شبكة ذي قار
عـاجـل










شغلتنا الأحداث المتسارعة – ولكنها لم تنسينا أبدا والله - التي وقعت ولا تزال في قلب العالم العربي عن حدثين مرا في العراق: الأول كان ذكرى جريمة ملجأ العامرية وشهداؤه الأبرار، والثاني جريمة عدوان التحالف الثلاثيني الكسروي المجوسي المجرم على رجالنا المنسحبين من أرض كاظمة والعائدين إلى الوطن، حيث غدرت بهم تلك القوات المجرمة، وراحت تقصفهم بالطائرات والصواريخ وهم الذين كانوا عزلا غير مسلحين .. فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم شهداء ملجأ العامرية الأبرار ويسكنهم فسيح جناته، وأن يرحم شهداء الجيش العراقي العظيم الذين دافعوا عن الوطن أيام العدوان الثلاثيني الكسروي المجوسي  المجرم .. أما إني أقرن المجوس وأعتبرهم متحالفين مع من تحالفوا في حفر الباطن، فهذا شيء مؤكد ولا جدال فيه .. صحيح لم يرسلوا خنازيرهم إلى حفر الباطن، إلا أن التأييد كان منقطع النظير ولا حدود له، وبدأ دور خنازيرهم حين انتهى أولئك الأوغاد ..

 

المهم .. سنعود في مقال لاحق إلى الدور القذر الذي لعبه خنازير الفرس حين دنسوا جنوبنا الحبيب في تلك الأيام العصيبة ..

 

لفت نظري هذه المظاهرات التي قام بها أبناء الشعب العراقي ضد هذه الشرذمة المتسلطة على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر .. صحيح إن شعبنا قام وثار ضد هذه الشرذمة العميلة الحقيرة، بعد الثورات التي شهدها العالم العربي، إلا أنها وبكل محبة واعتزاز بشعبنا العظيم تعتبر ثورة متأخرة بعض الشيء وكان يجب أن يسبق الشعب العراقي الجميع، ولن أزيد على هذا حتى لايقال أنني أزايد على شعبنا العظيم وأنا المقيم خارج أرض الرافدين الطاهرة ..

 

هناك سؤال بريء يدور بخلد كل عراقي منصف وكل عربي منصف أيض .. وهو أن العراق شهد قبل الاحتلال حصار إجراميا جائرا أتى حتى على أقلام الرصاص التي يستخدمها التلامذة في المدارس .. حصار اضر بالحرث والنسل واصاب الزرع والضرع وتسبب بالأمراض المزمنة .. هذا عدا عن العدوان الاجرامي اليومي الذي كان يوقع الشهداء تلو الشهداء .. وكان المعيشة صعبة على الجميع .. ناهيك عن التوتر الذي اصاب كل عراقي نتيجة الحصار العربي والدولي والوضع الذي كان يمر فيه البلد، ولن نتحدث عن سرقات النفط العراقي والاموال العراقية تحت ما يسمى تعويضات وبرنامج النفط مقابل الغذاء وغير هذا كله .. يعني بالمختصر مر العراق بمرحلة عصيبة في تاريخه لم يشهدها من قبل ..

 

لكن مع كل هذا، وكل هذه الفترة العصيبة التي مرت على العراقيين جميعا بدون استثناء، لم يشهد العراق اي مظاهرة ضد قيادة الشهيد صدام وإخوانه في تلك الفترة، لم نشهد هذه التذمر الذي نشهده حاليا، لم نشهد هذا السخط العارم من جانب العراقيين، لم نشهد سوء الخدمات ودمار البنية التحتية الموجودة حالي .. لم نشهد هذه الشعارات التي ترفع في كل مكان تطالب هذه الشرذمة بالعودة الى ديار النجاسة والحقارة المجوسية الخمينية الكسروية من حيث أتت ..

 

بل على العكس كان الشعب العراقي - وبكل تأكيد – شعبا متماسكا متلاحما متعاطفا ومواليا لقيادة الشهيد صدام .. فقد كان العراقي يدري أن هذه القيادة مستهدفة استهدافا إجراميا حقيرا حاقدا أمريكي صهيوني صفوي، وكان يدري أن هذه القيادة تقف حاجزا منيعا ضد مخططات هذا المكعب الاجرامي الحاقد، وكان يدري أن الشهيد بشخصه واخوانه مستهدفون صهيونيا وصفوي .. وكان يدري أن العراق بشكل عام يعتبر جمجمة الأمة العربية وأن احتلاله وتدميره سيعني بالتالي احتلال العرب وتدميرهم بمؤامرة صفوية صهيونية حاقدة .. وكان العراقي يعي أن جيش العراق هو جيش الامة العربية ورجاله هم أحفاد القادة العظام من أيام القادسية الأولى إلى القادسية الصدامية الثانية، وأن هذه الجيش يشكل كابوسا مرعبا للصهاينة والصفويين ..

 

لذلك كله كان الشعب العراقي يخرج بمظاهرات نعم .. لكنها كانت مظاهرات تنديد بالعدوان الامريكي البريطاني، وكان يخرج بمظاهرات تأييد للقيادة الوطنية الشريفة يعبر لها عن الولاء والمحبة والاعتزاز بالشهيد صدام وإخوانه الابرار الكرام ..

 

-  كانت القيادة في تلك الأيام قيادة عراقية خالصة محبة للوطن والمواطن، ترفع الشعب العراقي على أكتافها وتعتبر خدمة الشعب من أولوياته ..

 

-  كان الوزراء العراقيون من أصحاب الكفاءة والخبرة والثقافة العالية الراقية المحترمة، وكانوا يقسمون على خدمة العراق والعراقيين .. وكان العراقي يفتخر بمعظم هؤلاء الوزراء الذين لا مثيل لمعظمهم بين الوزراء العرب .. وبكل فخر أقول هذا الكلام .. ويكفينا وجود طارق عزيز من ضمن تلك المجموعة الشريفة الكريمة .. مع الاحترام والتقدير للباقين، وخاصة لمن بقي على العهد ولم يبع دينه ووطنيته لقاء حفنة من المال الزائل أو بعض من الجاه الزايف المزيف ..

 

-  كانت القيادة والمسؤولين يخففون قليلا عن الشعب أيام الحصار، ويوما ما فتح الشهيد رحمة الله عليه أبواب القصور أمام المواطنين وهي التي لم تغلق أصلا، بل كان المواطن العراقي باستطاعته مقابلة الشهيد متى ما أراد ذلك .. وهي حقيقة وليست مبالغة ..

 

-  رغم الحصار ورغم شحة المصادر ورغم العدوان اليومي، إلا أن الحياة كانت تسير بشكل طبيعي، والخدمات متوفرة قدر الإمكان وقدر المستطاع، والبنية التحتية أعيد بناءها بشكل ملحمي أذهل الأعداء قبل الأصدقاء والمحبين .. كان التذمر موجودا نعم .. لكنه تذمر من العدوان، ومن ظلم ذوي القربى الذي كان أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ..

 

- لم يستطع ولا كلب مجوسي صهيوني صفوي حقير أن يجد دولارا واحدا بإسم الشهيد صدام رحمة الله عليه أو بإسم أولاده الشهداء رحمة الله عليهم .. علما أن الشرذمة الصفوية الصهيونية صدعت الدنيا بما يسمى "مليارات صدام" في بنوك أوروب .. ومثلما الحديث عن الاموال .. كذلك الحديث عن العقارات .. فأين ما يسمى القصور في فرنسا واسبانيا والنمسا وغيرها!!!! كلها أكاذيب صفوية صهيونية ..

 

لكن لو تحدث العراقي عن الوضع الآن فما الذي سيقوله ؟ ربما لا داعي لتكرار ما سبق وقيل على كل لسان وعلى كل موقع وعلى كل فضائية ووسيلة إعلامية .. أن هذه الشرذمة الحقيرة المتسلطة على رقاب العراقيين هي ليست عراقية، وأن كانت عراقية، إلا أن دماءها اختلطت بالدماء المجوسية النجسة فتحولت إلى ناطق بإسم حوزة العار والدعارة في قم المنجسة .. وتحول أفرادها إلى عصابات ارهابية ترهب المواطن العراقي وتروع الآمنين وتسرق وتنهب وتهلك الحرث والنسل تنفيذا لمؤامرة صفوية كسروية مجوسية خمينية صهيونية تريد إعادة العراق إلى الوراء انتقاما منه وهوالذي كسر شوكة الفرس وأذلهم ودعس رجاله على رؤوس حاخاماتهم ومرغها في الوحل مرات ومرات ..

 

لم يكن غريبا أن يزأر الشعب العراقي العظيم بوجه هؤلاء الأوغاد ويثور ضدهم ويرفع الشعارات التي تنادي بتطهير العراق منهم وممن يدعمهم ..

 

الآن وقد عرفت أيها العراقي معدن الرجال الذين كانوا يقودون العراق العظيم، وعرفت نوعيتهم وإخلاص الكثيرين منهم، وأنهم كانوا حريصين على خدمة كل عراقي من الشمال إلى الجنوب .. وقد عرفت أيضا أن معظمهم لم تكن له تلك الاموال والعقارات والاستثمارات هنا وهناك، وان معظمهم لم يسرق ولم ينهب ولم يدمر ولم يخزن الأرصدة في بنوك أوربا وأمريك ..

 

ثم ..

 

قارنت – ولا مجال للمقارنة أبدا – بينهم وبين هذه الشرذمة النجسة التي امتلأت جيوبها وارصدتها من أموال العراق والشعب العراقي، وراحت تشتري العقارات هنا وهناك مستندة إلى ما يسمى مرجعية صفوية حقيرة نجسة .. لاهم لهؤلاء إلا السرقة والنهب والتدمير والترويع والقتل ..

 

ما عليك سوى الوقوف بوجه هؤلاء الأوغاد – إن كان باستطاعتك ذلك – وبأي وسيلة كانت .. من أجل تطهير العراق منهم ومن نجاساتهم وقذاراتهم .. حتى يعود العراق العظيم حرا كريما قويا شامخا كما كان .. وما ذلك على الله بعزيز ..

 

الله يرحم روحك الطاهرة يا صدام .. ويرحم أولادك وحفيدك .. ويرحم رفاقك جميع .. ويجعلكم جميعا في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق .. والله إن العراقي والعربي الحر ليفتخر ويرفع رأسه فخرا وعزا بالله أول .. ثم بهذا القائد .. وهؤلاء الرجال الاشراف الشجعان الذين كانوا محيطين به .. فقد عاشوا كبارا واستشهدوا كبار .. وكانوا نظيفي الخلق واليد في حياتهم ..

 

عاشت المقاومة العراقية البطولية الباسلة بقيادة الامام المجاهد أبوأحمد الدوري وأخوانه الابطال ..

المجد لرجالنا المرابطين في عرين الشرف .. الصابرين في سجون الشرذمة الصفوية الصهيونية الكسروية الخمينية ..

الله اكبر .. الله اكبر .. وعاش العراق وعاشت أمتنا العربية حرة أبية .. وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر الى البحر ..

 

رفعت الأقلام وجفت الصحف ..

 

* * *

  

في مثل هذا اليوم كانت قواتنا المسلحة الباسلة البطلة وشعبنا الابي الصابر المجاهد يسطرون ملاحم الحواسم الخالدة ويتصدون بشجاعة وبسالة وعنفوان للشرذمة الصفوية الصهيونية الصليبية المغولية التي اعتدت على العراق العظيم ..

 

 





الاثنين١٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة