شبكة ذي قار
عـاجـل










ثالثأ

المفتين والمرجعيات المبتدعية

 

كان دور كثير من المراجع الدينية بإفتائهم بشان الموقف من العدوان الأمريكي الذي بدأ على العراق عام 1991 مناقضا للشريعة وأحكام الدين بشقيه القرآن والسنة، واستمر بعضهم يفتي حتى الآن بذلك، فلم يجيز الدين أن تقف المرجعيات ودور الإفتاء موقفا يشرع لغزو واحتلال الكافرين لأرض المسلمين، بل أوجب على المسلمين في حالة إقتتال فئتين من المسلمين أن يصلحوا بينهما، فان بغت إحداهما فعليهم أن يقاتلوها، لا أن يستعينوا عليها بالكافر، وهو ما شرع له وأجازه مراجع يدعون إنهم مراجع دينية!!، وإن إرتكب أحدا عملا منكرا فالمؤمنين مأمورين أن يغيروا المنكر ويواجهوه بأيديهم أي القتال، فان لم يستطيعوا فبألسنتهم، أي الاستنكار والإدانة والرفض والإعلان بان ذلك العمل منافي للدين وخروج على الشرع، فان لم يستطيعوا فبقلوبهم، أي اعتزال الفتنة والعمل المنكر، فهل كان موقف المرجعيات بكل مذاهبها الفقهية والشرعية كما ورد في القرآن والسنة؟ وهل فعلوا أصحاب الإفتاء الديني ذلك في حرب العراق والكويت؟ وهل كان موقف المرجعيات ينطبق مع النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة في صفحتي العدوان الثلاثيني من حشد الكفار؟ وكيف أجازوا اشتراك قوات عربية في القتال ضد العراق بإمرة الأمريكان؟ وما هو موقف مرجعية النجف و مجتهدي المسلمين في إيران من مشاركة حكومة إيران ومخابراتها وأتباعها في دعم وإسناد العدوان الانكلو – صهيوني بدعم المشاركين في العدوان على القوات العراقية والشعب العراقي أثناء صفحة الخيانة والغدر ومن ثم تعاون نظام إيران مع قوات الغزو والاحتلال عام 2003؟ ونفس الأسئلة موجهة لمن أفتوا من علماء شبه الجزيرة العربية ومفتي الحكومات العربية عام 1990 بجواز إستقدام القوات الأمريكية وحشد الكفر الذي تجمع معهم، بل وجوزوا إشتراك القوات العربية في العدوان معهم، على أي نص قرآني استندوا؟ وبأي سنة أو حديث إستدلوا؟ وبهدي من من الصحابة والتابعين إهتدوا؟ وبأي فقه وتشريع حكموا ؟ وهل كانوا بإفتائهم علماء دين أم موظفي حكام خونة؟ فنسوا الله وأفتوا بما يخالف دينهم فهل لهم بعد ذلك حق في إدعاء العلمية وجواز الإفتاء؟ وهل تابوا عن جرمهم واستعاذوا بالله من شر ما إرتكبوا وأباحوا؟ أنا اسألهم فهل من مجيب؟ وأذكر المؤمنين لان الذكرى تنفع المؤمنين؟ إن كان البعض منهم سيقول انه لم يفتي بذلكم فلماذا لم يفتي بخلافه وعدم شرعيته وبطلانه؟ ولماذا لم نسمع منهم من نصح حاكم البلد الذي يعيش به بأنه يخالف الشرع ويرتكب كبيرة مخالفة لشرع الله وأحكام الدين؟ وهل هناك اكبر من هذه الجريمة معاونة أعداء الله وعباده ببغيهم وجريمتهم وعدوانهم على المسلمين واستهدافهم وقتلهم واستباحة ديارهم؟

 

لقد أجاز الكثير من رجال الإفتاء وداهنوا وهذا يدخلهم في النفاق أو مخالفة الأحكام وتحليل الحرام، فهل هم لم يقرأوا القرآن؟ أو لم يعرفوا أحكامه؟ والكثير منهم يدعي انه حافظ له؟ أي حفظ هذا؟ الحفظ ليس القدرة على قرائته شفاها دون النظر في الكتاب؟ بل الحفظ هو التطبيق له والحكم بما جاء فيه، فكيف حكموا والله سبحانه وتعالى يقول (وقاتلوا اللذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، أكانوا مغفلين أو يتصوروا إن أمريكا وحشدها جاءوا لأجل تحرير الكويت فعلا؟ أم إنهم تواطئوا لأنهم يعتبروا العراق يمثل تهديدا للأنظمة التي تمنحهم الهبات والثروات؟ أم داهنوا وخالفوا خوفا من أن تعتبرهم أمريكا مخالفين لها وتصنفهم بأنهم داعمين للإرهاب ومعادين لها؟ أخافوا أمريكا ولم يخافوا الله؟ هذا الموقف المشبوه من أولئك اللذين يدعوا الإسلام، يجعل المسلم في شك منهم ويثير تساؤلات خطيرة، هل كلهم تواطئوا؟ أم هل إستطاعت أمريكا تجنيدهم مع المرتزقة؟ أم إشترت سكوتهم جميعا؟ إن ذلك الموقف المريب والمناقض للدين قد يجعل كثير من الشباب الإسلامي ينحوا احد منحيين كلاهما مر وضار للإسلام والمسلمين:

 

إما إعتماد فهمه وإجتهاده الشخصي، لعدم ثقته بكل المدعين بالمرجعية وصدقية مدعي العلمية في الدين، وهذا هو السبب في نشوء التطرف والتأويل الكيفي لنصوص القرآن في الجهاد، والذي قد يؤدي للإساءة للدين والمسلمين عموما ويخدم من حيث لا يدري الفاعلون مخطط الأعداء.

 

 أو التخلي أصلا عن أحكام الدين وهو طريق لعدم الالتزام بالدين والتحول إلى أن يكون المسلمين فقط مسلمين بالبطاقة ولا يلتزموا بالدين وأحكامه، ولا يفهموها وهذا طريق العلمانية الغربية المشوهة، التي هي الكفر بعينه، كما يقول العراقيون مسلم بالجنسية (أي ببطاقة الأحوال المدنية فقط).

 

 وهذه سنة سنوها علماء المسلمين بجناحي الإسلام السياسي، الوهابيون (علماء السعودية والخليج) والخمينيون (أتباع ولاية الفقيه) منذ عام 1991إبان العدوان الصهيو-سكسوني على العراق، الذين أجازوا الإستعانة بالكافر على المسلم، وشرعنوا ذلك لسلاطين الطاغوت وعبدة الكرسي والمال من حكامهم، فعليهم وزر فتواهم ووزر من عمل بها لا ينقص من وزر أحد منهم شيئا إلى يوم الدين.

 

اللهم ثبتنا على الأيمان، وإهدنا الصراط المستقيم، ولا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا ولا تمتنا إلا ونحن مسلمين.

 

 





الاحد٢٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة