شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمه

 

1 . الخوف حاله انسانيه طبيعيه موجوده لدى كل الكائنات الحيه وقد تاخذ  حالات عده مثل الخوف من المجهول او المرض او تحمل المسؤوليه   وغير ذلك وقد ينتج عنه الكثير من المشاكل التي تؤثر على سلوكيات الانسان في مجتمعه  تضعف / تشل  من قدرات تعامله  مع الواقع بشكل سليم  ، في هذا المجال بودي ان استذكر حاله انسانيه يعرفها الجميع  عندما سأل احد الماره سيدنا عمر بن الخطاب (رض) بعد ان وجده  نائماً في احد الاماكن  الغير آمنه   فساله  ( الا تخاف ياامير المؤمنين  وانت نائم في هذا المكان العام  اعتداء احدٌ عليك  ،  فاجابه سيدنا عمر بكلمات بسيطه  حكمت فعدلت فامنت فنمت ...) ، من هذه المقدمه البسيطه بودي ان اوجه كلامي لمن يقود  العراق الان في مسعاهم  لاصلاح أمور  دفاعه الوطني و اقصد  من ذلك كل مايخص هذا المبدأ  كالامن الاجتماعي ، الاقتصادي ،السياسي ،العسكري ، المعنوي...الخ  ) وانا متأكد انهم على درايه بهذه الامور بعد ان أوكلهم  الشعب   قيادته  انطلاقاً من مبدأ الشعب مصر السلطات كما جاء بالماده ( ٥ ) من الدستور العراقي ، وهذا يعني في المفهوم القانوني ان الشعب هو من يختار حاكميه وهو من يغيرهم بطرق دستوريه او قانونيه ،  او اذا لزم الامر بأسلوب  الجزاء المرسل( التظاهر – م/ ٣٦ ) والذي كفله الدستور ايضاً كشكل من اشكال الديمقراطيه  ، ان يحكموا بالعدل ويضعوا هذا الشعب نصب اعينهم دائما ولا مجال للخوف منه بعد ذلك بل كل تجاوز منه يعتبر غير مبرر ولا مقبول  .

 

يوم الغضب العراقي  ٢٥ شباط ( نوفمبر) ٢٠١١

2.  اعلن الشعب العراقي مسبقاً  ان يوم ٢٥ شباط سيكون يوم غضب  عراقي يتظاهر فيه كل الشعب في ساحة التحرير ببغداد  و ان تظاهرته ستكون سلميه غايتها  تقويم العمليه السياسيه واشعار حاكميه  ان التغيير الذي وُعِدنا به   منذ ثمان سنوات من الاحتلال   لم يتحقق  بل  ازدادت اوضاع البلد  سوءاً عما  كانت عليه يوماً بعد الاخر  ،  فلازالت البطاله والفساد المالي والاداري  وسرقة المال العام والتستر على المجرمين والمحاصصه وبث سموم الطائفيه داخل المجتمع  وارتفاع مستوى الجهل ونقص الخدمات الضروريه والتهجيروتوجيه التهم  دون ادله ماديه   وغيرها كلها ازمات وامراض   تنخر في اجسادنا   وعليكم اما ان تغيروا نهجكم هذا او تجدوا لنا مخرجاً مادياً  ملموس  ينقذنا لما نحن فيه او ترحلوا  وهذه هي خياراتنا تنطلق من مبدأ ديمقراطي بحت وان   المناصب   السياديه  لم تخلق لاحد تحديداً  وانما لمن يستحقها وهي في طور متطور دائماً .

 

3 . في الحقيقه كان الخوف  بادياً بشكل واضح على القاده  السياسيين من هذه التظاهرات التي بدأت بشائرها مبكراً في معظم  مدن العراق  ذي قار  وواسط  والانبار والسليمانيه والموصل والقادسيه وغيرها جعل  رد فعلهم غير متوازن واعطوا للموضوع اكبر مما يستحق  وبادروا بتصريحات غير مسؤوله مخالفه للدستور لكنهم يؤطروها به مثلا يذكرون ( ان التظاهر حق مشروع كفله الدستور ولكن قد يكون هناك مندسون من البعثيين والصداميين والقاعده ...الخ) وعليه هم خائفون من حدوث امور قد لاتحمد عقباها تجاه هذه المظاهرات ، الشعب العراقي يفهم قادته السياسيون فهم يكذبون عليه ويتسترون على عيوبهم  لاغراضهم الخاصه وخوفاً على مصالحهم ومصالح احزابهم المشرعنه  دائماً  وبات لايأبه  لهذه التصريحات وقد اجابهم عبر وسائل الاعلام المحدوده جداً بان تظاهرته ستكون  سلميه كما اشرت  ويريد ان يوصل معاناته الى قادته السياسيين عن هذا الطريق  ، ولكن يبدوا ان ذلك لم يقنعهم وقبل الموعد بيوم واحد  قام رئيس الوزراء بالقاء كلمه طالباً الشعب عدم التظاهر في يوم ٢٥ شباط  متهماً  المتظاهرين مسبقاً ان بعضهم  من الصداميين والبعثيين وبدا واثقاً من كلامه جيداً ،  وكذلك حذا حذوه  رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري بالقاء خطبه بالمناسبه تاييداً  لرئيس الوزراء الحالي كما ظهر العديد من النواب والسياسيين وهم يُنحَون بهذا المنحى هدفهم نقل خوفهم الى الشعب العراقي مستذكرين هذه المره ثورة البعث في ٨ شباط  ١٩٦٣ وان المتضاهرين يريدون استغلال هذه المناسبه بمظاهرتهم  و الادهى من ذلك جاء تصريح  خامنئي من ايران  وهو يطالب الشعب العراقي بعدم التظاهر  وانا بدوري  اقول له مالكم انتم وهذه المظاهرات كفاكم تدخلا بامورنا الداخليه وارحلوا عنا فانتم من يتحمل جزء كبير من هذه المشاكل والازمات   ...والامر الغريب  الاخر صدر من مراجعنا  الشيعيه في النجف الاشرف ومعهم مقتدى الصدر يطالبون الشعب بعدم التظاهر وتحريمها   و لم يكتفي الاخيربذلك و قام  بتخصيص عجلات بسماعات مسموعه طالباً من سكنة مدينتي الشعله والصدر عدم التظاهر وقد  حضرني في هذه المناسبه موقف  المراجع الدينيه ابان  الحرب البريطانيه العراقيه عام ١٩٤١ ودورهم في تاجيج غضب الشعب العراقي بمواجهة البريطاني المحتل وحثهم على القتال  اسناداً  لقواتنا  المسلحه ،  فاين هذا من ذاك وكيف اصبحت المرجعيه الدينيه تنتهج نهج ايران  فبدل ان تنصح الحكومه الوقوف مع الشعب  تقف معاها ضده   ...  بعض المحافظين الخائبين  جعلوا من يوم الجمعه   يوم دوام الغرض منه منع موظفيهم من الاشتراك في التظاهر يالبؤسهم  ، واخيراً فرضت الحكومه منع تجول العربات والعجلات الهوائيه والناريه  وسد كل  الطرق المؤديه الى ساحة التحرير بالكتل  الكونكريتيه  الضخمه كما منعت كل وسائل الاعلام والصحفيين  نقل فعاليات هذا اليوم  والقت قواتها   القبض على بعضهم ووضعت بعض منظمي التظاهره تحت الاقامه الجبريه   ... شيىء محزن  والله بل  مخجل ان تتصرف الحكومه بهذا الشكل ،  كل ذلك من اجل اجبار الشعب بعدم التظاهر  لماذا كل هذا الخوف من الشعب  وجميع من  ذكرتهم  يعلمون علم اليقين ان هناك مشاكل وازمات كثيره لايتحملها البلد  ليست لديهم القدره على معالجتها  ،  اذن دعوهم يُعَبرون عن رايهم انهم ابناء شعبكم ...  في المقابل لم يكن  الشعب  خائفاً هذه المره وهو متمسك بحقه الدستوري ولتفعل المفاجآت فعلها طالما صرح امام العالم بوسائل الاعلام ان مظاهراته لاتهدف الى تغيير النظام كما فعل الشعب المصري والتونسي كما   تعهد بالتبليغ عن المندسين اذا حصل  اي خرق امني  ، الا يكفي ذلك ايها الحاكمون .

 

4 . في يوم ٢٥ شباط كانت التظاهرات في كل انحاء العراق  هادءه ومعقوله ولم يظهر اي نوع من انواع العنف وأشر المتظاهرين مطاليبهم   بورقه او كارتونه او لافته يطالب بها اولي الامر مطلباً  مشروعاً لكي يذكرهم به ، فهناك العامل والكاسب الفقير والمثقف والمتقاعد والموظف والطالب والعاطل  وغير ذلك ، كان المتضاهرون يبغون الوصول الى ساحة التحرير وقد فوجئوا بقطع الطرق ومنع تجوال العجلات ومع ذلك قرروا التظاهر في اماكنهم  وبعضهم قرر السير الى ساحة التحرير رغم بعد المسافات عن بعض الاماكن كالمحموديه وابي غريب والزعفرانيه والتاجي اطراف  بغداد  ، كما  حاول بعضهم  تجاوز الحواجز للالتحاق بباقي المتظاهرين لكنهم فوجئوا بقوات مكافحة الشغب والشرطه والقوات المسلحه تمنعهم بالقوه   شاركتهم  طائرات الهليكوبتر وهي محمله بحاويات  صواريخ جو- ارض تحلق بارتفاع واطي فوق رؤوس المتظاهرين  لترهيبهم لكنهم لم يأبهوا لها بل اخذوا  يشتموهم منددين بهكذا اجراءات تعسفيه لم يعتد عليها فهذه الطائرات كان  يهزج لها فرحاً كونها تدافع عنه تجاه اعداءه من صهاينه وفرس والان تريد ان تقتله لانه يطالب بحقه !!! يامهزلة القدر وياسوء حظه العاثر  اين يذهب اين يشكو همه وولي الامر يقفل الابواب بوجهه حتى باضعف الايمان  اذن لم يبقى سوى ان يفوض امره لله  العزيز القدير ... قبل حلول الظلام وبغرض تفريق المتظاهرين لانهاء تظاهرهم  بدأ دور قوات مكافحة الشغب وهي تتصرف  بقساوه تجاههم  بوسائلهم المعروفه كالضرب المبرح ورشهم   بخراطيم المياه وقذفهم بالقنابل الصوتيه والرمي بالعتاد الحي فوق رؤوسهم وغير ذلك   مما أثار حفيظتهم وازداد غضبهم  وقاموا برشق    هذه القوات بالحجاره وهذا ما كانت تبغيه السلطه لايجاد مبرر لها تجاه هذه التظاهرات  وهكذا جرت المطارده والقاء القبض على الكثير من المتظاهرين  اودعوهم للتحقيق  وبذلك انتهت مظاهرات يوم الغضب العراقي  محققه اسمى هدف وهو كسر حاجز الخوف لدى العراقيين بعد ارهابهم طوال ثمان سنوات سواء من السلطه او المحتل الامريكي الايراني و تحول الخوف للسلطه الحاكمه وتكشفت نوايا  الحاكم تجاه شعبه بكل وضوح    ، حصل مثل هذه المواقف في معظم المحافظات واشدها  في الموصل وكركوك والرمادي والبصره ، وقد بلغ عدد الشهداء نتيجة العنف الذي استخدمته السلطه  اكثر من ٢٠  شهيداً ومئات الجرحى ومئات المحتجزين ، وقد ادانت منظمة حقوق الانسان ما قامت به قوات مكافحة الشغب تجاه المتظاهرين وما آلة له من خسائر بشريه وطالبت السلطات العراقيه التحقيق في هذا الشأن  .

 

5 .في الختام اود ثانيتاً نصح  السلطه  الحاكمه واقول لهم  لم كل هذا الخوف من شعوبكم كيف تحكمون وكل هذه الحواجز تحجزكم عنه  ، تقربوا منه اكثر ستجدوه شعب تعود على القناعه والكرم والطيبه وهدفه  الاصلاح والحصول على حقوقه المكتسبه دستورياً فكيف تريدوه  ان يسكت والالم والمشاكل تكاد تقتله وتؤجج فيه روح المواطنه التي تعود عليها في الدفاع عن عروبته وحضارته الممتده ٧٠٠٠ سنه وهو يعلم ان بلاده تعد اغنى البلدان العربيه لكنه لايقوى على الحصول على لقمة العيش له ولابناءه كما  يعلم ان هناك   ٤٤ وزاره اعلى رقم في وزارات كل الدنيا ماذا يفعلون له  هؤلاء ، اذن يجب ان تعطوه الحق في كل طلباته المشروعه وضعوا انفسكم محله  واستشعروا معاناته وارهاصاته اليوميه وحاولو ان تصلحوها باي ثمن ولا تجعلوه يشعر  بانكم المستفيدين من هذه المعانات لاغراضكم الفئويه و الشخصيه التي فاقت كل تصور دون اي اجراء حياله فالبلد الذي تبلغ ميزانيته حوالي ٨٠ مليار دولار سنوياً وهو يعيش دون خط الفقر ليس ببلد يحكمه الدستور والقانون  ، ان ماقام به بعض المسؤولين في الحكومه ومجلس النواب وبعض المرجعيات  التي يحترمها ويمتثل لها بعدم امتصاص  غضبه المبرر في ٢٥ شباط بل ابتعدت عنه و  جعلته يشعر بخيبة امل تجاههم وعدم  وجود من يحميه وبات وحيداً في الساحه تتلاقفه الاحزاب والمزاجيات ، فهنا بيت القصيد يجب ان تحاسبوا انفسكم وتحددوا اخطائكم  قبل ان يحاسبكم وينبهكم عليها  شعبكم   وخذوا من  مصر وتونس درساً مستفاداً قد ينفعكم في ادارة الدوله وحذروا  من غضب الشعب فهو مصدر السلطات لاغيره ولا تخافوه لان ذلك   قد يؤرقكم دائماً ويشل ارادتكم  ويسلط عليكم من لايرحمكم .

 

مع تحياتي  .

 

 





الاحد٢٤ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علوان العبوسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة