شبكة ذي قار
عـاجـل










وأخيراً انتفض العراق وهب العراقيون في مظاهراتهم التي أظهرت الصوت العراقي الذي ما عاد يحتمل الأصوات المشتتة التي ملأت الساحات والفضائيات .. وحولت العراقي الذي كان علماً يعرفه القاصي والداني، الى نكرة تبحث عن ألفاظٍ اخترعها من قسمهم الى فئاتٍ .. ومللٍ .. ونحلٍ .. و طوائف سحقت اسم العراقي ومسحته من ذاكرة العالم، أناس لا يحملون من العراق لا أخلاقه ولا مبادئه ولا حتى جنسيته .. عملوا على إخراس الصوت الحقيقي للعراق .. وتحدثوا باسمه بتفاهاتٍ ما أنزل الله بها من سلطان ..


حتى ظن العالم أن أصواتهم التي تملؤ الساحة نعيقاً، وأحاديثهم التي لا يسمع غيره .. هي صوت العراقيين الحقيقي الذي كان خافتاً قبل الاحتلال .. فخلت الساحة لهم ليشوهوا صورتنا بالطريقة التي يشاءون، بالتطبيل والتزمير للمقولات الناقصة التي يرددها من يدعي الانتساب للعراق وهو منه براء .. كتلك التي أطلقها من كال الشتائم لأهله وناسه تحت عنوان "نحن شعب لا يستحي" وبطريقة تبين بما لا يقبل الشك طبيعته غير السوية وحاجته الى العلاج النفسي لتعليمه كيفية فتح العين على تفاصيل الصورة ككل .. لا على أجزاءٍ معينة يركز عليها من يتصيد في الماء العكر ..


أو تلك التي كالها لكوادرنا التعليمية، وأمام الكاميرات من حمل ظلماً وبهتاناً لقب وكيل وزير التربية والتعليم، الذي يفترض به الوقوف الى جانب المعلمين والمدرسين في كل الأمور .. لا إنزالهم من علياء قول " من علمني حرفاً صرت له عبداً " الى مكانة الـ " مطايا " التي نعتهم به .. ورغم ثقتنا بمقولة اذا جاءتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة اني كامل .. إلا ان التغطية الاعلامية العالية لمثل هذه التفاهات، مقابل التعتيم الاعلامي على الصوت العراقي النزيه .. بدأ يثير قلق كل من يهتم بصورة العراق وأهله ..


فتصديق العراقيين لمثل هذه الكتابات أو الأفلام المريضة، وكثرة تناقلهم لها دون التأشير على الخطأ الذي فيه .. صار يدق ناقوس الخطر للتنبيه إلى ضرورة تعريف الأجيال الجديدة على الأقل بحقيقة هويتها المشرفة، لسد الباب بوجه اختلال المفاهيم الذي يسعى لإيهامهم بوضاعة الجينات العراقية .. والذي نلمس آثاره في تحاشي بعض الشباب التصريح بعراقيتهم .. لا لشئ إلا لأنهم مثقفون أو مؤدبون أو راقون، ومخالفون للصورة المرسومة للعراقيين ..


وإن كنا نتقبل هذا الوهم من العالم، ونرثي لهم لتصديقه، فلا مجال لتقبله من العراقيين الذين يتساءلون عما اذا كانت هذه حقيقتهم بالفعل .. لأن من عاش في العراق يعرف حجم التزييف الذي تحمله هذه الصور .. ويعي تفاصيل المسرحيات التي نفذت لأيصالنا ألى هذه المرحلة، التي تفننوا في صياغة حلقاتها الواحدة تلو الأخرى .. مسرحيات دارت فصولها في العراق، وأحبكت أكاذيبها بطريقة أجبرت البعض على تصديقها والتعامل معها كحقائق، نشرت ظلامها على كل أرجائه .. ولكن هيهات
فمهما طال ليل الأكاذيب .. فشمس الحقيقة تنتظر الشروق


وقد أشرقت بالفعل يوم الجمعة 25 كاشفةً بضيائها حقيقة العراقيين الذين أدرك العالم أخيراً، شجاعتهم ومبادئهم التي لم يغيرها الزمن ولم ينل منها الاحتلال .. وهاهي تنطلق من جديد لتؤكد أن شبابنا لحكومة الاحتلال رافضون .. ولكل أكاذيبها مدركون .. ولتحدي الظلم وإيقاف مخططات مولاكو كما يسميه البعض، استذكاراً لهولاكو الذي دمر العراق عازمون .. لأننا شعب الحضارات كنا ونبقى رغم أنفكم ايها المتشائمون والمتأمركون والحاقدون ..


dr.balsamhani@yahoo.com

 

 





الجمعة٢٩ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. بلسم عبد الكريم هانئ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة