذين نشطوا برفقة


فعاليات المتظاهرين , وتعبيرا عن تفاعلات الشارع المصري ألرافضة لكل ما صدر عن مبارك ونائبه سليمان , والرد عليهما مباشرة فقرة تلو أخرى وبالدقة كلمتيهما الأخيرتين ليلة أمس , وأذكر ان الجماهير ردت على مبارك وهو ما يزال يتحدث بزجل يقول : امشي أمشي  نفصل توأم حسني والكرسي !!  


2 -  الأختفاء وراء نائبه عمر سليمان بأعطائه صلاحيات ليست رئيسة , بمعنى صلاحلات تمشية أو تصريف الأعمال وليس أتخاذ قرارات تتصل بمطالب الشعب بأسقاط مبارك ونظامه ,فكيف ونائبه الذي منح الصلاحيات الشكلية يشكل جزءا من رموز النظام وذهب الى ذلك ليمارس صلاحياته الأساس متى ما أراد ذلك فهي باقية له بحكم دستوره , وحتى ما منحه من صلاحيات أدارية لنائبه يمكن أن يستردها في أي لحظة يقررها هو وليس غيره .

 

3 – لم يغب عن بال الثوارالهدف الذي سعى اليه مبارك من وراء زج قيادة الجيش في مواجهة الشعب ,فالثوار يدركون أنه يحاول أن يصنع من القيادة العامة للقوات المسلحة غطاء يؤمن له أستمرار التحرك كرئيس للجمهورية حتى نهاية ولايته وأن أضطر للسفر المؤقت طلبا للعلاج أو الراحة .
ويدرك الثوار ان الهدف يستهدف أيضا  أبقاء نظام مبارك في الحكم لفترة أطول وكافية للملمة ملفات الأستبداد والأرهاب والفساد والنهب والأعتقال والقتل التي أسماها حسني بأخطاء يمكن أن يقع  فيها أي نظام .


وواضح الآن ان الهدف من زج العسكريين الى الواجهة بلا صلاحيات  وزج سليمان بصلاحيات أدارية هو أبقاء الصلاحيات الدستورية في يديه للفترة اللاحقة حتى تتم له فرصة تصفية جميع الملفات التي تدينه وزمر حكمه .


والذي تؤشره معطيات الموقف الراهن للثورة المصرية الآن هو :
 أولا -تطور ميادين التحرير المصرية المليونية  فلم تعد ميدانا واحدا بل صارت ميادين للأنتشار الجماهيري المليونية تعمل على محاصرة المباني السيادية في القاهرة حيث تمت محاصرة قصر العروبة الرئاسي في مدينة مصر الجديدة شرقي العاصمة المصرية ومبنى التلفزيون في كورنيش النيل على مقربة من ميدان التحرير وتشديد محاصرة مباني مجلسي الشعب والشورة ومبنى الحكومة وتمت في الأسكندرية محاصرة قصر رأس التين الرئاسي وهو القصر الذي شهد أنصياع الملك فاروق لطلب ثورة( تموز) يوليوعام 1952 التي قادها الرئيس الخالد جمال عبد الناصر بالتنازل عن العرش ومغادرة البلاد . 


وفي هذا الأطار ادامت الجماهير في تظاهراتها في مدن مصرية عديدة منها السويس وطنطا  والمنصورة والأسماعيلية وأسوان والزقازيق وأخرى قرر المتظاهرون في جميعها محاصرة المباني الحكومية فيها وقي مقدمتها مقرات المحافظة  وتركزات هتافاتها المطالبة بسقوط مبارك ونظامه .


2 – لم تبق شعارت الثورة , هي هي بل أزدادت طروحتها حدة وتشددا فلم تكتف بالدعوة لرحيل النظام ورموزه وأنما الدعوة لمحاسبتهم ومسائلتهم عن قمع المتظاهرين وقتلهم وعن المال العام المنهوب واراضي الدولة الموزعة من دون حق على الأقارب والمحسوبين على النظام .  


3 – رفض الملايين في عموم مصر وخصوصا في الأدعية التي رددوها في صلاة الجمعة التي أمها خطباء من الأزهر الشريف ما قاله مبارك ونائبه وكذلك بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعدوه دون مستوى ما كان يتوقعونه من موقف مستجيب لمطالبهم بتنحي مبارك وأسقاط حكمه وأعلان الأصرار على أستمرار تظاهراتهم حتى أن يتم ذلك . 


ويعني أنهم لن يبارحوا أماكن أنتشارهم حتى يرحل أو يسقط النظام ومبارك  , وهذا ما لا يمكن لاحد أن يقفز عليه لانه الموقف النهائي الاخير لثورة مصر ودون ألتفات للعب والمناورات التي عمد اليها النظام لأدامة هيمته  على دست الحكم , ولكن كل الدلائل أشارت في هذا اليوم التلاحمي الى أن نصر ثورة شعب مصر قادم وقادم .

 

 





الجمعة٠٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة