وأنا أشاهد واسمع توجعات شعبنا العراقي المضطهد من قبل حاكمه "البواك" نوري . شاهدت وسمعت خبرا مفاده أن السعودية , سوف تحقق حلم سحب جبل من جليد القارة القطبية الجنوبية " أنتاركتيكا" , الى جزيرة العرب ليشرب سكانها الماء العذب. هذا الحلم قرأت عنه منذ خمس سنوات مضت , وكنت أعتبره ضربا من الخيال . او ربما يضحك المهندس الفرنسي صاحب الفكرة من شيوخ جزيرة العرب . ولكن آخر الاخبار تقول أن المشروع سينفذ خلال العام الجاري.
حزنت .. وزعلت .. وربما أقولها بصراحة شعرت بالغيرة . نعم بالغيرة . كل ما شاهدت مدنا كانت يوما ما صحراوية او تحاكي القرى , أراها اليوم من روائع مدن الدنيا , من امثال ابو ظبي او دبي او الدوحة . في وقت قريب كانت مدنا صحراوية تفتقر الى الماء والكلأ . فيما كان العراق يسمى بأرض السواد نسبة الى المياه الوفيرة والمساحات العريضة الخصبة للزراعة . والبصرة تسمى بفينسيا العرب لكثرة القنوات المائية التي تخترقها.
هل ياترى شيوخ هذه المشايخ أخلص على بلدانهم من أمراء طوائفنا ؟ . الجواب نعم بدليل ان الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان , كان رجلا أميا أستطاع أن يوحد سبع أمارات تحت اسم دولة الامارات العربية المتحدة. لتقفز هذه الامارات وخاصة امارة دبي الى عنان السماء .
أما أمراء طوائفنا فهم حفنة من الحرامية , قدموا خلف الدبابات الامريكية وهدفهم الاوحد الغنيمة بأقصر الطرق . وبأبدع طرق الاحتيال . مسنودون من الجار ة الغادرة ايران . ومباركون من مشيخة الكويت . على كل ما يسرقونه . شريطة أن يبقى العراق على ماهو عليه من فوضى ودمار وتخلف . فمنهم اكتفى وهرب من حيث أتى . ومنهم لم تأذن له بعد لا ايران ولا مشيخة الكويت بالفرار. ولعل أمير حرامية الطوائف نوري سيكون آخر الفارين .
ألا يشعر كل عراقي يقرأ خبر تنفيذ السعودية , مشروع سحب جبل من الجليد الى جزيرة العرب , بالاحباط والكفر بكل ماهو موجود اليوم في عراق الحرامية.
أرجو من متظاهري الجمع اللاحقة, ان يرفعوا شعار"
"حكام السعودية يسحبون جبلا من جليد لصحاريهم . وحكامنا يحولون ارض السواد الى صحارى ".
لم يعد بالامكان السكوت عن حرامية المنطقة الخضراء . فسقف المطالبات يجب ان يخترق , ويبدأ الشعب المضطهد بأعلان الثورة على الحرامية .
أرجو من شبابنا ومتظاهرينا أن تكون شعاراتهم تركز على طرد الحرامية . فعبارة الحرامي أشمل وأعمق من أي تعبير آخر.
فالحرامي سارق وفاسق وفاسد ويقتل أن تطلب الامر للأستحواذ على مايريد .
أذن لامكان البتة بعد اليوم للشعارات الخجولة .. وأنصاف المطالب .. فما أخذ بالقوة يجب ان يسترده الشعب بالقوة . فهذا منطق الحياة الكريمة .
