شبكة ذي قار
عـاجـل










حينما تحدثنا في السنين الأولى للإحتلال الغاشم لعراقنا العظيم ، عن السرقات التي يتعرض لها المال الوطني العام ، والذي تقوم به الشراذم المنصبة من الأجنبي والمحتمية به ، إبتداءً من تهريب نفط البصرة والعمارة إلى جمهورية إيران الفارسية ، ونزولا ً عند سرقة الآثار والتحف والنوادر التأريخية العراقية التي ملأت الأسواق والمتاحف العالمية ، وإنتهاءً بالفساد الإداري الحاصل في وزارات الكهرباء والصحة والتربية والتعليم والسطو على مفردات البطاقة التموينية الغائبة عن ملايين العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر في أغنى دولة في العالم ، لاسيما بعد الكشف عن الإحتياطي الجديد للثروة النفطية والغازية والكبريت وحقول الفوسفات الجديدة غير المستثمرة ، ناهيكم عن إن العراق اليوم لديه مدخولات سنوية تقدر بأكثر من ( 140 ) مليار دولار .

 

أقول حينما كنا نسلط الضوء على الفساد والفاسدين ، والسرقة والسارقين ، كان عدد من أذناب المحتل وسماسرته والمطبلين له من المأجورين الإنتهازيين القفازين المتلونين ، يتهموننا بأننا بعثيين وصداميين ونريد عودة عقارب الساعة إلى الوراء .

 

اليوم وبعد ثمانية أعوامٍ مُرة ٍ ذاق فيها العراقييون أشد أنواع وألوان الحاجة والفاقة والعذاب والذل والهوان على أيدي هؤلاء الدخلاء من شذاذ الآفاق ، يتضح لنا جليا ً صدق ما حذرنا منه وكشفنا عنه  ، خاصة ً بعد سقوط الأقنعة الزائفة المخادعة عن دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان ، من الذين هيأوا الأسباب وأعطوا المسوّغات الباطلة الكاذبة لإحتلال وطنهم وتدميره وحلحلة المجتمع وإنهاكه وإضعافه .

 

كشف مصدر مقرب في مكتب نوري المالكي رئيس وزراء المنطقة الخضراء ، عن فضيحة ٍ جديدة لسرقة المال العام في العراق ، وهذه المرة ، سطو على إرث ٍ مهم ٍ من موروثات الدولة العراقية الحديثة ( سيارة الملك غازي ) النادره ، نوع مرسيدس 540 من صنع العام 1935والتي أهداها  له الزعيم الألماني ( رودولف هتلر )  ، وأوضح  إن شركة مرسيدس لم تصنع من طرازها سوى سيارتين فقط ، وهنا تكمن  قيمتها المالية والتأريخية .

 

كانت أمانة العاصمة قبل الإحتلال الغاشم بأيام ، قد وضعت عدد من السيارات والعجلات الأثرية القديمة في أحد ملاجئها ( سرداب ) تحت الأرض ، بغية الحفاظ عليها من الضربات الجوية للقوات الغازية التي دمرت الكثير من مرافق الدولة ومؤسساتها ، وبعد 9 نيسان المشؤوم 2003 تحفظت عليها القوات الأمريكية الغازية ، ثم سلمتها في العام 2005 إلى أمين العاصمة الدكتور علاء محمود التميمي ، علما ً بأن السياره جرى عرضها على المواطنين في عدة مناسبات بأعتبارها كنز من كنوز العراق الثمينه .

 

خلال العام 2008 تقدم أحد السماسرة الدوليين من العاملين في احدى الشركات الأجنبية في العراق والذي تربطه صلة  صداقه بالمدعو طارق نجم عبد الله مدير مكتب المالكي ، حيث عرض السمسار عليه أمر شراءها منهم  بمليونيّ دولار ، الأمر الذي دفع طارق النجم باخبار سيده المالكي عن هذه اللقمة السمينة ، ولقد طلب الأخير أن يكلف شخص موثوقا ً به للإستفسار عن القيمة الحقيقية لها ، فاختاروا لهذه المهمة المدعو ( منتظر طارق ) إبن مدير المكتب والمقيم في لندن ، وبعد جمع المعلومات عنها تبيّن لهم إن سعرها يفوق عشرة ملايين دولار .

 

هنا قام نوري المالكي وبالتواطؤ مع أمين بغداد ( صابر العيساوي ) بتهريب سيارة الملك غازي إلى إيران حيث تم إخفائها ووضعها داخل حاوية بسعة 40 قدما ً وإخراجها كحديد خرده ومواد مستهلكه ، ومن هناك تم شحنها إلى بريطانيا وبعيت في مزاد خاص عام 2008 لأحدى دور العرض التابعة لشركة مرسيدس ، بقيمة ثمانية ملايين دولار أودعت في حساب سري بإسم نوري كامل المالكي في أحد مصارف سويسرا .

 

 

مواصفات السيارة : ـــ

النوع : ــ  مرسيدس 540 ك

سنة الصنع : ــ 1935

رقم المحرك : ــ 123705

رقم وتأريخ أمر الشراء : ــ 2689 في 5 /12 / 1935

 

هذه الحقائق نضعها أمام أبناء شعبنا العراقي الصابر المحتسب إلى الله ، والذي يعاني الأمريّن في ظل الإحتلال البغيض وصنيعته الحكومات المتعاقبة منذ مجلس الحكم الإنتقالي سيء الصيت وإنتهاءً  بحكومة المارق عن طريق الحق والصواب نوري أو جواد المالكي ، والذي لم يكتف بسرقة   أكثر من 360 مليار دولار إختفت  من ميزانية الدولة  وقوت الأيتام والأرامل والفقراء من أبناء شعبنا المظلوم ، حيث تقاسمها مع عناصر حزبه  خلال الأربعة سنوات المنصرمة ، راح ايضا ً يسرق تأريخنا وموروثات دولتنا ويبيعها بأثمان ٍ بخسة ٍ ، وكأن َ تلك المليارات لم تشبع رغباته الدنيئة في جمع أموال السحت الحرام .

 

علما ً بأن السيارة موضوعة البحث تم فضح أمرها بقلم متابع ونشرت بتأريخ 14 /5 / 2010 في موقع كتاب من أجل الحرية ، واليوم ظهرت هذه الفضيحة  على السطح بعد أن طلب رئيس الوزراء من العيساوي تقديم إستقالته ، إستجابة لمطالب المتظاهرين في يوم الغضب العراقي ، إلا أن الأخير مازال رافضا ً ومتشبثا ً بمنصبه ، وعلى خلفية تلك التجاذبات طفحت هذه التسريبات ، والقادم من الأيام سيكشف لنا الكثير ، وما خفي ّ كان أعظم .

 

تنويه : ــ  أتحدى وعلى رؤوس الأشهاد ،  مجرم الشعب  نوري المالكي ومعه أمين بغداد صابر العيساوي ، أن ينفون المعلومات التي أوردتها أعلاه ، ويعرضوا سيارة المرحوم الملك غازي أمام أبناء شعبنا في أي معرض أو متحف عراقي  .   

 

 





الاثنين٢٥ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة