شبكة ذي قار
عـاجـل










انطلقت الجمعة 25 / شباط / 2011 تظاهرات في عموم مدن العراق، مطالبة بإصلاح وضع الحكومة الفاسدة، ومواجهة الفساد المستشري في كل مفاصلها من قمة المناصب متمثلة بالرئاسات الأربعة وصولا لأدني مناصب السلمي الوظيفي، ووضع حد للنهب الرسمي والخفي من قبل لصوص العراق مرتزقة الإحتلال الذين سماهم حكومة للعراق، واليكم صورا من الفساد المالي والإداري والأخلاقي في حكومة المالكي وشعارات المتظاهرين على كل ذلك:

 

1.  طالب المتظاهرين بإعادة مفردات البطاقة التموينية التي تم السطو عليها حتى باتت تعني إستلام التايد والصابون، والحفاظ على ماكان موفرا للمواطن في ظرف لم يشهد العالم له سابقة عدوانية مشابة (وهو ما سمي بالحصار الدولي والذي كان في حقيقته حرب إبادة جماعية ومذبحة بشرية ضد الإنسانية قادتها أمريكا كزعيمة لقوى الارهاب الدولي والإقليمي والعربي للأسف وبإستباحة كاملة للقانون الدولي وحقوق الإنسان وبتوظيف مشبوه و الامم المتحدة التي أستخدمها هؤلاء الفاسدون باباَ للنهب والسرقة، فهي تصرف من موازنة الدولة على أساس تأمين الغذاء للمواطن، وتسرق بعقود وهمية حيث لا يستلم المواطن شيئا منها، فكان شعار المواطنين (أين حقي) وهو يقصد حقه في كثير من الأمور أحدها حقه بالغذاء، ويفترض أن تكون الدولة مسؤولة عن دواء وتعليم وسكن وتوفير فرصة عمل للمواطن وتأمين الخدمات له.

 

2.   منح المناصب الحكومية والبرلمانية التي هي حكرا على أعضاء أؤلئك القادمين من الخارج كمرتزقة وأدلاء وسماسرة لقوات غزو وإحتلال وتدمير العراق وقتل شعبه ونهب ثرواته، والذين نصبوا حكومة علينا في ظل الإحتلال وبحمايته، نعم منح هؤلاء رواتبا ومخصصات لم يشهد لها نظام حكم ودولة في العالم كله، وهذه دول العالم  عموما غربية وشرقية ممكن التأكد مما أقول طبعا مستبعدا دول الخليج العربي النفطية التي تتعامل مع شعوبنا هناك بأنهم مملوكين لها وتتعامل مع البلدان على أنها ضياع يتوارثوها عن آبائهم، بل وتطاول آل سعود أن يسموا نجد والحجاز بإسم ابيهم فصارت السعودية وغيب إسم نجد والحجاز والحرمين المقدسين، فرواتب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس مجلس القضاء أو المحكمة العليا السنوي يعادل موازنة وزارات إنتاجية أو خدمية في دول كبرى، بل قد تصل لو حسبت مع المنافع والمخصصات الخاصة موازنة دول عربية وافريقية، من الدول غير النفطية؟ أي أن كل منهم يتقاضى رواتب تعادل مبالغ تعيش عليها شعوب وتنفذ خطط انتاجية وخدمية، حيث أعلن مجلس النواب أن رواتب ومخصصات ومنافع الرئاسات الثلاث (اي رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب تشكل 21% من الميزانية، فإنتبه اخي المواطن راتب كل منهم يعادل بل يزيد على راتب رئيس أكبر وأغنى دول العالم السنوي، وإذا علمنا أن الميزانية العامة لعام 2011يساوي 82.3مليار دولار أمريكي فهنا يتكشف بشكل جلي كم مبالغ النهب الرسمي الذي يعتمده اللصوص الذين يحكمون العراق وما خفي كان أعظم، فكم هي رواتب رؤوساء الكتل وأعضاء البرلمان والوزراء والمؤثرين في الكتل السابقين في الوجبات السابقة أو الحالية ورؤساء اللجان في البرلمان؟ وكم يستلم أولئك الشلة من اللصوص الذين هم فعلا يتحكموا بالعراق؟ سواءاَ الاتحادي او الإقليم والحكومات المحلية في المحافظات؟ وماهي المعايير التي على أساسها وضع سلم الرواتب؟ أتعلمون أيها العراقيون راتب برلماني عراقي واحد قد يعادل راتب أعضاء مجلس الشيوخ كلهم؟ فكان الشباب المتظاهرين دقيقين في وصفهم للحكومة بالحرامية.

 

3.  كل هذا لم يكفيهم، فنسب السمسرة (الكوميشن) في العقود يتهافت الجميع عليها وزراء ودونهم من السماسرة، وجميع الصفقات لرئيس الوزراء الحصة الأكبر منها، وما إبقاء حسين الشهرستاني إلا دوره بصفقة بيع البترول العراقي التي جرت ووقعت بوقت وظرف وشكل يضع آلاف علامات الاستفهام والشبهات عليها، والتي تعني إلغاء نضال وجهاد شعب العراق منذ 1927 عند إستغلال أول بئر للنفط في كركوك ولغاية 1972الذي صدر به قرار تأميم نفط العراق، ويعني المتاجرة والتنكر لدماء وصبر آلاف بل ملايين العراقيين الذين حققوا التأميم وأنتصروا للشعب وحرروا ثرواتهم، وما ترتب على ذلك الإنجاز العملاق من تنمية وقضاء على الأمية وإكمال للبنية التحتية ومجانية التعليم وبناء للإنسان العراقي وإعداد كادر عراقي تكفل بتطور زراعي وصناعي وعمراني وخدمي وعلمي وصحي وإجتماعي وإقتصادي بحيث صار عيبا على الدولة أن تجد عراقي بلا عمل وعار ومثلبة على المواطن أن يكون بلا عمل، وكان عملهم ذلك لتحقيق أمرين الأول: إلغاء إستقلال العراق الإقتصادي والسياسي، ورهن كرامة وإستقلال وثروات العراق بتنفيذ مخطط دول الإحتلال الشرير، والثاني كسب حصتهم من خلال النسب التي منحتها الشركات التي بيع لها النفط العراقي لصالح المالكي والشهرستاني وآخرين، والذين لم يكتفوا بذلك بل ما زالوا يحاولوا تمرير صفقات جديدة تشمل النفط والغاز والثروات الإستخراجية الآخرى. فأكد المواطنون في مظاهراتهم على أن العراق وطن للعراقيين وثرواته للشعب وليس ضيعة لمن جمعهم حشد الإرهاب بزعامة أمريكا وجاء بهم للعراق ليكونوا مرتزقة وأدلاء وخدما لجيوش الغزو عام 2003 وكان شعار المتظاهرين (نفط الشعب للشعب مو للحرامية).

 

4.  تفشي الرشوة والخاوة بحيث ماعاد المواطن قادرا على إنجاز أبسط  معاملة كإستخراج هوية أحوال مدنية دون دفع رشوة، بحيث وصلت لدرجة لا يمكن إنكارها، بل صارت من الأمور الإعتيادية في الحياة الوظيفية، ووصل الحد في كونها علنية ولا تشكل إنحرافا دينيا ووطنيا ولا فسادا وظيفيا وسقوطا أخلاقيا، حتى أن رئيس الوزراء يعلن رسميا بمنعها من الآن ولاحقاَ، وذلك ليس عفة منه أو إصلاحا كونه رئيس وزراء معني بذلك، ولكن كرد فعل وإستجابة لمطالب الشعب، فتصوروا كم هو وحكومته ديمقراطيون؟ فقد أستجابوا لمطالب الشعب ومنع الرشوة والتمييز بين المواطنين وقرر التخلي عن تعيين المرشحين من الفاسدين وأحزاب الفساد إعتبارا من إحتجاج الشعب عليها ولمدة (100) يوم، فطالب المتظاهرون بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين، وهذا يعني كل من يقولوا أنهم مع العملية السياسية الأمريكية التي ظاهرها الديمقراطية وحقيقتها التدمير والقتل والابادة والجريمة.

 

5.  عدم إحترام الشعب وإعتباره قاصرا، ويحتاج لمرشدين كما جاء في قول المالكي (الشعب العراقي لا يمكنه أن يقود نفسه وقد يستغل لأنه طيب)، وهو لا يقصد بهذا الكلام غير إن الشعب والمواطنون ساذجون ومغفلون وغير راشدين ولا ناضجين ولا قدرة لهم على تمييز مصلحتهم، هذا ما جاء في خطابه في 24/2/2011، إضافة لأمور آخرى كثيرة منها تجاهل المرأة كثيرة تدل على ذلك، فلا يخدعوكم جنود الشيطان فعن أي ديمقراطية وحرية يتحدثون، ديمقراطية القتل والتفجيرات وتنفيذ أجندات الخارج والدول الطامعة والإغتيالات والتغييب في السجون والتهجير للعلماء والمهنيين وتجويع الشعب وسرقة أمواله.

 

6.  ماذا تفسرون عدم تكليف إمرأة عراقية بالوزارات؟ هل العراق خالي من نساء لهن قدرة وكفاءة؟ أم لا توجد به نساء مؤهلات علميا وأكاديميا؟ وهذا ليس خطئاَ بحق المرأة على خطورة ذلك الفكر الضلامي المتخلف وإستهانةَ بالمرأة فحسب، بل هو إهانةَ للشعب والمجتمع كله كون المرأة هي نصف المجتمع الحقيقي وليس الكمي والرقمي كما يدركه عقل المالكي الرديء والمنافي لقيم السماء والمتخلف عن إدراك قوانين الحياة وحقوق الإنسان، فالنساء لسن مجرد أناث للزينة والرقة، وليست المرأة وعاء وحاجة فسيولوجية لإستمرار الجنس البشري، بل هي شريكة فعلية في الحياة مع نصفها الآخر الرجل، وهذا هو التخلف الفكري والعجز عن إدراك ما أراده رب العالمين عندما خلق آدم وأوجد حواء منه، ولم يخلقها كحالة قائمة لحالها، ومن خلال هذا يمكن التعرف على حجم تخلف وجهل وريزخونية الذين يحكمون العراق، فهم لم ولن يفهموا ما اراد الله تعالى بذلك، إنه عز وجل يقول لأبونا آدم عليه السلام (أي الرجل) حواء (المرأة) جزء منك، وانت بدونها ناقص ولن تكون شيئاَ، فهي ليست حاجة خلقت لتسخّر لخدمتك وغرائزك، مثلها مثل الحيوانات والنباتات وغيرها، بل هي بضعة منك، فهي نفسك لحمك ودمك وعواطفك ومشاعرك، ولذلك هذا الجاهل المتفيقه نوري المالكي تصرف وفق فهمه الساذج والظلامي المتخلف، فلم يمنح المرأة حقوقها الدستورية واستبعاد تكليف مجموعة من النساء بالحقائب الوزارية، بل هو يتعامل مع المرأة ويراها ويفهم وجودها الإجتماعي بأنها مجرد حاجة تجميلية أو كمالية في البرلمان والمجتمع.

 

7.  تدهور التعليم وانهيار المؤسسة التعليمية بالعمد مع سبق الإصرار وهذا الموضوع لو دخلت بتفاصيله لإحتجت لكتابة مجلدات، لما تعرض له من تدمير وتخريب، ولخطورته على الفرد والمجتمع ولبشاعة أهداف المحتل والمرتزقة من تدمير وإنهياره، وغايالتهم الشريرة في نشر الجهل والأمية في العراق.

 

8.  لقد قامت حكومة المالكي بتدمير بنية القطاعات الأنتاجية بشكل مقصود فتدهور التربية والتعليم العالي والزراعة والصناعة والصحة، التي تشكل قاعدة وأساس البناء البشري والمادي للبلد وإقتصاده، فقد سرحت آلاف المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعة والكوادر العلمية والتدريبية في مدارس وجامعات ومعاهد التعليم الاساسي والثانوي والعالي بحجة اجتثاث البعث، بحيث باتت الجامعات عبارة عن هياكل بلا كادر  في حين أساتذة وكفاءات وعلماء العراق يخدمون بلدان العالم المختلفة، بسبب إجتثاثهم وعدم وجود فرص عمل لهم في بلدهم، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الحياة والراتب التقاعدي، بل هم لا يأمنوا على حياتهم وليس رزقهم فقط في بلدهم، وتعمل جامعات العراق المحتل بلا مستلزمات (معامل ومختبرات وورش..) ولا مكتبات ومراجع لتدمير وسرقة المعامل والمختبرات والورش والكتب وتهريبها للخارج من قبل الأحزاب التي تحكم العراق حاليا، فصار التعليم والتعليم العالي بالذات عبارة عن أرقام من الخريجين بلا علم ولا كفاءة، مما يعد تقويميا الجريمة الأكبر والأخطر بحق المجتمعات والشعوب، إن إرتفاع معدل الوفيات وإنتشار الأمراض بالرغم من خطورتها وإعتبارها مؤشرات سلبية على إداء الحكومات ومؤسساتها الصحية والخدمية، ولكن لا يرتقي مستوى خطورتها شيئا بالنسبة الى مستوى خطورة الجهل وتدمير بنى البلد العلمية والإقتصادية، لكون المرض وإرتفاع معدلات الموت وإنخفاض معدل العمر وحتى تفشي الجريمة، ما هي إلا شيء من نتائج الجهل والجوع والبطالة ونقص الغذاء والفاقة والحرمان، فهل التظاهر والإحتجاج إلا شيء قليل بحق مثل هكذا عدو، يريد لنا البلاء والموت والدمار؟

 

9.  أما السجون وما يجري فيها والأنتهاكات الشرعية والقانونية التي تجري فيها من قبل حكومة المالكي، فتلك الجرائم والتجاوز على شرع الله توجب الجهاد شرعا لو كان هناك من هو فقيه في دين الله حقا ومؤمنا بشرائع السماء فعلا في العراق الحالي، فقد زادوا على قوم لوط في ممارساتهم وعصيانهم لله، وزادوا على الكافرين في استباحة إماء الله من ماجدات العراق، وزادوا على النمرود والفراعنة ظلما وعتوا وإستبدادا، وفاقوا الحجاج وعبيد الله بن زياد فتكا بالعراقيين المؤمنين، وقتلوا العباد صبراَ وغدراَ وإغتالوهم وسمموهم وفتنوهم وحرشوا بين الناس بحيث عملوا على ولادة العداء بين المؤمنين والأخوة في الوطن والدين، فكانوا بحق أعداءاَ لله ورسوله والمؤمنين تجب محاربتهم. أليس هذا هو حكم الله يا من تقولوا أنكم علماء وفقهاء ومفتين؟

 

أيها العراقيين الشرفاء: أعملوا بشرع الله وتمسكوا به ولا تهادنوا الظالمين والفاسدين، وتأكدوا أن ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس فاسدي ومفسدي العراق لم يقدم فيه إلا الوعود والأكاذيب والخداع، وما دعوته لأعضاء عصابته (حكومته) بالعمل على تغيير الأوضاع خلال مائة يوم، ما هي إلا دعوة مبطنة بأن يسرقوا قدر ما يستطيعوا فأنهم وفلولهم لم يعد لهم بقاء في البلد بعد أدرك الشعب حقيقتهم وغاياتهم، لاتخشوا اللصوص فلا يوجد من هو أكثر جبنا من السارق، سيظل الفاسدون يختلقوا أسباب وأحداث كي يفرضوا منع التجول في المدن تارة بتحريكهم سيارات مفخخة يعدوها بأنفسهم وأخرى بحجة معلومات عن وجود متسللين لإثارة أعمال عنف في المظاهرات وهم من عصابات الدعة الماسونية، لا تتهاونوا ولا تصدقوهم فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

 

ولتكن انتفاضتكم لتصحيح الأوضاع في العراق وطرد مسببي الخراب والتدمير، فشعارات انتفاضة الشعب مع إحترامي لكم ولإنتفاضتكم وشعاراتها، كانت دون مستوى ما فعلته حكومة المرتزقة وعصابات اللصوص، كانت مطالبكم الإصلاح، والحكومة شرعا وقانونا تستحق تغييرها وإسقاطها ومحاكة المفسدين ومن نهبوا ثروات الشعب، وما ذكرناه شيئا من أفعالها الباطلة ويمكنكم أن تضيفون فعيوبهم وباطلهم كثير.

 

عاش الشعب .. وثورة حتى التحرير والخلاص.

تبا للخائنين وسحقا للظالمين وفضحا للفاسدين.

والله أكبر .. ألله أكبر .. وهو ناصر المؤمنين.

 

 

 





الخميس٢٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة