شبكة ذي قار
عـاجـل










يجب أن تقرا الإحداث بموضوعية للموقف السياسي في ليبيا وما يجري هناك, فلا يمكن أن نعالج تلك الإحداث في الموقف السياسي من غير نعرف الخلفيات والأسباب التي أدت إلى مثل ذلك الموقف أي ( قاعدة معلومات في الميدان ) وبالتالي قراءة الموقف قراءة متأنية وواقعية بعيدة عن المبالغة والسطحية فهاتان الصفتان هما في الحقيقة لكثر من العقبات والمواقف السلبية والتي تعود على المتبني لها بالافتقار السياسي التي يودي في الأخير إلى متغيرات كثيرة ربما نبتعد عن العقلانية والاعتدال

فرسالة الرفيق قائد الجهاد والمجاهدين في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني عزة إبراهيم إلى الشعب العربي الليبي وقيادته الوطنية كانت في وقتها المناسب وخصوصا ما حدث ويحدث في ليبيا بدعوات من قبل ماتسمى معارضة التي تستقوي بالأجنبي, وبالتالي لانقف مكتوفي الأيدي حيال مايجري من متغيرات يمكن أن نحسب في خانة المتفرجين الانتهازيين ونكون أسيري الإعلام الأمريكي الأوربي الإيراني الذي يقصف باكاذيبيه وافتراءاته ومع الأسف الشديد أن اغلب المثقفين لم يقف مع القذافي ونظامه في بداية التظاهرات لان مصيبتنا مثقفونا وخاصة ماروجت لذلك فضائيات الجزيرة والعربية بلقاءاتها مع عملاء ليبيا وبسبق الإصرار والترصد تم شراءهم كشهود زور واغلبهم تدربوا في واشنطن ولندن وسموا أنفسهم بالمعارضة ليبيا كما حدث في العراق عندما سمت عملائها من العراقيين ( المعارضة العراقية) .

 

رسالة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم انطلقت من المبدأ القومي الذي لايفرط أطلاقا بالأرض العربية والإنسان العربي ونتذكر جيدا عندما وقعت القيادة العراقية الوطنية آنذاك اتفاقية الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفيتي السابق في السبعينيات من القرن الماضي, حيث سئل الشهيد صدام حسين (رحمه الله) عندما كان نائبا للحزب من قبل احد الصحفيين الأجانب  فكان مفاده لو فرضنا جدلا بان الاتحاد السوفيتي غزا السعودية ماهو موقفكم من ذلك ولديكم اتفاقية صداقة ؟ فكان جوابه رحمه الله بلا تردد ولامجاملة حيث قال : - سيكون أول جندي عراقي في ارض السعودية لمقاتلة الاتحاد السوفيتي إذا غزا الأرض السعودية ليس دفاعا عن النظام إنما دفاعا عن الأرض العربية والإنسان العربي .

 

وما أشبه اليوم بالبارحة أن رسالة قائد الجهاد للشعب العربي الليبي هو الدفاع عن وحدة ليبيا أرضا وشعبا وخيرات وكذلك الحال الدفاع عن وحدة اليمن والبحرين والسعودية وكل قطر عربي وهذا هو خط احمر للبعث لمواجهة أي تفتيت أو انفصال وبالتالي انطلقت الرسالة من الحق حيث قال إمام العارفين وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( الحق مقياس الرجال وليس الرجال مقياس الحق ).

 

ماسر وجوهر لقاء شافيز وكاسترو وعزة إبراهيم الذين كانوا أكثر وضوحا بالدفاع عن ليبيا وقيادتها الوطنية , ماذا يريد شافيز من ليبيا؟ هل يريد نفطا ومالا من القذافي ؟ وهو الجالس على ثروة نفطية .

 

إذن لقاء شافيز وكاسترو وعزة إبراهيم واورتيغا التقت لان قلوب الأخيار تلتقي كلقاء ماء المطر بالنهر, وقلوب الأشرار تختلف كاختلاف البهائم وهي تأكل من حضيرة  علف واحدة . أليس المطلوب من مثقفينا بعدم التسرع بإصدار الإحكام العامة على الإحداث من خلال الإعلام المعادي ريثما يتبين على الملا هوية القائمين على التظاهرات الشعبية المزعومة في ليبيا. كما أن القيادة القومية للبعث أصدرت بيانا واضحا وصريحا بإدانتها ( لمحاولات الاستغلال الأمريكي للإحداث العاصفة وزج الأمم المتحدة لتكرار سيناريو احتلال العراق  في ليبيا باستغلال الأخطاء والسلبيات التي اقترفها نظام القذافي لتفرض أمريكا مشروعها لتقسيم ليبيا إلى ثلاثة كيانات حتى تضمن الشركات الأمريكية السيطرة على النفط والغاز وتوسيع مجال حماية الكيان الصهيوني في فلسطين وفرض الهيمنة الكاملة على الوطن العربي ) .

 

إن الاستقواء بالقوى الامبريالية الأمريكية والغربية والإيرانية علنا أو سرا من قبل شخصيات أو أحزاب أو حكومات هو الخيانة الوطنية بنفسها. وليس صحيحا أن نقارن بين معمر القذافي وحسني  اللا مبارك وزين العابدين بن علي فالأخيران عميلان صريحان للامبريالية وأي بديل لهما أسوا منهما بالنسبة للتبعية  الأمريكية الصهيونية , فحسني كنز فقدته إسرائيل, وهذا لايعني أن العقيد القذافي ليس لديه أخطاء وخطايا وسلبيات في مسيرة الأربعين عاما وبالمقابل لايحق لنا أن ننكر للقذافي لمواقف الوطنية والقومية والثورية التي خصتها الرسالة.

 

ابقي النفط الليبي وعوائده خارج السيطرة المباشرة للامبريالية العالمية

أن القيادة الليبية الوطنية رفضت الدخول في بيت الطاعة للبيت الأبيض

(معمر القذافي تعرض لأكبر عدد من محاولات الاغتيال من قبل أمريكا ووصل الحال أن يقصف منزله بالطائرات في عهد الرئيس الأمريكي ريكان)

أوى المناضلين الشرفاء والمقاومين ووفر لهم الملاذ الأمن من فلسطين حتى العراق.

موقفه الواضح والصريح والثوري من قضية العراق ولا ننسى كلمته التاريخية بالجمعية العامة للأمم المتحدة حيث دافع عن العراق وعن الشهيد صدام حسين ( رحمه الله) وحذر حكام العرب بقوله ( دوركم قادم لتكرار تجربة إعدام صدام حسين وتصفية قيادته بالكامل )

تمتلك ليبيا مايزيد عن 200 مليار دولار في خزينتها كما أنها البلد الوحيد غير مديونة

 

وأخيرا وليس أخرا دعا الرفيق المجاهد عزة إبراهيم برسالته الأخ القذافي بقوله( ادعوا الأخ القائد معمر القذافي ولتفوفيت الفرص على الأعداء , لتلبيت مطالب الجماهير البريئة من دنس التأمر والمؤامرة أو المظلل بهم من قوى الاستكبار والاستعلاء والظلم والطغيان والى المزيد من الوعي والحذر ياجماهير امتنا لمايحاك لامتنا في الخفاء من تأمر خطير يهدف إلى تمزيق الممزق من أرضها وتفتيت المفتت من شعبها ونهب خيراتها واستعباد أبنائها ومنعها من أي محاولة للنهوض والتطور ) حيث اصدر الأخ معمر القذافي عددا من القرارات والإصلاحات امتصت حالة الاحتقان لمن كانت لديهم مطاليب مشروعة . ومن هذه القرارات زيادة القدرة الشرائية للمواطنين حيث منح مبلغا ماليا قدره 500 دينار ليبي شهريا لكل بطاقة عائلة  وأيضا الإلغاء الفوائد على القروض وفتح المجال للباحثين عن العمل وغيره من القرارات التي اتخذت مؤخرا من إصلاحات اقتصادية. وبالتالي ضيع الفرصة على أعداء ليبيا الذين أرادوا خطف الهبة الشعبية السلمية غير مسيسة في المناطق الشرقية, وظلوا يطالبون التدخل الأجنبي لتدمير بلادهم بحجة التخلص من القذافي, واليوم أدرك الشعب الليبي البطل أكثر وضوحا  ويترحمون للشهيد صدام حسين رحمه الله عندما عرفوا كذبة مايسمى المعارضة العراقية والمنصبة من الاحتلال ويقولون :( نار القذافي ولا جنة هؤلاء الخونة ) .

 

 





الاثنين٠٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة