شبكة ذي قار
عـاجـل










كما توقعنا في مقالتنا السابقة التي كانت حول رسالة القائد عزت الدوري الى الأخوة في ليبيا , جاء السيناريو مطابقا لما حصل في العراق , حيث بدأ العدوان الامبريالي الصهيوني الغربي وبمعاونة بعض الاقزام الذين ينسبون للعرب والعروبة والاسلام منهم براء , لماذا ؟ لانهم يريدون حماية المواطنين الليبيين من جور النظام وقسوته , بعد ان لم يجدو غطاء كموضوع الكويت وأسلحة الدمار الشامل في العراق , ولكن الاهداف واضحة في ليبيا فهي قطر عربي مساحته ( 1750000 ) كم ولها ساحل بحري يبلغ 2000 كم تقريباً وفيها احتياطات نفطية وغازية كبيرة ولذلك يجب ان تحتل ويطاح بنظامها ويتم تصنيع نظام جديد على نمط النظام العميل الموجود في العراق وسيجدون او يكونوا قد هيئوا عملاء مثل الطالباني والجلبي والمالكي والجعفري ومن لف لفهم , فالغرض هوالسيطرة على البترول وتقسيم هذا القطر العزيز الذي يتميز بصفاء عروبته واسلامه .


أيها العرب ...
ان الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو قريبة اذ انها ستكون في عام 2016 م , ومن المحتمل ان تكون قد تضمنت بنداً سرياً يحدد لها زمناً او امداً لكي تولد مجدداً وقد يكون الموعد النهائي هو ذكراها المئوية , لكي تستكمل صفحة جديدة من التقسيم لتجزئة ما جزئ قبل مائة عام , لتتوالد انظمة اصغر من الكيان الصهيوني او بحجمه وحجم اقزام الخليج الذين يشاركون في العدوان على ليبيا اخزاهم الله في الدنيا والاخرة , وهكذا فان المخطط الجديد الذي اسمته الادارة الأمريكية بالفوضى الخلاقة يعتمد على ما يأتي :-


1- يقوم النظام الفارسي الصفوي بتحريك الورقة الطائفية في الاقطار العربية التي يعمل عليها منذ مجيئه للسلطة عام 1979 ضمن مايسمى تصدير الثورة .
2- دفع بعض التنظيمات التي تتخذ الاسلام كغطاء للتعبئة في خدمة المشروع الشرير .
3- استخدام العناصر المعارضة التي تقيم في امريكا والغرب والتي جند معظمها منذ ازمان بعيدة للتحرك والدعوة لأسقاط الانظمة.


4- استخدام الحملة الاعلامية الضخمة التي تعتمد على الاكاذيب والفبركة والتهويل لتضليل الرأي العام العالمي والعربي من خلال وسائل الاعلام المختلفة ولاسيما القنوات الفضائية وعلى الصعيد العربي تقوم قناة الصهيونية ( العربية ) وشقيقتها في العمالة قناة الرذيلة ( الجزيرة ) والقنوات التابعة لحكومة الاحتلال في العراق بتجنيد كل امكانياتها من اجل خلق الفتنة والتاثير في البسطاء من الناس .


5- استخدام بعض المنظمات ( العربية ) كالجامعة ( العربية ) ومجلس التآمر الخليجي , لإصدار قرارات ومناشدات للمنظمات الدولية التي اصبحت واجهات امريكية منذ زمن بعيد لتنفيذ الصفحات العملية من المخطط المطلوب باسم مجلس الامن وغيره .


6- العمل على اثارة النزعات العرقية واستخدامها كوسيلة للتجزئة والتفتيت , علماً ان الوجود الاثني هو مسألة طبيعية في معظم دول العالم تقريباً .


7- استغلال السخط والكراهية لبعض الأنظمة التي قد تعفنت وتجاوزها الزمن ومنها من لا يزال يتعامل مع الشعب بعقلية النصف الأول من القرن العشرين وما قبله ولكن ماتزال الأنظمة الأسوأ لم يحصل لها شيء لأنها ماتزال تقدم خدمات ضمن المخطط الامبريالي الصهيوني ولم يحن القاؤها في النفايات بعد .


أيها الاخوة العرب...
امام هذا الوضع المتردي المتدحرج نحو الهاوية المظلمة نود ان نلفت انتباهكم لما يلي:-


أ‌- لقد تم غزو العراق واطيح بنظامه الوطني باعتباره ظهير الأمه والحارس الأمين لبوابتها الشرقية بوجه الأطماع الفارسية الشريرة والمعرقل للمشروع الامبريالي الصهيوني المسمى بالشرق الأوسط الجديد وغيره, وكان امل الغزاة بأنه سيكون النموذج والمنطلق الذي سيتم على اساسه تفتيت الأقطار العربية بعد تغيير انظمتها , الا ان شعب العراق بقيادة مقاومته الباسلة وقواه الوطنية قد افشل ماخططوا له واجمع على رفض الطائفية والعنصرية وها هو يخرج موحداً من الشمال الى الجنوب رغم البطش والارهاب والتجويع ولم يبق امامه الا القليل ويجهز نهائياً على ما يسمى بالعملية السياسية التي يديرها الاحتلال وبهذا الصدد نعتقد بان حسم الوضع في العراق ممكن ان يكون على النحو التالي :-


أولاً- الاستمرار في تصعيد الثورة الشعبية بوجه الاحتلال وحكومته العميلة في كل مكان .
ثانياً-تجاوز مرحلة الشعارات المطلبية الى الأسباب التي أدت الى تردي الأوضاع وهي المحتلون والعملاء .
ثالثاً-العمل من أجل ما يلي:


- الانسحابالفوري للمحتلين والغاء ما يسمى بالاتفاقية الامنية .
- حل البرلمان واجراء انتخابات نيابية تأسيسية جديدة لا يسمح للأحزاب الطائفية والعرقية والأشخاص الذين اثبتوا فشلهم وعمالتهم بالمشاركة فيها.
- اسقاط حكومة الاحتلال وتشكيل حكومة مؤقتة او انتقالية لغاية اجراء انتخابات وتشكيل حكومة جديدة .
- الغاء دستور الاحتلال واعداد دستور جديد من قبل عناصر وطنية شريفة يقره شعب العراق .


ب- اما لشعبنا في مصر فنقول لاتسمحوا لتضحياتكم ان تذهب سدى , لان ما حصل من تغيير مايزال عند حدود قلة من الأشخاص وما يزال النظام والمنهج قائمان وعليكم ان تتنبهوا لما تقوم به الامبريالية الامريكية من الاعيب ولا تقبلوا ان تكون البدائل مثل عمرو موسى الذي جند ( الجامعة العربية ) لخدمة امريكا والغرب ولا مثل محمد البرادعي الذي كوفئ بمنحه ( جائزة نوبل ) عن دوره الخياني في الأعداد لغزو العراق , وهذا ما يقال كذلك لا خوتنا في تونس .


ج- ندعوا جماهيرنا العربية بكل الأقطار الى التريث ولجم الجموح العاطفي الذي تحركه عوامل عديدة من اجل المطالبة بتغيير بعض الأنظمة دون ان تكون هناك استراتيجية مستقبلية وقيادات تنفذها لان الوضع اخذ يجير لمصلحة المخططات الدولية , ولا نريد ان نكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار ونعود القهقرى الى مرجلة الاستعمار القديم الجديد , علماً ان هذه الدعوة لا تعني التخلي عن ِدورنا كجماهير في تدبير شؤوننا وانتزاع استحقاقاتنا من الأنظمة القائمة مع السعي الى التغيير بكل الوسائل الوطنية المشروعة بعيداً عن التدخلات الأجنبية .


د- بالنظر لما تقوم به قناتاً ( العربية و الجزيرة ) من دور خياني لخدمة المشروع الامبريالي الصهيوني فأنناندعوا الا خوه الشرفاء من العاملين فيهما الى تركهما وايجاد فرص في مجالات أخرى والا فسيكونون مشاركين في الاعمال الخيانية وستحل عليكم لعنة الله وجماهير الامة وسيحاسبون كما يحاسب العملاء .


هـ- ان ما تسمى بجامعة الدول العربية منذ نشأتها لم تقدم شيئاً يعبر عن اسمها وها هي ومنذ عام 1990 جعلها ( النظام المصري ) اداة بيد الامبريالية للتآمر على الاقطار العربية كما حصل مع العراق ويحصل حالياً في ليبيا , ولذلك فلا بد من تحريرها من سيطرة دولة المقر واحتكار الأمانة العامة ومن ثم البحث عن صيغة جديدة للعمل العربي المشترك على اسس قومية صحيحة.


و- التظاهر والاحتجاج والاستنكار وضرب مصالح امريكا والدول المشاركة معها في العدوان على ليبيا , ليس دفاعاً عن القذافي بل دفاعاً عن شعب شقيق يذبح وبلد يدمر ويستباح ولنعتبر مما حصل للعراق اذ ان ما يحصل في ليبيا لا يستهدف القذافي شخصياً اذ لو كان الامر كذلك لما عجزوا عن النيل منه ولكن المطلوب هو ليبيا بما تمتلكه من ثروه نفطية وموقع استراتيجي , وان الامر لا يخلو تماماً من عقاب للقذافي باعتباره أول رئيس او زعيم على مستوى العالم يتجرأ ويهاجم امريكا والغرب في اجتماع الجمعية العامة لأمم المتحدة وبذلك يشكل خرقاً لحاجز الخوف ولم يسبقه الى ذلك الا الزعيم السوفيتي ( خروتشوف ) الذي طرق بحذائه على منبر الخطابة في الامم المتحدة ليوقظ النائمين ويلفت أنتباه العالم الى كون المنظمات الدولية مطايا في خدمة الامبريالية والغرب .



والله من وراء القصد

 

 





الثلاثاء١٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة