مظاهرات ، هتافات ، تهديدات ، مسدسات ( صدئة ) تلّوح في الهواء ، هجمات على القنصلية التركية والشيوخ جهزوا أنفسهم وأبناءهم لمقاتلة القوات التركية وطردها من العراق ، بالمناسبة .. ظاهرة التلويح بالمسدسات رأيناها مرة واحدة من قبل ، عندما تظاهر ( الجماعة ) ضد قناة الجزيرة لأن ضيف برنامج الاتجاه المعاكس"فاضل الربيعي" سأل "أين السيستاني في ظل هذه الظروف"؟!،

لكن عندما يسخر برنامج أمريكي من "السيستاني" ويصفه بمستشار مجلة "Playboy" الاباحية ، ( الجماعة ) يخفون مسدساتهم ويخرسون ، اليوم تتكرر نفس الحالة ، جيش القدس والاطلاعات الإيرانية في العراق على عينك يا تاجر ، و"الولي الفقيه" يتحكم بدولتهم ، ويدخل في كواليس حكومتهم ( طول بعرض ) ، وبين الحين والاخر نسمع مسؤول إيراني يصرح عن نفوذ إيران في العراق ، لكن ( الجماعة ) لاحس لانفس ، لامسدسات ولاحتى ( مصيادة ) !!، وعندما أحتل 11 جندي إيراني حقل الفكة العراقي أختفت الهتافات والتهديدات التي نشهدها اليوم ، ولم نرى وجوه شيوخ الغبرة عابسة متوعدة!!، فقط مطالبات خجولة ( مع ابتسامات ) بإتباع الطرق الدبلوماسية للتفاهم مع ( الجارة إيران ) !!،

وللإمانة هناك جهات ضعيفة مهمشة طالبوا بالتحرك لطرد الايرانيين من حقل الفكة ، إلا إن موقفهم لم يعجب البعض ، حتى إن "موفق الربيعي" وصف موقفهم بـ ( العنتريات ) !!، لكن اليوم عندما يكون المقصود ( عثماني ) وليس ( صفوي ) لاتوصف المواقف بالعنتريات أو الهرقليات!!، طيب .. لماذا لم تثار مسألة وجود القوات التركية في شمال العراق من قبل؟!، السبب معروف ، لأن اليوم هناك أزمة بين روسيا وتركيا!!،

وطبعا إيران أرسلت أوامرها لعملاءها ليثيروا الموضوع ضد الاتراك لصالح روسيا!!، و ( الجماعة ) حالهم من حال حكومتهم ، صماً بكماً يؤمرون وينفذون ، وحتى لا يفهم البعض موقفنا بالخطأ ، نحن لا نريد أن يكون لتركيا أو غيرها نفوذ أو تواجد في العراق مثل إيران ، ولا نؤيد أي تدخل خارجي ، لكننا نستغرب هذه المواقف المتناقضة ، والكيل بمكيالين ، لماذا لاتكون المسافة واحدة من الجميع ، إليس العراق واحد ، والدخيل واحد ، لكن مع الاسف ( الجماعة ) تركوا أنفسهم للطائفية ليكونوا "حصان طروادة" الذي سهل للفرس نفوذهم في العراق.

بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
alhashmi1965@yahoo.com
١٤ / كانون الأول / ٢٠١٥