في بداية المقال لا يسعني إلا أن اقبل جباه الثوار في مصر واركع ساجدا لأقبل ارض وتراب مصر العزيزة على انتصار ثورة الأمة .. مبروك لك يا امة العرب على هذا النصر العظيم الذي انطلقت شرارته من تونس الخضراء والتي ستمتد إلى كل نظام طاغي حكم البلاد .

وأقدم اعتذاري لتأخري عن كتابة أي مقال يخص ثورة الشباب في مصر العروبة , والسبب في ذلك يعود إلى مراقبتي وبحذر لسير الأمور الدولية تجاهها بصورة عامة , وما سيحدث لهذه الثورة الفتية من تطورات وما ستواجهه من تكتيكات مظللة كاذبة معروفة للشعب العربي جراء المناورات الرعناء الخفيفة التي يناور بها حسني مبارك أو ما يناوب عنه طيلة الأيام السابقة بصورة خاصة .

لا أريد أن أطيل في موضوع عميل وخائن بصق عليه التاريخ بعد أن تركه أسياده الذين رموه في سلة المهملات , بقدر ما اريد أن اغتنم هذه الفرصة العظيمة لأهنئ واقبل جباه كل شاب وشابة وطفل وامرأة وشيخ ومعلم وكاتب ومثقف وطبيب وعامل وفلاح هبوا إلى ميدان التحرير وهم رافعين راية مصر العروبة لا بل حضنوا هذه الراية التي زينت نعوش الكثير من الشهداء الأحرار على ارض الكنانة مطالبين بحقهم الشرعي في إسقاط رمز العمالة والخيانة والدكتاتورية الذي نصب في المنطقة بصورة عامة والوطن العربي بصورة خاصة كأداة طيعة للاستعمار والصهيونية العالمية .

ولا أريد أن اعلق على ما قاله هذا الخفيف حسني في خطابه المضلل بذرائع كاذبة غادرها قطار الزمن منذ أمد بعيد وأدركها شباب الثورة العربية في ميدان التحرير من خلال وصفي له بأنه خطاب ابن أوى لما فيه من تكتيكات يريد بها احتواء وتحجيم وإطفاء نار الثورة الجماهيرية . ولكن بودي أن اعلق على ما قاله هذا الثعلب الماكر الناكر للجميل في خطابه الذي أعلن للعالم في ليلة 10 / 11 من شباط 2011م قائلا فيه :

1. إني لا اسمح لأي املاءت من الخارج ان تتدخل في مصر !!!.
2. شعوري بالألم للشهداء والجرحى !!!.
3. أحس بنبض الجماهير المصرية !!!.
4. الحفاظ على سيادة مصر !!!.
5. إن الذي يحدث الآن هو ليس على حسني مبارك وإنما هو على مصر !!!.

لو عدنا إلى الفقرة ( 1) وتمعنا فيها لاستنتجنا منها الفرضية التالية التي تخرج منها عدة أسئلة :

إذا كنت قادرا على عدم السماح لأي املاءات خارجية في التدخل بمصر العروبة .. إذن لماذا انضويت راكعا للاملاءات الأمريكية على تنفيذ مؤتمر قمة عربية خفيف المزاج وسريع القرارات ضد العراق عام 1990م بعد دخول الجيش العراقي الباسل الكويت ؟ ولماذا بادرت قبل جميع الأنظمة الرسمية الدولية والعربية بتنفيذ القرارات الجائرة بفرض الحصار الجائر على العراق وشعبه ؟ ومن الذي أملى عليك أيها الخفيف لان تفتح قناة السويس أمام أساطيل أسيادك من دول التحالف الصهيوامريكي لتسمح لهم ولبوارجهم وسفنهم الحربية بالعبور من خلالها للوصول إلى الخليج العربي ؟ ولماذا لم تملئ لأي تدخلات خارجية على أسيادك الذين جاءوا بك إلى السلطة لمنعهم من ضرب بغداد العروبة بصواريخ عبر البحار ومن البوارج والسفن الحربية الجوالة والمستقرة في البحر الأحمر ؟ ولماذا أيها الخفيف لم تتحدث ولو بكلمة واحدة تندد أو تشجب أو تستنكر احتلال دولة وشعب شقيق للشعب المصري وابنا باراَ من أبناء الأمة العربية ؟ ولماذا لا تبادر من خلال أي تصريح وبدون الرجوع إلى الاملاءات الخارجية التي تتحدث بها اليوم أمام ثوار ميدان التحرير أو تقول كلمة الحق أيها الباطل بان العراق قد احتل باحتلالين الأمريكي والإيراني ؟ ومن هم الذين فرضوا عليك املاءات من اجل أن تقيم مؤتمرا خاصا لعملاء حكومات الاحتلال الطائفية الصفوية الذين جاءوا على الدبابات الأمريكية والميليشيات الصفوية في القاهرة أطلق عليه مؤتمر المصالحة الوطنية وباشرا تؤأمك في العمالة والنذالة والخيانة والخسة الجنرال عمروا موسى ؟ وهل تستطيع قبل أحداث انطلاق شرارة الثورة المصرية أن ترفض استقبال أي مسئول صهيوني أو صفوي بدون اخذ برنامج الزيارات من قبل أصدقاءك أصحاب الاملاءات الخارجية ؟ وهل ولماذا وهل الخ ؟؟؟.

ب. سمعنا بالألم الكاذب الذي عانيت منه في خطابك المسرحي وانت تعبر أمام شعب الملايين الثائر عن حزنك العميق للشهداء والجرحى الذين هم ضحية عصاباتك القمعية السرية في ضرب شباب مصر العروبة .. السؤال يا سيادة الرئيس الثعلبي هو : ماذا تقول أيها الخفيف بأشقاء شباب الثورة المصرية من العراقيين الذين ضحوا بأكثر من ( 2,5) مليونين ونصف المليون عراقي وعراقية وبمختلف الأعمار والطوائف والقوميات العراقية ؟ أليس هم ضحايا مؤامراتكم الدنيئة التي أملتها عليك الجهات التي تتكلم عنها الآن ؟ . أليس هؤلاء الشهداء والجرحى والمعوقين من العراقيين هم السند الساند لمصر العروبة والأمة في الدفاع عنهما من الاملاءات التي تتحدث عنها الآن ؟ .

ج. الملاحظة الأخرى والتي أثارت سخط وسخرية الشارع العراقي والعربي عندما قلت في خطابك المسرحي المظلل بالكذب والحجج والذرائع التي لا تفيد من بعد اليوم قائلا ( أحس بنبض الجماهير المصرية ) .. أي نبض هذا أيها الخفيف ؟ أليس هو نبض الخراطيم المائية والغازات السامة والعتاد الحقيقي والمطاطي الذي أصاب الآلاف من أبناء ونساء وأطفال مصر ؟ أليس هو نبض عجلات الإسعاف الطبية وعجلات الإطفاء والسيارات الخاصة المنطلقة من السفارة الأمريكية والتي هرعت منطلقة بناء على أوامركم الصادرة لهم في دهس المئات من الشباب الثائر وأمام مرأى العالم والإنسانية جمعاء ؟ أليس هذا هو النبض الذي في ضميرك الميت وأنت تشاهد احد ضباط أجهزتك القمعية يصفع الشاب المصري ويعذب الأخت المصرية أمام الفضائيات الأجنبية والعربية ؟ أليس هو نبض الخيانة والذلة عندما أعطيت الإشارة إلى أسيادك في ضرب وتدمير بنيات العراق الاقتصادية ؟ أليس هو نبض ضمير العمالة وأنت تشاهد رئيسا عربيا يعشق مصر وشعبها عشقا لا مثيل له يحاكم من قبل دولة محتلة أجنبية ثم يشنق أمام وأمام المليارات من البشر في كوكبنا هذا ؟ .

د. أما حديثك بخصوص سيادة مصر فأقول لك أيها الخفيف .. إن سيادة مصر يحفظها ويصونها ويدافع عنها شعب وجيش مصر وليس أنت أو نظامك ومع هذا لو كنت حريصا على سيادة مصر لحرصت على سيادة العراق من الاحتلالين الأمريكي والإيراني !! ولو كنت حريصا على سيادة مصر لأقمت الدنيا وأقعدتها عندما حل الجيش العراقي من قبل الحاكم المدني لسلطة الاحتلال الأمريكي ! الجيش الذي يعرفه أنت ومن معيتك في النظام بأنه الذراع الطولي للأمة العربية والذي دافع عن سيناء العزيزة أبان حرب 1967م !! ولو كنت حريصا على سيادة مصر لحرصت على سيادة الأمة العربية من خلال صفتك كرئيس دولة عربية لها مكانتها في قلب الشارع العربي من خلال وصفه لها بأنها أم العرب !. ولو كنت حريصا على سيادة مصر لنفذت مطالب شباب الثورة المصرية بالتنحي عن سلطتك العميلة الدكتاتورية !!!.

هـ. أما آخر مهزلة شاهدها الشارع العربي والمصري وأنت تتحدث بها أمام العالم عندما قلت ( إن الذي يحدث الآن هو ليس على حسني مبارك وإنما هو على مصر !!!!!!!!!!!!!!!!!!). جملة يا سيادة الرئيس المخضرم بالعمالة وخيانة الأمة لا تستحق التعليق عليها !!!!.... وساترك التعليق لأشقائي من شباب ثورة مصر الحرة الثائرة ضد الظلم والاستعباد .. وختاما أسالك أيها الرئيس الخفيف هذا السؤال :

هل تتذكر ما قلته يوما وأنت تتبجح أمام العالم بالكذب والتضليل عندما ادعيت أيها الخفيف بأنك نصحت الشهيد المجاهد صدام حسين رحمه الله قبل الحرب وغزو واحتلال العراق ؟

خذها مني أيها الخفيف وسأقولها لك اليوم وأمام العالم وشباب الثورة المصرية والأمة العربية وبالنيابة عن شهيد الأمة صدام حسين رحمه الله :

(( لازم تمشي .. أنقذ مصر وأستقيل .. وممكن يا حسني تقعد في أي دولة تختارها ))

عاشت ثورة مصر الثورة العربية الكبرى الثورة الشبابية .
سيبقى ميدان التحرير الذي حضن الملايين من أبناء تربة مصر علامة مضيئة في تاريخ مصر يذكر بهذه الثورة .
عاشت المقاومة العراقية المسلحة وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية .