شبكة ذي قار
عـاجـل










اختلفنا مع العقيد القذافي يوما ما، وكما يقال في لغة العرب العامية " زعلنا منه .. وغضبنا" وخاصة حين موقفه المؤسف أيام العدوان المجوسي الخميني الكسروي على العراق العظيم .. لكن تلك أيام انقضت .. والعراقي الحق لا يحمل الحقد تجاه العربي .. ما بالك والرجل كان له موقف مشهود من على منبر الأمم المتحدة تجاه العراق وشهيد العراق .. هذا عدا عن موقفه أمام مؤتمر القمة العربي، وخاصة كلامه المشهور في قمة دمشق ..

 

فإذن .. لابد من كلمة صادقة، ولابد من عدم الالتفات كثيرا لما تقوله وسائل الاعلام الحقيرة المستعربة عن الأحداث في ليبيا، وهي التي وقفت ضد العراق يوما ما، ولازالت ضد مقاومتنا البطولية العظيمة الباسلة، هذه القنوات النجسة ذات الميول الصفوية الكسروية الخمينية الحقيرة التي ساهمت إعلاميا بالعدوان على العراق وهللت وطبلت وزمرت حين تدنيس الدبابات الصهيوصفوية أمريكية لبغداد العظيمة ..

 

من قلب الحدث، ومن قلب طرابلس العرب - وليس الغرب – كان المشهد مأساويا للغاية، فأمر محزن ويدمي القلب ايضا حين ترى إخوة عرب ومن نفس البلد يتقاتلون على لا شيء .. ما يذهل في الأمر ويصعق هذه الشماتة العربية، سواء من الاعلام العربي، أو، مما يسمى بالجامعة العربية لما حدث ويحدث في ليبيا وللعقيد القذافي شخصي .. وكذلك هذا التسابق العربي على فرض الحصار على ليبيا وفرض ما يسمى منطقة حظر الطيران، والتهافت على ما يسمى بالأمم المتحدة من أجل اسقاط الشرعية عن نظام العقيد القذافي، والاعتراف بهذا المجلس الذي تأسس نيابة عن الدولة وأجهزته ..

 

لاشك أن هناك ما يشبه التشابه بين ما حصل للشهيد صدام رحمة الله عليه وما وقع عليه من جور من قبل الاعلام  المستعرب العميل ذو الصفحات الصفراء، وما بين يحاك حاليا ويقال ضد العقيد القذافي .. طبعا مع الفارق الواسع بين شهيد أزاحه احتلال صهيوصفوي مغولي عن الحكم، وبين زعيم يحاول بعض من أفراد شعبه والغرب بصورة عامة، وبعض العرب بصورة استثنائية خاصة (إكراما لعيون الغرب ولأنهم كرماء جدا في مثل هذه الظروف والمناسبات) إزاحته عن الحكم .. لكن حديثنا من الناحية الاعلامية التي واجهها كلا الرجلين ..

 

-  أولا بالنسبة للممرضة الاوكرانية التي هللت بالحديث عنها الصحف الصفراء المستعربة وجعلت منها نديمة القذافي التي لا تفارقه إلا حين ذهابه للنوم، وجعلت العقيد مغرما بها وبـ " صدرها الممتليء" .. فهذه إنسانة من ناحية الجمال عادية جدا وليس فيها أي شيء مميز بالحقيقة، وليست مثل باقي فتيات اوروبا الشقراوات الجميلات الحسناوت ذوات الطول الفارع والشعر الطويل والوجه الحسن .. بل على العكس كانت الممرضة جالينا إنسانة عادية .. وبعض الصحف نشرت لها صورة غير صورتها الحقيقية .. والواقع أن صحيفة القدس العربي نشرت صورة من النت لفتاة جميلة جدا، فتناقلت هذه الصورة الصحف والمواقع .. بينما الحقيقة تقول إن الصورة  ليست لتلك الممرضة التي كانت ترافق العقيد أينما ذهب وحل ..

 

-  أمر طبيعي وعادي وربما – لازم لدى البعض – أن يلجأ الانسان طبيا إلى من يفهمه ويرتاح له، وكم من مرة شاهدنا إناسا من الجنسين لا يقبلون اي ممرض أو ممرضة لضرب إبرة مثلا أو قياس ضغط أو حرارة إلا إذا كان فلانا بعينه أو فلانه بذاتها دون غيره .. فلماذا الاستغراب من مرافقة تلك الممرضة للقذافي طالما تعرف جدوله اليومي وطالما تعرف ما الذي يتوجب عليها القيام به من الناحية الطبية؟؟؟ ثم ليس القذافي وحده من ضمن الزعماء العرب من لديه مثل هذه الممرضة .. فكلهم لديهم جالينا ولكن بأسماء مختلفة .. وهذا ليس عيبا بالمناسبة ولا يدعو يعني للكثير من القيل والقال والجدل وكثرة الكلام .. يعني لا أدري لم تضخيم هذه المسألة التي لا تحتاج أصلا لكل هذه الضجة الإعلامية " المغرضة"!!!

 

-  كان لافتا للنظر هذا الموقف الإعلامي الحقير تجاه ليبيا وتجاه العقيد القذافي شخصيا، ولم نكن نعلم أبدا أن قناة الجزيرة و" قطر " حريصين كثيرا على العرب وعلى أرواح العرب حتى يقوموا بهذه التغطية الكاذبة في معظمها، وحتى يروجوا هذه الأخبار التي لا اساس لمعظمها من الصحة .. ما كانت الغاية من وراء هذا إلا تسجيل سبق إعلامي أو ضغينة شخصية تجاه القذافي نفسه .. ونفس الأمر ينطبق على قناة العبرية ..

 

-  كم كان الشاعر العربي صادقا حين قال: وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند .. والله إن المرء ليعجب ويذهل ويصعق حين يقرأ خبرا يقول أن الدول العربية تطالب بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبي .. حماية كما قالوا لأرواح الليبيين!!! والسؤال البريء الذي يطرح نفسه: أين كانوا حين كانت الطائرات الصهيوصفوية مغولية تعتدي على بغداد وباقي مدن العراق منطلقة من قطر ومشيخة آل الانبطاح ؟؟ يعني هل تحركت فيهم النخوة فجأة على شعب ليبيا وحين العدوان اليومي على العراق لم يكن فيهم نخوة ؟

 

-   ايضا .. سيصاب المرء بالدهشة وهو يشاهد القنوات الفضائية المستعربة وقد وضعت خلف المذيع صورة العلم الليبي القديم!!! وراحت تتفنن في إطلاق المسميات والأوصاف والنعوت على أشخاص يقابلهم المراسل في شارع هنا وفي حارة هناك .. فهذا قيادي .. وهذا زعيم .. وهذا متحدث بإسم جماعة .. وهذا منشق .. وهذا خبير .. ولا أدري من أين اخترعوا المسميات تلك!! والله إن المرء ليكاد يصاب بالجنون من هذا الذي يحدث!!! قنوات إعلامية حقيرة مستعربة عميلة تقسم بلد ما زال موحد .. وتخلع زعيما ما زال رئيسا لبلده .. وتلفق أكاذيب لا أساس لها من الصحة على أمر لم يحدث!!

 

- كذلك .. سمعنا وقرأنا عن مسميات جديدة .. فالجيش الليبي الذي يعتبر من جيوش الأمة العربية وفيه كفاءات عسكرية تحول إلى " كتائب القذافي" و " قوات القذافي " .. وصار الخبر يذاع على شكل حرب بين الثوار وبين قوات القذافي ؟؟!!! وتأتي الطامة الكبرى حين تسمع خبرا يقول " تطهير المدينة من قوات القذافي"!!

 

-  ثم هناك قصة المليارات والتي لا ندري مدى صحته .. واللافت للنظر في أمر هذه المليارات أنه لم يكن هناك حديث عنها حين كانت الامور مستببة في ليبي .. لكن كثر الحديث عنها في هذه الأيام والغاية والهدف أعرف من أن يعرف .. أو كما يقال: المشهور أقوى من المذكور .. ببساطة يريدون تأليب العرب جميعا على العقيد القذافي واظهاره بمظهر الشخص الذي يكدس المليارات في أوروبا بينما يعاني شعبه ما يعاني .. وهذه تشبه الكذبات التي راجت حول الشهيد صدام الله يرحمه وحول نجليه، والزعم بأنهم يملكون المليارات في بنوك أوروبا وأمريكا وبيروت .. ثم تبين كذب هذا الزعم .. وأقول في هذه المناسبة .. لا أدري حين تطهير العراق من دنس الاحتلال ومن الشرذمة التي جاءت تحت بساطير المحتل الصهيوصفوي، ما الذي سيقوله الاعلام المستعرب المنافق عن المليارات التي تمتلكها هذه الشرذمة الصهيوصفوية وماذا عن العقارات المنتشرة في أرجاء أوروبا وبعض مدن الوطن العربي !!!!

 

- بالله عليكم أيها الليبيون وأنتم أدرى بوضعكم مع رئيسكم .. أيهما أفضل لكم، سابق .. قبل حدوث هذه التحركات في بعض المدن الليبية .. حيث كانت بلادكم آمنة مطمئنة .. أم الوضع الحالي حيث ليبيا تواجه خطر التقسيم وما يسمى الصوملة (نسبة للصومال) .. هل كانت بلادكم تتعرض لما تعرضت له أمس واليوم من غارات بواسطة الطائرات الغربية ؟؟

 

أقول لإخواني الليبيين في ذكرى ايام العدوان على العراق العظيم .. ليس لكم أيها الأخوة الليبيون سوى مقارعة الاستعمار القادم إلى بلادكم، والذي لا يريد إلا النهب والسلب والسيطرة على النفط ..

 

ووالله والله ..

 

 لو لم يكن هناك نفط في بلادكم، لما التفتت اليكم لا ما يسمى بالامم المتحدة ولا حتى أصغر دولة من دول العالم .. وأكبر دليل على هذا أنه حدث بجواركم في افريقيا، وفي تسعينيات القرن الماضي حرب أهلية مروعة في بلد اسمه رواند .. راح ضحية تلك الحرب مئات الألوف من اهل ذلك البلد .. ولم يتدخل الغرب إلا حين فاضت الدماء وصارت أنهارا وعلت الاصوات من هنا وهناك تطالب بوضع حد للدماء المنهارة وكأنها صنبور مياه تخربت أنابيبه ..

 

إنظروا ايها الاخوة لما يحدث في اليمن العزيز الشقيق .. نفس ما يحدث في بلادكم .. لكن الغرب لم يتدخل إلى الآن .. لأن اليمن بلد فقير لايوجد فيه بترول ولا يوجد فيه معادن أو ثروات في باطن الأرض .. بعكس بلادكم الزاخرة بالنفط والمعادن الثمينة .. لذلك تكالبت عليها الأمم الغربية وساعدتها بعض البلدان العربية .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .. وآخ ثم آخ ثم آخ .. ما أشطرهم وما أفلحهم في إعانة العدو على الأخ ..

 

آخر كلمة أقوله .. حين اندلعت الحرب في يوغسلافيا السابقة بين البوسنيين  والصرب (في أوائل تسعينيات القرن الماضي) .. وارتكب الصرب من الفظائع والجرائم ما ارتكبوا بأهل البوسنة .. خرجت إحدى كبريات الصحف الأمريكية بعنوان لافت للنظر على غلافها كان يقول:

 

ماذا لو كان هناك نفط في سراييفو ؟؟؟

 

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم  أن يلهم آهل ليبيا طريق الصواب ..  

 

 

* * *

 

في مثل هذا اليوم كانت قواتنا المسلحة الباسلة البطلة وشعبنا الابي الصابر المجاهد يسطرون ملاحم الحواسم الخالدة ويتصدون بشجاعة وبسالة وعنفوان للشرذمة الصفوية الصهيونية الصليبية المغولية التي اعتدت على العراق العظيم ..

 

 





الاثنين١٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة