لم يكن المشهد الغاضب في مدينة الموصل بمعزل عما يحدث بباقي محافظات القطر العراقي ، بعد أن مورست أبشع عملية قمع وتسويف وحصار وصل ذروته لمنع المصلين من أداء صلاة الجمعة، ومحاصرة الأحياء ونزول الشرطة والجيش للشوارع بعد أن أغلقت الجسور والطرقات، بل بدى الرعب في أوجه، حينما كانت الهمرات (الحكومية) تدور بين الأحياء مهددة المواطنين بعدم الخروج من بيوتهم وإلا سيواجهوا بالاعتقال والقتل.!؟ في دولة (المتهالك) وديمقراطيته التي نسفت كافة الشراع والقوانين الوضعية التي تنص على حق الشعوب بتقرير مصيرها والتظاهر للتعبير عن مطالبها واسماع صوتها.. فيما يعكس مشهد مزري آخر حينما وقفت الشرطة مانعة المصلين من الذهاب للتسوّق، والعودة لدورهم خشية خروجهم للتظاهر.!؟

لقد حوصر المواطنون في أحياءهم ووجهت نداءات عبر الهواتف النقالة والفضائيات تبيّن حالة السعار والهسيرتيا التي أصاب القوى الأمنية التي باتت تخشى خروج عدة أنفار من أحياءهم لربما قاد خروجهم للتجمهر والتجمع ، ففي الساحل الأيمن كان حظر التجوال (تام) ومنع اهالي الموصل من الخروج من أحياءهم، فيما تمكن الثوار من الوصول إلى شارع المنصّة، بعد جهد جهيد.. بعد منع أداء صلاة الجمعة في كثير من المساجد، وكانت دورية للجيش تتجول وتبلغ المصلين بالعودة الى بيوتهم.. وقد سدوا الطريق المؤدي الى الجامع القريب ، ولولا تدخل البعض من كبار السن واصرارهم على التوجه الى الجامع، وخصوصا من جيران الجامع الذين صعدوا الى المنبر واقاموا الاذان قبل وقته لما توجه الناس للصلاة، هذا وقد كان الاذان قبل وقت الصلاة بنصف ساعة كإشارة لدعوة الناس لكسر منع التجول والتوجه الى الجوامع.. وقد منع المواطنون من التوجه للمنصة إلى ما بعد الصلاة، حيث قرابة الساعة لواحدة والنصف ظهرا او الثانية تم السماح للمواطنين بالتوجه الى المنصة للتظاهر وكما يبدو كانوا خائفين مما قد يحدث خلال الصلاة.. وقد توقعنا أن يتم اعلان مظاهرة قوية بعد الصلاةويتوجه المصلون المتجمهرون في المنصة الى مقر الفرقة الثانية..

بعد الثانية ظهرا بدأ الناس بالتجمهر في المنصة وزاد عدد المتظاهرين، ووصل الى أكثر من 2000 متظاهر تقريبا، بعد ان كان لا يتجاوز المئات ، حيث كان العدد يتراوح ما بين 400 - 500 متظاهر كحد اعلى وكما سمعتم من خلال الاخبار، فقد تواجد عصام عايد عضو المجلس محافظ نينوى في المظاهرة.. بعد أن فرض الجيش حضرا للتجول بشكل صارم منع المواطنين حتى من التجول داخل مناطقهم السكنية، لكن كان هناك كان هناك استثناءات لبعض المناطق كحي الشرطة والعربي والسكر والبلديات والمثنى والرفاق والكفاءات ايضا كون هذه المناطق قريبة من موقع التظاهر، مما مكنهم من الوصول..

جدير بالذكر أن خطباء المساجد لم يحثوا المصلين على التظاهر، لكن كانوا أقل توطئاً من قرناءهم في الأنبار وبغداد الذي تجاوز بعضهم كافة الشرائع والقوانين حينما اتهم المتظاهرين بأهل الفتن أو حرّم خروجهم.. لم يتطرقوا لموضوع المظاهرات لا من قريب ولا من بعيد، فيما استخدم خطباء الجمعة في الموصلا اسلوب الايحاء للدلالة على سوء الاوضاع.. وقد أقيمت الصلاة في ساحة المنصّة - الساحل الايسر وقد نقل بعض المتظاهرين جزءاً من الخطبة التي سننشرها بمقالنا هذا.. مع مقتطفات للهتافات المنددة بالمجرم (ناصر الغنام ) والتي تطالب بطره من مدينة الموصل..

هذا وجدير بالذكر لم تغطي قناة (الموصلية) العميلة المظاهرات، فيما ما نقلته سابقا لم يكن محايداً، بل يصب بمصلحة الأحزاب الصهيوكردية والحكومة (الناقصة).. !؟

هذا ونختتم مقالنا بخبر وردنا من مصادرنا أن هناك قرار بنقل المجرم (ناصر الغنام ) إلى سامراء وتعيين الجزار (رشيد فليح) بدلاً منه بمدينة الموصل.!؟ خصوصا مع وصول لواء المثنى الى سامراء والغنام كان قائدا للواء المثنى سابقاً.. ولا ندري أهو ضحك على أهالي أهالي الموصل أم استبدال جزار مكان جزار آخر فـ(رشيد فليح) معروف بدمويته من خلال لواء الذئب الذي فتك بالمدينة وأهلها..

من موقعنا نحثّ أبناء مدينتنا النجباء على الخروج يوم (الندم) الاثنين غداً ومواصلة التظاهر حتى طرد الاحتلال وسقوط حكومة الجرم الفاحش وزمرهم وألويتهم، وعدم التوقف حتى نيل مطالب شعبنا المشروعة التي كفلتها الشرائع والدساتير حتى التي وضعوها هم بأنفسهم..!؟

نترككم مع هذه المقتطفات من المظاهرة الحاشدة يوم 4 - آذار جمعة الشهداء والكرامة وسنوافيكم بالمستجدات.

ويا غنام شيل ايدك احنا منريدك

مقتطفات من خطبة الجمعة أمام المنصة