شبكة ذي قار
عـاجـل










للحضور في ساحة التحرير للتظاهر بيوم المعتقل العراقي يوم الجمعة الماضية 18/3/2011 كان يتطلب منا عبور جسر السنك الذي منع عبور المركبات عبره إلى جانب الرصافة بينما أصطف العشرات من الجيش و الشرطة عند مداخله لتفتيش كل الأشخاص الذين يحاولون عبور هذا الجسر مشيا على الإقدام و من ساحة السنك إلى ساحة التحرير و عبر أي شارع مؤدي لها يعترض المارة عشرات حواجز التفتيش و يتعرضون في كل حاجز منها للتدقيق وأ سماعهم بعض الكلمات و التي هي شبه همس في الأذان ( شموديك للساحة ؟؟ ) مما يزرع الخوف و الرعب لدى المواطن حيث سيعتقد أن هناك أمرا مدبرا ضد المتظاهرين و قد يعدل عن رأيه في المشاركة .


في تمام الساعة العاشرة صباحا كانت ساحة التحرير تحتضن عدة مئات من المتظاهرين ترفع صورا للمعتقلين و شعارات تطالب بإطلاق سراحهم و تواجدت في الساحة عدد كبير من النساء يحملن صور أبنائهن أو أزواجهن و أخوتهن المعتقلين لدى سجون الحكومة السرية منها و العلنية بينما اصطفت طوابير من قوات مكافحة الشغب على الجسر الجمهوري و الذي منع المرور عبره نهائيا و على طول شارع الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير بساحة ألسنك و قوات أمنية كبيرة من الشرطة و الجيش في شارع السعدون بالمنطقة الممتدة من ساحة التحرير حتى ساحة النصر و كانت جميع مداخل الأزقة مقطوعة و بالعجلات و الأسلاك الشائكة .. و في ساحة الطيران كانت الإجراءات الأمنية شديدة و تكدس إعداد كبيرة من قوات الأمن و تواجد أعداد من سيارات الإطفاء لغرض استخدامها لتفريق المتظاهرين .


و بالرغم من هذا كله فأن جموعا كبيرة مستمرة بالتقاطر إلى ساحة التحرير و الانضمام للمتظاهرين وكانت تسير الأمور بكل أمن و يسر تحت رقابة أعداد كبيرة من رجال الأمن بالملابس المدنية و المتواجدون بين المتظاهرين .


و بعد وقت ليس بالقصير كانت مجموعة من الشباب و الرجال و عدد من النسوة بتقدمهم رجلا دين دخلوا الساحة من جهة ساحة الطيران و هم يهتفون ( آل سعود بره بره البحرين تبقى حرة ) مما أغاض المتظاهرين المتواجدون في الساحة و الذين يطالبون بحقوق مواطنين اغتصبت حقوقهم و دنست كرامتهم يتعرضون إلى أبشع صنوف التعذيب على أيدي سجانيهم في السجون السرية و العلنية التابعة لحكومة وضعت الشعب كله في سجن كبير بسبب رغبات جهات أجنبية و إقليمية و استباحة الدم العراقي وتعرض أبناء العراق إلى حملات تصفية رهيبة لم يشهد لها التاريخ مثيلا عبر صفحات الإجرام المتعددة و أساليب وحشية منها التفجيرات و الاغتيالات بالعبوات الناسفة أو أسلحة كاتمة للصوت على أيدي مجرمي فرق الموت الممولة و المدعومة من نظام أيران الفاشي ..


فما كان من المتظاهرين إلا مجابهة هذه الهتافات الموالية للنظام الإيراني بهتافات تؤكد على ولائهم التام للعراق و تمسكهم بعروبتهم و انتمائهم لهذا الشعب و دفاعهم عن أبنائهم من خلال التظاهر لرفع الضيم عن شريحة كبيرة من أبناء هذا الوطن المحتل وهم المعتقلون و عوائلهم .. ومن هذه الهتافات و التي كانت شديدة و مدوية ( إيران بره بره بغداد تبقى حرة ) و ( بص شوف أنعل أبو إيران لا بو أمريكا ) و اشتد الجدل بين المجموعة المؤيدة لإيران وما يسمونه بالشعب البحريني وبين المتظاهرين في ساحة التحرير مما أدى إلى تحول جميع الهتافات لصالح العراق و قضية شعبه و أفشال محاولة حرف اتجاه هذه المظاهرة عن أهدافها في المطالبة بإطلاق عشرات الآلاف من السجناء و المطالبة بتوفير الخدمات الى موضوع خارجي يناصر تآمر النظام الإيراني على مملكة البحرين الشقيقة و خابت آمالهم .


بعد ذلك أنفصل هؤلاء المتظاهرون في ساحة التحرير عن هذه المجموعة و تركت لوحدها في الساحة خائبة بينما أخذت الهتافات ترتفع للمطالبة بحقوق السجين و المطالبة بإطلاق من لم تثبت إدانته بالجرم بحق أبناء العراق .


و عندما وجدوا أنفسهم في هذا الموقف المحرج خرج رجلي الدين و معهم بعض الإفراد من الساحة و انظم الآخرون إلى المتظاهرين ... و لتستمر التظاهرة كما كان مقررا لها .

 

 





السبت١٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة