شبكة ذي قار
عـاجـل










 

الأجابة على هذا السؤال الملح كشفت عنه جمعة الأستهلال-25  شباط  الغاضب ليس على رأس  النظام لوحده , بل على المالكي وبقية زمر النظام وبالدقة كان النظام مطلوبا بأسره الرأس والأطراف والجسد , وبما فيه من أتباع وأجهزة وجهات متبوعة فالمقصود هو رحيل النظام بمنهجه المستبد المفسد وبتبعيته للمحتل الأميركي أو لبديله الطهراني المنتظر, و لكليهما , وقل عنها أزدواجية العمالة بلا تردد ولا ضجر!! .

 

وهذا ماعبرت عنه من دون لبس أو تغليف غضبة أهلنا العراقيين , في كل صيحة رافضة لما جرى للبلاد منذ فجر اليوم المشؤوم الذي مهد للأحتلال بتدمير كل شيئ في العراق من الأنسان الى شواهده الحضارية والتأريحية , وبحقد دفين سعي المحتلون لوأد كل نبض حي متجذر في أرضه الولادة الواعدة بالثروات , والمنسابة مع غنى  روافده التي كانت تهب الناس حياة ملؤها طلعا وعبق توحد يكلله فيئ محبة لا تنسى .

 

فحل الخراب بالبلاد ,ونهبت الثروات وشح ماء الروافد وطارد الموت العباد ,فصار فرض عين على أهلنا العراقيين واجب الجهاد .

 

فمن بادر متحسسا عظم المسؤولية بعد طول صبر وأحتمال , غير شباب الوطن المسلح بحسن تقدير للأحتمالات وبدقة تصور لما يعتمل في صدور وعقول المواطنيين من ردود أفعال ترقى الى مستوى رفضهم لأستمرار تسلطه على رقابهم أن لم يكن أستنكافهم بأن يجمعهم  ظل نظام  يديره عملاء مزدوجون للمحتل الأميركي – الخميني .

 

ويدرك جيدا كل من تابع مظاهرات الغضب بدءا من جمعة 25 شباط وما بعدها وما سبقها , فقد كانت شاملة جميع قطاعات الشعب العراقي ومنتشرة في أرجاء الأرض العراقية من البصرة الى السليمانية ومن ديالى الى الأنبار .

 

والجميل , البالغ في أهميته فيما جرى , وأظنه سيظل جاريا , أن صوت الجماهير المنتفضة حمل أضمامة مطالب موحدة طرحت في الشمال والجنوب ومثلهاكان صوت بغداد حاضنا بيرق الغضب , متصديا لصلف ووقاحة المالكي وعسف ودموية أجهزته التي اثبتت أنها لا تملك شيئا من مقومات دولة تحترم نفسها لتكسب أحترام مواطنيها , فقد فرت أمام الغاضبين منذ لحظة المواجهة الأولى في  ساحة التحرير وعلى جسر الجمهورية وبما فيهم لابس الطاسة قبل الحاسر وحامل رتبة الفريق التقليد  صحبة غيره وكأنهم ارادوا أن يقولوا جميعا أنهم في الهزيمة كالغزال وهذا سيكون مصير غيرهم أن تجاسرواعلى الشعب من جديد اليوم  فعلى الساحة  ستسكن عبرات المهزومين وعلى الجسر سيلقن الباغي كيف تدور عليه الدوائر ,ولن تنفعه مسكنة هنا أومهادنة مفضوحة هناك , بهدف الألتفاف على المطالب ألتي لا رجعة فيها ولا تأجيل ولا أستثناء .

 

فما هي عنوانين أضمامة المطالب المجمع عليها والتي يعاد التأكيد عليها  في غضبة الكرامة اليوم ونجد من المناسب ان نذكر بها الذين أستهانوا بالشعب وأرادته الحرة وظنواخطأ وحماقة ان مفخخاتهم وكواتمهم ورصاصهم الحي وفرض أتاوة كتابة التعهدات بعدم التظاهر( وهي دلالة  ضعفهم وخوف باطلهم) قبل أن تكون مؤشر قدرة نظام متآكل على مواجهة من أمسك بحق بمقود أسترداد حقه في وطن آمن حر كامل السيادة موحد الأرض والشعب , مستقر البناء الديمقراطي على أساس التعددية المستندة الى ما تقرره الأرادة الشعبية عبر صناديق الأقتراع وليس الى ما يتقرر ,خارج هذه الأرادة الأنسانية .

 

ويلاحظ أن المطالب شملت أحداث تغييرات شاملة في

 

1- الدستور بما يلغي جميع التوجهات التي تسعى لتقسيم العراق أو التفريط بوحدته وكفالة الحريات العامة وحرية تشكيل الأحزاب والأنتماء لها وتأكيد مبدأ المساواة بين المواطنين بالحقوق والواجبات والأعتراف بحقوق الأقليات القومية والدينية وبناء البلاد على اسس ديمقراطية حقيقية وتأكيد أن ثرواته النفطية وغيرها ملك للشعب لا يجوز التفريط بها وتكريسها لخدمة النهوض العراقي في جميع المجالات وتوفير الرفاهية لعموم العراقيين وضمان أستقلال القضاء وبناء القوات المسلحة للدفاع عن سلامة الوطن وضمان سيادته وصيانة أستقلاله والتمسك باحترام حقوق المرأة  ومساواتها بحقوق الرجل , والعمل على عدم تسييس الدين.

 

2 -  شمول النظام بتغيرات تمنع أشاعة الطائفية والدكتاتورية وحكم الحزب الواحد وترفض بشكل قاطع المحاصصة والفساد ومحاسبة المفسدين والمتلاعبين بالمال العام ومنع الأعتقالات الكيفية والقيام بأطلاق سراح سجناء ومعتقلي الرأي فورا والغاء المحاكم الأستثنائية وأحترام أستقلال القضاء وعدم التدخل في أحكامه وعدم تسخيره لخدمة السلطة أو الأنحياز لها .

 

وتضمنت قائمة المطالب العديد من الدعوات المتصلة بحياة المواطنين اليومية كتوفير فرص العمل للعاطلين وأعادة النظر في الأساليب التعليمية وتخليصها من الأدران الطائفية وتأمين أمنهم والرعاية الصحية وكذلك الخدمات التي غابت عنهم طويلا وخصوصا الماء والكهرباء وغيرها من الشؤون البلدية .

 

3- أدان شباب الغضب الأحتلال وقالوها بصوت عال لا للأحتلال ولا للطائفية ولا للأرهاب , وهذا يلزم النظام بألغاء جميع الأتفاقيات المبرمة مع الأحتلال ووقف جميع التسهيلات الممنوحة لأميركا وأيران وغيرها من الدول والشركات في غياب الأرادة الوطنية وطبيعي أقليم كردستان مشمول بذلك.

 

ترى ماذا سيكون موقف  المالكي من هذه المطالب اليوم وهي حق طبيعي أنتفض الشعب سعيا لتحقيقها , هل يسلط بلطجيته علي الغاضبين , أم يذهب الى مناورة مخادعة يدعي فيها التعاطف معهم ولكنه يبطن العكس ومهما كانت أجابته على المطالب فأنه لن يواجه  سوى موقفا واحدا متمسكا بالمطالب ومرفقا بجمع وأيام غاضبات أخر لا تهدا حتى يرحل ومعه نظامه وهو يدرك وقد أسمعوه في بغداد والبصرة والكوت والناصرية والديوانيةوبابل والموصل وغيرها من مدن العراق. 

 

مالكي شيل أيدك كل الشعب ما يريدك.

وأرحل , أرحل ,يا مالكي أرحل .

وسيرحل صاغرا , فتلك أرادة شعب العراق وهي مباركة. 
 

 

 





الخميس٢٨ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة