شبكة ذي قار
عـاجـل










يبدو لنا أن الانتفاضة الشعبية الليبية أخذت منحى آخر وقد استغلت من قبل عناصر مشبوهة موالية للغرب وهي في طريقها الى التطور الى حركة هدامة تتجه نحو حرب أهلية دامية يتخللها تدخل واحتلال عسكري غربي لليبيا واستعمارها وإعادتها الى ما قبل الثورة ومن ثم تقسيمها وتسليم خيراتها النفطية الى الشركات النفطية الاحتكارية العالمية الكبرى. هذا يبان من خلال:

 

(أ) التركيز الإعلامي الغربي (الأوربي والأمريكي) والعربي (قناتي الجزيرة والعربية) الموجه الى الجماهير الليبية للإصرار على إسقاط نظام معمر القذافي مهما كان الثمن وبث الأخبار والإشاعات المغرضة الغير موثقة من أجل خلق جو مبهم وهلامي مشوش.

 

(ب) التشجيع والتحريض الإعلامي المبطن لهذه الجماهير من خلال هذه القنوات الفضائية ومراسليها الصحفيين وكذلك من خلال العناصر الليبية المشاركة في الانتفاضة على الاستمرار في العنف ومقاتلة القوى الموالية للسلطة الحكومية (الحرب الأهلية) خصوصا بعد أن سيطر المنتفضين على الكثير من الثكنات العسكرية بأسلحتها ومشاجب عتادها.

 

(ت) المواقف الرسمية والتصريحات الإعلامية للساسة الغربيون الذين يميلون الى إزالة نظام القذافي.

 

(ث) ترديد شعارات تقسيمية مشبوهة من قبل بعض المتظاهرين ورفع  علم النظام الملكي البائد من قبل المتظاهرين وبعض السفارات الليبية في الغرب.

 

(ج) استنجاد بعض الساسة الليبيين وموظفي بعض السفارات الليبية ورئيس البعثة الليبية في الأمم المتحدة الذين انشقوا عن نظام معمر القذافي بالقوى الغربية والأمم المتحدة للتدخل من أجل حسم الصراع لصالحهم وهذا ما حدا بمجلس الأمن الدولي الى الإجتماع وإصدار القرار رقم 1970 والذي بموجبه وضعت ليبيا تحت البند السابع مثلما وضع العراق سابقا تحت هذا البند عام 1990 الذي يتيح استعمال القوة ضد ليبيا في حالة إخفاقها في تطبيق النقاط والمطالب المذكورة في ذلك القرار.

 

(ح)  المعلومات الخطيرة المذكورة في مقالين منشورين اليوم  في موقع البصرة تحت عنوان (انتبهوا أيها السادة : أمريكا وفرنسا وإيطاليا يستعدون لاحتلال منابع النفط الليبي) و (دخول القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية إلى ليبيا؟).

 

لقد شجبنا العنف الدموي الذي مارسته السلطات الليبية ضد المتظاهرين وكذلك نشجب العنف المقابل من قبل العناصر المتداخلة بين المنتفضين التي تستعمل السلاح ضد الجيش الليبي ونشجب ممارسات العناصر التي تحث على استعمال العنف من قبل كلا الجانبين وخصوصا تلك العناصر الموالية للغرب التي تبغي أبقاء النار مشتعلة في ليبيا. ليس من مصلحة الشعب العربي الليبي الدخول في معارك أهلية دموية طاحنة التي تؤدي الى تقسيمه وتقسيم البلاد وتنتج فواجع إنسانية وكوارث مأساوية ليس فقط له بل أيضا لامتنا العربية المشتتة بأقطارها. ليس هناك منتصر في هذا النزاع المأساوي سوى أعداء الأمة العربية الذين يبغون بقاء هذه ألأمة بشعوبها متأخرة ومذلة ومنقسمة على نفسها وتدور في دوامة الفوضى اللا خلاقة.

 

ندعو السلطة الليبية اللجوء الى احتكام العقل وتفويت الفرصة على المتآمرين الذين يبغون سوءا بليبيا وشعبها الطيب من خلال الحوار مع الجماهير لحل المشاكل العالقة، وعلى الجماهير الحذر من العناصر المشبوهة المتداخلة بينها التي تروم الى تفتيت ليبيا والأمة العربية أرضا وشعبا خدمة للمخطط الصهيوأمريكي الذي يبغي تقسيم المقسم من خلال استغلال المشاكل الداخلية بين الجماهير وحكوماتها. إن القرار ألأممي رقم 1970 الذي صدر فجر هذا اليوم والذي وضع ليبيا تحت البند السابع هو قرار خطير يسمح بالتدخل العسكري الخارجي والسيطرة على الأرض الليبية وتقسيمها ومن ثم نهب خيراتها بحجة حماية المدنيين الليبيين أو نشر الديمقراطية فيها. هل هذه كانت مطالبكم أيها الشعب العربي الليبي بأن تعيشوا تحت رحمة استعمار جديد؟!!! ألم يكن بمقدوركم حل المشاكل فيما بينكم داخليا دون السماح لقوى خارجية أن تمزقكم؟!!! هل نسيتم ماذا حصل للعراق بعد إحتلاله؟!!! ألم تستوعبوا الدرس بعد؟!!!

 

أخيرا عتبنا على واستهجاننا من الذين يدعون تمثيل الشعب العربي الليبي في المحافل الدولية أن يسمحوا لأنفسهم أن يضعوا مستقبل ليبيا وشعبها وخيراتها في أيادي قوى معادية لطموحات الأمة العربية بدلا من محاولة حلها داخليا.

 

 

 





الاحد٢٤ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٧ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة