شبكة ذي قار
عـاجـل










أحداث الأزمة الليبية تشير الى أن الانتفاضة التي بدأت على شكل احتجاجات داخلية ضد ممارسات نظام معمر ألقذافي في الحقيقة لم تكن عفوية كما حصلت في تونس وإنما كانت مؤامرة غربية مخطط لها لتغيير النظام بأكمله بمشاركة عناصر ليبية معارضة موالية للغرب وقد استغلت فيها الجماهير الليبية الساخطة على الممارسات القمعية للنظام وذلك لإعطائها صبغة شرعية. الدعايات الكاذبة والجرائم المقرفة التي حصلت أثناء التظاهرات الاحتجاجية يتحملها ليس فقط النظام الليبي الذي كان يدافع عن وجوده بل أيضا المتظاهرين والمندسين بينهم، ووسائل الإعلام العربية (خصوصا قناتي الجزيرة والعربية) والأجنبية المنحازة التي كانت تحرض على القيام بتلك الجرائم ونشر الدعاية لها على المستوى العربي والعالمي. لقد قتل العديد من الأفارقة وغير الأفارقة بحجة أنهم كانوا مرتزقة النظام والحقيقة أنهم كانوا جميعا مواطنين ليبيين أبرياء، البعض منهم كان يمتلك ملامح أفريقية. كذلك تعذيب وذبح رجال الأمن الليبيين بذلك الشكل المقرف الإجرامي يدل على وحشية وتخلف المشتركين والقائمين على هذه الإجرام الغوغائي عقليا وأخلاقيا.


المواطنين الأفارقة العاملين في ليبيا الذين هم الأكثر ضعفا في المجتمع الليبي وبسبب الأكاذيب الدعائية المغرضة التي أطلقها عليهم المندسين والعنصريين بين المحتجين الليبيين ككونهم مرتزقة لنظام معمر ألقذافي قد تعرضوا الى جرائم ومآسي إنسانية لا تغتفر حيث أنهم كانوا يطاردون في الشوارع ويضربون ويهانون وقد أعدم وقتل العديد منهم دون مبرر. وفي هذا السياق ذكر بيتر بوكارت - مدير الطوارئ في هيومن رايتس ووتش – في مقابلة صحفية مع أنجلي كامات مراسلة قناة "ديموكراسي ناو" الأمريكية في بنغازي معلقا على موضوع المرتزقة الأفارقة قائلا "أن جميع الحالات التي تحريناها في شرق ليبيا أظهرت أن تلك الادعاءات كانت كاذبة وغير صحيحة". وقال أيضا "اعتقد أن قصة المرتزقة الأفارقة في ليبيا يجب أن تكون موضوع دراسة لسيرة الصحافة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لأنها مثال ساطع على التقارير الغير مسؤولة والإبلاغ الكسول. بدلا من الخروج والتحقيق في هذه الحوادث، إذا كانت تلك الشائعات صحيحة أم لا، صحفيون غربيون من وسائل إعلام محترمة جدا نشروا تلك الشائعات واعتبروها على أنها حقيقة. وتحدثوا عن أن الأفارقة كانوا يعبثون، ويغتصبون النساء وكل هذه الأشياء، والتي هي مجرد كونها شائعات عنصرية كما كونها أسطورة".

 

قناتي الجزيرة والعربية لم تختلف في ممارساتها الخسيسة عن دور وممارسات الصحافة الغربية في نشر الأكاذيب والشائعات المغرضة والتحريض المبطن على العنف والجرائم التي حصلت في ليبيا، لذا تعتبر هاتين القناتين مسئولتين بشكل مباشر وغير مباشر عن الجرائم التي أدت الى قتل الأبرياء من الشعب الليبي والأبرياء من المواطنين الأفارقة وغيرهم من الذين كانوا يعملون في ليبيا. كذلك تعتبر هاتين القناتين كبوق دعائي لتمرير المؤامرات الغربية والصهيونية التي تبغي تدمير وتفتيت الوطن العربي وكذلك الحث على التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية الليبية. المواقع الاليكترونية لهاتين القناتين "العربيتين" المشاركتين في هذه المؤامرة الإعلامية ضد ليبيا وسلامة أراضيها مازالت تنشر الشائعات الكاذبة وتقارير الصحف الغربية الموجهة صهيونيا عن الوضع الليبي وتقارن بين ما حدث في العراق عام 1991 وما يحدث الآن في ليبيا ونسوا أو تناسوا بقصد ذكر أن ما حدث من غوغاء في العراق بعد انسحاب الجيش العراقي من قصبة كاظمة لم يكن انتفاضة شعبية بل كان تحريضا مباشرا من قبل مجرم الحرب جورج بوش الأب وإيران وأن عملاء إيران ومخابراتها لعبوا دورا كبيرا في التدمير والقتل والإرهاب الذي حصل في تلك الفترة.


كما ذكرنا ونعيد ما ذكرناه في مقالات سابقة نحن نكتب ليس للدفاع عن معمر ألقذافي أو عن نظامه ولكن لوضع النقاط على الحروف تحذيرا لما قد تصل إليه الأمور والأحداث الليبية الى مستوى ما وصل إليه الوضع في العراق بعد احتلاله. وفي سياق ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام الكونجرس الأمريكي - بأن وزارتها قد نشرت العديد من عملائها من الناطقين بالعربية في مواقع الدردشة والتويتر والفيسبوك للترويج للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط - نتوجه الى من يبرر العنف في ليبيا بشكل فاقع ويدعو الى التدخل الأجنبي - لما يسمى بـ "حماية الشعب الليبي من نظام ألقذافي" ويربطه بـ "إن لم يسمح بذلك" لذا فلا يجوز توجيه الانتقاد الى والتهجم على جرائم نظام نوري المالكي العميل ضد المنتفضين العراقيين - ونقول لهم لا تحشروا أنوفكم المزكومة والملوثة بشتى أنواع الفيروسات المسببة للزكام والانفلوينزا فيما يحصل في ليبيا، وقبل أن تتحدثوا عن ما يحصل الآن في القطر العربي الليبي ومقارنته بالوضع في العراق المحتل عليكم أولا المطالعة وجمع المعلومات الصحيحة والتحليل القويم للأحداث لأن الكلام الفارغ والجهل والغباء وقلة المعلومات والتصريح بأقوال خطيرة وترديد الشائعات الكاذبة قد تؤدي الى كوارث بهذه الأمة المشتتة لا يحمد عقباها.


حكومات دول وإمارات الخليج العربي التي تآمرت وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في عملية احتلال وتدمير العراق ونهب خيراته تشارك الآن في عملية احتلال وتقسيم ليبيا وتسليم خيراتها الى الشركات النفطية العالمية الكبرى. لقد دعت الحكومات العميلة الداعرة لهذه الدول والمحميات الخليجية أمس الى فرض منطقة حظر للطيران في الأجواء الليبية بحجة حماية الشعب الليبي من نظام معمر ألقذافي على الرغم من علمها بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بأن ذلك يتضمن ضرب وتدمير جميع الدفاعات الجوية الليبية وقتل جميع من يشارك في طاقم تلك الدفاعات وبهذا تدعوا وتحرض هذه الحكومات العميلة الجرباء الى قتل العرب الليبيين وتدمير القدرات الدفاعية الجوية لليبيا والسماح لقوات أجنبية بالتدخل في شؤون الحرب الأهلية الليبية الى صالح قوى المعارضة الموجهة - حسب ما نعتقد وما تشير إليه الأخبار المنشورة - من قبل دوائر المخابرات الغربية والتي أيضا قد تؤدي في النهاية الى احتلال الأرض الليبية من قبل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي التي تقيم الاستعدادات لخوض هذه المعركة. التحضير للتدخل العسكري الغربي المباشر في ليبيا قائم على قدم وساق بانتظار الظروف الملائمة وساعة الصفر للقيام به، وأن المماطلات والغموض في تصريحات إدارة أوباما ورؤساء حكومات دول الإتحاد الأوربي تشير وتتجه نحو هذا الهدف الغير معلن بشكل صريح لحد هذه اللحظة، ولكن رغم ذلك، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تحضر الآن مسودة لقرار في مجلس الأمن الدولي لفرض منطقة حظر جوي على الأجواء الليبية والذي سيعلن عنه قريبا والذي سيمهد للتدخل العسكري المباشر وإحتلال الأرض الليبية وتنصيب حكومة عميلة ليبية موالية للغرب وإرجاع هذا القطر العربي الى ما قبل ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969. التدخل العسكري الخارجي في الحرب الأهلية الليبية سيؤدي الى المزيد من القتل والتدمير والتشريد والانقسام القبلي لمكونات الشعب الليبي وستتحمل عواقبه ومسؤوليته كل العناصر المتآمرة التي شاركت في هذا العمل العدواني على حرية ووحدة وكرامة ليبيا.


ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الذين عقدوا اجتماعهم في أبو ظبي عاصمة الإمارات المتآمرة العربية المتحدة دعوا أيضا الى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدعارة والأحذية العربية لبحث موضوع الحضر الجوي ويبدو أن هناك تنسيق مريب بين حكومات دول ومحميات الخليج العربي والجامعة المسمات بـ "العربية" من جهة وبين حكومات الإتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية من جهة أخرى لإصدار مثل هذا القرار كما ذكرنا أعلاه حيث أن المتسول وعراب الاحتلالات والمتآمر على القضايا العربية عمرو موسى أبلغ وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه أمس في القاهرة بأن الجامعة العربية تدعم وتؤيد فرض منطقة حظر جوي على الأجواء الليبية لمنع القوات الليبية من الهجوم على من أسماهم بـ "الثوار" الليبيين المسلحين لحد أسنانهم بالأسلحة المختلفة التي سرقوها من مخازن سلاح الجيش الليبي.


ليبيا العربية تعاني الآن من تآمر عربي ودولي كبير وحرب أهلية شعواء، الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العربي الليبي بغض النظر عن النتائج التي ستخرج بها هذه المعركة. التدخل العربي السافر المباشر والغير مباشر جنبا الى جنب مع أعداء الأمة العربية في هذه المؤامرة وما قبلها في مؤامرات احتلال وتدمير العراق وتمييع القضية الفلسطينية والتخلي عنها لصالح الكيان الصهيوني سيرجع الأمة العربية المشتتة والمستضعفة الى حد النخاع الى ما قبل بداية التاريخ والحضارة الإنسانية وستستعمر من جديد وسيبقى الإنسان العربي تابع وذليل الى نهاية التاريخ الإنساني ما لم تعي الشعوب العربية وتقضي على حكامها المأجورين الأذلاء بشكل كاملا وتقويض أعمدة حكمهم الجائر. لذا ندعو كل العرب الأصلاء في شبه الجزيرة العربية الى الانتفاضة والثورة على حكامهم الذين يشكلون البؤرة العفنة المتآمرة على مستقبل أمة العرب ودينها الحنيف، الذين سرقوا أموال الشعب وسخروها لأبنائهم وأحفادهم وحرموا عامة الشعب منها ومن خيرات الأرض العربية التي استعملت للتآمر على العرب ولخدمة وحماية المصالح الاقتصادية الصهيوأمريكية في العالم على حساب مستقبل الأمة. عليكم التخلص من رجال الدين المشعوذين الذين اضروا بسمعة الإسلام وقيمه الحميدة والذين سخروا طاقاتهم لحماية عروش ملوك وأمراء الجزيرة الفاسقين الذين أفسدوا أكثر مما أصلحوا. إن تبقت فيكم ذرة من الشرف والشهامة والنخوة العربية عليكم بإزالة عروش الخونة والعملاء قبل فوات الأوان لأن بقائهم يعني تدميركم وتدمير وإذلال الأمة.


كذلك ندعو الشعب العربي المصري خصوصا شباب الانتفاضة الى الحذر من عراب الاحتلالات والخيانة والانبطاح المدعو عمرو موسى الذي يروم الترشيح لكرسي الرأسة في مصر العربية. أن هذا الخنوع المنبطح سيجلب العار الى مصر والأمة العربية إن تمكن من حل محل العميل الخائن حسني مبارك. كذلك الحذر من الوجه الأمريكي الآخر المدعو محمد ألبرادعي الذي سهل غزو واحتلال العراق من خلال الكتمان على الحقيقة وعدم الإفصاح بها أمام مجلس الأمن الدولي عام 2003 بأن العراق كان خاليا من أسلحة الدمار الشامل.

 

 





الثلاثاء٠٣ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دجلة وحيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة