تكشف أنتفاضة أهلنا المسحوقين في الكوت , لمن لايعي حقيقة المشهد العراقي , أن في عراق اليوم أكثر من طاغية . فالمالكي ليس بالطاغية المتفرد بالسلطة . فهو حريص كل الحرص أن يزرع الطغاة الموالين له في كل محافظة عراقية. وأيضا حريص على أن يواجه باقي خصومه من أمراء الطوائف , بهذا العدد الغريب من الطغاة. ليؤكد لهم بأنه الاقوى والاجدر بقيادة العراق. ولفت نظري أن أحد متظاهري الكوت قال على قناة عراقية , بأن محافظ واسط طرد مرتين من قبل أهل المحافظة , ويعود بقرار من المالكي . وبأنه يطالب بمحافظ من أهل المحافظة لا من المالكي.
أذن ... التحديات التي تواجه أبناء شعبنا في يوم الغضب في ٢٥ شبـاط , كثيرة أبتداءا من تحفز أكثر من طاغية لسحق الانتفاضة الأمل في مهدها . فطغاة عراق اليوم بلا تأريخ مشرف . ولم يكونوا يوما جزءا من نضالاته وبطولاته . لهذا سيقسون ويزيدون من قساوتهم . ولايفرون الا بعد أن يحسبوها حسابات المرابي "شايلوك"
.
التحدي الاول كما قلت هم كثرة الطغاة .
أما التحدي الثاني , فهو خلو الوطن من جيش وطني . فأذا كان الجيش المصري وقف وقفة وطنية مشرفة ولم يرهب شباب ميدان التحرير . وقبله الجيش التونسي الذي لم يأتمر بأوامر الطاغية بن علي. فأن جيشنا الحاضر هو " لملوم" من ميليشيات تأتمر بأوامر أمراء الطوائف. وليس من مصلحتها البتة أن يغيب نظام المحاصصة الطائفية هذا . فأذا قال يوما انور السادات " أن من لم يحصل على الجنيه في زمني فلن يحصل عليه بعدي " . وهذا هو حال النظام العراقي جسدها متظاهر من أبناء الكوت بالقول " عضو البرلمان يظفر بتقاعد يصل ٥٠ مليون دينار فيما كان عضو المجلس الوطني السابق يعود الى وظيفته السابقة عند نهاية ولايته فالمعلم يعود معلما وهكذا" .
أذا كان الجيش العراقي الحالي يدين بالولاء لأمراء الطوائف , فحال الاجهزة الشرطية والامنية والسرية والتخابرية , لاتقل هي الاخرى ولاءا لأمراء الطوائف .
ولعل التحدي الثالث والاخطر , هو قوة وفعالية التواجد الايراني في عراق اليوم . فالجار الغادر ايران حريص على أن لايفقد أميرا صفويا واحد , يدين بالولاء والحب والاخلاص والتفاني لدولة ولاية الفقية الغيبية المتخلفة.
وهناك تحديا رابعا لايقل شأنا عن خطر ايران , هو خطر مشيخة الكويت , الذي جار الزمن بالعراق ان يكون لعبة بين ايدي هذه المشيخة . فأستثمارت الكويت الظاهرة والمستترة كثيرة . وليس من مصلحتها الا ان يبقى حال العراق على ما هو عليه الى الابد. فآخر الاخبار تقول أن شركة " زين" للاتصالات المملوكة من مشيخة الكويت , كلفت اميرا من امراء الطوائف بمحافظة الانبار هو المدعو " ابو ريشة " لحماية ابراجها من التخريب لقاء مبلغ مليون ونصف مليون دولار شهريا. الى جانب عمل استخباري , بأن تقوم جماعة تابعة لابو ريشة من الدخول على بدالات الشركة في محافظة الانبار ومراقبة هواتف مميزة بحجة محاربة الارهاب .
نحن على يقين ان كل هذه التحديات لن تثني شعبن , من جعل يوم 25 شبـاط يوم غضب على كل طغاة العراق . وأرجو ان لايكون هناك سقفا لمطالب الجماهير الغاضبة .
فلترتفع المطالب كل المطالب عنان السماء ..
وموعدنا يوم ٢٥ شبـاط .. موعدا لا تركيع للطغاة بل لترحيلهم الى البلدان التي وفدوا منها .