شبكة ذي قار
عـاجـل










عكس أهداف حركات الغوغاء، أن الأهداف السامية للانتفاضات الشعبية الإيجابية أينما كانت هي نهوض الشعب ضد الطغيان والاستبداد والفساد وغياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أجل إحداث التغييرات المهمة والحصول على مكاسب واستحقاقات جماهيرية مشروعة وليس بالضرورة أن تنتهي بتغيير النظم السياسية تغيرا جذريا وكذلك ليس بالضرورة أن تتخللها أعمال غوغائية تتميز بالنهب والسلب والحرق والقتل العشوائي. الإنتفاضات الشعبية قد تكون بداياتها عفوية ومن ثم تتطور أو قد تكون مخطط لها وتقودها عناصر وأحزاب وطنية متمرسة سياسيا.  الانتفاضات التقدمية قد تتطور لتصبح ثورات تقدمية عارمة ضد الطغيان والفساد والعمالة والانحناء والانبطاح لقوى خارجية من أجل إحقاق حقوق الشعب المسلوبة كليا والتي من خلالها يتغير شكل النظام تغيرا جذريا وقد تكون هذه الثورات ثورات بيضاء لا يتخللها أعمال عنف دموية ونهب وسلب وحرق وقتل عشوائي أو مدبر أو تكون دموية يتخللها العنف بكل أشكاله القبيحة.

 

الإنتفاضات العربية التي بدأت عفويا في تونس وتطورت ومن ثم امتدت أفقيا لتشمل عدة أقطار عربية من المحيط الى الخليج كانت وما تزال انتفاضات ضد الظلم والطغيان والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمالي وقد نجح البعض منها في إجبار رؤوس النظم العفنة على التخلي عن كراسيها والبقاء في داخل البلاد مثلما حدث في مصر أو الفرار خارج البلاد كما حدث في تونس. القسم الآخر من هذه الانتفاضات إما قمعت بواسطة إجراءات بوليسية وعسكرية وسياسية مركبة أو ما تزال مشتعلة ويتخللها العنف الدموي ضد الشعب المنتفض كما هي الحالة الآن في ليبيا.

 

ألانتفاضتين التونسية  والمصرية على الرغم من نجاحهما في إزالة رؤوس نظمها العفنة وتحقيق بعض المطالب المهمة والإصلاحات الأخرى إلا أنها لم تستطع لحد الآن إحداث التغييرات الجذرية المبتغاة في نظمها السياسية لأن العناصر التي كانت تتحكم برقاب الشعب في تلك النظم قبل النهوض الشعبي ما تزال باقية في أماكنها وتسيير دفة الحكم فيها بصرف النظر عن الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة المطالبة بالتغيير الجذري. العنف الدموي الذي حصل في تونس ومصر كان معظمه قد أثير من قبل السلطة ضد المنتفضين وليس العكس وراح ضحيته المئات من القتلى وآلاف من الجرحى والمعتقلين.  الجماهير المصرية والتونسية المنتفضة لم تستعين ولم تستنجد بقوى خارجية للتدخل في حسم النزاع مع السلطة رغم دموية عنف السلطة ضدها. في المراحل الأولى من الانتفاضتين  كانت الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا متفرجة وماسكة العصا من النصف وفي معظم الأحيان كانت واقفة مع السلطة وليس مع الجماهير المنتفضة ضد الظلم والطغيان والمطالبة بقيام نظم ديمقراطية حقيقية في بلدانها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية فيها. النفاق السياسي الغربي تأرجح لصالح الجماهير المنتفضة في مراحل متأخرة من النزاع حينما أحست الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بأنها لم تكن قادرة على حماية عملائها الفاسدين والمتسلطين على رقاب الناس الى ما لا نهاية من الغضب الشعبي حيث أن فرنسا رفضت استقبال الطاغية زين العابدين بن علي في أراضيها بعد أن فر من تونس وان إدارة باراك أوباما في النهاية وافقت على تنحي الطاغية حسني مبارك من منصبه وتسليم زمام الأمور الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي هو عمليا الوجه الآخر لعملة نظام حسني مبارك. 

 

كما نوهنا أعلاه أن مستقبل أهداف الانتفاضتين المصرية والتونسية في إحداث التغييرات الجذرية في هيكلية النظامين لم يحسم لحد الآن وقد يحتاج هذا العمل الى وقت طويل للوصول الى تحقيق تلك الأهداف، أو قد أن تكون هناك إمكانية الالتفاف عليها من خلال المناورات والمساومات السياسية التي يحسمها عامل الزمن وصمود أو ضعف قادة الانتفاضتين. مع الأسف سمعنا مؤخرا إشاعة تقول أن وائل غنيم - الذي يعمل كمدير تنفيذي لموقع جوجل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكان الرجل المجهول الذي كان يدير مجموعة الفيسبوك الشبابية التي انتفضت ضد الطاغية مبارك، والذي أيضا أعتقل لمدة 12 يوما من قبل قوات أمن نظام الطاغية المحنط حسني مبارك وأصبح مشهورا عالميا وله ثقل سياسي كبير في مصر بعد المقابلة التلفزيونية العاطفية التي أجراها في إحدى القنوات التلفزيونية المصرية مباشرة بعد إطلاق سراحه بمساعدة من حسام بدراوي -  أنه يشكل حزب سياسي جديد مع حسام بدراوي الذي كان رجل مبارك الذي وضعه ليترأس الحزب الوطني الديمقراطي في أيامه الأخيرة. حسام بدراوي تنازل عن رأسة الحزب حينما رفض المحنط مبارك التنحي عن كرسيه. هذا التحرك من قبل وائل غنيم قد يحدث شرخا في قيادة الانتفاضة ويضعفها لأن أحد مطالب الجماهير المنتفضة كانت حل الحزب الديمقراطي الوطني وإبعاد رؤوسه ومناصريه عن السياسة المصرية وذلك لتجنب الالتفاف على الانتفاضة ومكاسبها خصوصا حين التفاوض مع قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة حول إجراء التغييرات التي قامت من أجلها الانتفاضة المصرية والتي وعد قادة ذلك المجلس بتحقيقها ولكن عمليا لم يقوموا بذلك. في هذا السياق أيضا لم تتضح لنا الخطوط العريضة للانتفاضة المصرية حول علاقة مصر المستقبلية بالدول العربية خصوصا سياستها تجاه القضية الفلسطينية ومسألة احتلال العراق والاعتراف بالمقاومة المسلحة العراقية. إضافة الى ذلك هناك احتمال حصول المزيد من الخنوع للغرب والكيان الصهيوني والتراجع عن حقوق الأمة العربية إذا ما نجح المتسول والمرتشي عمرو موسى في الانتخابات الرأسية المقبلة فيما إذا رشح نفسه لخوض تلك الانتخابات. نفس الخوف يعترينا فيما لو رشح نفسه الوجه الأمريكي الآخر المتخاذل محمد ألبرادعي لخوض الانتخابات.

 

الانتفاضة الشعبية الليبية هي انتفاضة دموية ومجزرة بكل معنى الكلمة والتي بدأت على شكل مظاهرة احتجاجية سلمية ضد اعتقال أحد المحامين الذي كان يتابع قضايا مقتل حوالي ألفي سجين ليبي في أحدى السجون الليبية عام 1996.  المظاهرة جوبهت بإطلاق الرصاص على المتظاهرين من قبل الأجهزة الأمنية الليبية وقتل وجرح العديد منهم. الغضب الشعبي الليبي تأجج في عدة مناطق من البلاد على إثر تلك المجزرة وقوبل بنرجسية النظام وعلى رأسه معمر ألقذافي وابنه سيف الإسلام الذين وصفوا المتظاهرين بأدنى النعوت الغير مقبولة وهددوهم بالقتل وإشعال حرب أهلية ضدهم بدلا من الاحتكام الى العقل والإصغاء لمطالب الجماهير المنتفضة من أجل حلها بالطرق السلمية. ليس دفاعا عن معمر ألقذافي أو عن نظامه الغريب لكن يجب ذكر الحقيقة أن النظام الليبي ليس نظام عميل للغرب أو للكيان الصهيوني كما كان نظام حسني مبارك أو نظام زين العابدين بن علي، ناهيك عن نظام العمالة والخيانة والخنوع في العراق وأن معمر ألقذافي ليس رئيسا عميلا أو منبطحا – كما كان المحنط حسني مبارك أو زين العابدين بن علي أو رئيس حكومة الإحتلال الخامسة في العراق – رغم أطواره وجنونه ونرجسيته الفائضة. أن ردود الأفعال الرسمية الليبية غير مقبولة عربيا أو عالميا ويجب أن تدان بأقوى الأوصاف خصوصا إذا كانت الإشاعة بأن معمر ألقذافي قد استأجر مرتزقة أفارقة لقتل الشعب الليبي. هذه الإشاعة قد تكون دعاية مغرضة أو قد لا يمكن إثبات صحتها خصوصا في وجود مواطنين ليبيين في الجيش الليبي الذين يمتلكون نفس الملامح الأفريقية وينتمون الى البعض من قبائل البربر. لقد سمعنا الكثير من الدعايات المغرضة التي يصعب هضمها حول سلوكية النظام الليبي أو سلوكية الجماهير المنتفضة. هذا النوع من الشائعات السقيمة تنشر خصوصا في أوقات مثل هذه الأحداث وخصوصا إذا حصلت في قطر عربي.

 

الشيء الغريب الذي سمعناه من مقابلات بعض السياسيين والنشطاء الليبيين المتواجدين في أوربا والولايات المتحدة هو:

 

1- استنجادهم بالقوى الغربية والمطالبة بالتدخل الدولي عسكريا في الشؤون الداخلية الليبية وإنقاذ الشعب الليبي من حكم معمر ألقذافي. رغم أن إيقاف سيل نزيف الدم الليبي هو واجب على كل إنسان ذو ضمير أينما وجد في هذا الكوكب أن يفعله بغض النظر عن انتمائه الديني والإثني إلا أن هذه المطالب التي يطرحها البعض من الليبيين تذكرنا بما كان يقوم به العملاء والخونة العراقيين والمستعرقين حينما تعاونوا مع الكيان الصهيوني ولوبيه في واشنطن على حث الكونجرس الأمريكي إصدار قانون تحرير العراق في عام 1998، ومن ثم التعاون مع إدارة المجرم بوش في عملية احتلال وتدمير العراق.

 

2- الشيء الغريب الآخر في سلوكية المنتفضين الليبيين والبعض من السفارات الليبية في أوربا الغربية التي تقف ضد سلوكية النظام الليبي القمعية يرفعون العلم الليبي الذي كان رمز المملكة السنوسية. إن هذا العمل إن دل على شيء فإنه يدل على ازدراء بالثورة الليبية عام 1969 التي (أ) خلصت الشعب الليبي من الحكم الملكي الجائر والتبعية للأجنبي، (ب) أنهت تواجد القواعد العسكرية والتجسسية الأمريكية التي كانت جاثمة في الأرض الليبية، (ت) أرجعت ليبيا الى حضن الأمة العربية. (ث) كذلك يدل هذا العمل إما على تخبط سياسي أو أن هناك مؤامرة لإرجاع ليبيا الى عهد ما قبل الثورة، عهد التبعية والانبطاح ونشر القواعد العسكرية والتأمر على مستقبل الأمة العربية.  

 

3- يبدو ان هناك فراغ سياسي أو غياب قيادة سياسية موحد لإدارة الانتفاضة وإحداث التغيير في النظام. لم يتضح لنا فيما يخص الهدف الحقيقي من الانتفاضة. أهو التخلص من معمر القافي وحاشيته فقط أم تغيير النظام جملة وتفصيلا، وما هو الاتجاه السياسي لهذا النظام البديل؟!!! أهو نظام عروبي وحدوي أم أنه نظام موالي للغرب؟!!! إذا كان النظام البديل مواليا للغرب فإنه سيعتبر نكسة كبيرة لقضايانا العربية ويعني أيضا مزيدا من التشتت والتقوقع القطري.

 

نفاق الجامعة العربية والأمم المتحدة فيما يخص الوضع الليبي

 

الجامعة العربية

الجامعة العربية أصدرت بيان بخصوص الوضع في ليبيا وقررت وقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات مجلسها وجميع المنظمات التابعة لها لحين إقدام السلطة الليبية الاستجابة لمطالبات الجماهير الليبية المنتفضة.  ودعا البيان إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلى الحوار الوطني، والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي، واحترام حقه في حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، وذلك حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي، وبما يضمن سلامة وأمن المواطنين الليبيين." وكذلك طالب البيان ”برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام وكذلك فتح وسائل الاتصالات وشبكات الهاتف، وتأمين وصول المساعدات والإغاثة الطبية العاجلة للجرحى والمصابين."

 

على الرغم من صياغته السليمة إلا أن هذا البيان يذكرني بنفاق ممارسات الجامعة العربية تجاه أحداث أخرى في وطننا العربي الكبير وتجعلني أطرح الأسئلة التالية:

 

1- أين كانت والى أين ذهبت بيانات الجامعة العربية فيما يخص الانتفاضة في تونس وفي مصر حينما قتلت كلاب وبلطجية السلطات التونسية والمصرية المتظاهرين؟!!!

 

2- أين كانت وأين ذهبت بيانات الجامعة العربية فيما يخص الوضع في العراق المحتل؟!!! هل أصدرت هذه الجامعة المنافقة بيانات تدين الأعمال القمعية والإجرامية التي تقوم بها حكومات الإحتلال المتعاقبة على المستوى اليومي ضد المواطنين العراقيين الأبرياء؟!!! ألم تشترك هذه الجامعة التافهة بالتأمر على العراق وتدميره وقتل شعبه من خلال شرعنة الإحتلال وإعطاء كرسي العراق فيها الى ممثل حكومة الإحتلال؟!!! ألم ترتكب هذه الجامعة القذرة جريمة كبرى حينما لم تعترف بالمقاومة العراقية المسلحة الباسلة في عراقنا المحتل كممثل شرعي وحيد للشعب العراقي؟!!! هل أصدرت هذه الجامعة الخرقة يوما بيانا تدين فيه التجويع والقتل اليومي للعراقيين على يد جلاوزة حكومة الإحتلال؟!!!! وهل جمدت مشاركة ممثلي حكومة الإحتلال في اجتماعات مجلسها وجميع المنظمات التابعة لها على إثر ذلك الإجرام المستمر؟!!! هل أصدرت هذه الجامعة المنبطحة بيانا تدين التدخل الإيراني في العراق؟!!! ألم تعترف هذه الجامعة السقيمة بسلطة الإحتلال ولها علاقات وطيدة مع حكومة العميل نوري المالكي وتعمل جاهدة لعقد مؤتمر القمة العربية القادم في بغداد مقابل برطيل دسم لرئيسها المتسول عمرو موسى؟!!! هل تعتقد هذه الجامعة الساقطة أن العراقيين سينسون دورها في حرب 1991 وقبلها؟!!!

 

3- أين كانت وأين ذهبت بيانات الجامعة في أحداث اليمن والجزائر والبحرين؟!!!

 

4- ماذا فعلت وماذا أنجزت هذه الجامعة فيما يخص القضية الفلسطينية خصوصا مذابح غزة التي اقترفها الكيان الصهيوني والحصار المفروض عليها من قبل نظام الطاغية المحنط المخلوع حسني مبارك؟!!!!

 

الأمم المتحدة

تدخل الأمم المتحدة في الوضع الليبي من أجل إيقاف المجازر ونزيف الدم هناك أيضا يعتبر تدخلا سافرا ومنافقا رغم مشروعيته لأن هذه المنظمة الخرقة لا تتعامل مع الأحداث بنفس العدالة وقوة التأثير. ألم يكن مجلس الأمن الدولي منبرا للتأمر الغربي على دول العالم الثالث بشكل عام وعلى الأمة العربية بشكل خاص؟!!! ماذا عمل هذا المنبر الفاقع فيما يخص القضية الفلسطينية أو قضية احتلال وتدمير العراق؟!!! هل أدانت هذه المنظمة المجازر التي قامت بها القوات الأمريكية الغازية للعراق والتي قامت بها قوات حكومات الإحتلال المتعاقبة ضد الشعب العراقي؟!!! هل اجتمع مجلس الأمن الدولي ليدين المجازر التي قامت بها أمس قوات العميل المالكي ضد المتظاهرين العراقيين المسالمين؟!!! هل يستطيع هذا المنبر الدولي يوما من الأيام إصدار عقوبات حتى ولو على حد أدنى على الكيان الصهيوني المجرم؟!!! هل يجرؤ على عمل ذلك؟!!! هل اجتمعت هذه المنظمة الفاسدة يوما لتدين المجازر التي أقترها النظام الإيراني ضد المتظاهرين في طهران ومدن إيرانية أخرى خصوصا في الاحواز العربية المحتلة؟!!! هل أدانت هذه المنظمة العاهرة المجازر التي تقوم بها القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وفي باكستان؟!!!

 

كيف إذن يتوجه ممثل ليبيا في الأمم المتحدة عبد الرحمن  شلقم طالبا من مجلس الأمن إنقاذ ليبيا وهو أبرز العارفين بأن هذه المنظمة المعادية للقضايا العربية لا تعمل شيء فيه خير لأمة العرب سوى إصدار القرارات لتخريبها وجعلها دائما متأخرة وتابعة وذليلة؟!!! ألم تكن هذه سابقة خطيرة بأن مسئولا عربيا يذهب الى مجلس الأمن الدولي ويدعوه لإصدار قرارات قد تؤدي الى غزو بلاده واحتلالها ومن ثم خلق الحجج للبقاء فيها كمستعمرة؟!!! لماذا لا تدعو الى وقف العنف من كلا الجانبين في ليبيا من أجل التوصل الى صيغة ترضي الشعب بأكمله بدون إراقة دماء إضافية ومن ثم محاسبة المسؤولين عن تلك الأحداث الدامية؟!!! من يستفيد من الخراب الذي حصل في ليبيا والدمار للأعمار الذي استغرق وقتا طويلا لبنائه وصرفت المليارات لإقامته. لو كانت ليبيا بلدا محتلا كالعراق لفهمنا نتائج الحرب التي تحدث بين خندق المقاومة وخندق العملاء والجواسيس. ولكن ....

 

دور الإعلام في الوضع الليبي الحالي

 

الإعلام العربي والدولي مهم جدا في كشف وفضح الجرائم التي تقترف بحق الشعوب وخصوصا في منطقتنا العربية ولكن يجب أن يكون هذا الإعلام منصف وأن لا يحرض على ارتكاب الجريمة وبث روح التفرقة بين الشعب الواحد. لقد سمعنا معمر ألقذافي يهدد الجماهير المنتفضة ويذكرهم بانتمائاتهم القبلية وقد فسر من قبل وسائل الإعلام على أنه كان يحرض على التناحر القبلي بين القبائل المكونة للمجتمع الليبي ولكن في نفس الوقت سمعنا أحد المعارضين الإعلاميين الليبيين الذي ظهر في مقابلة مطولة على قناة الجزيرة عصر يوم الاثنين الماضي يتشدق بانتمائه لقبيلتين ليبيتين كبيرتين وكأنه كان يحرض من على شاشة تلك  القناة هذه القبائل على الوقوف ضد القبيلة التي ينتمي إليها معمر ألقذافي. يبدو لنا من خلال متابعتنا للأحداث الليبية عن طريق قناة الجزيرة في الشبكة العنكبوتية أن إعلام هذه الفضائية كان منصوبا للعمل على تغيير النظام الليبي من خلال التشجيع على استمرار الانتفاضة والبث المبطن لدعاية التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية ولكن في نفس الوقت أن هذه الفضائية التي تريد أن تظهر أمام الغرب على أنها تساهم في تغيير المجتمع العربي من جذوره لا تجرؤ على بث فيديو زيارة أمير قطر ووزير خارجيته الى الكيان الصهيوني وفضح خنوعه وعمالته وتأمره هذه الزمرة الفاسدة على القضايا العربية خصوصا القضية الفلسطينية وقضية احتلال وتدمير العراق. وهذه القناة لم تحث الشعب العربي على التظاهر ضد رقصة السيوف التي قامت بها عارية وقردة شبه الجزيرة العربية مع مجرم الحرب بوش الصغير. قناة الجزيرة لم تعر اهتمام كبير لما حدث أمس في عراقنا المحتل وكان مجمل تركيزها على أحداث ليبيا كما كانت منشغلة في أحداث مصر وتونس سابقا.

 

أما بالنسبة للإعلام الغربي فحدث ولا حرج حيث لم يكن هناك اهتمام ذا أهمية بالنسبة لما حدث في العراق أمس. الاهتمام الآن منصب على ما يحدث في ليبيا كما كان منصب على الأحداث في تونس ومصر. فضائية سي. ن. ن. تغطي الأحداث الليبية من خلال مراسليها في مصر وتونس وكذلك عن طريق مراسلها المخضرم "بين وديمان" الذي تمكن من الوصول الى مدينة بنغازي وينقل أخبار الانتفاضة الليبية بشكل مباشر من هناك.

 

بالنسبة لنا كعراقيين، الإعلام العربي والعالمي لا يتحرك في اتجاه وطننا إلا إذا حدث شيء كبير ومهم من خلال فوهة البندقية المقاومة. لذا فإن التحام المظاهرات والإعتصامات المستمرة مع العمل المقاوم المسلح سيحدث ذلك الشيء الكبير الذي في النهاية سيؤدي الى تحرير الوطن من براثن الاحتلال وعملائه وسيجلب في نفس الوقت وسائل الإعلام العربية والأجنبية لتغطية الحدث .

 

 





السبت٢٣ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة